الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحوث الجامعية أقسامها وأنواعها
…
البحوث الجامعية أقسامها أنواعها:
البحوث الجامعية أقسام وأنواع حسب المستوى والتخصص.
أما من حيث المستوى فهي على قسمين:
أ- بحوث على مستوى المرحلة الجامعية الأولى "البكالوريوس".
ب- بحوث على مستوى درجتي الماجستير والدكتوراه.
وليس من الصعب التمييز بين هذين القسمين.
البحث على مستوى المرحلة الجامعية الأولى "البكالوريوس":
تقتضي طبيعة البحث على هذا المستوى تجميع المادة العلمية من مصادرها الأصلية والثانوية، وإعادة صياغتها في أسلوب علمي واضح، وبطريقة منهجية منظمة، ليس من الضروري في مثل هذه البحوث أن يدون الطالب آراءه الخاصة، أو انطباعاته الشخصية حول الفكرة الأساسية، لأن المقصود من هذا في هذه المرحلة هو تدريب الطالب على منهجية البحث، وممارسة المصادر، والقدرة على اختيار المادة العلمية المطلوبة والمناسبة، ثم تنظيمها، والتوفيق بينها، وصياغتها في أسلوبه الخاص، وأمثال هذه البحوث في حقيقتها لا تعدو أن تكون تقارير علمية.
البحث على مستوى الماجستير والدكتوراه:
محور الدراسة في مثل هذه البحوث موضوع معين، ذو إطار محدود، يجمع له الباحث ما أمكن من: دراسات، وأفكار، وبيانات، ومعلومات،
يتفحصها وينقدها بموازين النقد العلمي السليم، ويضع فيها تحليلاته وتفسيراته، وما يتوصل إليه من آراء، مؤيدًا كل هذا بالأدلة والبراهين والشواهد، وأن يكون له موقف من القضايا المعروضة بعامة، ومن موضوع البحث الأساسي بخاصة، يكون لها أثر في مجال المعرفة.
"وفي حالة الدكتوراه بخاصة ينبغي أن يكون الموضوع شديد التحديد، بعيدًا عن الشمول والعموميات، يكرس على الأصالة والتجديد، فيختار الطالب موضوعًا دقيقًا، ويعالجه معالجة تحليلية علمية"1.
هذا النوع من البحوث هو الذي يتقدم بالبحث العلمي، ويضيف الجديد من المعلومات والأفكار.
في ضوء هذا المستوى من البحوث تمنح الجامعات العريقة الدرجات العلمية العالية: الماجستير والدكتوراه؛ حيث الأصالة والجدة شرط أساسي لمنحهما2.
والبحوث الجامعية متنوعة تنوع التخصصات، ومجالات المعرفة؛ إلا أنها جميعًا تقع تحت واحد من الأنواع التالية:
أولًا: البحث الوصفي.
ثانيًا: البحث التاريخي.
ثالثًا: البحث التطبيقي.
1 الفرا. محمد علي عمر، مناهج البحث في الجغرافيا بالوسائل الكمية، الطبعة الثانية "الكويت: وكالة المطبوعات، عام 1975م" ص70.
2 انظر:
Teitelbaum Harry، How to write thesis a gulde to the research paper "new york: Monrach press، 1982"، p. 3.
قد يجمع البحث الواحد بين نوعين فأكثر في آنٍ واحد؛ حيث تستوجب الدراسة ذلك.
وفيما يلي تعريف مختصر بخصائص كل واحد منها:
أولًا: البحث الوصفي: يطلق عليه أحيانًا "البحث غير التطبيقي".
موضوعه الوصف والتفسير والتحليل في العلوم الإنسانية من دينية واجتماعية وثقافية، ولما هو كائن من الأحداث التي وقعت لملاحظتها، ووصفها، وتعليلها، وتحليلها، والتأثيرات والتطورات المتوقعة، كما يصف الأحداث الماضية، وتأثيرها على الحاضر، ويهتم أيضًا بالمقارنة بين أشياء مختلفة أو متجانسة، ذات وظيفة واحدة، أو نظريات مسلمة.
من أهم خصائص البحث الوصفي:
1-
يبحث العَلاقة بين أشياء مختلفة في طبيعتها لم تسبق دراستها، يتخير منها الباحث ما له صلة بدراسته لتحليل العَلاقة بينها.
2-
يتضمن مقترحات وحلولًا مع اختبار صحتها.
3-
كثيرًا ما يتم استخدام الطريقة المنطقية:
الاستقرائية - الاستنتاجية1.
"Inductive - Deductive"
للتوصل إلى قاعدة عامة.
4-
طرح ما ليس صحيحًا من الفرضيات والحلول.
5-
وصف النماذج المختلفة والإجراءات بصورة دقيقة كاملة بقدر المستطاع؛ بحيث تكون مفيدة للباحثين فيما بعد.
