الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل عليهم جمعة
؟
المجيب عبد العزيز بن إبراهيم الشبل
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كتاب الصلاة/صلاة الجمعة
التاريخ 30/1/1425هـ
السؤال
نحن أقل من 12 رجلاً، نعيش في الصحراء عند حقل بترول، وليس منا من يسكن في المنطقة، هل علينا جمعة؟.
الجواب
الحمد لله:
إذا كنتم بجوار قرية تسمعون نداء الجمعة الذي يؤذن به في تلك القرية في الأحوال العادية، فإن الجمعة تلزمكم؛ لعموم قوله -تعالى-: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
…
" الآية، [الجمعة:9] .
وأما إذا لم تكونوا بجوار قرية يؤذن فيها للجمعة، فلا يخلو حالكم من أمرين:
الأمر الأول: أن تكونوا مستوطنين في هذا المكان لا ترحلون عنه صيفاً ولا شتاءً، ففي هذه الحال يلزمكم صلاة الجمعة؛ لعموم الأدلة الدالة على وجوب الجمعة على المستوطنين، ومنها: ما رواه مسلم (865) عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين"، ولا عبرة بمادة البناء الذي تعيشون فيه، سواء أكانت خياماً أو غيرها، وإنما العبرة بالاستيطان.
الأمر الثاني: أن تكونوا غير مستوطنين في هذا المكان فلا جمعة عليكم؛ لأن الأعراب الذين كانوا حول المدينة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بالجمعة، ولو أمرهم لنقل ذلك إلينا، وكذلك المسافر لا جمعة عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي الجمعة في أسفاره، وقد صادف يوم عرفة في حجة الوداع يوم الجمعة ومع ذلك صلى النبي صلى الله عليه وسلم ظهراً، انظر ما رواه البخاري (4606) ، ومسلم (3017 - 1218) من حديث عمر وجابر رضي الله عنهما وإنما تلزم المسافر والأعرابي المتنقل الجمعة بغيره، أي إذا أقيمت الجمعة في بلد وسمع النداء فإنه يلزمه إجابة النداء.
وأما لو كان بعضكم مستوطناً ثلاثة فأكثر أصالة، فإنها تلزم البقية تبعاً لهم.
وأما العدد الذي تلزم به الجمعة فهو ثلاثة رجال فأكثر إذا كانوا مستوطنين، وأما باقي الأعداد التي ذكرها جمع من العلماء في تحديد عدد الذين تلزمهم الجمعة فلم يقم عليها دليل صريح صحيح، وإذا كانت الجمعة تلزمكم ولم يكن أحد منكم يستطيع إعداد خطبة فهناك خطب مجموعة في كتب، وهناك أيضاً بعض المواقع الموثوقة مخصصة للخطب يمكنكم الرجوع إليها. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.