الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس
في صور هذه النازلة
ليعلم أن هذا الاصطلاح " طفل الأنابيب " أصبح لغة ميتة لأنه يمثل
الآن واحدة من الصور وليس جميع الصور، ولأن الأنبوب أصبح البديل
المستعمل " الطبق " فكان الأولى أن يتحول إلى هذا اللقب " طفل الطبق "
كما تقدم في المبحث الثالث.
فصار " طفل الأنبوب " واحدة من صور وأساليب ما أكتسب اسم
" التلقيح الصناعي ". والذي يحسن التسمية به هو " طرق الإنجاب في
الطب الحديث " أو " التلقيح خارج الجسد ". وهذه الأساليب والصور آخذة
في سبيل التكاثر والانقسام.
وقد نهج الباحثون في تقسيم هذه الصور والأساليب إلى قسمين بحكم
السبب الجامع الذي تندرج تحته تلك الصور، لكن جرى الخلف في
التقسيم على ما يلي (1) :
القسم الأول:
التلقيح الاصطناعي الداخلي، أو يقال: الإخصاب الداخلي، أو
يقال: التلقيح الإخصابي الذاتي: وهو ما أخذ فيه ماء الرجل وحقن في
(1) الطب الإسلامي 3 / 393 - 394 مقال لأحمد شرف الدين. وهو مهم، وص: 350
كتاب الإنجاب.
محله المناسب داخل مهبل المرأة زوجة أو غيرها وفي هذا صورتان.
القسم الثاني:
التلقيح الاصطناعي الخارجي أو يقال: الإخصاب المعملي، حيث
يتم الإخصاب في وسط معملي: وهو ما أخذ فيه الماءان من رجل وامرأة
زوجين أو غيرهما وجعلا في أنبوب أو طبق اختبار ثم تزرع في مكانها
المناسب من رحم المرأة. وفي هذا خمس صور.
وفي الواقع أن هذا التقسيم هو باعتبار واحد هو: مكان الإخصاب،
لكنه ينقسم أيضاً باعتبار الماء إلى قسمين:
الأول: تلقيح ذاتي. أي بماء الزوجين ذاتهما في ذات رحم الزوجة.
وهذا له صورتان واحدة داخلية وأخرى معملية.
الثاني: التلقيح الأجنبي: وهو الذي يكون فيه أحد المائين أو كلاهما
أجنبياً، وينقسم باعتبار الرحم الذي تزرع أو تستنبت فيه اللقيحة إلى ثلاثة
أقسام:
الأول: رحم الزوجة ذاتها.
الثاني: رحم ضرتها.
الثالث: امرأة أجنبية.
وينقسم باعتبار الزوجية إلى قسمين:
الأول: ما يتم بين زوجين، زوج وزوجته: منياً وبييضة ورحماً.
الثاني: ما كان فيه طرف ثالث أجنبي، أو كان أجنبياً متمحضاً أو كان
فيه طرفان أجنبيان.
ثم هذان القسمان باعتبار الطريق على نوعين:
1-
نوع داخلي.
2-
ونوع خارجي معملي.
ومن هذه الصور ما يجمع هذه التقاسيم أو بعضها فضلاً: ماء رجل
وزوجة يلقح ماؤه ببييضة امرأة أجنبية ثم تنقل من وسطها المعملي إلى رحم
زوجته أو أجنبية أخرى سوى صاحبة البييضة. فهذا تلقيح معملي أجنبي
باعتبار البييضة، أجنبي باعتبار الرحم.
هذا ما يمكن فيه تقسيم صور هذه النازلة التي حدثت حتى تاريخه
ووصل إلينا علمها وأصبحت حقيقة تنتظر الفتيا بشأنها.
