المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌السلام مصدر الفعل سلم، ويستعمل اسما بمعنى "الأمان والعافية والتسليم والتحية" - موجز دائرة المعارف الإسلامية - جـ ١٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌ المصادر

- ‌السبتى

- ‌المصادر:

- ‌سبحان اللَّه

- ‌تعليق

- ‌سبحة

- ‌المصادر:

- ‌تعليق

- ‌السبعية

- ‌المصادر:

- ‌تعليق على مادة السبعية

- ‌السبكى

- ‌المصادر:

- ‌سبيل

- ‌المصادر:

- ‌السترة

- ‌المصادر:

- ‌ست الملك

- ‌المصادر:

- ‌سجاح

- ‌المصادر:

- ‌السجاوندى

- ‌المصادر:

- ‌السجاوندى

- ‌المصادر:

- ‌السجع

- ‌المصادر:

- ‌سجيل

- ‌المصادر:

- ‌السحر

- ‌المصادر:

- ‌سحنون

- ‌المصادر:

- ‌سراج، بنو

- ‌السراة

- ‌المصادر:

- ‌سرايفو

- ‌المصادر:

- ‌السرخسى

- ‌المصادر:

- ‌سروال

- ‌المصادر:

- ‌السريع

- ‌سعد، بنو

- ‌المصادر:

- ‌سعد بن أبى وقاص

- ‌المصادر:

- ‌سعد الدين الحموى

- ‌المصادر:

- ‌سعد بن عبادة

- ‌المصادر:

- ‌سعد الفِزْر

- ‌المصادر:

- ‌سعد بن معاذ

- ‌المصادر:

- ‌السعدى

- ‌سعدى

- ‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌التاريخ الأدبى:

- ‌السعدية

- ‌المصادر:

- ‌السعودى

- ‌المصادر:

- ‌ال‌‌سعودى

- ‌سعودى

- ‌المصادر:

- ‌المصادر

- ‌السعى

- ‌المصادر:

- ‌سعيد باشا

- ‌المصادر:

- ‌سعيد بن أوس

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌سعيد بن البطريق

- ‌سعيد بن زيد

- ‌المصادر:

- ‌سعيد بن العاص

- ‌المصادر:

- ‌سفيان الثورى

- ‌المصادر:

- ‌السفينة

- ‌المصادر:

- ‌السكاكى

- ‌المصادر:

- ‌السكرى

- ‌المصادر:

- ‌سكينة

- ‌المصادر:

- ‌السلاجقة

- ‌المصادر:

- ‌السلام

- ‌المصادر:

- ‌تعليق

- ‌سلامة بن جندل

- ‌المصادر:

- ‌السلاوى

- ‌المصادر:

- ‌سلسبيل

- ‌المصادر:

- ‌سلطان

- ‌المصادر:

- ‌سلطان الدولة

- ‌المصادر:

- ‌سلمان الفارسى

- ‌المصادر:

- ‌السلمانية

- ‌المصادر:

- ‌سلوك

- ‌المصادر:

- ‌سلول

- ‌المصادر:

- ‌سليح

- ‌ المصادر

- ‌سليم الأول

- ‌المصادر:

- ‌سليم الثانى

- ‌المصادر:

- ‌سليم الثالث

- ‌المصادر:

- ‌سليم بن منصور

- ‌المصادر:

- ‌سليمان الأول

- ‌المصادر:

- ‌سليمان الثانى

- ‌المصادر:

- ‌سليمان باشا

- ‌المصادر:

الفصل: ‌ ‌السلام مصدر الفعل سلم، ويستعمل اسما بمعنى "الأمان والعافية والتسليم والتحية"

‌السلام

مصدر الفعل سلم، ويستعمل اسما بمعنى "الأمان والعافية والتسليم والتحية" (وانظر فى شأن أقوال فقهاء اللغة العرب الأقدمين: لسان العرب جـ 15، ص 181 - 183، وفى مواضع مختلفة منه).

ويرد هذا اللفظ كثيرا فى القرآن الكريم وخاصة فى السور التى تنسب إلى العهدين المكيين الأول والثانى. وأقدم آية ورد فيها لفظ السلام هى الآية الخامسة من سورة القدر حيث قيل فى ليلة القدر {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} . . وقد ورد أيضا بهذا المعنى فى الآية 33 من سورة ق (1)، والآية 36 من سورة الحجر (2)، والآية 69 من سورة الأنبياء، والآية 50 من سورة هود (3). والسلام معناه السلامة فى الدارين. وهو يستعمل بهذا المعنى فى عبارة "دار السلام" أى الجنة (الآية 26 من سورة يونس (4)؛ والآية 127 من سورة الأنعام)، ويرد فى الآية 18 من سورة المائدة (5) المدنية التى تخاطب أهل الكتاب العبارة "سبل السلام" أى طرق السلامة من العذاب (انظر سفر أشعيا الإصحاح 54، الآية 8: دارك شالوم).

على أن لفظ "السلام" يغلب استعماله فى القرآن صيغة من صيغ التحية. ومن ثم نجد فى الآية 90 من سورة الواقعة (6)، وهى من سور العهد المكى الأول، أن من كان من أصحاب اليمين يحييه إخوانه من أصحاب اليمين قائلين "سلام اللَّه"(فى قول البيضاوى؛ وانظر عن التفاسير الأخرى لسان العرب، جـ 15، ص 184، ص 8 وما بعده؛ ) و"سلام"(سورة يس، الآية، الآية 58؛ سورة إبراهيم، الآية 28 (7)، سورة يونس، الآية 10، سورة الأحزاب، الآية 43) (8) أو "سلام عليكم" (سورة

(1) رقم الآية فى المصحف العثمانى 34.

(2)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 46.

(3)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 48.

(4)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 35.

(5)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 16.

(6)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 91.

(7)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 23.

(8)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 44.

ص: 5726

النحل، الآية 34؛ (1) سورة الزمر، الآية 73؛ سورة الرعد، الآية 24) هى التحية التى توجه إلى أصحاب النعيم فى الجنة أو عند دخولهم (انظر أيضًا سورة الحجر، الآية 75)(2). أما "سلاما سلاما" الذى ورد فى الآية 25) (3) من سورة الواقعة (وقرئ سلامٌ سلامٌ، انظر سورة مريم الآية 63)(4) فالمفروض أن المقصود به أيضًا النداء باليمن والبركة (انظر التفاسير الأخرى فى البيضاوى). وأولئك الذين على الأعراف ينادون أصحاب الجنة أن سلام عليكم (سورة الأعراف، الآية 44)(5). و"سلام" هو أيضًا تحية ضيف إبراهيم ورده عليهم (سورة الذاريات، الآية 25، سورة هود، الآية 72 (6)، وانظر سورة الحجر، الآية 52). وقد ودع إبراهيم أباه الذى هدده بقوله "سلام عليك"(سورة مريم، الآية 48)(7) وقد أجرى على لسان موسى (سورة طه، الآية 49)(8) فى خطابه لفرعون عبارة "السلام على من اتبع الهدى" والتفسير الأول الذى أتى به البيضاوى أن السلام هنا معناه سلام الملائكة وخزنة الجنة على المهتدين. على أنه لما كانت هذه العبارة ليست ابتداء لقاء أو خطاب فإن تفسيرا آخر يؤثر أن يجعلها جملة تأكيدية، وإن المراد بالسلام فى الآية السلامة من سخط اللَّه وعذابه (انظر البيضاوى فى تفسير هذه الآية، وكذلك لسان العرب، جـ 15، ص 183، ص 7 وما بعدها) وعبارة "سلام عليكم" وردت فى الآية 54 من سورة الأنعام فى مطلع الرسالة التى أمر اللَّه تعالى النبى [صلى الله عليه وسلم] بأن يبلغها إلى المؤمنين [وهى أن يبلغ سلام اللَّه تعالى إليهم]؛ وفى الآية 32 من سورة النحل "سلام" يتلى على عباد اللَّه المصطفين. ويتردد استعمال كلمة "سلام" بمعنى التبريك فى سورة الصافات حيث يرد فى نهاية كل ذكر لنبى من الأنبياء

(1) رقم الآية فى المصحف العثمانى 32.

(2)

يبدو أن الإشارة هنا إلى الآيتين 45، 46:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} .

(3)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 26.

(4)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 62.

(5)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 46

(6)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 69.

(7)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 47.

(8)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 47.

ص: 5727

سلام عليه (الآيات 77 (1)، 109، 120، 130، 181 من هذه السورة؛ انظر أيضا سورة مريم، الآيتين 15، 34) (2). وقد تأتى كلمة "سلام" بمعنى التهكم فى الآية 89 من سورة الزخرف عندما يعرض النبى [صلى الله عليه وسلم] عن الكافرين، و"سلام عليكم" فى الآية 55 من سورة القصص (وقد أورد البيضاوى تفسيرات أخرى لذلك). وربما صدق ذلك أيضا على صيغة "سلاما"(سورة الفرقان، الآية 64)(3) التى يجيب بها عباد الرحمن إذا خاطبهم الجاهلون، ولكن المفسرين يجعلونها بمعنى "تسلما أو براءة". وفى الآية 23 من سورة الحشر (وهى سورة مدنية) يرد "السلام" اسما من أسماء اللَّه، ويفسره البيضاوى بقوله إنه "ذو السلامة من كل نقص وآفة، مصدر وصف به للمبالغة". (انظر عن التفسيرات الأخرى لهذه الآية، لسان العرب، جـ 15، ص 182، س 7 وما بعده، س 20 ما بعده)؛ ومن ثم فإن السلام فى عبارتى "دار السلام" و"سبل السلام" يفسر بأنه اسم من اسماء اللَّه (البيضاوى فى تفسير الآية 18 (4) من سورة المائدة؛ لسان العرب، جـ 15، ص 182، س 2 وما بعده)، بل إن ثمة من يقول بأن معناه فى عبارة "السلام عليكم" اللَّه (فخر الدين الرازى: مفاتيح الغيب فى تفسير الآية 54 من سورة الأنعام، طبعة القاهرة 1278 هـ، جـ 3، ص 54، ص 21 وما بعده؛ لسان العرب، جـ 15، ص 182، س 8 وما بعده)، ومن المستبعد أن يكون المقصود بعبارة "ألقى السلام" التى جاءت فى الآية 96 (5) من سورة النساء هو التحية؛ وثمة قراءة أخرى (6) هى "السَلمَ" كما فى العبارة المماثلة التى جاءت فى الآيتين 92، 93 (7) من سورة النساء، والآيتين 30، 89 (8) من سورة النحل.

(1) رقم الآية فى المصحف العثمانى 79.

(2)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 33.

(3)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 36.

(4)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 16.

(5)

رقم الآية فى المصحف العثمانى 94.

(6)

هذه هى القراءة الأولى المعتمدة فى المصحف العثمانى أى قراءة حفص.

(7)

رقم الآيتين فى المصحف العثمانى 90، 91.

(8)

رقم الآيتين 28، 87 [مهدى علام].

ص: 5728

وقد ورد الفعل "سَلَم" أول ما ورد فى السور المدنية وبخاصة الآية 56 من سورة الأحزاب حيث أوصى بالصلاة والسلام على النبى، وكذلك الآيتين 27، 61 من سورة النور.

