الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدِّمة البحث:
بعد إتمام الصياغة النهائية للمسودة، والاستعراض التام لمباحث الموضوع، واستيفاء الكتابة في جزئياته وكلياته؛ تكون قد اتضحت صورة البحث تمامًا، واكتمل بناؤه العلمي؛ وحينئذ يكون من السهل تحديد النقاط، وحصر المعلومات التي يرغب في تدوينها في المقدمة، فمقدمة البحث هي مطلع الرسالة، وواجهتها الأولى، فلَا بُدَّ أن تبدأ قوية مشرقة، متسلسلة الأفكار، واضحة الأسلوب، متماسكة المعاني، تستميل القارئ، وتجذب انتباهه، والمفروض في الباحث المسلم أن يبدأ المقدمة بالبسملة، والحمد لله، والثناء عليه، متبوعة بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنها مما يندب البدء بها في كل عمل، والأعمال العلمية بخاصة؛ تحقيقًا للحديث النبوي الشريف:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر" 1؛ أي: مقطوع البركة، فأصبح هذا شعار المؤلفين من علماء الإسلام في مختلف المجالات العلمية النظرية والتطبيقية. ومن الضروري "أن تحتوي المقدمة على الأغراض والأفكار التالية:
أولًا: تحديد موضوع البحث الذي يتصدى الباحث لعرضه ومناقشته في إطار تصوره الأخير.
1 رواه أبو داود، وابن ماجه في سننهما، ورواه النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة.
ثانيًا: الإشارة إلى قيمة البحث وأهميته.
ثالثًا: شرح الأسباب التي أدت إلى الاهتمام بهذا الموضوع بالذات، أو بجانب من جوانبه.
رابعًا: التنويه للقارئ عن الآفاق المتعددة للبحث غير الجانب الذي جرى عليه البحث والدراسة.
خامسًا: إعطاء ملخص عن الطرق التي أمكن القيام بها للحصول على النتائج التي توصل إليها البحث.
سادسًا: تحديد المنهج الذي سلكه الباحث في معالجة موضوعات البحث.
سابعًا: تحديد معاني المصطلحات التي جرى استعمالها خلال عرض البحث، وبيان المقصود منها.
ثامنًا: الدراسات والأعمال العلمية السابقة التي أسهمت في تطور الموضوع، وخصائص كل؛ لتتبين المقارنة من خلال ذلك بينها وبين الإضافة الجديدة التي أضافها البحث.
تاسعًا: التقسيمات الأساسية لموضوعات البحث.
والمفروض في المقدمة أن تكون ذات صلة وثيقة بموضوع الرسالة؛ لأنها تعد البداية الحقيقية للبحث، وأن تحرر في أسلوب علمي متين بحيث تكسب اهتمام القارئ، كما ينبغي أن تكون توضيحًا لأفكار البحث، وإعطاء صورة مصغرة عنه، وترتيبها ترتيبًا منطقيًّا يتذوقه القارئ من خلال استعراضه لها"1.
1 Markman & Waddell، p. 73.