1 سيأتي شرحها في ص64 من هذا الكتاب.
وهنا يحسن التفريق بين دراسات أخرى مشابهة تلتبس بهذا النوع من البحوث؛ وهي:
أ- التقدير: Assessment
ب- التقويم: Evaluation
وفيما يلي التفريق بينها.
أما التقدير: فإنه يصف ظاهرة حالة من الحالات في وقت معين من دون الحكم عليها، أو تعليلها وذكر أسبابها، أو إعطاء توصية بخصوصها، كما لا يتحدث عن فاعليتها؛ إلا أنه ربما تطلب بعض الأحكام والآراء لبعض الحالات؛ بقصد عرضها لما لا يمكن توقعه.
التقويم: في حين أن التقويم يضيف إلى الأوصاف الحكم على الوسائل الاجتماعية، وما هو المرغوب فيه، ومدى تأثير الإجراءات والإنتاجية والبرامج، كما يتضمن أحيانًا توصيات لبعض ما ينبغي اتخاذه.
هذه الثلاثة الأنواع المتشابهة "البحث الوصفي - التقدير - التقويم" متقاربة، ويكاد لا يُفرَّق بينها، فهي جميعًا طريق للوقوف على معلومات تتطلب خبرة وموضوعية وتنفيذًا دقيقًا.
كلها تستعمل أسلوبًا متشابهًا في الملاحظة والوصف والتحليل، والفرق بينها يكمن في الأهداف التي يرمي إليها الباحث، وتعامله مع المعلومات والنتائج المتوخاة منها.
ثانيًا: البحث التاريخي
إذا كان التاريخ هو سجل الحياة الإنسانية ومنجزاتها، فإن البحث التاريخي يوضح حقائق العَلاقات بين الأشخاص والأحداث والزمان والمكان، نحن نقرأ التاريخ لنفهم
الماضي، ولنتفهم الحاضر في ضوء الماضي وتطوره.
التحليل التاريخي يكون لأشخاص، أو لأفكار، أو لحركة، أو لمؤسسة علمية، مع دراسة تفاعلاتهم مع الأطفال، والحركات، والبيئة، والمؤسسات في زمانهم، وليس بمعزل عنها.
فالبحث التاريخي لا يتم إلا باستخدام الطريقة العلمية لوصف الأحداث وتحليلها مع ما حولها تأثرًا وتأثيرًا.
يحصل المؤرخون على إحصائياتهم من الملاحظة وتجارب الآخرين إذا لم يكونوا في موقع الحدث، كما لا بُدَّ لهم من استعمال الحس المنطقي لإكمال ما يبدو غير كامل من الأحداث.
المصادر الأولى في هذا المجال هي الشهادات، أو ما تبقى من الآثار مثل: العظام، أو الملابس، أو الآلات والأدوات المنزلية "Utensils، Fossils" والأطعمة، والأسلحة، والنقود، وغيرها من الأشياء التي تفيد في البحث التاريخي.
التسجيل التاريخي المتمثل في الوثائق والسجلات يعد مصدرًا آخر أساسيًّا للتزود من المعلومات؛ مثل: الدساتير، والقوانين، والأحكام القضائية، الصحف، الخطابات، العقود، الوصايا، الشهادات، المجلات، الأفلام، التسجيلات الصوتية، والأبحاث.
ثالثًا: البحث التطبيقي
يقوم الباحث فيه بإجراء تجارب ودراسة عينات، أو حالات طبيعية، وملاحظة تغيراتها وتأثراتها، تتم بطريقة علمية منظمة. والباحث في هذا المجال لَا بُدَّ أن يكون ذا
دراية تامة بالنظريات الأخرى التي تؤثر في نتائج ما يقوم به من تجارب، وذا قدرة على تحويرها أو ضبطها؛ بحيث يستخلص منها نتائج جديدة.
تحديد الباحث للمشكلة يستهدف إجابة عملية، أو طرح فرضيات أخرى. إنه يفحص الفرضيات للتأكد من صحتها أو إبطالها في ضوء ما يجريه من تجارب وملاحظات.
والمختبر هو المكان التقليدي لإجراء التجارب العلمية؛ حيث يمكن ضبط التأثيرات والتفاعلات ومراقبتها.
إن الهدف المباشر من البحث التطبيقي هو اكتشاف جديد للتجربة التي يقوم بها الباحث؛ للوصول في النهاية إلى نظرية عامة من عَلاقات الأشياء بعضها مع البعض الآخر؛ بما يمكن تطبيقه خارج المختبر بشكل واسع1.
1 انظر:
Best، Jhon.w. Research In Education، 4 th edition، "New Jersey:
Prentice-Hall، Inc، 1981"، p. 25، 57، 131.