الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[كلام الرافضي على خصائص الأئمة الاثنى عشر]
بسم الله الرحمن الرحيم
فَصْلٌ (1) .
قَالَ الرَّافِضِيُّ: " [الْوَجْهُ](2) الرَّابِعُ (3) : أَنَّ الْإِمَامِيَّةَ أَخَذُوا مَذْهَبَهُمْ عَنِ الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ الْمَشْهُورِينَ بِالْفَضْلِ وَالْعِلْمِ وَالزُّهْدِ وَالْوَرَعِ وَالِاشْتِغَالِ فِي كُلِّ وَقْتٍ بِالْعِبَادَةِ وَالدُّعَاءِ (4) وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِكَ مِنْ (5) زَمَنِ الطُّفُولِيَّةِ إِلَى آخِرِ الْعُمُرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْعُلُومَ (6)، وَنَزَلَ فِي حَقِّهِمْ:{هَلْ أَتَى} [سُورَةُ الْإِنْسَانِ: 1] ، وَآيَةُ الطَّهَارَةِ، وَإِيجَابُ الْمَوَدَّةِ لَهُمْ، وَآيَةُ الِابْتِهَالِ وَغَيْرُ ذَلِكَ. وَكَانَ عَلِيٌّ [رضي الله عنه](7) يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، وَيَتْلُو الْقُرْآنَ مَعَ شِدَّةِ ابْتِلَائِهِ بِالْحُرُوبِ وَالْجِهَادِ.
(1) ص، ر، هـ،: الْفَصْلُ الثَّامِنُ.
(2)
الْوَجْهُ: فِي (أ) ، (ب) ، (ك) . وَسَقَطَتْ مِنْ سَائِرِ النُّسَخِ.
(3)
الْكَلَامُ التَّالِي فِي (ك) ص 96 (م) .
(4)
ن: بِالْعِبَادَةِ أَيْ بِالدُّعَاءِ.
(5)
ن، ص، هـ، ر، و: فِي.
(6)
ك: وَمِنْهُمْ تَعَلَّمَ النَّاسُ الْعُلُومَ.
(7)
رضي الله عنه: كَذَا فِي (أ) ، (ب)، وَفِي (م) : عليه السلام، وَفِي (ك) : عليه الصلاة والسلام.
فَأَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [رضي الله عنه](1) كَانَ أَفْضَلَ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (2) وَجَعَلَهُ اللَّهُ نَفْسَ رَسُولِ اللَّهِ (3) حَيْثُ قَالَ: {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: 61] وَوَاخَاهُ [رَسُولُ اللَّهِ] وَزَوَّجَهُ (4) ابْنَتَهُ، وَفَضْلُهُ لَا يَخْفَى (5) وَظَهَرَتْ مِنْهُ (6) مُعْجِزَاتٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى ادَّعَى قَوْمٌ فِيهِ (7) الرُّبُوبِيَّةَ وَقَتَلَهُمْ، وَصَارَ إِلَى مَقَالَتِهِمْ آخَرُونَ إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ كَالْغُلَاةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ. وَكَانَ وَلَدَاهُ سِبْطَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (8)«سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» إِمَامَيْنِ بِنَصِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (9) ، وَكَانَا أَزْهَدَ النَّاسِ وَأَعْلَمَهُمْ فِي زَمَانِهِمَا (10) ، وَجَاهَدَا (11) فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى قُتِلَا، وَلَبِسَ الْحَسَنُ (12) الصُّوفَ تَحْتَ ثِيَابِهِ الْفَاخِرَةِ مِنْ
(1) ن: عَلِيٌّ رضي الله عنه، م: عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فِي الْجَنَّةِ، ك: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام.
(2)
ك: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.
(3)
أ، ب، هـ: نَفْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ن، م: نَفْسَ رَسُولِهِ، وَ: نَفْسَ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام.
(4)
ص، ر، هـ، و، ن، م: وَوَاخَاهُ وَزَجَّهُ، ك: وَآخَاهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَزَوَّجَهُ. .
(5)
أ، ب، و: لَا تُحْصَى.
(6)
ك: عَنْهُ.
(7)
قَوْمٌ فِيهِ: كَذَا فِي (و) ، (ك) ، (هـ)، (ر) . وَفِي سَائِرِ النُّسَخِ: فِيهِ قَوْمٌ.
(8)
ك: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. وَلَنْ أُشِيرَ إِلَى هَذَا الْخِلَافِ فِيمَا يَلِي بِإِذْنِ اللَّهِ.
(9)
ن، م: بِنَصِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ك: بِنَصِّ النَّبِيِّ عليه السلام.
(10)
فِي زَمَانِهِمَا: كَذَا فِي (أ)، (ب) . وَفِي (ك) وَسَائِرِ النُّسَخِ: فِي زَمَانِهِمْ.
(11)
ن، م، و: وَجَاهَدُوا.
(12)
ك، و: الْحَسَنُ عليه السلام.
غَيْرِ أَنْ يَشْعُرَ أَحَدٌ (1) بِذَلِكَ، «وَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا الْحُسَيْنَ عَلَى فَخِذِهِ الْأَيْمَنِ (2) ، وَإِبْرَاهِيمَ (3) عَلَى فَخِذِهِ الْأَيْسَرِ، فَنَزَلَ جِبْرَائِيلُ [عليه السلام] (4) وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ لَكَ بَيْنَهُمَا (5) ، فَاخْتَرْ مَنْ شِئْتَ مِنْهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (6) : إِذَا مَاتَ الْحُسَيْنُ بَكَيْتُ (7) أَنَا وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ، وَإِذَا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بَكَيْتُ أَنَا عَلَيْهِ، فَاخْتَارَ مَوْتَ إِبْرَاهِيمَ (8) فَمَاتَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْحُسَيْنُ بَعْدَ ذَلِكَ يُقَبِّلُهُ وَيَقُولُ (9) : أَهْلًا وَمَرْحَبًا بِمَنْ فَدَيْتُهُ بِابْنِي إِبْرَاهِيمَ» . وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ زَيْنُ الْعَابِدِينَ (10) يَصُومُ نَهَارَهُ وَيَقُومُ لَيْلَهُ، وَيَتْلُو الْكِتَابَ الْعَزِيزَ، وَيُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، وَيَدْعُو كُلَّ رَكْعَتَيْنِ (11) بِالْأَدْعِيَةِ الْمَنْقُولَةِ عَنْهُ وَعَنْ آبَائِهِ (12) ثُمَّ يَرْمِي الصَّحِيفَةَ كَالْمُتَضَجِّرِ، وَيَقُولُ (13) : أَنَّى لِي بِعِبَادَةِ
(1) ك، ص 97 (م) : يُشْعِرَ أَحَدًا. .
(2)
أ، ب: الْحُسَيْنَ يَوْمًا فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ الْأَيْمَنِ.
(3)
ك: وَوَلَدَهُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام. .
(4)
جِبْرَائِيلُ عليه السلام: كَذَا فِي (هـ)، (ك) . وَفِي سَائِرِ النُّسَخِ: جِبْرِيلُ. وَفِي (أ) ، (ب)، (و) : جِبْرِيلُ عليه السلام.
(5)
ن، م، ر، ص، هـ: لِيَجْمَعَهُمَا لَكَ.
(6)
ك: فَقَالَ مَعَ نَفْسِهِ. .
(7)
ك: بَكَى عَلَيْهِ أَنَا. .
(8)
ك: إِبْرَاهِيمَ عليه السلام.
(9)
و، هـ، ر: وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْحُسَيْنُ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ وَيُقَبِّلُهُ، ك: فَكَانَ إِذَا جَاءَ الْحُسَيْنُ عليه السلام بَعْدَ ذَلِكَ يُقَبِّلُهُ وَيَقُولُ. وَسَقَطَتْ عِبَارَةُ " بَعْدَ ذَلِكَ " مِنْ (أ) ، (ب) .
(10)
و: زَيْنُ الْعَابِدِينَ عليه السلام، ك: زَيْنُ الْعَابِدِينَ عليهما السلام.
(11)
م، ص، هـ، ر، و: بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، أ، ب: بَعْدَ كُلِّ رَكْعَةٍ.
(12)
و، ك: وَعَنْ آبَائِهِ عليهم السلام.
(13)
ن، هـ، ر، ص،: ثُمَّ يَقُولُ.