وقد استقر الرأى بين المسلمين فى تاريخ متقدم جدا على أن تحية "السلام" كانت من شرائع الإسلام. على أن ذلك إنما يصدق فى حدود ما أوصى به القرآن الكريم فى سورة من السور المكية المتأخرة وسورتين من السور المدنية من اتباع هذه التحية: فقد أمر النبى [صلى الله عليه وسلم] فى الآية 54 من سورة الأنعام: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ. .} ؛ وجاء فى الآية 27 من سورة النور: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا. . .} ، وجاء مثل ذلك فى الآية 61 من السورة نفسها {. . . فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ. . .} (وثمة وصية من قبيل ذلك جاءت فى الآية 12 من الإصحاح العاشر من سفر متى، وفى الآية 5 من الإصحاح العاشر من سفر لوقا)؛ وكذلك فى الآية 88 (1) من سورة النساء حيث استعملت عبارة "حيًا" بصورة أعم، والرأى هنا أيضا أنها فى السلام. على أن كولدسيهر قد بيّن (Z.D.M.G، جـ 46، ص 22 وما بعدها) أن صيغة "سلام" كانت مستعملة بمعنى التحية قبل الإسلام واستشهد فى ذلك بأبيات من الشعر. أما العبارات العبرية والآرامية المرادفة لذلك وهى: "شالوم لكا" و"شلا لاك (لكون) " و"شلاما علاك" والتى ترجع إلى ما جرى به الاستعمال فى التوراة (سفر القضاة، الإصحاح 19، الآية 20؛ سفر صموئيل الثانى، الإصحاح 18، الآية 28؛ سفر دانيال، الإصحاح 10، الآية 19، سفر الأيام الأول، الإصحاح 12، الآية 19) فقد كانت أيضا مستعملة للتحية بين اليهود والنصارى (Gramm d.Jud-Palastin. Aramasch: Dalman، الطبعة الثانية، ليبسك، 1905 م، ص 244).

(1) رقم الآية فى المصحف العثمانى 86. [مهدى علام]

ص: 5729

وجاء فى "تلمود برشلمى" أى تلمود أورشليم (شعبيط، جـ 4، ص 35 ب) أن "شالوم عليكم" كانت هى تحية إسرائيل (انظر أيضًا بشتيًا (1)، سفر متى، الإصحاح 10، الآية 12، الإصحاح 10، الآية 5؛ الإصحاح 24، الآية 26؛ سفر يوحنا، الإصحاح 20، الآيات 19، 21، 26؛ Payne Smith: Thes. Syriacus، العمود 1489 وما بعده). وثمة عدد كبير جدا من النقوش النبطية تبين إلى ذلك أن لفظ "شَلمْ" يدل على التمنيات الطيبة فى الشمال الغربى لبلاد العرب وفى شبه جزيرة سيناء (G.l.S، جـ 2، Inscriptions Aramaeae، جـ 1، رقم 288 وما بعدها، وقد تكرر هذا اللفظ مرتين فى رقم 244، 339 وثلاث مرات فى رقم 302). ويتردد ذكر اللفظ العربى "سلم" فى نقوش الصفا للدلالة على البركة (انظر Zur Entzifferung der Safa Inschriften: E.Littmann ليبسك 1901، ص 47، 52 وما بعدها، 55، 56، 57، 59، 61، 64، 66، 70؛ المؤلف نفسه Sremitic Inscriptions ، نيويورك - لندن 1905، Safaitic Lnscr رقم 5، 8، 12، 15، 69، 128، 134).

وإذا كان ذلك الشطر من بيت الشعر: "سَلامك ربنا فى كل فجر" الذى استشهد به لسان العرب (جـ 15، ص 183، س 5 من أسفل) صحيحا، وكانت نسبته إلى أمية بن أبى الصلت صحيحة أيضا، جاز لنا أن نستنتج من ذلك أن صيغة "سلام" كانت تستعمل فى بعض أوساط القائلين بالتوحيد فى شمالى بلاد العرب [قديما]. والمظنون أن هذا الاستعمال الذى تأثرث بالأقوال المسيحية واليهودية، قد جعل للفظ مدلولا خاصا فى منطقة الثقافة الآرامية. أما ما ذهب إليه لدزبارسكى (Ztschr.fur Semitik: Lidzbarski جـ 2، ص 85 وما بعدها) من أن "سلام" يستعيد الفكرة التى يعبر عنها اللفظ اليونانى (. . .) فأمر لا حاجة بنا إلى مناقشته فى هذا المقام. على أن

(1) هى الترجمة السريانية للعهدين القديم والجديد فيما عدا أسفار قليلة منها. وهذه الترجمة هى العمدة فى جميع الكنائس السريانية والنسطورية وكذلك عند القائلين بالطبيعة الواحدة.

