الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواية ديوان زهير:
وأما زهير بن أبي سلمى فهو حجازي -وإن كان قد نشأ في بني عبد الله بن غطفان بنجد- لأنه من مزينة إحدى القبائل الحجازية، ولا تذكر لنا المصادر العربية -من العلماء الذين جمعوا ديوانه- غير ستة، وهم:
1-
يعقوب بن إسحاق السكيت.
2-
أبو الحسن علي بن عبد الله بن سنان الطوسي.
3-
محمد بن هبيرة الأسدي، المعروف بصعوداء.
4-
أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري.
5-
أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري.
6-
يوسف بن سليمان، الأعلم الشنتمري.
وليس بين هذه الأسماء عالم واحد من رواة الطبقة الأولى ممن يعدون أصولا، إنما هم جميعا إما من تلاميذ هذه الطبقة مثل ابن السكيت -وهو كوفي المذهب، أخذ عن أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي- وإما من الجماع الذين جمعوا بين الروايات المختلفة، فرجحوا كفة الكوفيين حينا مثل: صعوداء، والطوسي، وابن الأنباري، أو رجحوا كفة البصريين حينا آخر مثل: السكري، والأعلم.
فأين إذًا روايات ديوان زهير التي تعد أصولا؟ لقد أغفلت ذكرها المصادر العربية، ولكنها بقيت -مع ذلك- فيما وصل إلينا من نسخ هذا الديوان، أو فيما تضمنته هذه النسخ من إشارات للرواة والروايات. وهذه الأصول لديوان زهير قسمان:
أصول بصرية، وأصول كوفية.
الأصول البصرية:
وهي أصلان: رواية أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي، ورواية أبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي:
1-
رواية أبي عبيدة:
أما رواية أبي عبيدة فلم يبق لنا منها إلا قصائد متفرقة ذكر في مقدمتها أنها من رواية أبي عبيدة، أو ألفاظ في أبيات من قصائد أشير فيها إلى روايته، كما أشير فيها إلى رواية غيره من العلماء.
فقد ذكر الأعلم عند حديثه عن قصيدة زهير:
أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا
…
مني الحفيظة لما جاءني الخبر
أن أبا حاتم قال: "لم يعرفها الأصمعي، وعرفها أبو عبيدة". وكذلك ذكر عند حديثه عن قصيدته:
أبلغ لديك بني الصيداء كلهم
…
أن يسارا أتانا غير مغلول
أن أبا حاتم قال: "لم يعرفها الأصمعي، وعرفها أبو عبيدة". وذكر ثعلب عند حديثه عن قصيدته:
شطت أميمة بعدما صقبت
…
ونأت وما فني الجناب فيذهب
أنه "لم يروها أبو عمرو لزهير ولا لكعب، ورواها أبو عبيدة لزهير". وذكر عند حديثه عن قصيدته:
فعد عما ترى إذ فات مطلبه
…
أضحى بذاك غراب البين قد نعقا
أن هذه الأبيات لم يملها أبو عمرو ولا أبو نصر، ولم يعرفها الأصمعي، ولكن "رواها أبو عبيدة وهي صحيحة عنده"، وأنكر أبو عبيدة قصيدة زهير:
إن الرزية لا رزية مثلها
…
ما تبتغي غطفان يوم أضلت
وقال: إنها لقراد بن حنش من شعراء غطفان، وإن زهيرا ادعى هذه الأبيات.
أما روايات أبي عبيدة لبعض الألفاظ في أبيات من قصائد زهير فكثيرة جدا، وقد أشار إليها الأعلم وثعلب في مواطن كثيرة من شرحيهما.
3-
رواية الأصمعي:
أما رواية الأصمعي فقد حفظت لنا كاملة، حفظها الأعلم الشنتمري في مجموعته "دواوين الشعراء الستة"، وقد اعتمد الأعلم من هذه الأشعار على أصح روايتها، وأوضح طرقاتها، وهي رواية الأصمعي لتواطؤ الناس عليها، واعتيادهم لها، واتفاق الجمهور على تفضيلها، وأتبع ما صح من رواياته قصائد متخيرة من رواية غيره.