عَلِيٍّ (1) ، وَكَانَ يَبْكِي كَثِيرًا (2) حَتَّى أَخَذَتِ الدُّمُوعُ مِنْ لَحْمِ خَدَّيْهِ، وَسَجَدَ حَتَّى سُمِّيَ ذَا الثَّفِنَاتِ (3) ، «وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَيِّدَ الْعَابِدِينَ» .
وَكَانَ قَدْ حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَاجْتَهَدَ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ (4) فَلَمْ يُمْكِنْهُ مِنَ الزِّحَامِ (5) فَجَاءَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ فَوَقَفَ (6) النَّاسُ لَهُ وَتَنَحَّوْا عَنِ الْحَجَرِ حَتَّى اسْتَلَمَهُ (7) ، وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَ الْحَجَرِ سِوَاهُ (8)، فَقَالَ هِشَامُ [بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ] : مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ [الشَّاعِرُ](9) :
هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ
…
وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ
…
هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ (10) الْعَلَمُ
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ
…
رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
(1) ك: عَلِيٍّ عليه السلام.
(2)
ك: وَكَانَ يَبْكِي عليه السلام كَثِيرًا.
(3)
ك: وَسَجَدَ حَتَّى حَشَى مَسَاجِدَهُ كَخُفِّ الْبَعِيرِ، وَسُمِّيَ ذَا الثَّفِنَاتِ. وَفِي (ن) ، (م) ، (أ)، (هـ) : ذَا النَّقْبَاتِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. وَفِي اللِّسَانِ: الثَّفِنَةُ مِنَ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَهِ: الرُّكْبَةُ، وَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ الرَّاسِبِيِّ رَئِيسِ الْخَوَارِجِ: ذُو الثَّفِنَاتِ لِكَثْرَةِ صِلَاتِهِ، وَلِأَنَّ طُولَ السُّجُودِ كَانَ أَثَّرَ فِي جَبْهَتِهِ وَرُكْبَتِهِ وَيَدَيْهِ، كَمَا يُؤَثِّرُ الْبُرُوكُ فِي ثَفِنَاتِ الْبَعِيرِ.
(4)
أ، ب: فَاجْتَهَدَ عَلَى أَنْ يَسْتَلِمَ الرُّكْنَ.
(5)
ك: فَلَمْ يُمْكِنْهُ لِلزِّحَامِ.
(6)
أ، ب: زَيْنُ الْعَابِدِينَ رضي الله عنه فَوَقَفَ، ك: زَيْنُ الْعَابِدِينَ عليه السلام فَوَقَفَ. .
(7)
أ، ر، ن، م، و، هـ: حَتَّى اسْتَلَمَ.
(8)
ك: عِنْدَ الْحَجَرِ أَحَدٌ مِنْهُمْ سِوَاهُ.
(9)
ك ص 97 (م) 98 (م) : سِوَاهُ وَاحْتَرَمُوا لَهُ وَفَضَّلُوهُ عَلَى سَائِرِ الْقَوْمِ، فَنَظَرَ هِشَامٌ وَغَضِبَ بِذَلِكَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي وَقَفَهُمْ عَلَيْهِ، حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، فَقَامَ مِنْ بَيْنِهِمُ الْفَرَزْدَقُ الشَّاعِرُ وَفَتَحَ طَرِيقَ الْمَحَبَّةِ وَالْوِلَايَةِ. . وَابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَلِكُ: زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) . وَسَقَطَتْ كَلِمَةُ " الشَّاعِرُ " مِنْ (ن) ، (م) .
(10)
: الظَّاهِرُ.
إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا
…
إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ
إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقَى كَانُوا أَئِمَّتَهُمْ
…
أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ (1) قِيلَ هُمُ
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ
…
بِجِدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ
…
فَمَا يُكَلَّمُ إِلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ
يَنْشَقُّ نُورُ الْهُدَى عَنْ صُبْحٍ غُرَّتِهِ
…
كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إِشْرَاقِهَا الظُّلَمُ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ
…
طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالْخِيمُ وَالشِّيَمُ
اللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْمًا وَفَضَّلَهُ
…
جَرَى بِذَاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ الْقَلَمُ (2)
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ
كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَلْجًا وَمُعْتَصَمُ
…
لَا يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بَعْدَ غَايَتِهِمْ
وَلَا يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإِنْ كَرُمُوا
…
هُمُ الْغُيُوثُ إِذَا مَا أَزْمَةٌ أَزَمَتْ
وَالْأُسْدُ أُسْدُ الشَّرَى وَالرَّأْيُ (3) مُحْتَدِمُ
…
لَا يَنْقُصُ (4) الْعُسْرُ بَسْطًا مِنْ أَكُفِّهِمُ
سِيَّانَ ذَلِكَ إِنْ أَثْرَوْا وَإِنْ عَدِمُوا
…
مَا قَالَ لَا قَطُّ إِلَّا فِي تَشَهُّدِهِ
لَوْلَا التَّشَهُّدُ كَانَتْ لَاؤُهُ نَعَمُ
…
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ (5) وَالْبَلْوَى بِحُبِّهِمُ
وَيُسْتَرَقُّ بِهِ الْإِحْسَانُ وَالنِّعَمُ
…
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُمُ
فِي كُلِّ بِرٍّ (6) وَمَخْتُومٌ بِهِ الْكَلِمُ
…
مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفْ أَوْلَوِيَّةَ ذَا (7)
فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الْأُمَمُ (8)
(1) ك: أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ خَلْقِ اللَّهِ. .
(2)
ص: فِي اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ:
(3)
ب (فَقَطْ) : وَالْبَأْسُ.
(4)
ب (فَقَطْ) : لَا يَقْبِضُ، ك: لَا يَنْقَبِضُ.
(5)
ن، م: الشَّرُّ، ك: الضُّرُّ.
(6)
ب (فَقَطْ) : بَدْءٍ.
(7)
ن، م، أ، ر، هـ: أَوَّلِيَّتَهُ، و، ص: دِيوَانُ الْفَرَزْدَقِ (ص 849) : أَوَّلِيَّةَ ذَا. وَالْمُثْبَتُ مِنْ (ب) ، (ك) .
(8)
فِي (ك) بَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ: وَلَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هَذَا بَضَائِرِهِ فَالْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أَنْكَرْتَ وَالْعَجَمُ هَذَا الْبَيْتُ الْأَخِيرُ كُتِبَ فِي هَامِشِ (ك) . وَفِي الْأَغَانِي 15/327: فَلَيْسَ قَوْلُكَ. . وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ لَمْ يُذْكَرْ مِنْهَا فِي دِيوَانِ الْفَرَزْدَقِ (ط. الْقَاهِرَةِ، 1354 1936) . إِلَّا سِتَّةُ أَبْيَاتٍ، وَفِي نِسْبَةِ سَائِرِ الْأَبْيَاتِ خِلَافٌ كَبِيرٌ. انْظُرِ الْأَغَانِيَ 15/326 - 329 (ط. دَارِ الْكُتُبِ) .
فَغَضِبَ هِشَامٌ وَأَمَرَ بِحَبْسِ الْفَرَزْدَقِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، [فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ وَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ (1)
أَتَحْبِسُنِي بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالَّتِي
…
إِلَيْهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِيَ مُنْبِيهَا (2)
تُقَلِّبُ رَأْسًا لَمْ يَكُنْ رَأْسَ سَيِّدٍ
وَعَيْنًا لَهُ حَوْلَاءَ (3) بَادٍ عُيُوبُهَا
] (4) .
فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْإِمَامُ (5) زَيْنُ الْعَابِدِينَ (6) بِأَلْفِ دِينَارٍ فَرَدَّهَا، وَقَالَ: إِنَّمَا قَلَتُ هَذَا غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ (7) ، فَمَا آخُذُ عَلَيْهِ أَجْرًا، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (8) : نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ (9) لَا يَعُودُ إِلَيْنَا مَا خَرَجَ مِنَّا، فَقَبِلَهَا (10) الْفَرَزْدَقُ.
(1) ك: فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: فِي الْحَبْسِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ وَبَعَثَ إِلَيْهِ:
(2)
ك: مُنِيبُهَا.
(3)
ب: حَوْبَاءَ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(4)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ جَمِيعِ النُّسَخِ وَأَثْبَتُّهُ مِنْ (ب) ، (ك) .
(5)
الْإِمَامُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ص) ، (ب) .
