الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العمل في شركة تقترض قرضاً ربوياً
المجيب د. سامي بن إبراهيم السويلم
باحث في الاقتصاد الإسلامي
التصنيف الفهرسة/ المعاملات/الإجارة والجعالة
التاريخ 03/05/1425هـ
السؤال
أنا مدير مالي بشركة، هذه الشركة ستأخذ قرضاً ربوياً من أحد المصارف، علماً وأنا لم أوقع على عقد القرض، ولا على كمبيالات ضمان القرض، ولكن أكيد سأقوم أنا أو أحد الموظفين التابعين لي بإثبات القرض بالدفاتر، وإثبات العمليات المتعلقة به، وطبعاً سيكون في المستقبل إيرادات تنشأ عن المشاريع التي سيتم تنفيذها بهذا القرض، بمعنى أن أجور الموظفين بهذه الشركة ستؤخذ من هذه الإيرادات، وغيرها من المبالغ الأخرى، أي ستختلط المبالغ الناتجة عن المشاريع المقامة بهذا القرض وغيرها، ومن الصعب تميزها عن بعض، علماً بأنه في الوقت الحالي وتقريباً حتى سنة ونصف أخرى لن يكون هناك إيرادات لهذا القرض، ولكن المشروع الذي سيتم إنشاؤه من القرض سيبدأ تنفيذه مع بداية العام القادم، وعقد القرض تم توقيعه، سؤالي هو: هل يلحقني الإثم بعملي في هذه الشركة وبالإجراءات التي أقوم بها بحكم طبيعة عملي؟.
ثانياً: هل الأجور التي ستعطى للموظفين مستقبلاً لو أنها مختلطة مع الإيرادات الناتجة عن المشروع الذي تم إنشاؤه من القرض، تعتبر حراماً؟ أو أن الموظفين العاديين بهذه الشركة هم غير مسؤولين عن مصادر الأموال؟ أفيدوني مما علمكم الله.
-وجزاكم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين-، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(1)
أما ما يتعلق بالأخ السائل من جهة إثباته القرض في دفاتر الشركة، فهذا من الإشهاد على الربا وكتابته الذي ورد الحديث بذمه، والوعيد عليه، لكن مشكلة الربا عمت بها البلوى، وفي بعض البلاد الإسلامية لا يتيسر الحصول على تمويل خال من الربا، فإن أمكن للأخ أن يجد فرصة عمل أخرى تسلم من الربا، فالواجب الانتقال إليها، وإلا فعليه أن يتقي الله ما استطاع، ويجتهد أن يناصح المسؤولين بالشركة بالبحث عن مصادر تمويل تخلو من الحرام، وإذا اجتهد في ذلك وأخلص النية فهو موعود - إن شاء الله- بخير عظيم،؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً" رواه مسلم (2674) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقوله عليه الصلاة والسلام:"لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم" رواه البخاري (3701) ، ومسلم (2406) عن سهل بن سعد رضي الله عنه.
(2)
أما ما يتعلق بالموظفين الآخرين الذين يقومون بأعمال مشروعة في الأصل، لكنهم يحصلون على رواتبهم من إيرادات القرض الربوي، فلا حرج عليهم - إن شاء الله-؛ لأنه ثبت أن علياً رضي الله عنه آجر نفسه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يهودي، انظر ما رواه الترمذي (2473) ، وابن ماجة (2447) ، واليهود يأكلون الربا بنص القرآن، لكن يبقى واجب النصيحة على الجميع بحسب الاستطاعة. والله أعلم.