وعلى هذا أورد الأعلم ثماني عشرة قصيدة ومقطعة لزهير في ختامها ما يلي:
"كمل جميع شعر زهير مما رواه الأصمعي من شعر زهير، ونصل به بعض ما رواه غيره إن شاء الله". ثم يورد قصيدتين ذكر أنهما مما رواه أبو عمرو والمفضل، ويختم نسخته بقوله: "كمل جميع شعر زهير مما رواه الأصمعي وأبو عمرو والمفضل
…
".
وقد أورد الأعلم ثلاث قصائد ليست من رواية الأصمعي، وقد نص في الأوليين منها -وقد مر ذكرهما- على أن أبا حاتم السجستاني قال:"لم يعرفها الأصمعي وعرفها أبو عبيدة". وذكر في حديثه عن القصيدة الثالثة، وهي:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى
…
من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
أن الأصمعي قال: "ليست لزهير، ويقال: هي لصرمة الأنصاري ولا تشبه كلام زهير".
وسنعود إلى الحديث عن رواية الأصمعي بعد الحديث عن الأصول الكوفية:
الأصول الكوفية:
أما علماء الكوفة من الطبقة الأولى من الرواة الذين رووا ديوان زهير فهم: حماد الراوية، والمفضل بن محمد الضبي، وأبو عمرو الشيباني. غير أن روايات هؤلاء العلماء جاءتنا مختلطة متداخلة في مجموعة نسبت مع شرح أبياتها إلى ثعلب، وقد طبعت هذه المجموعة من الروايات بدار الكتب المصرية، وفي مقدمتها حديث مفصل عن ترجيح نسبتها إلى أبي العباس ثعلب، وقد اعتمدت هذه الطبعة على عدة نسخ خطية.
ودراسة هذه الطبعة تدلنا على أن ثعلبا قد جمع في مجموعته بين الروايات الكوفية والبصرية، فكثيرا ما يورد في شرحه شروحا للأصمعي وأبي عبيدة، وكثيرا ما يورد روايتهما المختلفة في الألفاظ والأبيات، وحسبنا أمثلة قليلة على ذلك؛ فقد أورد سبعة وثلاثين بيتا من قصيدة زهير:
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله
…
وعري أفراس الصبا ورواحله
ثم قال: "وهذه آخر رواية أبي عمرو، وروى أبو عبيدة والأصمعي
…
" ثم يورد سبعة أبيات من روايتهما. أما في قصيدته:
إن الخليط أجد البين فانفرقا
…
وعلق القلب من أسماء ما علقا
فهو يثبت في أصل أحد أبياتها، وهو قوله:
وقابل يتغنى كلما قدرت
…
على العراق يداه قائما دفقا
رواية أبي عبيدة، ويقول:"روى أبو عبيدة قائما بالنصب، ورواه غيره بالرفع".
ثم يذكر بيت زهير:
وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ
…
من الحوادث آب الناس أو طرقا
وهو من غير رواية أبي عمرو، ثم ينص على أن البيت في رواية أبي عمرو هو:
ومن يفوقهم أمرا إذا فرقوا
…
من الحوادث أمرا آب أو طرقا
ثم يورد ستة أبيات ينص على أنها من رواية أبي عمرو، وأربعة أبيات أخرى ينص على أنها مما روى أبو عمرو والأصمعي، ويورد في آخرها بيتين يذكر أنهما "من غير هذه الرواية" و"أن الأصمعي لم يروهما". وكذلك ذكر ستة عشر بيتا من قصيدة زهير:
لمن الديار بقنة الحجر
…
أقوين من حجج ومن دهر
ثم يقول: "هذا آخر رواية أبي عمرو"، ويكمل القصيدة في اثنين وعشرين، وكثيرا ما يثبت في أصل البيت لفظة أو ألفاظا من غير رواية أبي عمرو، وينص على ذلك، ثم يذكر روايته في تلك الألفاظ. وأكثر من ذلك أنه يورد قصيدة لم يروها أبو عمرو لزهير ولا لكعب، ورواها أبو عبيدة لزهير.
