الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الهوامش أهميتها ووظائفها
…
الهوامش 1 أهميتها - وظائفها:
الهوامش في الرسائل العلمية أحد الجوانب المهمة التي يحكم بها على كاتبها؛ ذلك أن استخدامها الاستخدام الصحيح المناسب دليل فَهْم المادة العلمية، ووضعها في الموضع الذي ينبغي أن تكون فيه.
بعض المعلومات مكانه نصوص الرسالة ومتنها، والبعض الآخر محله هامش الرسالة، وما يصلح بالهامش لا يصلح أن يكون موضعه متن الرسالة، وما يكون موضعه متن الرسالة لا يصلح أن يكون بالهامش.
والمقياس في هذا هو: أن أي فكرة أو فقرة متصلة اتصالًا مباشرًا بالأفكار الأساسية بموضوع البحث فموضعها نصوص الرسالة ومتنها، وما هو منها متصل اتصالًا جانبيًّا كشرح نقطة، أو توضيح فكرة، أو تحليل لها، أو تعليق عليها لو وضعت بصلب الرسالة لاستدعت انقطاع التسلسل الفكري للموضوع الأساس، فمثل هذا موضعه هامش الرسالة.
"فالغاية من الهامش تجريد المتن من تلك الاستطرادات، التي لا تعد جزءًا رئيسًا من البحث؛ ولكنها في الوقت ذاته ضرورية لإعطاء
1 الهامش والحاشية تستعملان استعمالًا مترادفًا. قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: "والهامش حاشية الكتاب"، مادة "همش". وذكر الإمام النووي "حشو.... قال الأزهري في تفسير هذا اللفظ: الحاشية الناحية، وحاشية الثوب وكل شيء ناحيته، وحاشية كل شيء طرفه الأقصى، وكذا حشي كل شيء ناحيته....". تهذيب الأسماء واللغات، تصوير "بيروت: دار الكتب العلمية" ج1، القسم الثاني ص65. وهنا آثرت كلمة "هامش" تغليبًا للاستعمال.
القارئ أو الطالب صورة كاملة لجميع جوانب البحث"1.
للهامش وظائف متعددة يأتي في مقدمتها:
أولًا: توثيق النصوص المقتبسة، ونسبتها إلى أصحابها.
ثانيًا: اتخاذها لتنبيه القارئ على تذكر نقطة سابقة أو لاحقة في البحث، مرتبطة بما يقرؤه في الصفحة التي بين يديه. مثال ذلك: اقرأ صفحة 10، أو اقرأ ص25 من الكتاب، وتدعى بـ"الإحالة"، وتسمى في اللغة الإنجليزية "Cross Reference" وفي هذه الحالة، وقبل البدء في طبع البحث سيكون مكانها فراغًا حتى الانتهاء من طبعه؛ ليتم تحديد الصفحات التي يراد من القارئ الرجوع إليها، فيعود إليها في مكانها الصحيح.
ثالثًا: استعمالها لتوضيح بعض النقاط وشرحها، سواء كانت مما جرى عرضها في ثنايا الموضوع أم لا، أو عمل مقارنة يتعذر ذكرها في متن البحث، أو مناسبة؛ كشكر مؤسسة، أو تنويه عن شخص، أو ترجمة لعلم من الأعلام؛ وحينئذ يكون تسجيل هذه الأشياء في الهامش أوفق وأَوْلَى؛ لئلا تكون سببًا في قطع تسلسل الأفكار وترابطها2.
رابعًا: الإشارة إلى مصادر أخرى غنية بالمعلومات، ينصح القارئ بالرجوع إليها.
1 روزنتال. فرانتز، مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي، الطبعة الثالثة، ترجمة: أنيس فريحة، ومراجعة: وليد عرفات "البنان: دار الثقافة، عام 1400هـ-1980م" ص109.
2 انظر: Pikford and Smith، P. 57.
ومن الحقائق التي ينبغي للباحث إدراكها أنه من الأفضل الاقتصاد قدر الإمكان من الهوامش لأي غرض؛ حتى يضمن متابعة القارئ، فلا يقطع عليه تسلسل المعاني والأفكار.
"ولو تأملنا المكان الذي تشغله هذه الهوامش، والوقت الذي تستنفده منا في تخطيط دقيق؛ لأمكننا الاقتصاد منها بطريقة علمية، دون مبالغة أو تقصير، ويمكن تحقيق هذا بطريقة من الطرق الآتية:
أ- الإشارة في سطر واحد إلى عدة اقتباسات من مصدر لمؤلف واحد؛ وذلك بأن يدون الرقم في نهاية الاقتباس الأخير، ثم يشار إلى الصفحات التي جرى الاقتباس منها على الترتيب.
ب- بدلًا من وضع أرقام متعددة على الصفحة عند نسبة بعض الآراء، أو ذكر الأسماء، ثم الإشارة إلى مصادرها بالهامش يوضع رقم واحد بعد الاسم الأخير، ثم تدون في الهامش منسوبة إلى مصادرها بالترتيب.
جـ- بالنسبة للجداول، والبيانات، والقوائم، والصور، والخرائط، مما ليست له أهمية مباشرة، فالأحسن تدوينها في ملحق خاص في نهاية الرسالة، ويشار إلى مكانها بالهامش"1.
1 Turabian، Student's Guide for Writing College papers، p. 79.