الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العمل في المستشفيات
المجيب د. قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل
التصنيف الفهرسة/ المعاملات/الإجارة والجعالة
التاريخ 9/7/1424هـ
السؤال
ما حكم العمل في المستشفيات بشكل عام مع العلم أنها قائمة على أنظمة غربية بالأساس، ويحصل فيها منكرات عظيمة مع وجود النساء الغربيات والمسلمات، ولما فيها من كشف المرأة المسلمة لحجابها، ولا أحد يأمرهن بالتستر، حتى وصلت إلى أن نساء المسلمين يدخنَّ الدخان في فناء المستشفى. وحيث إن الإدارة يعمل فيها النساء كمديرات للأقسام أو سكرتيرات وهنّ متبرجات، وتجد المدير مسلما وسكرتيرته أجنبية نصرانية ومتبرجة، ويفرض علينا التعامل معهم، وكذلك يفرض علينا التعامل باللغة الإنجليزية في كل خطاباتنا وتعميماتنا فأصبحنا نعيش في هذه المستشفيات بشخصية ممسوخة، وفوق هذا كله تكون الموالاة للكافرين، فالمعاملة الحسنة والمحافظة على مشاعرهم والمزايا الكثيرة، فالكفار يعملون من ناحية العقود والمزايا أفضل من المسلمين، فأصحاب الجنسية الأمريكية يعطون العقود من فئة (أ) والأوربية فئة (ب) أما السعوديون ففئة (ج) وبقية الدول العربية فئة (د) ، وأيضا يعيشون على أرضنا وكأنهم في بلادهم فلا يحتشمون، وهم يسكنون بين سكان مسلمين هذا والله المستعان. وفي حالة بقائنا في هذا العمل كيف ننكر المنكر؟ هل ننكر بشدة مع العلم أن مدراء المستشفى لا يلتفتون إلى أوامر الدين كما هو ظاهر لنا؟ مع العلم أني ولله الحمد استقمت وصلحت أحوالي عن ذي قّبل، فهل أستمر أم أترك العمل مع أن عليَّ بعض الديون ولم أتزوج بعد؟
الجواب
اعلم أن المستشفيات تعتبر من ضرورات الحياة إذ بها صلاح أبدان الناس، والعمل بها عمل شريف كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (لا أعلم بعد الحلال والحرام علماً أنبَلَ من الطبّ) ، وإذا وُجد في المستشفيات شيء من الخطأ فلا سبيل لتصحيحه إلا بأن يلتحق بهذا العمل أهل العفَّة والديانة، واعلمْ أن مَن خالط الناس وناصحهم بالحكمة والموعظة الحسنة وصبَرَ على ذلك خيرٌ ممن يفرُّ عنهم ويكون قعيد بيته، بل ستصبح لك دُرْبَة في طريقة التوجيه والإرشاد والدلالة إلى الله تعالى. ولا حَرَج عليك إن تحدَّثت بغير العربية، ولو مع متبرِّجة من غير المسلمات، وليس في ذلك شيء من الموالاة للكافرين، وأنت تعلَم أن الوفود كانت تفد عليه صلى الله عليه وسلم بالمدينة فيستقبلهم ويقرِّبهم، ويعطي كبيرهم وسيِّدهم حقَّه، وربما استقبلهم داخل حرم المسجد، كما فعل مع وفد ثقيف الذين كانوا على الشرك حينها، حيث أنزلهم في المسجد انظر ما رواه أبو داود (1393) وابن ماجة (1345) من حديث أوس بن حذيفة رضي الله عنه.أما ما يتمتَّعون به من مزايا فهذا ليس من شأنك، وإنما هو عقد بينهم وبين من استأجرهم على العمل لا شأن لك به ولا عِزَّة لهم به، بل العزيز هو مَن يقوم بعمله على أحسن وجْهٍ وأكمله مسعداً بذلك نفسه ومرضياً ربَّه من غير ذلَّة لأحد. أما كيف تنكر فاعلم أن الأمر بالمعروف يجب أن يكون بمعروف، وأن النهي عن المنكر يجب أن يكون كذلك بمعروف، وأن وظيفتك حين آمنت بالله تعالى أن تكون دلَاّلاً على بضاعة الرحمن لا أن تكون خصماً للناس، ولا أن تكون فاحشاً أو منفِّراً من هذا الدين، فاعمل عَمَلَ مَن يسوِّق لبضاعةٍ، بالتلطُّف والتودُّد والإكرام، وابحث عن هذه الوسائل في سيرة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم.