الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في شراب أهل النار
5582 -
عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:"كالمهل " قال: كعكر الزيت، فإذا قرب إلى وجه سقطت فروة وجهه فيه. رواه أحمد
(1)
والترمذي
(2)
من طريق رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم وقال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث رشدين.
[قال الحافظ]: قد رواه ابن حبان
(3)
في صحيحه والحاكم
(4)
من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
قوله: "عن أبي سعيد" هو الخدري تقدم الكلام عليه. قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {كَالْمُهْلِ}
(5)
[قال: كعكر الزيت]
(6)
، [فإذا قرب إلى وجهه
(1)
مسند أحمد (11672).
(2)
سنن الترمذي (2581).
(3)
صحيح ابن حبان (7473)، وضعفه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (10/ 444)، وضعيف الترغيب والترهيب (2154).
(4)
الحاكم (2/ 501 و 4/ 604)، وأخرجه أحمد (11695)، وأبو يعلى (1375) وأخرجه ابن المبارك في مسنده (130)، وفي الزهد (316)، وعنه: الترمذي (2584)، (2581 و 3322)، وعبد بن حميد (930)، والطبري في التفسير (18/ 12)(22/ 46)، وابن حبان (7473)، والبيهقي في البعث والنشور (535)، والبغوي في شرح السنة (4407)، وفي التفسير (5/ 168) وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين.
(5)
سورة الكهف، الآية:29.
(6)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
سقطت فروة وجهه" الحديث]
(1)
، والعكر الرديء، وقيل المهل الرصاص المذاب أو الصفر أو الفضة وكل ما أذيب من هذه الأشياء فهو مهل. وقيل المهل الصديد الذي يسيل من جلود أهل النار، والأصل في فروة الرأس جلدته بما عليها من الشعر فاستعار الفروة من رأس للوجه.
تنبيه: ويروى في حديث آخر فإذا قرب المهل منه سقط قرقرة وجهه أي جلدة وجهه والقرقر من لباس الثساء شبهت بشرة الوجه به. وقيل: إنما هي رقرقة وجهه وهو ما ترقرق من محاسنه، ويروى فروة وجهه كما تقدم. وقال الزمخشري: أراد ظاهر وجهه وما بدا منه، ومنه قيل للصحراء البارزة [قرقراء] اهـ. قاله في النهاية
(2)
.
قوله: "من طريق رشدين بن سعد بن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم. رشدين بن سعد هو رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال المهرى، أبو الحجاج المصرى، و هو رشدين بن أبى رشدين قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك وقال أبو زرعة ضعيف، وقال أحمد لا يبالي عمن روى، وليس به بأس في الرقائق وقال أيضًا أرجو أنه صالح الحديث وحسن له الترمذي ودراج هو بن سمعان، يقال اسمه عبد الرحمن و دراج لقب، أبو السمح القرشى السهمى مولاهم المصرى القاص مولى عبد الله بن عمرو،
(1)
حصل تأخير لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله:(وقيل المهل الصديد الذي يسيل من جلود أهل النار).
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 48).
ضعفه أبو حاتم والدارقطني وغيرهما، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال مرة: ليس بالقوي ووثقه يحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهما وصحح حديثه عن الهيثم الترمذي، واحتج به ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وغيرهم، وأبو الهيثم اسمه سليمان بن عمرو بن عبد، ويقال: ابن عبيد الليثى العتوارى، أبو الهيثم المصرى، "صاحب أبى سعيد الخدرى" وثقه ابن معين والعجلى والفسوى.
5583 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم، حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه، وهو الصهر ثم يعاد كما كان. رواه الترمذي
(1)
والبيهقي
(2)
إلا أنه قال: فيخلص فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه. روياه من طريق أبي السمح، وهو دراج عن ابن حجيرة، وقال الترمذي: حديث حسن كريب صحيح.
[الحميم]: هو المذكور في القرآن في قوله تعالى: وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم.
