الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تكرير الفاتحة في الوتر
المجيب د. يوسف بن أحمد القاسم
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
كتاب الصلاة/ صلاة التطوع/الوتر والقنوت
التاريخ 9/7/1423هـ
السؤال
إذا كرر الإمام قراءة سورة الفاتحة في صلاة الوتر في التراويح نسياناً، فهل تصح صلاته؟ وهل هناك فرق إذا كان متعمداً؟
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
إذا كرر الإمام قراءة سورة الفاتحة في صلاة الوتر - أو في غيرها- نسياناً فصلاته صحيحة، وكذا الحكم إذا كررها متعمداً، هذا بالنسبة للإجزاء، أو الحكم الوضعي للمسألة، وأما الحكم التكليفي، فالتكرار نسياناً لا حرج فيه؛ للآية الكريمة:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" فقال الله -تعالى-:"قد فعلت" كما ثبت في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه (126) .
وإن كان عمداً، ففيه تفصيل:
فإن كان على سبيل التعبد بالتكرار، فأخشى أن يكون قد أتى محرماً؛ لأنه حينئذ يكون بدعة -إضافية- حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك، والأصل في العبادات الحظر، كما قرر ذلك أهل العلم في باب القواعد الفقهية.
ولهذه العلة -وهي عدم النقل- قال بعض الفقهاء:"ويكره تكرار الفاتحة" وإن كان لا على سبيل التعبد، ولكن لفوات وصف مستحب فالظاهر جواز ذلك، مثل: أن يكررها لتوهم خلل في المرة الأولى، كما صرح بذلك الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله في (حاشية الروض المربع 2/101) أو أن يكررها؛ لأنه نسي فقرأها سراً في حال يشرع فيها الجهر، كما يقع لبعض الأئمة -أحياناً- فلا بأس أن يعيدها من الأول استدراكاً لما فات من مشروعية الجهر، وكذلك الحكم لو قرأها في غير استحضار وأراد أن يكررها ليحضر قلبه في القراءة التالية، فإن هذا تكرار لشيء مقصود شرعاً وهو حضور القلب، لكن إن خشي أن ينفتح عليه باب الوسواس فلا يكرر لئلا يقع في المكروه، ويشدد فيشدد الله عليه، وقد قال عليه الصلاة والسلام:"هلك المتنطعون" أخرجه مسلم في صحيحه (2670) ، وأحيل السائل الكريم على كلام نحو هذا لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في (الشرح الممتع 3/331-332) ، والله -تعالى- أعلم.