(6)
ك، ص 99 (م)، و: زَيْنُ الْعَابِدِينَ عليه السلام.
(7)
أ، ب، م، ص، ر: غَضَبًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، ك: حُبًّا لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ.
(8)
ن، ر، ص، هـ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رضي الله عنه، و: ك: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام.
(9)
أ، ب: أَهْلَ الْبَيْتِ.
(10)
م، ك: فَقَبِلَهُ.
وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ قَوْمٌ يَأْتِيهِمْ رِزْقُهُمْ لَيْلًا وَلَا يَعْرِفُونَ مِمَّنْ هُوَ، فَلَمَّا مَاتَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ (1) ، انْقَطَعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ (2) وَعَرَفُوا أَنَّهُ كَانَ مِنْهُ (3) .
وَكَانَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ (4) أَعْظَمَ النَّاسِ زُهْدًا وَعِبَادَةً، بَقَرَ السُّجُودُ جَبْهَتَهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ [أَهْلِ](5) وَقْتِهِ، سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَاقِرَ، وَجَاءَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ إِلَيْهِ (6) وَهُوَ صَغِيرٌ فِي الْكُتَّابِ، فَقَالَ لَهُ: جَدُّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَلَيْكَ. فَقَالَ: وَعَلَى جَدِّيَ السَّلَامُ. فَقِيلَ لِجَابِرٍ: كَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: (7)«كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْحُسَيْنُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يُلَاعِبُهُ، (8) فَقَالَ: يَا جَابِرُ، يُولَدُ لَهُ وَلَدٌ اسْمُهُ عَلِيٌّ إِذَا (9) كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ، فَيَقُومُ وَلَدُهُ، ثُمَّ يُولَدُ لَهُ مَوْلُودٌ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ، يَبْقُرُ (10) الْعِلْمَ بَقْرًا، فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ» (11) .
وَرَوَى عَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُ.
(1) ن، م، أ، ب، ر، هـ، و: مَوْلَانَا زَيْنُ الْعَابِدِينَ: ك: زَيْنُ الْعَابِدِينَ عليه السلام.
(2)
أ، ب: عَنْهُمْ ذَلِكَ.
(3)
ر، ص: أَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ، م: أَنَّهُ مِنْهُ، و: أَنَّهُ كَانَ مِنْهُ عليه السلام، ك: أَنَّهُ مِنْهُ عليه السلام.
(4)
و، ك: الْبَاقِرُ عليه السلام.
(5)
أَهْلِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) .
(6)
أ، ب، ر، ن، م: وَجَاءَ إِلَيْهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ إِلَيْهِ، ص 99 (م) - ص - 100 (م) : وَجَاءَ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ - وَقِيلَ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ إِلَيْهِ.
(7)
أ، ب: قَالَ جَابِرٌ، ن، ر، ص، هـ: فَقَالَ.
(8)
وَهُوَ يُلَاعِبُهُ: كَذَا فِي (هـ)، (ك) . وَفِي سَائِرِ النُّسَخِ: وَهُوَ يُدَاعِبُهُ.
(9)
أ، ب: فَإِذَا.
(10)
ك: إِنَّهُ يَبْقُرُ.
(11)
فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ: كَذَا فِي (ب)، (ص) . وَفِي سَائِرِ النُّسَخِ. . عَنِّي. وَفِي (ك) : فَإِذَا أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ.
وَكَانَ ابْنُهُ الصَّادِقُ (1) عليه السلام أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ وَأَعْبَدَهُمْ. قَالَ عُلَمَاءُ السِّيرَةِ (2) إِنَّهُ اشْتَغَلَ بِالْعِبَادَةِ عَنْ طَلَبِ الرِّيَاسَةِ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (3) عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنْ سُلَالَةِ النَّبِيِّينَ، وَهُوَ الَّذِي نَشَرَ فِقْهَ الْإِمَامِيَّةِ، وَالْمَعَارِفَ الْحَقِيقَةَ، وَالْعَقَائِدَ الْيَقِينِيَّةَ، وَكَانَ لَا يُخْبِرُ بِأَمْرٍ إِلَّا وَقَعَ، وَبِهِ سَمَّوْهُ الصَّادِقَ الْأَمِينَ.
