الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1751 م) وكان حفيدا من أحفاد الأمير محمد بن سووو فأتم مصنف ال
سعدى
بكتابة تاريخ عن الولاة المراكشيين فى مملكة سنغاى عنوانه "تذكرة النسيان".
المصادر:
(1)
عبد الرحمن بن عمران بن عامر السعدى: تأريخ السودان، طبعة PELOV.and Edm. Benoist: O.Houdas، السلسلة الرابعة، جـ 12، (باريس 1899).
(2)
Documents Arabes relatif a L' Nistoire du Soudan. Tedzkiret en Nisyan Fir Akhbar molduk es sudan، فى طبعة O.P.Ec Houdas and Edin. Benoist Lang. Orbiv، السلسة الرابعة، جـ 19، (باريس 1899).
صبحى [بروكلمان C. Brockelmann]
سعدى
شيخ مصلح الدين، أشهر مشاهير شعراء الفرس، ولد فى شيراز سنة 580 هـ (1184 م)، وكان أبوه فى خدمة سعد بن زنكى الأتابك السلغرى الذى أخذ عنه الشاعر الاسم الذى كان يوقع به شعره (تخلص) وهو سعدى؛ وقيل إنه أخذ هذا الاسم عن سعد الثانى بن أبى بكر وحفيد سعد الأول، بيد أننا نستبعد هذا، إذ أن سعدا الثانى لم يبدأ حكمه إلا بعد سعدى بقليل، وكان سعدى فى ذلك الوقت فى السابعة والستين من عمره، وقد كتب كثيرا، وعاد إلى شيراز بعد أن طوف فى البلاد. وحكم سعد اثنى عشر يوما فحسب لم تواته الفرصة فيها إلى عمل شئ يكتسب به امتنان سعدى، على حين كان سعد الأول نصير أبى هذا الشاعر. وقد بدأ سعدى يتلقى علومه فى المدرسة النظامية المشهورة ببغداد، واستمر فى طلب العلم، فدرس صوفية أهل التصوف على يد الشيخ عبد القادر الجيلى "الجيلانى"، وصحبه فى حجة إلى مكة، ويقال إنه أدى هذه الفريضة أربع عشرة مرة على الأقل، وقد عمّر حتى بلغ 102 سنة قمرية، قضى الثلاثين سنة الأولى منها فى طلب العلم، والثلاثين الثانية فى الارتحال ونظم الشعر، والثلاثين الثالثة فى خلوة
دينية وفى إتمام قصائده وترتيبها، والاثنتى عشرة سنة الأخيرة فى تزويد عابرى السبيل بالطعام والشراب وفى الحديث عن الصوفية. وقد زار فى خلال رحلاته آسية الصغرى والهند، وامتشق الحسام فى كلا البلدين عندما نادى المنادى بالجهاد فى سبيل اللَّه. وهو يقول عن نفسه:
لقد أبعدت الرحلة فجبت أطراف الأرض، وخالطت الرجال على تباين طبقاتهم ومشاربهم، ووجدت فى كل ركن من أركان الأرض متعة ومنفعة، وأصبت من كل حصاد حزمة.
ودعا الأمير الشهيد محمد خان، والى ملتان من قبل أبيه غياث الدين بلبن، الشاعر سعدى لزيارة الهند مرة أخرى، وكان ذلك حوالى أواخر القرن الثالث عشر، ولم يحل بين الشاعر وبين استئنافه رحلاته إلا فى تقدمه السن. وقد رويت الروايات الكثيرة عن ملاحة نكتته، فقد صادفه ذات يوم فى أحد الحمامات العامة خواجه همام الدين، وهو ثرى من أهل تبريز كان هو نفسه شاعرا، فسأله من أين هو قادم، فأجاب سعدى بقوله: من "شيراز"، فقال خواجه "من العجيب أن يكون عدد الشيرازيين أكثر من الكلاب فى تبريز" فرد سعدى قائلا "ليست الحال كذلك فى شيراز فإن التبريزيين فيها أقل من الكلاب"، وغادر خواجه الحمام ولكنه عاد فقابل سعدى فى الطريق فسأله:"هل يتلون أشعار همام فى شيراز؟ "، فأجابه سعدى، وهو ينظر إلى الشاب الوسيم الذى كان يروح على خواجه، قائلا: "أجل، وبخاصة هذا البيت:
"يقف همام بينى وبين حبيبتى كأنه الحجاب وقد آن لى أن أزيح هذا الحجاب" وقد فضحته ملاحة نكتته، فهتف خواجه قائلًا:"أنت سعدى" فأجاب سعدى قائلا "نعم، فاغتبط خواجه وطلب منه الصفح، ثم أخذه إلى داره وأولم له وليمة فاخرة.
وتوفى سعدى بشيراز سنة 1292 بعد أن بلغ من العمر عتيًا، فقد عاش 102 سنة قمرية أو ما يقرب من 99 سنة شمسية، ودفن فى أرباض هذه المدينة.