الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(صلاها في جمع تقديم ثم أدركه وقتها عند الوصول)
المجيب د. يوسف بن أحمد القاسم
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
كتاب الصلاة/ صلاة أهل الأعذار /صلاة المسافر
التاريخ 11/6/1425هـ
السؤال
عند السفر بالطائرة إلى أمريكا كيف تكون أوقات الصلاة، حيث إننا نصلي في أوروبا الظهر والعصر جمع تقديم، وعند السفر بالطائرة نصل أمريكا ويكون الوقت ما زال وقت صلاة الظهر، فهل نصلي مرة ثانية صلاة الظهر والعصر؟ وفي العودة من أمريكا نصلي المغرب والعشاء جمع تقديم قبل الركوب في الطائرة، وعند السفر عند الساعة الثانية صباحًا يظهر الفجر فكيف نصلي؟ وكذلك لا يسمح لنا بالصلاة واقفين في الطائرة لدواعٍ أمنية، فهل يصح صلاة الفرض في الكرسي في الطائرة؟.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
فإن المسافر إذا أدى فرضه، ثم سافر بالطائرة فأدرك هذا الفرض في البلد الذي سافر إليه، فإنه لا يجب عليه أن يعيد صلاة ذلك الفرض، بل ولا يشرع له أن يعيده، إلا إذا صلاه بنية النافلة، وذلك لأنه قد أدى ما عليه على الصفة المشروعة، فسقط عنه الواجب، وبرئت ذمته، ولهذا كان من القواعد الشرعية أن (من فعل العبادة كما أمر فلا إعادة عليه)، وهذه القاعدة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (21/633) فقال:"فإن الصواب ما عليه جمهور المسلمين: أن من فعل العبادة كما أمر، بحسب وسعه، فلا إعادة عليه، كما قال تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم"، ولم يعرف قط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر العبد أن يصلي الصلاة مرتين، لكن يأمر بالإعادة من لم يفعل ما أمر به. ولهذا لم يأمر عمر وعماراً بإعادة الصلاة لما كانا جنبين، فعمر لم يصل، وعمار تمرغ كما تتمرغ الدابة؛ ظناً أن التراب يصل إلى حيث يصل الماء، وكذلك الذين أكلوا من الصحابة حتى تبين لهم الحبال السود من البيض لم يأمرهم بالإعادة، وكذلك الذين صلوا إلى غير الكعبة قبل أن يبلغهم الخبر الناسخ لم يأمرهم بالإعادة، وكان بعضهم بالحبشة، وبعضهم بمكة، وبعضهم بغيرها، بل بعض من كان بالمدينة صلوا بعض الصلاة إلى الكعبة، وبعضها إلى الصخرة ولم يأمرهم بالإعادة، ونظائرها متعددة"أ. هـ. أما قول السائل: وعند السفر الساعة الثانية صباحاً يظهر الفجر، فهنا بطلوع الفجر -في اليوم التالي- دخل وقت الفجر، فتجب الصلاة حينئذ، ولو كان ذلك في الساعة الثانية، لأن هذه العبادات مرتبطة بأسبابها، فمتى تحقق السبب -وهو هنا طلوع الفجر- وجبت العبادة.
أما بالنسبة للقيام في الصلاة فهو ركن من أركانها مع القدرة عليه، فإذا لم يسمح للراكب بالصلاة واقفاً، فله أن يصلي جالساً إذا كان لا يصل إلى البلد القادم عليه إلا بعد خروج وقت الصلاة، سواء كان وقت هذه الصلاة أو ما يجمع إليها، فمثلاً لو كان وقت المغرب يخرج وهو في الطائرة، ولكنه يقدم في وقت العشاء، فإنه لا يجوز له أن يصلي المغرب جالساً في الطائرة، مع علمه بوصوله إلى ذلك البلد في وقت العشاء، وعليه فيؤخر المغرب ويصليها مع العشاء وهكذا، والله -تعالى- أعلم.