الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الكتاب:
الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فإن هذا الكتاب يقدم تصورًا مختارًا لكتابة البحث العلمي ومنهج السير فيه، مقتبسًا مادته العلمية من كتب عديدة تمثل خبرات جامعية متقدمة في مؤسسات علمية متطورة، يردفها معايشة طويلة مع طلاب الدراسات العليا والبحث العلمي، فلا عجب أن يضم هذا الكتاب بن دفتيه النظريات ولخبرات المتقدمة في مجال البحث العلمي، متوخيًا في هذه المادة حاجة الطالب في هذه المرحلة.
حمل هذا الكتاب في طبعتيه السابقتين عام 1400هـ، وعام 1403هـ عنوان "كتابة البحث العلمي" ممثلًا للقسم الأول من "كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية".
توالت المقترحات بفصل هذا القسم عن القسم الآخر "مصادر الدراسات الإسلامية"، واقتضت التجربة التعليمية مع طلاب الدراسات العليا إضافة موضوعات جديدة تمس الحاجة إليها، وأعيدت صياغة الكثير منها، كما أعيد ترتيب الموضوعات وتنظيمها.
في ضوء هذه التغييرات والتطوير الجذري للكتاب مع رغبة الاحتفاظ بالعنوان القديم الذي اشْتُهر به في الوسط العلمي رأيت أن يصبح عنوانه: "كتابة البحث العلمي صياغة جديدة"؛ فقد عرض الكتاب فيما عرض من موضوعات جديدة إلى تحديد مفهوم "البحث العلمي" بصورة دقيقة وعنوان مستقل؛ لترسيخ معناه الصحيح لدى طلاب الدراسات العليا، كما تحدث بنفس الطريقة عن "الموضوعية" و"المنهجية" و"الباحث" و"الإشراف العلمي"؛ ليخدم المدرس والطالب سويًّا نحو الاتجاه السليم في هذه المرحلة الدراسية العالية.
كما شرح الخطوات المقترحة للسير في البحث في موضوع مستقل بعنوان: "الطريقة العلمية للبحث".
ومن الموضوعات الجديدة التي ضمها هذه الكتاب عَرْضُ طرق أخرى من التوثيق غير ما ألفناه ودرجت عليه الجامعات في الشرق، وهو ما أسميته بـ"التوثيق المباشر المختصر"، وإن كانت التسمية باللغة الإنجليزية هي:"Parenthetical Documentation"، وهي طريقة جديدة من التوثيق تحتوي على ثلاثة أنواع، فرأيت من الأفضل ألا أغفل عرض هذا وشرحه في هذا الكتاب؛ حيث يتحقق من خلاله التوثيق العلمي المطلوب، بالإضافة إلى توفير الوقت والجُهْد للباحث.
دخل الحاسب الآلي "الكومبيوتر" عالمنا الجديد، وأضحى وسيلة متقدمة، تسجل على أشرطتها ألوان المعرفة الإنسانية قديمها وحديثها، فأصبح مصدرًا من المصادر التي تزود الباحثين بالمعلومات، فتعرض هذا الكتاب في صياغته الجديدة إلى توضيح كيفية توثيق المعلومات المقتبسة منه.
وأخيرًا وليس أخيرًا، فقد قدم الفصل الرابع من هذا الكتاب معلومات تفصيلية لتعليمات طبع البحث، وما ينبغي أن يكون عليه في
شكله الأخير.
ومن الإضافات المهمة فيه "مناقشة الرسالة العلمية ومعايير تقويمها".
ولا أريد أن أعدد هنا ما استجد أو جدد في مادة هذا الكتاب تفصيلًا؛ فقد أريد له أن يكون جديدًا موضوعًا، ومنهجًا في هذا المجال، وعسى أن يكون قد تحقق له.
وإني أسأل المولى الكريم أن يكون محققًا للأهداف المتوخاة منه، مساعدًا للباحثين في تصحيح مسارهم؛ حتى تخرج الأبحاث والدراسات في مستوى العصر شكلًا ومضمونًا. والله من وراء القصد، وهو نعم المولى، ونعم النصير.
أ. د. عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان
مكة المكرمة - جامعة أم القرى
7/ 8/ 1406 الموافق 16 إبريل 1986م