ص: 5730

قوله بأن "إسلام" هو مصدر الفعل أسلم وأنه مصوغ من سلام (. . .)(أى يدخل فى حالة سلام) فلا يمكن التوفيق بينه وبين تلك العبارات التى تتردد فى القرآن الكريم مثل "أسلم وجهه للَّه" و"أسلم لرب العالمين" وغيرها من العبارات.

وقد كان محمد عليه الصلاة والسلام يعلق أهمية دينية كبيرة على صيغة السلام، ذلك أنه كان يعدها تحية يوجهها الملائكة لأصحاب النعيم، ويستخدمها فى موضع التحية المباركة يزجيها إلى الأنبياء الذين جاءوا قبله. وثمة سلام من قبيل ذلك الذى يقال فى التشهد (انظر ما يلى) أو من قبيل السلام الذى تنهى به الصلاة وله نظير فى اليهودية وهو "تِفِلًا" (انظر Zur Entstehunagsgeschichte des islam Gebets u Kultus: E.Mittwoch فى Abh. Pr.AK- W. C.Ph -h-Kl، 1913 م رقم 2، ص 81)، ولعل هذا السلام كان من أول الأمر سمة جوهرية من سمات الصلاة. (البخارى: كتاب الاستئذان باب 3؛ كتاب الآذان، باب 148، 150) ومع ملاحظة أن اللَّه تعالى نفسه هو السلام (القرآن الكريم سورة الحشر، الآية 23) وقد قرر النبى [صلى الله عليه وسلم] فى التشهد ما ينبغى أن يقال فيه. وتلاوة السلام تتبع ذلك فى الصيغة التى نذكرها بعد (انظر عن الأحاديث المختلفة فى التشهد: الشافعى: كتاب الأم، القاهرة 1321 هـ، جـ 3، ص 103 وما بعدها، وانظر Goldziher Uber die Eulogien، وغير ذلك فى: Z.D.M.G، جـ 50، ص 102).

وفى شعيرة الصلاة كما قررها الشرع تأتى البركة على اللَّه والسلام على النبى [صلى الله عليه وسلم] وعلى العبد وعلى الحاضرين وعلى عباد اللَّه الصالحين قبل النطق بالشهادة فى التشهد (السلام عليك أيها النبى ورحمة اللَّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين) ومن الشعائر المتبعة فى الصلاة ما يقال أيضا فى نهاية التسليمة الأولى التى تتضمن فى صورتها الكاملة أن يلتفت المصلى وهو جالس ناحية اليمين وناحية الشمال

ص: 5731

ويقول فى الحالين "السلام عليكم ورحمة اللَّه"(انظر الباجورى؛ حاشية على شرح ابن القاسم الغزّى على متن أبى شجاع، القاهرة 1321 هـ، جـ 1، ص 168، 170).