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ (4) جَمَعَ أَكَابِرَ الْعَلَوِيِّينَ (5) لِلْبَيْعَةِ لِوَلَدَيْهِ، فَقَالَ الصَّادِقُ (6) : هَذَا (7) الْأَمْرُ لَا يَتِمُّ، فَاغْتَاظَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّهُ لِصَاحِبِ الْقَبَاءِ الْأَصْفَرِ، وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَلَمَّا سَمِعَ الْمَنْصُورُ بِذَلِكَ فَرِحَ لِعِلْمِهِ بِوُقُوعِ مَا يُخْبِرُ بِهِ (8) ، وَعَلِمَ أَنَّ الْأَمْرَ يَصِلُ إِلَيْهِ (9)، وَلَمَّا هَرَبَ كَانَ يَقُولُ: أَيْنَ قَوْلُ صَادِقِهِمْ؟ وَبَعْدَ ذَلِكَ انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَيْهِ.
وَكَانَ ابْنُهُ مُوسَى الْكَاظِمُ (10) يُدْعَى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ، وَكَانَ أَعْبَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ (11) ، يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، وَسُمِّيَ الْكَاظِمَ لِأَنَّهُ كَانَ (12) إِذْ بَلَغَهُ عَنْ
(1) أ، ب: وَكَانَ ابْنُهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ. . .
(2)
أ، ب، ص: السِّيَرِ.
(3)
ك: جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام.
(4)
ك:. . . بْنُ الْحَسَنِ عليه السلام.
(5)
أ، ب: الْعَلَوِيَّةِ.
(6)
ك، وَ: الصَّادِقُ عليه السلام.
(7)
ك: إِنَّ هَذَا.
(8)
أ، ب، و،: مَا خَبَّرَ بِهِ.
(9)
أ، ب: يَتَّصِلُ بِهِ.
(10)
و، ك: الْكَاظِمُ عليه السلام.
(11)
ك: كَانَ أَعْبَدَ أَهْلِ وَقْتِهِ.
(12)
ك: سُمِّيَ الْكَاظِمَ لِأَنَّهُ عليه السلام كَانَ. .
أَحَدٍ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهِ بِمَالٍ. وَنَقَلَ فَضْلَهُ الْمُوَافِقُ وَالْمُخَالِفُ. قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ مِنَ الْحَنَابِلَةِ: رَوَى (1) عَنْ شَقِيقٍ الْبَلْخِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا سَنَةَ تِسْعٍ (2) وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فَنَزَلْتُ الْقَادِسِيَّةَ فَإِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ شَدِيدُ السُّمْرَةِ، عَلَيْهِ ثَوْبُ صُوفٍ مُشْتَمِلٌ بِشَمْلَةٍ، فِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ، وَقَدْ جَلَسَ مُنْفَرِدًا عَنِ النَّاسِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا الْفَتَى (3) مِنَ الصُّوفِيَّةِ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ كَلًّا عَلَى النَّاسِ، وَاللَّهِ لَأَمْضِيَنَّ إِلَيْهِ أُوَبِّخْهُ (4)، فَدَنَوْتُ مِنْهُ (5) فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا (6) قَالَ: يَا شَقِيقُ، اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا (7) عَبْدٌ صَالِحٌ قَدْ نَطَقَ عَلَى مَا فِي خَاطِرِي (8) ، لَأَلْحَقَنَّهُ وَلَأَسْأَلَنَّهُ أَنْ يُحَالِلَنِي (9) ، فَغَابَ عَنْ عَيْنِي (10) ، فَلَمَّا نَزَلْنَا وَاقِصَةَ إِذَا بِهِ يُصَلِّي (11) ، وَأَعْضَاؤُهُ تَضْطَرِبُ، وَدُمُوعُهُ تَتَحَادَرُ. فَقُلْتُ: أَمْضِي إِلَيْهِ وَأَعْتَذِرُ، فَأَوْجَزَ فِي صِلَاتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا شَقِيقُ: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [سُورَةُ طه: 82] فَقُلْتُ: هَذَا مِنَ الْأَبْدَالِ، قَدْ تَكَلَّمَ عَلَى
(1) رَوَى: سَاقِطَةٌ مِنْ (ك) ص 101 (م) .
(2)
ن (فَقَطْ) : سَبْعٍ. .
