الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طرق نقل المعلومات من المصادر:
تتنوع طرق نقل المعلومات من المصادر حسب اعتبارات كثيرة: الهدف، الأهمية، أهمية القائل، المناسبة، إلى غير ذلك. فأحيانًا ما يقتضي الحال نقل النص كاملًا بحذافيره، وأحيانًا ما يستدعي الأمر اختصاره أو إعادة صياغته، وفيما يلي شرح لهذه الأنواع، ومناسبة استخدام كل:
الأول: نقل النص كاملًا
ينقل النص كاملًا وبدون تغيير في الحالات التالية:
أ- النص من الكتاب الكريم، والسنة المطهرة.
ب- إذا كانت تعبيرات المؤلف وكلماته ذات أهمية خاصة.
جـ- إذا كانت تعبيرات المؤلف مؤدية للغرض في سلامة ووضوح.
د- الخشية من تحريف المعنى بالزيادة أو النقصان، وبخاصة إذا كان موضوعًا ذا حساسية خاصة.
هـ- في معرض النقض والاعتراض على المخالف لَا بُدَّ من نقل كلامه نصًّا.
في مثل هذا النوع من النقل لَا بُدَّ من العناية التامة في نقل النص الأصلي بعبارته، وعلامته الإملائية، وحتى في أخطائه، ويتدارك هذا الخطأ مباشرة، وذلك بتصحيحه، ووضعه بين قوسين مربعين [] ، أو يدون كما هو، ثم
يدون بين قوسين مربعين كلمة [هكذا] .
وفي حالة اقتباس جزء من النص لَا بُدَّ من التأكد بأن الجزء المأخوذ من النص لا يؤدي إلى تغيير المعنى، أو تشويه قصد المؤلف.
ويتعين على الباحث هنا وضع النص بين قوسين؛ حتى لا تهم بالسرقة.
الثاني: إعادة الصياغة
أن يعيد الباحث صياغة أفكار النص بأسلوبه الخاص، وهذا يتناسب إذا كان النص الأصلي يعتريه ضعف في التعبير، أو تعقيد في الأسلوب، أو عدم إحاطة بالأفكار؛ فيلجأ إلى إعادة صياغته بتعبير أقوى، جامع للأفكار التي يريد طرحها.
والتغيير البسيط لبعض عبارات المؤلف أو كلماته لا يعني إعادة صياغتها، كما أن هذا لا يبرر نسبتها إلى الكاتب.
والسبيل لتفادي مثل هذا هو قراءة الجزء الذي يريد إعادة صياغته، ثم يطوي الكتاب، ثم يبدأ في صياغة تلك الأفكار بعباراته وأسلوبه.
الثالث: التلخيص Summary
وذلك بأن يعمد الباحث إلى تلخيص موضوع كامل، أو فكرة بأكملها، شغلت حيزًا كبيرًا من الصفحات؛ فيصوغها بأسلوبه الخاص، دون التأثر بالمؤلف حين وضعها في الإطار
والصياغة، وكل ما يهتم به هنا الاحتفاظ بالفكرة والموضوع الرئيس.
الرابع: الاختصار: Preci
ورد تعريفه لغة بأنه: "أخذ أوساط الكلام، وترك شعبه، وقصد معانيه"1، ومعنى هذا أن يقلص الباحث عبارات النص إلى مقدار الثلث أو الربع بطريقة مركزة جدًّا، مع الاحتفاظ بأسلوب المؤلف، ووجهة نظره، واستعمال عباراته وكلماته غالبًا، وكل ما يفعله الباحث في النص هنا هو حذف التوضيحات والتفاصيل، وكل ما يمكن أن يستغني عنه في النص، ويتمكن القارئ من إدراكه بدونه.
وفي كلا الطريقتين: التلخيص، والاختصار، لَا بُدَّ من تفهم النص الأصلي فَهْمًا صحيحًا، وتأمله جيدًا، ثم يقابل ما يكتب مع ما جاء في الأصل؛ حتى يتأكد من مطابقة الأفكار وصياغتها في صورة مناسبة.
تكون الإشارة في الهامش إلى المصدر في الطرق السابقة الثانية، والثالثة، والرابعة بكلمة "راجع"، أو "انظر"، ثم يدون اسم المؤلف، فعنوان الكتاب، ثم الصفحات، فقد جرى الاصطلاح بأن تشير هذه الكلمة إلى تصرف الكاتب في النقل2.
الخامس: الشرح والتحليل والتعليق
كثيرًا ما يجد الباحث نفسه أمام نصوص تحتاج إلى شرح
1 الرازي، أبو الحسين أحمد بن فارس، حلية الفقهاء، الطبعة الأولى، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي "بيروت: الشركة المتحدة للتوزيع، عام 1403هـ-1983م" ص29.
2 انظر: الخفاجي، محمد عبد المنعم ص39.
وتحليل؛ لتبيين المراد منها وإظهار أبعادها.
وأحيانًا ما تكتمل لديه بعض الانطباعات أثناء قراءة المصدر، أو تتراءى له بعض التحليلات والتعليقات، فمن المفيد أن يدونها رأسًا في البطاقة التي دون فيها المعلومات التي أنتجت تلك الانطباعات، أو أدت إلى تلك التحليلات؛ ومن ثَمَّ ينبغي الإشارة إلى النصوص الأصيلة؛ وذلك بوضعها بين قوسين "......"؛ تمييزًا لها عن جمله وعباراته.
السادس: الجمع بين التلخيص، أو الاختصار، أو الشرح واقتباس النص
تجتمع بعض هذه الأنواع من النقل مع الاستشهاد بالنص في ثنايا العرض؛ حيث تقتضي المناسبة ذلك؛ كأن يتخذ الباحث من النص مقدمة لتلخيص فكرة، أو شرح، وتحليل لها1.
السابع: الخطوط العريضة
أحيانًا ما يجد الباحث نفسه مضطرًّا إلى إجمال مضمون كتاب أو رسالة أو نص، فيضعها في عناوين رئيسة بقصد تعريف القارئ عليها، أو إعطاء فكرة سريعة عنها؛ حيث لا يكون لذكر التفاصيل أهمية، أو أنه ليس هنا مكانها الملائم في البحث.
في كل هذه الأنواع وجميع الحالات لَا بُدَّ من الإشارة إلى المصدر، وتوثيق المعلومات توثيقًا علميًّا كما سبق توضيحه.
1 انظر:
Turabian، Kate، L، Student's Guide for Writing College Papers، 3 ed "Chicago and London: The University of Chicago Press، 1976"، p. 54.