الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان حنيفًا فى سورة الأنعام مرتين وفى سورة النحل كذلك وهما مكيتان.
سورة الأنعام، مكية:{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (97) وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (161).
من ذلك يتبين القارئ المنصف فساد ما يقوله المستشرقون غير المنصفين.
[عبد الوهاب النجار]
إبراهيم (ابن الأغلب)
ابن الأغلب (184 - 196 هـ 800 - 812 م): هو مؤسس دولة الأغالبة التى كانت شبه مستقلة، وهو ابن الأغلب بن سالم بن عقال التميمى، من مرو الروذ، حكم أبوه إفريقية بعد رحيل ابن الأشعث عام 148 هـ، وقُتل ذلك بسنتين فى فتنة الحسن بن حرب (150 هـ) وفى عام 179 هـ (795 م) وُلَى ابنه إبراهيم على الزاب.
وأثارت أخطاء الوالى ابن مقاتل الناس فطردوه آخر الأمر (183 هـ = 799 م) فأتى إبراهيم لنجدته. وبعد أن أعيد النظام إلى نصابه تمكن إبراهيم بمهارته من التقرب إلى الخليفة هارون الرشيد جتى أصبح الخليفة لا يستطيع الاستغناء عنه، فترلىُ له حكم إفريقية عملا بنصيحة "هَرْثَمة"على أن يكون عليها أربعون ألف دينار، بينما أعفيت مصر من مبلغ المائة ألف دينار التى كانت تؤديها سنويًا لإفريقية، وكان ذلك التغيير فى اليوم الثانى عشر من
جمادى الآخرة عام 184 هـ (9 يولية 800 م) وحذت إفريقية حذو المغرب والأندلس فى الانفصال عن الدولة العباسية، وسرعان ما تبعتهما مصر. وبدأ الأمير الجديد فى تشييد قصبه جديدة هى "العباسية" لتحل محل القيروان.
وبعد ذلك بعام استقبل إبراهيم سفراء شارلمان (801 م) الذين رجعوا من إفريقية محملين بعدد من التحف الأثرية. ومن المفروض أن هذا لم يكن الغرض الوحيد من الرحلة، إذ يغلب على الظن أن شارلمان كان يبحث عن حليف ضد الأمويين فى الأندلس. وقد أخمد إبراهيم عام 186 هـ (802 م) فتنة حمديس الفيسى فى تونس وفى عام 189 هـ. (805 م) شبت فتنة أخرى فى طرابلس، طرد السكان أثناءها الوالى الأغلبى سفيان بن المَضاء، وما كادت هذه الفتنة تسكن بالعفو العام سنة 194 هـ (809 م) حتى شبت نيران فتنة أخطر منها فى إفريقية على رأسها عمران بن مجالد الربيع (عند الذهبى "مَخْلد" بدلا من مجالد. انظر فانيان Fagnan: الكامل لابن الأثير. ص 158، تعليق رقم 1، ص 173) وقريش بن التونسى. وحوصر إبراهيم سنة كاملة فى العباسية واشترى الخليفة الثوار بالمال فاعتكف عمران فى الزاب حيث عاش هناك فى هدوء حتى مات إبراهيم. وغدت طرابلس مسرحًا جديدًا لفتنة أخرى (196 هـ = 811 م) نُهبت أثناءها على يد هوارة الخوارج، فانفذ الوالى ابنه عبد الله على رأس جيش. ونجح عبد الله أول الأمر فى محاربة الخوارج القادمين من تاهرت (تاقدمت) يقودهم إمامهم عبد الوهاب ابن عبد الرحمن بن رستم، وحاصر هؤلاء المدينة ولم يبدأ القتال إلا عند ورود الأخبار بوفاة إبراهيم بمدينة القيروان فى الحادى والعشرين من شوال عام 196 هـ (5 يوليه 812 م). وكان عبد الله حريصًا على أن يخلف أباه إبراهيم فى الحكم، فتهادن مع
عبد الوهاب ونزل له عن ولاية طرابلس ما عدا مدينة طرابلس، كما نزل له عن منطقتى قسطيلية وجربه.
المصادر:
(1)
البلاذرى: فتوح البلدان (طبعة دى غويه De Goeje) ص 233 - 234.
(2)
كتاب العيون: لمؤلف غير معروف (نشره De Goeje و Jong فى (Fragmenta Historicorum Arabicorum ص 302 وما بعدها.
(3)
ابن الأثير: الكامل (طبعة تورنبرغ) جـ 6؛ ص 96، 106 - 108، 113، 132، 163، 187 وما بعدها.
(4)
ابن عذارى: تاريخ إفريقية والأندلس (طبعة دوزى Dazy) جـ 1، ص 81 - 84، 86؛ ترجمة Fagnan، جـ 1 ص 108 - 116.
(5)
أبو المحاسن: النجوم، جـ 1، ص 488، 511، 528.
(6)
ابن خلدون: كتاب العبر، جـ 6، ص 113.
(7)
ابن خلدون: تاريخ البربر (ترجمة De Slane، جـ 1، ص 225).
(8)
ابن خلدون: تاريخ إفريقية وصقلية (ترجمة وطبع Desvergers)، باريس 1841) ص 31، 33 - 36 من الأصل؛ ص 81، 83، 94 من الترجمة.
(9)
انظر النويرى فى الذيل الذى ألحق بآخر الجزء الأول من الترجمة الفرنسية لكتاب ابن خلدون عن البربر، ص 397 - 403.
(10)
أبو زكريا يحيى بن أبى بكر: السيرة وأخبار الأئمة (ترجمه بالفرنسية Masqueray فى الجزائر سنة 1870 م، Chronique) ص 121؛ 126 من الترجمة.
(11)
الشَمَاخى: كتاب السيَر (طبع فى القاهرة طبعة غير مؤرخة) ص 159 - 241.
(12)
ابن أبى دينار: المؤنس (تونس، سنة 1286 هـ) ص 47.