(3)
الْفَتَى: كَذَا فِي (ب)، (ك) . وَفِي سَائِرِ النُّسَخِ: الصَّبِيُّ.
(4)
ك: وَأُوَبِّخَنَّهُ.
(5)
عِبَارَةُ " فَدَنَوْتُ مِنْهُ ": سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(6)
مُقْبِلًا: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) ، (ك) .
(7)
ب: إِنَّ هَذَا. وَسَقَطَتْ " هَذَا " مِنْ (و) .
(8)
أ، ب: صَالِحٌ نَطَقَ عَمَّا فِي نَفْسِي، ك: صَالِحٌ قَدْ نَطَقَ مَا فِي خَاطِرِي.
(9)
ص: يُحْلِلَنِي، ك: يُحِيلَنِي، وَصُوِّبَتْ فِي الْهَامِشِ إِلَى: يُجَالِسَنِي.
(10)
أ، ب: عَنْ عَيْنِي فَلَمْ أَرَهُ.
(11)
أ، ب: فَلَمَّا نَزَلْنَا وَافَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي.
سِرِّي مَرَّتَيْنِ، فَلَمَّا نَزَلْنَا [زُبَالَةَ] (1) إِذَا بِهِ قَائِمٌ عَلَى الْبِئْرِ وَبِيَدِهِ رِكْوَةٌ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَقِيَ مَاءً (2) فَسَقَطَتِ الرِّكْوَةُ مِنْ يَدِهِ (3) فِي الْبِئْرِ فَرَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ:
أَنْتَ رَبِّي (4) إِذَا ظَمِئْتُ إِلَى الْمَاءِ وَقُوَّتِي إِذَا أَرَدْتُ الطَّعَامَا.
يَا سَيِّدِي مَالِي سِوَاهَا. قَالَ (5) شَقِيقٌ: فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْبِئْرَ قَدِ ارْتَفَعَ مَاؤُهَا، فَأَخَذَ الرِّكْوَةَ (6) وَمَلَأَهَا تَوَضَّأَ وَصَلَّى (7) أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ مَالَ (8) إِلَى كَثِيبِ رَمْلٍ هُنَاكَ، فَجَعَلَ يَقْبِضُ بِيَدِهِ وَيَطْرَحُهُ فِي الرِّكْوَةِ وَيَشْرَبُ (9) . فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي مِنْ فَضْلِ مَا رَزَقَكَ اللَّهُ أَوْ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ (10) . فَقَالَ: يَا شَقِيقُ، لَمْ تَزَلْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْنَا ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً (11) فَأَحْسِنْ ظَنَّكَ بِرَبِّكَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي الرِّكْوَةَ فَشَرِبْتُ مِنْهَا فَإِذَا هُوَ سَوِيقٌ وَسُكَّرٌ، مَا شَرِبْتُ وَاللَّهِ أَلَذَّ مِنْهُ وَلَا أَطْيَبَ مِنْهُ رِيحًا (12) فَشَبِعْتُ وَرَوِيتُ. وَأَقَمْتُ (13) أَيَّامًا لَا أَشْتَهِي طَعَامًا
(1) زُبَالَةَ: كَذَا فِي (ب) . وَفِي (ك) : فِي زُبَالَةَ. وَسَقَطَتِ الْكَلِمَةُ مِنْ سَائِرِ النُّسَخِ.
(2)
مَاءً: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(3)
عِبَارَةُ " مِنْ يَدِهِ ": سَاقِطَةٌ مِنْ (ك) .
(4)
رَبِّي: كَذَا فِي (ب) فَقَطْ. وَفِي (ك) وَجَمِيعِ النُّسَخِ مَا عَدَا (أ) : رَبِّي. وَفِي (أ) : إِلَهِي.
(5)
أ، ب: فَقَالَ.
(6)
أ، ب: فَأَخَذَ الرِّكْوَةَ بِيَدِهِ. .
(7)
وَصَلَّى: كَذَا فِي (ك)، (و) . وَفِي سَائِرِ النُّسَخِ: وَجَعَلَ يُصَلِّي.
(8)
أ، ب: ثُمَّ قَامَ. .