(1)
سنن الترمذي (2582)، والحديث، أخرجه عبد الله بن المبارك في "المسند"(128)، والزهد والرقائق (2/ 89)، وأحمد (8864)، وفي الزهد (ص: 20)، والطبري 16/ 495،، وابن أبي الدنيا في صفة النار (ص: 60)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 182)، والبغوي (4406). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته (1433)، وقواه في الصحيحة (3470). انظر: تراجعات الألباني (74).
(2)
البيهقي في البعث والنشور (527)، والحاكم في المستدرك (2/ 387)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وروي عن ابن عباس وغيره أن الحميم الحار الذي يحرق. وقال الضحاك: الحميم يغلي منذ خلق الله السموات والأرض إلى يوم يسقونه، ويصمب على رؤوسهم. وقيل: هو ما يجتمع من دموع أعينهم في حياض النار فيسقونه، وقيل غير ذلك.
قوله: "وعن أبي هريرة" تقدم. قوله: "إن الحميم ليُصبّ على رءوسهم " الحديث. الحميم هو المذكور في القرآن. قوله تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}
(1)
الآية إلخ ما ذكره الحافظ في التفسير.
قوله: "فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه ويسلت "، [الحديث، يخلص أي حتى يصل إلى جوفه ويسلت و] السلمت القطع، أي يقطعه ويستأصله وأصل السلت القطع، قاله في النهاية
(2)
. ويمرق أي يخرج والصهر بالصاد المهملة المفتوحة [وسكون الهاء] الإذابة يقال: صهرت الشحم إذا أذبته ومنه الحديث: إن الأسود كان يصهر رجليه بالشحم وهو محرم أي يذيبه ويدهنها به يقال صهر بدنه إذا دهنه بالصهير، اهـ. قاله في النهاية
(3)
.
5584 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: [ويسقى من ماء صديد يتجرعه] قال: يقرب إلى فيه فيكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره، قال الله عز
(1)
سورة محمد، الآية:15.
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 388) ..
(3)
النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 63).
وجل: [وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم] ويقول: [وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب]. رواه أحمد
(1)
والترمذي
(2)
، وقال: حديث غريب، والحاكم
(3)
وقال: صحيح على شرط مسلم.
قوله: "وعن أبي أمامة" هو الباهلي واسمه صدي بن عجلان. تقدم. قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}
(4)
يتجرعه، الحديث، التجرع شرب في عَجلة وقيل هو الشرب قليلا قليلا، أشار به إلى الآية المذكورة، قاله في النهاية
(5)
.
5585 -
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا. رواه الترمذي
(6)
من حديث رشيد عن عمرو
(1)
مسند أحمد (22285).
(2)
سنن الترمذي (13/ 25).
(3)
الحاكم في المستدرك (2/ 368)، (2/ 457) والحديث؛ أخرجه ابن المبارك في الزهد (314)، وفي مسنده (129)، وأحمد (5/ 265)، وفي الزهد (ص 20)، والترمذي (2583)، والنسائي في الكبرى (11199)، والطبري في التفسير (16/ 549)، (18/ 14)، (22/ 168)، الطبراني (7460)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 182)، والبيهقي في البعث والنشور (534)، والبغوي في التفسير (4/ 342)، وفي شرح السنة (4405) وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2105)، وفي السلسلة الضعيفة (6897).
(4)
سورة إبراهيم، الآية:16.
(5)
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 261).
(6)
سنن الترمذي (2584).
ابن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم، وقال الترمذي: إنما نعرفه من حديث رشدين.
