الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنظيم قائمة المصادر "ببيلوجرافي
"
…
تنظيم قائمة المصادر "بيبلوجرافي":
هذا الجزء من البحث هو عنوان شرف الرسالة العلمية وبراءتها، ودليل صدق أصولها التي نشأت عنها، وجزء أساسي في توثيقها واعتمادها علميًّا؛ ولهذا ينبغي أن تُحضَّر بشكل مشرِّف ودقيق قدر المستطاع، إنها تأتي الأخيرة في الترتيب بين أجزاء البحث؛ إذ تأتي الملحقات أولًا -إذا كانت موجودة- فالهوامش، وتوثيق النصوص ثانيًا -إذا اختير وضعها في نهاية فصول الرسالة بدلًا من الهامش الأسفل- وأخيرًا قائمة المصادر، كل هذا يعرض بعد النص الأساسي لمباحث الرسالة.
تحتوي هذه القائمة عادة على كل المصادر التي استفاد منها الباحث خلال دراسته للبحث. وهي تختلف تمامًا عن سابقتها التي كانت مجرد خطوة أولى في سبيل الإعداد للبحث، واستكشاف مظان وجوده، فإن القائمة الأولى للمصادر مجرد قوائم لكل كتاب يظن به وجود معلومات متصلة بموضوعات الرسالة، في حين أن قائمة المصادر الأخيرة يجب أن تحتوي على المصادر والمراجع التي جرى اعتمادها، واقتباس الباحث منها فقط.
والبعض لا يمانع أن يعرض فيها الباحث أيضًا كل ما استأنس به، أو رجع إليه من مصادر؛ فأفاده في تفهم الموضوع، وهضم مادته، حتى ولو لم يقتبس منه نصًّا في الرسالة. والمهم أن هذه القائمة ينبغي ألا تحتوي على غير هذين النوعين: مصادر جرى الاقتباس منها بالفعل، ومصادر استأنس بها ورجع إليها.
بعض البحوث يضمن الباحث قائمة المصادر عناوين بعض كتب ليست لها صلة بالبحث؛ وإنما توضع لمجرد شهرتها، وتضخيم البحث بذكرها، والإيحاء للقارئ بالجهد الذي بذله في دراستها، وهذا كذب وخداع، يمس من مكانة الباحث العلمية. والقارئ المتخصص الفطن سريعًا ما يكتشف ذلك الحشو، ويتحسس ذلك الخداع؛ فتهتز أمامه صورة الباحث؛ فيفقد الثقة في أمانته العلمية1.
يأخذ تنظيم قائمة المصادر طرقًا عديدة:
أولًا: الترتيب الهجائي لأسماء المؤلفين، مبدوءًا باسم الشهرة، أو اللقب، ثم الاسم
وهذا أيسر، وأسهل، وأحسن تنظيمًا بالنسبة للمصادر القليلة، وإذا كان من بينها مصادر لا تحمل أسماء مؤلفيها فيجري ترتيبها هجائيًّا حسب عناوينها. على أن غالبية الباحثين لا يعدون في الترتيب: الكنى "أبو - ابن"، وكذلك "أل" التعريف؛ بل يحتسب في الترتيب الحرف الأول للاسم الذي يليها، مثاله "ابن القيم" يصنف مع حرف القاف.
ثانيًا: الترتيب الزمني حسب تواريخ النشر
بعض قوائم الكتب تبدو أكثر تناسبًا لو نظمت حسب الترتيب الزمني للنشر، وهذا النوع من ترتيب المصادر يتلاءم كثيرًا عند تتبع المراحل التاريخية أو التطورية، ولَا بُدَّ من فهرسة لمثل هذه القوائم، خصوصًا إذا كانت طويلة.
1 انظر: Berry، Ralph، p. 47.
ثالثًا: الترتيب المصنف حسب الموضوعات
فمصادر تفسير القرآن تستقل بقوائمها، وكذلك مصادر الحديث، والعقيدة، والفقه، والأصول، واللغة، وهي في نفسها تقسم تقسيمًا موضوعيًّا آخر، فالبحث التاريخي -على سبيل المثال- ربما تقسم مصادره حسب الأماكن والبلدان، والبحث في التربية ربما تقسم مصادره حسب المستويات المتعددة للمراحل التعليمية؛ كالمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
والمصادر الفقهية ربما تقسم حسب المذاهب الفقهية المختلفة
…
إلخ.
التنظيم للمصادر على هذه الطريقة مفيد ومساعد جدًّا، خصوصًا إذا كانت دراسة البحث تسير على نفس الطريقة في تقسيم البحث وتنظيمه. يتخلل هذه الطريقة بعض الصعوبات عندما يتوافر في الكتاب الواحد معالجة موضوعات كثيرة تنتمي إلى أقسام متعددة؛ وحينئذ يصنف مثل هذا الكتاب مع أكثر الموضوعات وأقربها انتسابًا إليه.
يراعى داخل التقسيم الموضوعي ترتيب المصادر ترتيبًا هجائيًّا، أو أبجديًّا.
رابعًا: الترتيب حسب نوعية المصادر وطبيعتها
بعض الكُتَّاب والباحثين يعمل قوائم مستقلة للمصادر الأساسية، وأخرى بالمصادر الثانوية، قوائم خاصة بالمصادر وأخرى خاصة بالدوريات، البحوث المنسوبة لأصحابها، والأخرى التي لم يسم أصحابها، وكتب المراجع هي نفسها تمثل قسمًا مستقلًّا.
هذا النوع من الترتيب للمصادر مفيد بالنسبة للباحث الذي يريد أن يبرهن على اهتمامه وعنايته بالبحث، ربما يكون الأمر صعبًا بالنسبة للقارئ في البحث عن عنوان معين، كما أن بعض المصادر يمكن وضعها في أكثر من قسم عندما يكون المصدر الواحد مشتملًا على مادة علمية أساسية، ومعلومات أخرى ثانوية.
وإذا كانت مثل هذه القوائم طويلة؛ فلَا بُدَّ لها من فهرسة تكون مفتاحًا لها1.
والطريقة الأولى هي أفضل الطرق لتنظيم المصادر، وهو ما جرى ترتيب المصادر فيها على أساس الحروف الهجائية، أو الأبجدية لاسم شهرة المؤلف، أو لقبه أولًا؛ فإن الرجوع إلى المصدر وأخذ معلومات عنه سهل وسريع، والطريقة الثالثة أكثر فائدة للمتخصصين.
يتبع في طريقة السير في تسجيل المعلومات وعرضها في قائمة المصادر التعليمات السابقة في "العناصر الرئيسة لتسجيل المعلومات عن المصادر"2.
مع التنبه لعدم ضرورة ذكر "رقم الكتاب وعنوان المكتبة"، كما في الفقرة "أ" ص83.
ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن طريقة تنظيم المصادر في نهاية البحث أو الرسالة واحدة لا تختلف، سواء كان التوثيق للمعلومات متمشيًا حسب التوثيق الكامل بالهامش، أو حسب التوثيق المختصر المباشر، أو طريقة التوثيق بالأرقام.
1 انظر: Hubbell، p. 99.
2-
انظر ص83-104 من هذا الكتاب.