ولعل تفضيل القرآن الكريم لصيغة السلام واستعمالها فى الصلاة هو الذى كان السبب الأكبر فى أنها سرعان ما أصبحت دون سواها هى "تحية الإسلام" وقد نص القرآن الكريم كما أسلفنا البيان بأن يعقب التصلية السلام على النبى [أى عليه الصلاة والسلام]. وجاء فى الحديث أن النبى [صلى الله عليه وسلم] سعى إلى الأخذ بالسلام، ذلك أنه عندما أدخل عمير بن وهب على النبى [صلى الله عليه وسلم] حياه عمير بتحية الجاهلية "أنعموا صباحا" فقال النبى "قد أكرمنا اللَّه بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام: تحية أهل الجنة"(ابن هشام، طبعة فستنفلد، ص 472 فى أسفلها، وما بعدها؛ الطبرى؛ طبعة دى غوى، جـ 1، ص 1353، ص 10، وما بعدها) ويقال أيضا إن أولئك الذين كانوا حول النبى [صلى الله عليه وسلم] كانوا تواقين إلى الأخذ بهذه التحية. ويروى الواقدى أن عروة بن مسعود الذى رغب بعد إسلامه مباشرة فى أن يهدى أبناء عشيرته فى الطائف إلى الإسلام قد استرعى نظر ثقيف، الذين كانوا يحيون بتحية الجاهلية، إلى تحية أهل الجنة وهى "السلام" (ابن سعد: الطبقات، جـ 5، ص 369: Das Leben. des Mohammed: Sprenger، جـ 3، ص 482؛ Muh.studien: Goldziher، جـ 1، ص 264) ويقول ابن إسحق إن المغيرة ابن شعبة قد علّم وفد ثقيف الذى قدم على النبى [صلى الله عليه وسلم] كيف يحيونه، (ابن هشام، ص 916، س 5 وما بعده؛ الطبرى جـ 1، ص 1290، س 9 وما بعده Sprenger؛ كتابه المذكور، جـ 3، ص 485؛ Goldziher: كتابه المذكور). ويقال إن اليهود قد حرّفوا هذه التحية بالنسبة لمحمد [صلى الله عليه وسلم] فقالوا "السام عليك" فرد عليهم النبى [صلى الله عليه وسلم]"وعليكم"(البخارى: كتاب الاستئذان، باب 22؛ كتاب الأدب، باب 38؛ لسان العرب، جـ 15، ص 206). ويروى ابن سعد (الطبقات، جـ 4، قسم 1، ص 163، س 15) أن أبا ذر كان أول من حيا

ص: 5732

النبى [صلى الله عليه وسلم] بتحية الإسلام، ونجد فى ابن سعد أيضا (الطبقات، جـ 4، قسم 1، ص 82، س 2)"السلام عليكم" فى بداية كتاب وجهه معاوية إلى أبى موسى الأشعرى.

وكانت العبارات التى يمكن استعمالها هى "سلام" أو "سلام عليكم (عليك) " أو "السلام عليكم". ويقال إن أم أيمن كانت تحيى النبى [صلى الله عليه وسلم] بقولها "السلام" فحسب (ابن سعد: الطبقات، جـ 8، ص 163، س 7 وما بعده، س 9 وما بعده). والصيغة الغالبة فى القرآن هى "سلام عليكم". قد حاول فخر الدين الرازى أن يبين أن "سلام" منكرة هى الصيغة المفضلة، وهى تعبر عن التحية المثلى (كتابه المذكور، جـ 2، ص 500، س 35 وما بعده؛ جـ 3، ص 512، س 11 وما بعده). وقد تبعه فى ذلك الشافعى، إذ يقال إنه كان يفضل صيغة "سلام عليك" فى التشهد (كتابه المذكور، جـ 3، ص 512، س 35)، ولكن الشافعية يجيزون فى التشهد أيضا استعمال صيغة السلام معرفة (الباجورى، كتابه المذكور، جـ 1، ص 168؛ لسان العرب، جـ 15، ص 182، س 12 وما بعدها) على أن صيغة "السلام عليكم" كانت تستعمل كثيرا فى التحية. وهذه الصيغة غير المحددة قد نص عليها صراحة فى التسليمة (فخر الدين الرازى، كتابه المذكور جـ 2، ص 501، س 5؛ الباجورى: كتابه المذكور، جـ 1، ص 170؛ لسان العرب، جـ 15، ص 182، س 13 وما بعده) وقد جروا فى رد هذه التحية على القول "وعليكم السلام"(ومن شاء مزيدا من التفصيل فى ذلك فليرجع إلى فخر الدين الرازى: كتابه المذكور، جـ 2، ص 500، س 29 وما بعده). جـ 3، ص 512، س 21 وما بعده). ويقول ابن سعد (كتابه المذكور، جـ 4، قسم 1، ص 115، س 19 وما بعده) إن عبد اللَّه بن عمر كان يرد التحية بقوله "سلام عليكم".