(9)
و: يَقْبِضُ بِيَدِهِ يَطْرَحُهُ فِي الرِّكْوَةِ وَيَشْرَبُ، ن: فَجَعَلَ يَقْبِضُ بِيَدِهِ فَيَطْرَحُهُ فِي الرِّكْوَةِ فَيَشْرَبُ (ب: فَيَشْرَبُ مِنْهُ)، وَزَادَتْ (ك) : فَرَأَيْتُ ذَلِكَ عَجَبًا مِنْهُ.
(10)
ك: فَقُلْتُ أَطْعِمْنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ مِنْ فَضْلِ مَا رَزَقَكَ اللَّهُ وَمَا أَنْعَمَ عَلَيْكَ.
(11)
أ، ب: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ يُنْعِمُ عَلَيْنَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.
(12)
أ: وَلَا أَطْيَبَ، ب: وَلَا أَطْيَبَ، ك: وَلَا أَطْيَبَ رِيحًا.
(13)
أ، ب: وَبَقِيتُ.
وَلَا شَرَابًا، ثُمَّ لَمْ أَرَهُ حَتَّى دَخَلْتُ (1) مَكَّةَ، فَرَأَيْتُهُ لَيْلَةً إِلَى جَانِبِ قُبَّةِ الْمِيزَابِ (2) نِصْفَ اللَّيْلِ يُصَلِّي بِخُشُوعٍ وَأَنِينٍ وَبُكَاءٍ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى ذَهَبَ اللَّيْلُ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ يُسَبِّحُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا، وَخَرَجَ (3) فَتَبِعْتُهُ، فَإِذَا لَهُ حَاشِيَةٌ وَأَمْوَالٌ وَغِلْمَانٌ (4) ، وَهُوَ عَلَى خِلَافِ مَا رَأَيْتُهُ فِي الطَّرِيقِ، وَدَارَ بِهِ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيَتَبَرَّكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ لَهُمْ (5) : مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُوسَى (6) بْنُ جَعْفَرٍ (7)، فَقُلْتُ: قَدْ عَجِبْتُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْعَجَائِبُ إِلَّا لِمِثْلِ هَذَا السَّيِّدِ. هَذَا رَوَاهُ الْحَنْبَلِيُّ.
وَعَلَى يَدِهِ تَابَ (8) بِشْرٌ الْحَافِي لِأَنَّهُ عليه السلام (9) اجْتَازَ عَلَى دَارِهِ بِبَغْدَادَ، فَسَمِعَ الْمَلَاهِيَ وَأَصْوَاتَ الْغِنَاءِ وَالْقَصَبِ يَخْرُجُ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ، فَخَرَجَتْ جَارِيَةٌ وَبِيَدِهَا قُمَامَةُ الْبَقْلِ (10) ، فَرَمَتْ بِهَا فِي الدَّرْبِ، فَقَالَ لَهَا (11) : يَا جَارِيَةُ، صَاحِبُ هَذَا الدَّارِ حُرٌّ أَمْ عَبْدٌ؟
(1) ص، ر، هـ، ن، و: حَتَّى دَخَلَ. .
(2)
أ، ن، م، ص، هـ، ر، و: الشَّرَابِيِّ، ب: الشَّرَابِ. والْمُثْبَتُ مِنْ (ك) .
(3)
أ، ب: ثُمَّ خَرَجَ.
(4)
ب: حَاشِيَةٌ وَغِلْمَانٌ وَأَمْوَالٌ، هـ، و، ن، م، ص: حَاشِيَةٌ وَمَوَالٍ وَغِلْمَانٌ، أ: حَاشِيَةٌ وَغِلْمَانٌ وَمَوَالٍ.
(5)
و: لَهُ، ك: لِبَعْضِهِمْ.
(6)
أ، ب، م: قَالُوا هَذَا مُوسَى، ن، ص، هـ: فَقَالُوا مُوسَى، و، ر، ك: فَقَالَ مُوسَى.
(7)
ك: مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام.
(8)
و، ك: وَعَلَى يَدِهِ عليه السلام تَابَ.
(9)
عليه السلام: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(10)
أ، ب، و: النُّقْلِ. وَفِي الْأَصْلِ فِي (ك) : النُّقْلِ، وَفَوْقَهَا بَيْنَ السُّطُورِ: النُّقْلِ.
(11)
لَهَا: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .