الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في بعد قعرها
5564 -
عن خالد بن عمير قال خطب عتبة بن غزوان رضي الله عنه فقال إنه ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا والله لتملأنه أفعجبتم رواه مسلم
(1)
هكذا.
5565 -
ورواه الترمذي
(2)
عن الحسن قال قال عتبة بن غزوان على منبرنا هذا يعني منبر البصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين عاما وما تفضي إلى قرارها وكان عمر يقول أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد وإن قعرها بعيد وإن مقامعها حديد، قال الترمذي لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر.
قوله: "عن خمالد بن عمير" خالد بن عمير هو خالد بن عمير العدوي البصري، من المخضرمين. أدرك الجاهلية. وسمع عتبة بن غزوان، حديثه في البصريين، روى عنه حميد بن هلال ويقال: إنه أدرك الجاهلية، ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات " قوله:"خطب عتبة بن غزوان " هو [أبو]
(3)
عبد الله
(1)
صحيح مسلم (14)(2967).
(2)
سنن الترمذي (2575) وقال: لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر، وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر.
(3)
سقط هذا اللفظ من النسخة الهندية.
وقيل أبو غزوان الصحابي، هو عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن [نُسيْبة] بضم النون ابن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن المازني حليف بني عبد شمس، أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة وهو ابن أربعين سنة ثم عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فأقام معه حتى هاجر إلى المدينة مع المقداد فنزل على عبد الله بن سلمة العجلاني وكانا من السابقين إلى الإسلام، أسلم رضي الله عنه بعد ستة رجال وهو سابعهم [وشهد بدرا وبيعة الرضوان وما بعدها، روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أحاديث هذا أشهرها وليس له في الكتب الستة سواه]
(1)
.
قال أبو العباس القرطبي: عتبة بن غزوان مازني حليف بني نوفل قديم الإسلام هاجر وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا والمشاهد كلها أمّره عمر على جيش فتوجه إلى العراق ففتح الأبلة والبصرة ووليها وبنى [مسجده] الأعظم بالقصب ثم إنه حج فاستعفى عمر عن ولاية البصرة فلم يعفه فقال: اللهم لا تردني إليها، فسقط عن راحلته فمات سنة سبع عشرة وهو منصرف من مكة إلى البصرة [بموضع] يقال له معدن بني سُليم، قاله ابن سعد. ويقال أنه مات بالربذة، قاله المدائني، وروى [حديثه هذا]
(2)
مسلم [أحدها وهو هذا] ولم يخرج البخاري في صحيحه لعتبة بن غزوان شيئًا
(1)
حصل تأخير لهذه الجملة من النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله:(ويقال أنه مات بالربذة، قاله المدائني).
(2)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
ولذلك عده الحميدي في الصحابة الذين انفرد بهم مسلم، وقال [محمد بن] سعد: كان رجلا طوالا جميلا وكان أول من نزل البصرة وهو الذي اختطها وكان من الرماة المذكورين وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي دجانة وكان خطيبا فصيحًا، توفي بطريق البصرة بمرض البطن. وقيل [في الربذة]
(1)
سنة سبع عشرة [من الهجرة، وقيل سنة خمس عشرة وقيل أربع عشرة]
(2)
وهو ابن سبع وخمسين سنة [أو خمس وخمسين]
(3)
وليس في الصحابة من اسمه عتبة بن غزوان غيره، والله أعلم. تقدم غريب ألفاظ خطبته [وتفسيرها] في الزهد في الدنيا وغيره.
قوله: "فقال إنه ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك قعرها" أي ينزل ساقطا يعني أنه ذكر له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لأن مثل هذا لا يعرف إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه لم يسمعه هو من النبي صلى الله عليه وسلم بل سمعة من غيره فسكت عنه إما نسيانا وإما لأمر شرع له ذلك ويحتمل أن يكون هو سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وسكت عن رفعه للعلم بذلك. قوله: "والله لتملأن أفعجبتم" كذا كذا.
5566 -
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن حجرا قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ
(1)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(2)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(3)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
قعرها. رواه البزار
(1)
وأبو يعلى
(2)
وابن حبان في صحيحه
(3)
والبيهقي
(4)
كلهم من طريق عطاء بن السائب.
قوله: "وعن أبي موسى الأشعري" أبو موسى اسمه عبد الله بن قيس تقدم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "لو أن حجرا قذف في جهنم لهوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها" وفي حديث: لو أن حجرا أرسل في جهنم، فهذا الحديث يدل على أن النار في الأرض وقد نص عليه ابن سلام وقال: كذا هو في التوراة، فإن قيل: ففي حديث المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت الجنة والنار ولم يقل رأي النار في السماء.
قال سبط ابن الجوزي
(5)
: أنبأنا جدي بإسناده إلى سعيد بن بشير عن قتادة، وفي رواية عن ابن أبي الدنيا عن شعبة قال: أخبرني من رأى عبادة بن الصامت على حائط بيت المقدس الشرقي يبكي ويقول: من هاهنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم ليلة المعراج، [قال:] ولذلك سمي وادي جهنم [ويحتمل] أن الله
(1)
البزار (3494 - كشف الأستار)، والبزار- البحر الزخار (3093).
(2)
نسبه ابن حجر في المطالب (4594)، والبوصيري في الإتحاف (7799/ 8797)، والمجمع (10/ 389) لابن أبي شيبة وأبي يعلى والبزار والطبراني.
(3)
وابن حبان (7468).
(4)
والبيهقي في البعث (483). هناد في الزهد (251)، مسند البزار = البحر الزخار (3093)، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (3/ 1015)، والروياني (516)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 389): رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، وفيهما عطاء بن السائب، وقد أختلط وبقية رجالهما ثقات. وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح أبن حبان (10/ 442)، والصحيحة (1612 و 2165)، وصحيح الترغيب والترهيب (3672).
(5)
مرآة الزمان (1/ 144).
تعالى أراه إياها في تلك الليلة كما جلى له بيت المقدس وذلك أبلغ في إظهار القدرة ولأن النار حبس والحبس يكون في جهة السفل بخلاف الجنة فإنها بستان والبستان في جهة العلو
(1)
، والله أعلم. قوله:"من طريق عطاء بن السائب" هو عطاء بن السائب بن يزيد الثقفي، ويقال: ابن السائب بن مالك الكوفي، مات سنة ست وثلاثين ومائة، أو نحوها، روى عن أنس، وأبيه، وابن أبي أوفى، ومرة الطيب، وعمرو بن حريث المخزومي، وأبي عبد الرحمن السلمي، وابن أبي ليلى، وذر بن عبد الله، وعكرمة، ومجاهد، وخلق.
وعنه شعبة، والسفيانان، والحمادان، وزائدة، وعبيدة بن حميد، ويحيى القطان، وعران بن عيينة، وخلائق قال يحيى: لا يحتج به.
وقال أحمد: ثقة ثقة رجل صالح من سمع منه قديما كان صحيحا، ومن سمع منه حديتا لم يكن بشيء، وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم لكنه تغير، ورواية شعبة والثوري وحماد بن زيد عنه جيدة وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم.
5567 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتدرون ما هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفا فالآن حين انتهى إلى قعرها. رواه مسلم
(2)
.
(1)
مرآة الزمان (1/ 144).
(2)
صحيح مسلم (31)(2844).
قوله: "وعن أبي هريرة" تقدم الكلام على مناقبه. قوله: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة" الحديث، الوجبة الهدَّة وهي صوت وقع الشيء الثقيل. قوله:"فقال هذه صخرة هوت" أي نزلت وسقطت. قوله: "من شفير جهنم" شفير جهنم هو حرفها الأعلى وحرف كل شيء أعلاه وشفيره ومنه شفر العين.
5568 -
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانيِّ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قَالَ سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صَوتا هاله فَأَتَاهُ جِبْرِيل عليه السلام فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا هَذَا الصَّوْت يَا جِبْرِيل فَقَالَ هَذِه صَخْرَة هوت من شَفير جَهَنَّم من سبعين عَاما فَهَذَا حِين بلغت قعرها فَأحب الله أَن يسمعك صَوتهَا فَمَا رئي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضَاحِكا ملْء فِيهِ حَتَّى قَبضه الله عزوَجل
(1)
.
5569 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن صخرة وزنت عشر خلفات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا حتى تنتهي إلى غي وأثام قيل وما غي وأثام قال بئران في جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار وهما اللتان ذكرهما الله في كتابه {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} مريم 95 وقوله ومن يفعل ذلك يلق أثاما الفرقان 86 رواه الطبراني
(2)
(1)
أخرجه الطبرانى في الأوسط (1/ 248 رقم 815). وقال الهيثمى في المجمع 10/ 389: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري وهو ضعيف. وقال الألباني: منكر بهذا التمام الضعيفة (6705) وضعيف الترغيب (2146). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(2)
المعجم الكبير للطبراني (8/ 175/ 7731)، وفي مسند الشاميين (1589) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 390) وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. أخرجه =
والبيهقي
(1)
مرفوعا ورواه غيرهما موقوفا
(2)
على أبي أمامة وهو أصح الخلفات جمع خلفة وهي الناقة الحامل.
قوله: "وعن أبي أمامة" أبو أمامة اسمه صُدَي بن عجلان الباهلي، تقدم الكلام على مناقبه. قوله صلى الله عليه وسلم:"لو أن صخرة وزنت عشر خلفات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا" الحديث، الخريف السنة والخَلِفات جمع خلفة وهي الناقة الحامل. قاله الحافظ. وقال في النهاية
(3)
الخلفة بفتح الخاء وكسر اللام الحامل من النوق وتجمع على خلفات وخلائف وقد خلفت إذا حملت وأخلفت إذا حالت وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة ومنه الحديث: ثلاث آيات يقرؤهن أحدكم خير له من ثلاث خلفات سمان عظام. ومنه حديث هدم الكعبة لما هدموها ظهر فيها مثل خلائف الإبل، أراد بها صخورًا [عظاما] في أْساسها بقدر النوق الحوامل، اهـ. [وفي عبارة بعضهم هي النوق الحوامل، وقد جاء
= محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (36)، وابن أبي الدنيا في صفة النار (17)، والدولابي في الأسماء والكنى (91) وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2147) قلت: فيه ضعيفان، خرجته في الصحيحة تحت الحديث (1312). وفيه بيان أن الموقوف لا يصح أيضًا.
(1)
البعث والنشور للبيهقي (474).
(2)
وأخرجه ابن المبارك في الزهد (2/ 86)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 88)، وابن أبي الدنيا في صفة النار (25)، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (37).
(3)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 68).
مفسرا في بطونها أولادها وهي خلفة إلى أن يمضي أمد [نصف] حملها فتكون عشراء. [قاله عياض].
(1)
5570 -
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده إن بعد ما بين شفير النار إلى أن يبلغ قعرها لصخرة زنة سبع خلفات بشحومهن ولحومهن وأولادهن يهوي فيما بين شفير النار إلى أن يبلغ قعرها سبعين خريفا. رواه الطبراني
(2)
ورواته رواة الصحيح إلا أن الراوي عن معاذ لم يسم. قوله: "وعن معاذ بن جبل" تقدم الكلام على مناقبه. قوله صلى الله عليه وسلم: "إن بعد ما بين شفير جهنم إلى أن يبلغ قعرها كصخرة زنة سبع خلفات بشحومهن ولحومهن وأولادهن" الحديث، والحكمة في التمثيل بالسبع خلفات لأن ذلك عدد أبواب جهنم والله أعلم. ["قوله والحكمة إلخ، غير ظاهر من جهة المعنى ويرده أيضا وزنها بعشر خلفات في الحديث قبله، والله أعلم "]
(3)
.
(1)
حصل تقديم لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت قبل قوله:(وقال في النهاية الخلفة بفتح الخاء وكسر اللام الحامل من النوق وتجمع على خلفات وخلائف).
(2)
المعجم الكبير للطبراني (20/ 169/ 361)، وأخرجه أبن أبي الدنيا في صفة النار (26)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 395): وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3674).
(3)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
5571 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسرادق النار أربعة جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة. رواه الترمذي
(1)
والحاكم
(2)
وقال صحيح الإسناد.
قوله: "وعن أبي سعيد الخدري" تقدم الكلام على مثاقبه، قوله صلى الله عليه وسلم:"السُّرادق النار سبع جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة" الحديث، السرادق كل ما أحاط بالشيء نحو المضروب والخباء وعبارة بعضهم أيضا كل ما أحاط بشيء من حائط أو خباء. قال في شرح السنة: يقال للحائط المشتمل على الشيء سرادق، وقال الله تعالى:{أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}
(3)
اهـ. وقال في النهاية
(4)
: السرادق هو الذي [يمد] فوق صحن الدار ويطيف أي يحيط به ويقاربه. وقوله: "سبع جدر كثف كل جدار" الكثف جمع كثيف وهو الثخين الغليظ، قاله في النهاية
(5)
أيضًا.
(1)
سنن الترمذي (2584).
(2)
المستدرك للحاكم (4/ 643) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق (2/ 90) في المسند (131)، وأحمد (11234)، وأبو يعلى الموصلي (1389)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2148)، وضعيف الجامع الصغير وزيادته (4675).
(3)
سورة الكهف، الآية:29.
(4)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 359).
(5)
النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 153).