وجاء فى بعض الأحاديث أن النبى عليه الصلاة والسلام قال إن عبارة "عليك السلام" هى تحية الموتى، وأصر على أن التسليم عليه يكون بعبارة "السلام عليكم" (الطبرى، جـ 3،

ص: 5733

ص 2395؛ ابن الأثير: النهاية فى غريب الحديث والأثر، القاهرة 1311 هـ، جـ 2، ص 176 من أسفلها). أما عبارة "عليك السلام" أى إشارة إلى ما جرت به عادة العرب فى المراثى (المصدر المذكور، جـ 2، ص 177؛ لسان العرب، جـ 15، ص 182).

على أن ثمة أحاديث يسلم فيها النبى [صلى الله عليه وسلم] على الموتى فى المقابر بعبارة تبدأ بالـ "سلام"(الطبرى، جـ 3، ص 2402، س 10 وما بعدها؛ ابن الأثير ولسان العرب فى الموضعين المذكورين آنفا). ويقال أيضا أن عبد اللَّه بن عمر فى عودته من سفر قد سلم على قبرى النبى [صلى الله عليه وسلم] وأبى بكر وعلى قبر أبيه بقوله "السلام عليك"(ابن سعد الكتاب المذكور، جـ 4، قسم 1، ص 115، س 5 وما بعده).

وقد زادت صيغة السلام منذ عهد جد مقدم بإضافة عبارة "ورحمة اللَّه" أو "ورحمة اللَّه وبركاته". وقد استعملت الزيادة الأولى فى "التسليمة" والزيادة الثانية فى "التشهد"(انظر فيما أسلفنا بيانه). وبتطبيق ما أمر به القرآن (سورة النساء، آية 88 (1){وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا. . .} ) فإن من السنة عند رد التحية أن تزيد عليها ورحمة اللَّه وبركاته، وإذا حدث ورددت تحية السلام فحسب فاكتف بزيادة ورحمة اللَّه (البخارى: كتاب الاستئذان، الأبواب 16، 18، 19). وإذا حيى أحد بالتحية المثلثة فيجب عليه أن يرد بمثلها (فخر الدين الرازى، تفسير الآية 88 (2) من سوة النساء الموضع المذكور جـ 2، ص 502، س 14 وما بعده). ويروى لين (Manners and Gustoms: Lane، الطبعة الثالثة، جـ 1، ص 229، التعليق) أن التحية المثلثة كانت شائعة جدا فى رد السلام فى مصر (انظر أيضا: L'Arabo parlato in Egitto: Nallino الطبعة الثانية، ميلان، طبعة 121). أما فى مكة فإن هذه التحية نادرة بالمقارنة بمصر، ذلك أن القوم هناك درجوا على رد التحية بقولهم "وعليكم السلام والرحمة أو ورحمة اللَّه أو والإكرام (انظر Mekkanische Sprichworter u. Redensarten: Snouck Hurgronje، لاهاى

(1) رقم الآية 86.

(2)

رقم الآية 86. [مهدى علام]

ص: 5734

1886 م، ص 118). ويظن لندبرك (Etudes sur les dialectes de l'Arabie Meridionale: Landberg، جـ 2، ص 788، التعليق) أن صيغة التحية الطويلة تذكرنا بالرحمة التى يطلبها الراهب (سفر العدد، الإصحاح السادس، الآيات 24 - 26) ، واستعمال "عليكم" فى تحية الشخص المفرد تفسر بأن ضمير الجمع الذى يلحق بآخر هذه الكلمة يشمل الملكين أو الروحين الموكلين بهذا الشخص (فخر الدين الرازى، كتابه المذكور، جـ 2، ص 501، س 19 وما بعده؛ جـ 3، ص 513، س 17 وما بعده).

ويكثر استعمال صيغة "السلام (عليك، عليكم) " فى ختام الرسائل (مثال ذلك: ابن سعد، الكتاب المذكور، جـ 1، قسم 2، ص 72، س 17، 27، ص 28، س 2، 5، 29، ص 29، س 13، 21) ويستنكر الحريرى (درة الغواص، طبعة ثوربك، ص 208، س 9 وما بعده) استعمال صيغة "سلامٌ" منكّرة فى هذا المقام، وهى الصيغة التى يجب ألا تستعمل إلا فى بداية الرسائل طبقا للاستعمال الأصح، وعبارة "والسلام" ترد أحيانا بمعنى "وهذا هو الختام"(انظر snouck Hurgroje، كتابه المذكور، ص 192).

