الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهم
(1)
. لقد كان بعيدا عن أن يكره الضمائر، ويعوق حرية العقيدة
(2)
.
خطأ جوتييه في معنى التسامح الإسلامي:
فالإسلام يقف في وجه من يعترض طريق الحرية ويعرض الناس للفتنة
(3)
، وتحطيم هذه العوائق هو الهدف التحرري النزيه الذي يجب أن يلهم المقاتلين المسلمين
(4)
.
الجهاد في الدعوة يخضع لقواعد:
هل معني ذلك أن «هداية» الآخرين أو «غوايتهم» لا تهم المسلم في شيء؟ هذا هو التفسير الذي حاولوا تقديمه أحيانا عن سماحة المسلمين إزاء الأديان الأخرى؟
(5)
إنها طريقة أخرى لإنكار الطابع الحقيقي للقرآن إذ ينسبون إليه إما المبالغة في الرغبة في استمالة الناس نحو مبادئه، وإما فتور هذه الرغبة: أي أنه يوصف إما بالتشدد وإما باللامبالاة. والحقيقة أن موقف القرآن في هذا الشأن لا يتمثل في أي من هذين الطرفين. إنه يقرر أن من الواجب الدعوة إلي الحق وإلى الفضيلة
(6)
، ومزاولة ذلك بهمة ونشاط
(7)
. ولكن الأسلوب المتبع في ذلك يجب أن يتسم بالحكمة والإقناع وباللين
(8)
. فالواجب على كل فرد هنا ليس في إكراه الغير وإنما في الشرح والتوضيح والإقناع بكل ما يعتقد أنه حق. وللغير أن يؤمن بما يسمع أو لا يؤمن وعليه بعد ذلك ألا يضيق ذرعا بحرية المؤمنين في القيام بشعائرهم وإعطائها ما تستحق من تبجيل. وفيما عدا ذلك يتحمل كل فرد مسؤولياته كاملة
(9)
.
(1)
وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف: 103].
(2)
لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ [البقرة: 256].
(3)
وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا [البقرة: 217].
(4)
وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ [الأنفال: 39].
(5)
انظر «أخلاق المسلمين وعاداتهم» - جوتييه (ص 209). Moeurs et Coutumes des Musulmans
(6)
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران: 104] وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 3].
(7)
وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً [الفرقان: 52].
(8)
اُدْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل: 125].
(9)
لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ [البقرة: 272] لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (المائدة: 105).