[قال الحافظ]: رواه الحاكم
(1)
وغيره من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
قوله: "وعن أبي سعيد" هو الخدري، تقدم الكلام على مناقبه. قوله:"لو أنّ دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا" الحديث، والغساق بفتح الغين المعجمة وبالسين المهملة يخفف ويشدد. قال الجوهري
(2)
: غسقت عينه إذا أظلمت وغسق الجرح إذا سال منه ماء أصفر والغساق الماء البارد المنتن قرأ حفص وحمزة والكسائي بالتشديد والباقون بالتخفيف، اهـ. قال الحافظ رحمه الله: وقد اختلف في معناه، فقيل: هو ماء يسيل من بين جلد الكافر ولحمه، قاله ابن عباس إلخ ما ذكره الحافظ.
5586 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر، ومن مات مدمن الخمر سقاه
(1)
الحاكم في المستدرك (2/ 501 و 4/ 601 - 602)، وأخرجه ابن المبارك في الزهد (زوائد نعيم ص 90) وأسد بن موسى في الزهد (30) وأحمد (11230 و 11786) وابن أبي الدنيا في صفة النار (77) وأبو يعلى (1381) وابن جرير في تفسيره (23/ 178 و 30/ 14)، وابن بشران (1444) والبيهقي في البعث (514) والبغوي في شرح السنة (4407) وعبد الغني المقدسي في ذكر النار (100) وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4803).
(2)
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (4/ 1537).
الله جل وعلا من نهر الغوطة قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات، يؤذي أهل النار ريح فروجهم. رواه أحمد
(1)
وابن حبان في صحيحه
(2)
، والحاكم
(3)
وقال: صحيح الإسناد.
[المومسات] بضم الميم الأولى وكسر الثانية: هن الزانيات.
قوله: "وعن أبي موسى" اسمه عبد الله بن قيس. تقدم [الكلام عليه رضي الله عنه. قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر" الحديث، هذا الحديث مؤول لا يحمل على ظاهره وتقدم له نظائر.
5587 -
وَعَن أَسمَاء بنت يزِيد رضي الله عنهما أنهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من شرب الْخمر لم يرض الله عَنهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَة فَإِن مَاتَ مَاتَ كَافِرًا فَإِن عَاد كَانَ حَقًا على الله أَن يسْقِيه من طِينه الخبال قيل يَا رَسُول الله وَمَا طِينَة الخبال قَالَ صديد أهل النَّار رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد حسن
(4)
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من
(1)
مسندأحمد (19569).
(2)
ابن حبان (5346)، (6137).
(3)
الحاكم في المستدرك (4/ 146) وقال هذأ حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. والحديث؛ أخرجه الخرائطي، في "مساوئ الأخلاق"(272). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2157)، وضعيف الجامع الصغير (2598)، والضعيفة (1463).
(4)
أخرجه أحمد (27603)، والطبراني في الكبير 24/ 168 - 169 (428) و (429). وقال الهيثمى في المجمع 5/ 69: رواه أحمد، والطبراني، وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف، وقد حسن حديثه، وبقية رجال أحمد ثقات. وقال الألباني في ضعيف الترغيب (1425): منكر وضعفه في (2158). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
حَدِيث عبد الله بن عَمْرو
(1)
أطول مِنْهُ إِلَّا أَنه قَالَ من عَاد فِي الرَّابِعَة كَانَ حَقًا على الله أَن يسْقِيه من طِينَة الخبال يَوْم الْقِيَامَة قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا طِينَة الخبال قَالَ عصارة أهل النَّار وَتقدم فِي شرب الْخمر وَتقدم أَيْضا فِيهِ حَدِيث أنس من فَارق الدُّنْيَا وَهُوَ سَكرَان دخل الْقَبْر سَكرَان وَبعث من قَبره سَكرَان وَأمر بِهِ إِلَى النَّار سَكرَان فِيهِ عين يجْرِي مِنْهَا الْقَيْح وَالدَّم هُوَ طعامهم وشرابهم مَا دَامَت السَّمَوَات وَالأرْض.
(1)
أخرجه ابن حبان (5357). وصححه الألباني في "المشكاة"(3644/ التحقيق الثاني) وصحيح الترغيب (2384). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.