ويتضح لنا من ذلك أن هذه النسخة قد جمعت من قصائد زهير ما رواه البصريون والكوفيون، غير أن هذا الجمع بين روايات المدرستين لا ينفي نسبة هذه النسخة إلى أبي العباس ثعلب. وذلك أن ثعلبا -مع أنه كان كوفي المذهب، بل إمام أهل الكوفة في زمنه- قد روى كتب علماء البصرة أيضا، فروى "عن ابن نجدة كتب أبي زيد، وعن الأثرم كتب أبي عبيدة، وعن أبي نصر كتب الأصمعي
…
"، وقد ذكر أبا نصر والأثرم في مواطن كثيرة من نسخته هذه.
وقد تضمنت هذه النسخة ثلاثا وخمسين قصيدة ومقطعة لزهير، روى خمسا منها عن حماد الراوية، ونص على واحدة منها بقوله:"وهي متهمة عند المفضل"، ومع ذلك رواها أبو عمرو. وذكر في أربع أخر منها أنها يشك في نسبتها إلى زهير، وأنها قد تروى لغيره.
ويرى الدكتور ناصر الدين الأسد أن هذه النسخة -بالرغم من جمعها بين روايات مختلفة- ربما اتخذت من رواية أبي عمرو الشيباني أصلا، ثم أضاف جامع هذه النسخة عليها ما وجده عند غيره من تعليقات أو اختلاف في روايات الألفاظ. والذي حمله على هذا الافتراض أنه عثر على نسخة مصورة على ميكروفيلم في معهد إحياء المخطوطات العربية -وأصلها محفوظ في مكتبة نور عثمانية بتركيا- وقد نص في آخر هذه النسخة على ما يلي:
"فهذا جميع ما رواه أبو عمرو، وأبو نصر، والأصمعي لزهير من الشعر
…
وكتب محمد بن منصور بن مسلم رحمه الله بمنبج سنة خمسة "كذا" وسبعين وخمسمائة، والأصل الذي نقله منه كتب من أصل ابن كيسان النحوي رحمه الله في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وكان قد قرأ جميعه على أحمد بن يحيى ثعلب، وكان قد قرئ على أبي عمرو الشيباني
…
". وفي هذه النسخة سبع وخمسون قصيدة؛ خمس منها غير موجودة في النسخة المطبوعة، وتمتاز هذه النسخة -على النسخة المطبوعة- بكثرة ما فيها من إشارات إلى الشك في صحة نسبة بعض القصائد إلى زهير. فقد ذكر قصيدته:
أثويت أم أجمعت أنك غاد
…
وعداك عن لطف السؤال عوادي
وقال: "أبو عمرو لم يرو هذه القصيدة، وقال: إنها لكعب ابنه" مع أن هذه التعليقة غير مذكورة في المطبوعة. وذكر كذلك قصيدته:
ألا أبلغ لديك بني سبيع
…
وأيام النوائب قد تدور
وقال: إن أبا عمرو قال: "هذه لرجل من بني عبد الله بن غطفان"، وليست هذه التعليقة في المطبوعة.
وذكر قصيدته:
وخالي الجبا أوردته القوم فاستقوا
…
بسفرتهم من آجن الماء أصفرا
وقال: "قال أبو عمرو الشيباني: هذه لكعب ابنه، وليست في المطبوعة أيضا وذكر مقطعته":
أرادت جوازا بالرسيس فصدها
…
رجال قعود في الدجى بالمعابل
وقال: "ويروى أنها لكعب بن زهير، وهي في شعره طويلة"، وليست هذه التعليقة في المطبوعة.
وذكر قصيدته:
هل تبلغني إلى الأخيار ناجية
…
تخدي كوخد ظليم خاضب زعر
وقال: "ويقال: هي منحولة".
وذكر قصيدته:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم
…
قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا
وقال: "ولم يملها أبو نصر، ويقال: هي لأبي الجويرية العبدي، وهي في شعره طويلة".
وذكر قوله:
هاج الفؤاد معارف الرسم
…
قفر بذي الهضبات كالوشم
وقال: "ولم يملها أبو نصر، قال أبو عمرو الشيباني: هي لأوس بن أبي سلمى".