وبعد هذا فإلى بيان هذه الصور والأساليب على ما يلي كما وردت
محررة مبينة في قرار المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة رقم 2 في
عام 1404 هـ:
للتلقيح الداخلي فيه أسلوبان، وللخارجي خمسة من الناحية الواقعية،
بقطع النظر في حلها أو حرمتها شرعاً، وهي الأساليب التالية:
في التلقيح الاصطناعي الداخلي:
الأسلوب الأول:
أن تؤخذ النطفة الذكرية من رجل متزوج وتحقن في الموقع المناسب
داخل مهبل زوجته أو رحمها حتى تلتقي النطفة التقاء طبيعياً بالبييضة التي
يفرزها مبيض زوجته، ويقع التلقيح بينهما ثم العلوق في جدار الرحم بإذن
الله، كما في حالة الجماع، وهذا الأسلوب يلجأ إليه إذا كان في الزوج
قصور لسبب ما عن إيصال مائه في المواقعة إلى الموضع المناسب.
الأسلوب الثاني:
أن تؤخذ نطفة من رجل وتحقن في الموقع المناسب من زوجة رجل
آخر حتى يقع التلقيح داخلياً ثم العلوق في الرحم كما في الأسلوب
الأول، ويلجأ إلى هذا الأسلوب حين يكون الزوج عقيماً لا بذرة في مائه،
فيأخذون النطفة الذكرية من غيره.
في طريق التلقيح الخارجي:
الأسلوب الثالث:
أن تؤخذ نطفة من زوج وبويضة من مبيض زوجته فتوضعا في أنبوب
اختبار طبي بشروط فيزيائية معينة حتى تلقح نطفة الزوج بييضة زوجته في
وعاء الاختبار ثم بعد أن تأخذ اللقيحة بالانقسام والتكاثر تنقل في الوقت
المناسب من أنبوب الاختبار إلى رحم الزوجة نفسها صاحبة بييضة لتعلق
في جداره وتنمو وتتخلق ككل جنين. ثم في نهاية مدة الحمل الطبيعية تلده
طفلاً أو طفلة. وهذا هو طفل الأنبوب الذي حققه الإنجاز العلمي الذي
يسره الله، وولد به إلى اليوم عدد من الأولاد ذكوراً وإناثاً وتوائم تناقلت
أخبارها الصحف العالمية ووسائل الإعلام المختلفة، ويلجأ إلى هذا
الأسلوب الثالث عندما تكون الزوجة عقيماً بسبب انسداد القناة التي تصل
بين مبيضها ورحمها (قناة فالوب) .
الأسلوب الرابع:
أن يجري تلقيح خارجي في أنبوب الاختبار بين نطفة مأخوذة من
زوج، وبييضة مأخوذة من مبيض امرأة ليست زوجته (يسمونها متبرعة) ثم
تزرع اللقيحة في رحم زوجته.
ويلجأون إلى هذا الأسلوب عندما يكون مبيض الزوجة مستأصلاً أو
معطلاً، ولكن رحمها سليم قابل لعلوق اللقيحة فيه.
الأسلوب الخامس:
أن يجري تلقيح خارجي في أنبوب اختبار بين نطفة رجل وبييضة من
امرأة ليست زوجة له (يسمونهما متبرعين) ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة
أخرى متزوجة.
ويلجأون إلى ذلك حينما تكون المرأة المتزوجة التي زرعت اللقيحة
فيها عقيماً بسبب تعطل مبيضها لكن رحمها سليم وزوجها أيضاً عقيم ويريدان
ولداً.
الأسلوب السادس:
أن يجري تلقيح خارجي في وعاء الاختبار بين بذرتي زوجين، ثم
تزرع اللقيحة في رحم امرأة تتطوع بحملها.
ويلجأون إلى ذلك حين تكون الزوجة غير قادرة على الحمل لسبب
في رحمها، ولكن مبيضها سليم منتج، أو تكون غير راغبة في الحمل
ترفهاً، فتتطوع امرأة أخرى بالحمل عنها.
الأسلوب السابع:
هو السادس نفسه إذا كانت المتطوعة بالحمل هي زوجة ثانية للزوج
صاحب النطفة فتتطوع لها ضرتها لحمل اللقيحة عنها.
وهذا الأسلوب لا يجري في البلاد الأجنبية التي يمنع نظامها تعدد
الزوجات، بل في البلاد التي تبيح هذا التعدد.
هذه هي أساليب التلقيح الاصطناعي الذي حققه العلم لمعالجة
أسباب عدم الحمل.