الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على وجه التحديد هي التي لم تتوفر في هذه القراءات وقت جمع القرآن. مما اقتضى بطبيعة الحال إبعادها عن النص الصحيح.
محاولة ترتيب القراءات المخالفة:
وفوق هذا الأساس الواهي. يضاف أساس آخر يتعلق بانتقال هذه القراءات بعد ذلك. فيقرر مؤلف «كتاب المصاحف» نفسه أنه مدرك للشك الذي يحيط بهذه القراءات الخارجة عن النص العثماني من ثلاث جهات:
1 -
من حيث قدمها، فيشتبه أحيانا في تلفيق بعض هذه القراءات في فترة لاحقة بقصد ربطها بسند قديم للإفادة من نفوذه.
2 -
من حيث تحديد المصدر، فقد ثبت في كثير من الحالات وجود اضطراب في رفع الأسانيد إلى رواتها.
3 -
من حيث مطابقتها الشكلية. فيصعب تحديد الصحيح
(1)
من بين القراءات التي تنسب إلى ذات القارئ، فضلا عن أن بعضها يبدو مستحيلا لغويا.
ويعترف هذا المستشرق بأن القراءات غير العثمانية نادرا ما تنسب إلى ما دوّنه الثقاة في مصحافهم، وإنما تنتمي في الغالب إلى تعاليمهم وقراءاتهم الشفوية (ص 24). مع ذلك عندما يتحدث عن جمعها، يسمح لنفسه بأن يطلق عليها جميعا اسم النص القرآني، ثم يضيف إليها - وكأنه يريد زيادة حجمها ويرفع من قيمتها في المنافسة - قراءات لم تختلف مع النص الأصلي في شيء، فضلا عن قراءات أخرى ينسبها إلى بعض الصحابة، بينما هي في الواقع أحد أتباعهم.
وبعد كل هذا ماذا تعني في الواقع هذه القراءات غير الرسمية وما أهميتها؟
نلاحظ أولا أنها لا تتعلق بكل سور القرآن ولا بسورة واحدة بأكملها.
ولنبحث بعد ذلك طبيعتها، فنستطيع أن نميز بين أنواع مختلفة:
(1)
مثال ذلك مصحف ابن مسعود الذي يؤكد ابن اسحق بشأنه (طبقا لما أورده الدكتور جيفري ص 23 بالهامش)، أنه من بين عديد من نسخ هذا المصحف لا توجد نسختان متطابقتان. وكذلك يقرر فهرست ابن النديم أنه رأى منه نسخة وجد السورة الأولى (الفاتحة) فيها مخالفة لما هي معروفة به.
الفئة الأولى: منها تتعلق بإضافة إلى النص، إما بغرض شرح كلمة مستترة مثل «
…
«إسماعيل يقولان» (البقرة: 127)«ونادته الملائكة يا زكريا» (آل عمران:
39) «
…
«إلى قومه فقال يا قوم» (هود: 25). وإما تكرار كلمة سبق ذكرها مثل «عن قتال؛ وعلى الصلاة، وآمن المؤمنون» (البقرة 217 - 238 - 285). وإما بتوسيع نفس المعنى بجملة إعتراضية مثل «
…
فضلا من ربكم في مواسم الحج فابتغوا حينئذ
…
» (البقرة - 198)«والعصر، ونوائب الدهر، لفي خسر، وإنه لفيه إلى آخر العمر» (سورة العصر - 2.1).
ونلاحظ بوضوح مما تقدم، أنه مجهود مفسر يبتعد بنا عن صفاء الأسلوب القرآني بتحميل النص بإضافات مطولة لا تطاق في بعض الأحيان.
والفئة الثانية: تتعلق باستبدال كلمة بمرادف لها مثل «يكمل - يتم» ؛ «يوفه - يؤده» ؛ «نملة - ذرة» ؛ «الصوف - العهن» وإما بكلمة لها معنى آخر، وكلتا الكلمتين متكاملتين وتتضمن كلا منهما معنى الأخرى بالتبادل مثل:«الحج والعمرة للبيت» بدلا من «الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ» (البقرة: 169).
والفئة الثالثة: تتعلق بتقديم أو تأخير كلمة أو أكثر مثل: «
…
والملائكة في ظلل من الغمام» - {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ» (البقرة: 210)«بصير بما تعلمون»
- {بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (آل عمران: 156)««على قلب كل» - {عَلى كُلِّ قَلْبِ»
(غافر: 35) ونادرا ما تتعلق بإسقاط كلمة مثل: ««بما آمنتم» - {بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ»
(البقرة: 137)««إلا الساعة تأتيهم» - {إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ» (سورة محمد:
18).
وفيما يتعلق بالفئات الثلاثة السابقة بوجه عام، ودون النظر إلى القيمة الأدبية لهذه القراءات، نقول إنه من المحتمل أن تكون هذه القراءات قراءات حقيقية ومقبولة إلا أنه يشترط أن تثبت صحتها من الناحية التاريخية. ومع ذلك فهناك في بعض الحالات ما يحملنا على افتراض أن تكون بعض التعديلات المقصودة قد أدخلت على القراءات غير الرسمية بينما النص الصحيح يسمو فوق كل