وجميع هذه التعليقات، زيادة في هذه النسخة، غير مذكورة في النسخة المطبوعة. أما التعليقات المذكورة في المطبوعة فموجودة أيضا في هذه النسخة. فإذا أضفنا هذه القصائد التي نص على الشك في صحة نسبتها لزهير -وهي سبع- إلى القصائد الخمس التي نص في المطبوعة على هذا الشك فيها، كان مجموع هذه القصائد المشكوك فيها اثنتي عشرة قصيدة من ثلاث وخمسين. وبذلك تكون رواية الكوفيين -في مجموعها- لقصائد زهير إحدى وأربعين قصيدة ومقطعة،
وهي تتضمن القصائد التي أوردها الأعلم من رواية الأصمعي وأبي عبيدة، والقصيدتين اللتين اختارهما من رواية أبي عمرو والمفضل.
فإذا عدنا إلى الحديث عن رواية الأصمعي وجدنا أنها خمس عشرة قصيدة ومقطعة فقط، وذلك أن الأعلم قد أورد ثماني عشرة قصيدة ذكر في ختامها أنها رواية الأصمعي، ولكن الأعلم ذكر -في معرض حديثه عن ثلاث من هذه القصائد- أن الأصمعي لم يكن يعرفها، وأنه أسقطها من روايته. وبذلك يكون ما صححه في روايته من شعر زهير، خمس عشرة قصيدة ومقطعة. وقد وجدنا أن هذه القصائد الخمس عشرة كلها مضمنة في القصائد التي رواها علماء الكوفة لزهير، وأن أحدا من العلماء لم يطعن عليها في صحة نسبتها بشيء، وإن كان ثمة خلاف في نسبة أبيات قليلة من بعض هذه القصائد.
وبذلك نستطيع أن نطمئن إلى أن هذه القصائد الخمس عشرة هي التي أجمع الرواة، من البصريين والكوفين، على صحة نسبتها لزهير، فنتخذها أصلا صحيحا لديوانه؛ ندرسها دراسة فنية تكشف خصائصها، وتبين ما فيها من عناصر شخصية الشاعر؛ لنتخذ من ذلك مقياسا فنيا نحتكم إليه في القصائد الأخرى التي رواها الكوفيون، فما انطبق منها على هذا المقياس رجحنا صحة نسبته إلى زهير وضممناه إلى ديوانه، وما لم يستقم منها مع المقياس رجحنا أنه مما نسب خطأ إلى زهير أو وضع عليه.
فإذا ما بحثنا عن الجذور الأولى لديوان زهير، وجدناها جذورا عميقة تضرب في القدم حتى لتكاد تتصل بزهير نفسه، ثم تمتد منه خلال القرون الأولى حتى تتصل -في مطلع القرن الثاني- بأبي عمرو بن العلاء، وبحماد الراوية، ثم من بعدهما بالأصمعي وسائر علماء البصرة والكوفة. فقد ذكر السكري أن ديواني زهير وكعب كانا عند بني غطفان، فكانوا يحفظون شعرهما؛ وذلك لأن زهيرا وابنه كعبا كانا مقيمين في بني عبد الله بن غطفان. وكان عمر بن الخطاب يقدم زهيرا ويفضله، وكذلك جريرا الذي قال عنه: إنه أشعر أهل الجاهلية.
وكان الحطيئة راوية زهير، وقد اتصل الشعر في ابنه كعب بن زهير، وابن كعب عقبة المضرب، وابن ابنه العوام بن عقبة، حتى لقد قرأ أبو عمرو الشيباني شعر زهير أو بعضه على بعض بني زهير.
وكان ممن درس شعر زهير ودرسه منذ مطلع القرن الثاني: أبو عمرو بن العلاء، قال المازني:"قال لي أبو زيد: قرأت هذه القصيدة -يعني معلقة زهير- على أبي عمرو بن العلاء، فقال لي: قرأت هذه القصيدة منذ خمسين سنة، فلم أسمع هذا البيت إلا منك" يعني: بيته:
ومن لا يزال يستحمل الناس نفسه
…
ولم يغنها يوما من الناس يسأم
وكذلك قرأ الأصمعي على أبي عمرو وروى عنه في مواطن متعددة، بعضها فيه نقد أدبي.