وقد جرى الأمر عملا بما جاء فى القرآن الكريم (سورة طه، الآية 48)(1) باستعمال صيغة السلام "على من اتبع الهدى" فى تحية غير المسلمين (فخر الدين الرازى: كتابه المذكور، جـ 2، ص 501، س 26 وما بعده؛ جـ 4، ص 706، س 19 وما بعده). ونحن نجد هذه الصيغة مثلا فى الكتب التى كان يكتبها النبى [صلى الله عليه وسلم](البخارى: كتاب الاستئذان، باب 24؛ ابن سعد، كتابه المذكور، جـ 1، قسم 2، ص 28، س 10 وما بعده، انظر السطر السادس فى هذا الموضع فى أول الكتاب حيث ورد "سلام على من آمن").

وقد جاء فى أوراق البردى التى ترجع إلى سنة 91 هـ (710 م) شاهد قديم على هذا الاستعمال (Papyri Schott-Reinhardt، جـ 1، الذى نشره بيكر C.H.Becker، هيدلبرغ 1906،

(1) رقم الآية 47 (وقد سبق أن سماها الكاتب 84، س 41). [مهدى علام]

ص: 5735

جـ 1، رقم 29، جـ 2، ص 40 وما بعدها؛ جـ 3، ص 87 وما بعدها؛ جـ 10، ص 11؛ جـ 11، ص 17؛ جـ 18، ص 9) على أن ثمة كتابا كتبه النبى [صلى الله عليه وسلم] إلى يهود (مَقْنى) ختمه بصيغة "والسلام" (ابن سعد: كتابه المذكور، جـ 1، قسم 2، ص 28، س 23) وكذلك كتاب أرسله إلى أنصار أيلة (الكتاب المذكور، ص 29، س 12 وما بعده). ونلمس فى الحديث أيضا اتجاها إلى عدم إنكار السلام على الكفار وأهل الكتاب على الأقل عند رد التحية (الطبرى: التفسير، جـ 5، ص 111 وما بعدها، فخر الدين الرازى، الموضع نفسه).

والسلام يدل أيضا على ابتهالات للصلوات تتلى من بعض المآذن كل يوم جمعة قبل بدء صلاة الجمعة بنصف ساعة تقريبا وقبل الآذان. وهذا الجزء من الشعيرة يعيد تلاوته داخل المسجد قبل البدء فى أداء الفرائض نفر من الناس ذوى الأصوات الرخيمة وهم وقوف على دكة (Uber die Eulogen etc: Goldziher، فى Z.D.M.G، جـ 50 ص 103 وما بعدها؛ Lane، كتابه المذكور، جـ 1، ص 117). ويتردد أيضا على الدعوات للنبى [صلى الله عليه وسلم] التى تنشد أثناء شهر رمضان من المآذن بعد منتصف الليل بنصف ساعة تقريبا (Lane كتابه المذكور، جـ 2، ص 264).

أما صيغة التبريك "عليه السلام" التى هى فى رأى مذهب أهل السنة القويم مثل التصلية يجب ألا تقترن إلا بأسماء الأنبياء ولو أنها استعملت استعمالا أوسع من ذلك فى المؤلفات المتقدمة (انظر أيضا البخارى: كتاب الاستئذان، باب 43: "فاطمة عليك السلام") فقد استعملها الشيعة أيضا من غير قيد فى ذكر علىّ وآله (Goldziher: بحثه المذكور آنفا فى Z،D،M،G، جـ 50، ص 11 وما بعدها؛ فخر الدين الرازى: كتابه المذكور، جـ 3، ص 115 وما بعدها)

ويستخدم أهل السنة فى الهند البريطانية السلامات السبعة التى تستند إلى الآية 58 من سورة يس، والآيات 77 (1) 109، 120، 130 من

(1) رقم الآية 79. [مهدى علام]

ص: 5736