ويبدو أن الأصمعي لم يكتف برواية شعر زهير عن أبي عمرو بن العلاء وحده، وإنما أضاف إلى روايته ما أخذه عن غيره من العلماء أو ما سمعه عن الأعراب الرواة، ثم قرأ ذلك كله وقرئ عليه، وآية ذلك أننا نجد للأصمعي روايات لبعض الألفاظ وشرحا لبعض الأبيات في القصائد التي أسقطها من روايته ونص على أنها ليست لزهير.
ويرجح الدكتور ناصر الدين أن الأصمعي قد وجد أمامه ديوان زهير تراثا يتناقل ويروى ويتدارس، فكان لا بد له من أن يقرأه جميعه، ويقرئه تلامذته، ولكنه كان كلما مر بقصيدة نص على رأيه في صحة نسبتها إلى زهير، إثباتا أو نفيا، ثم يشرح القصيدة في الحالتين، ويذكر بعض روايات ألفاظها، غير أنه لم يثبت في نسخته من ديوان زهير إلا ما ثبت لديه أنه لزهير حقا، وهي تلك القصائد الخمس عشرة.
قصائد زهير ومقطعاته مرتبة كما جاءت في رواية الأصمعي، ومقارنتها بما في النسخ الأخرى:
1-
أمن أم أو في دمته لم تكلم
…
بحومانة الدراج فالمتئلم
1-
القصيدة الأولى في ثعلب.
2-
والأولى كذلك في مخطوطة نور عثمانية، وفيها بعد البيت الأول:"قال أبو عمرو: قرأت على بعض بني زهير: الدراج برفع الدال".
2-
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو
…
وأقفر من سلمى التعانيق فالثقل
1-
القصيدة الخامسة في ثعلب.
2-
والسادسة عشرة في نور عثمانية، إلا أنها هنا شطرت شطرين، فجعلت قصيدتين لا قصيدة واحدة، وذلك بأن ذكرت بعض أبياتها الأخيرة في هذه المخطوطة، "ورقمها 54"، وقبلها قوله:"وهذه الأبيات زيادة لم يروها أبو نصر، وليست في روايته، أنشدها بعض العلماء! ".
3-
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله
…
وعري أفراس الصبا ورواحله
1-
آخرها في رواية الأصمعي:
يهد له ما دون رملة عالج
…
ومن أهله بالغور زالت زلازله
قال الأعلم ص33: "وهذا البيت آخر القصيدة في رواية الأصمعي، ويلحق بالقصيدة البيتان اللذان بعده، وهما لخوات بن جبير الأنصاري
…
".
2-
القصيدة السابعة في ثعلب، وقد قال في ص142:
"وهذه آخر رواية أبي عمرو، وروى أبو عبيدة والأصمعي
…
"، ثم ذكر سبعة أبيات.
3-
القصيدة التاسعة في نور عثمانية.
4-
إن الخليط أجد البين فانفرقا
…
وعاق القلب من أسماء ما علقا
1-
آخرها في رواية الأصمعي:
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا
…
ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
وذكر الأعلم ص41 بيتين بعده عن غير الأصمعي.
2-
القصيدة الثانية في ثعلب، وقد أورد قبيل آخرها ستة أبيات نص على أنها من رواية أبي عمرو "ص49-52"، ثم أربعة أبيات نص على أنها مما روى أبو عمرو والأصمعي "ص53، 54"، ثم بيتين في آخرها نص على أنهما "من غير هذه الرواية، وأن الأصمعي لم يروهما ص55".
3-
القصيدة الثانية كذلك في نور عثمانية، وقد ذكر أن أبا عمرو لم يرو آخرها بيتا.
5-
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا
…
وزودوك اشتياقا أية سلكوا
1-
القصيدة التاسعة في ثعلب.
2-
والخامسة في نور عثمانية.
6-
تعلم أن شر الناس حي
…
ينادى في شعارهم يسار
1-
القصيدة الخامسة والعشرون في ثعلب.
2-
والثامنة والعشرون في نور عثمانية.
7-
قف بالديار التي لم يعفها القدم
…
بلى وغيرها الأرواح والديم
1-
الثامنة في ثعلب، والسابعة عشرة في نور عثمانية.
8-
لمن الديار بقنة الحجر
…
أقوين من حجج ومن شهر
1-
ذكر الأعلم آخرها بيتا عن غير الأصمعي، ص64.
2-
القصيدة الرابعة في ثعلب، وهو يورد منها ستة عشر بيتا ثم يقول: هذا آخر رواية أبي عمرو، ص94، ويكمل عدة القصيدة اثنين وعشرين بيتا.
3-
القصيدة العشرون في نور عثمانية.
9-
عفا من آل فاطمة الجواء
…
فيمن فالقوادم فالحساء
1-
ذكر الأعلم البيت السابع منها عن غير الأصمعي، ص65.
2-
القصيدة الثالثة في ثعلب.
3-
والثالثة أيضا في نور عثمانية.
10-
لمن طلل برامة لا يريم
…
عفا وخلاله حقب قديم
1-
القصيدة الثانية عشرة في ثعلب، والتاسعة عشرة في نور عثمانية.
11-
ألا أبلغ لديك بني تميم
…
وقد يأتيك بالخبر الظنون
1-
القصيدة العاشرة في ثعلب، ولم يرو أبو عمرو فيها الأبيات الثلاثة الأخيرة في رواية الأصمعي.
2-
القصيدة الرابعة في نور عثمانية.
12-
رأيت المنى آل امرئ القيس أصفقوا
…
علينا وقالوا إننا نحن أكثر
1-
القصيدة الثالثة عشرة في ثعلب، والثانية عشرة في نور عثمانية.
13-
إن الرزية لا رزية مثلها
…
ما تبتغي غطفان يوم أضلت
1-
القصيدة الثامنة والثلاثون في ثعلب، والسادسة والعشرون في نور عثمانية.
2-
رواها الأصمعي -في الأعلم- في ثلاثة أبيات، وجاءت في ثعلب ونور عثمانية في خمسة أبيات، ووردت في طبقات ابن سلام في أربعة أبيات "ص568، 569"، وقال ابن سلام:"حدثني أبو عبيدة قال: كان قراد بن حنش من شعراء غطفان، وكان جيد الشعر قليله، وكانت شعراء غطفان تغير على شعره فتأخذه وتدعيه، منهم زهير بن أبي سلمى ادعى هذه الأبيات".
"ولما كان إجماع الرواة منعقدا على أن زهيرا قال هذا الشعر، فإننا نرجح أن الأبيات الثلاثة التي رواها الأصمعي صحيحة النسبة لزهير، أما البيتان الآخران فلعلهما من شعر قراد بن حنش الذي أدخل في شعر زهير".
14-
لعمرك والخطوب مغيرات
…
وفي طول المعاشرة التقالي
1-
الثالثة والأربعون في ثعلب، والخامسة والثلاثون في نور عثمانية.
15-
وقالت أم كعب لا تزرني
…
فلا والله ما لك من مزار
1-
التاسعة والثلاثون في ثعلب.
2-
والسابعة والعشرون في نور عثمانية1.
وخاتمة المطاف بعد هذه الجولة السريعة في دراسة الشعر الحجازي الجاهلي على النحو السالف هي:
1-
أ- أن الدواوين الشعرية بعد تمحيصها على النحو السالف، هي أصح ما يجب أن يعتمد عليه الباحث في الأدب الحجازي.
ب- وكذلك ما أجمع الرواة على صحته من الأشعار الحجازية في غير الدواوين.
2-
وأن ما نص الثقات على وضعه من الأشعار يعتبر موضوعا منحولا.
3-
وأن ما اختلفت فيه الأخبار من الشعر، ثم أثبت التحقيق العلمي نسبته لشاعر حجازي، يكون أدنى إلى الصحة، كما في لاميتي الشنفرى وتأبط شرا.
4-
وأن نسبة الشعر إلى غير واحد من الشعراء الجاهليين الحجازيين ليست دليلا على وضعه، فهو شعر جاهلي حجازي إلا أن الخلاف في تعيين قائله.
5-
وأن طائفة كبيرة من الأشعار الحجازية لم يتناولها النقاد بالتجريح أو الشك، وهذه أدنى إلى الرجحان في ميزان التحقيق ما دام عليها طابع العصر الجاهلي.
6-
أو ما كان مهلهل النسج لا يشاكل في صياغته وروحه البيئة الجاهلية، خليق أن يشك في صحته.
1 مصادر الشعر الجاهلي للدكتور ناصر الدين الأسد، صـ538-542.