الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كخليفة سنة 661 م أصبحت العاصمة هى دمشق.
المدينة من 661 م إلى 1929 م:
قلت الأهمية السياسية للمدينة المنورة بعد أن حلت مدن أخرى كعواصم للدولة وإن كان هذا لا يمنع من شغلها لبؤرة الاهتمام السياسى بين الحين والحين.
لقد كان عدد كبير من قادة المدينة غير راضين عن تولى يزيد بن معاوية الخلافة بعد أبيه فى 60 هـ/ 680 م وبدا بعضهم متعاطفًا مع عبد اللَّه بن الزبير الذى كان ينظم المعارضة ضد الأمويين فى مكة المكرمة فأرسل يزيد جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة المرى فعسكر فى الحرّة إلى الشمال الشرقى من المدينة وهزم جيش الثوار وأباح المدنية لعسكره الشوام ثلاثة أيام، ويبدو أن هناك مبالغة فى الفظائع التى ارتكبها جيش يزيد بقيادة مسلم بن عقبة من قبل المؤرخين المناوئين لبنى أمية، ولم ينتج عن هذه الثورة ارتفاع لشان المدينة، وإنما تضاءلت قيمتها السياسية أكثر من ذى قبل.
وفى 130 هـ/ 747 م. أرسل جماعة من الإباضية المتمركزين فى اليمن جيشًا إلى الحجاز، وبعد أن هزموا جيش والى المدينة واحتلوها لثلاثة أشهر أخرجهم منها جيش قادم من الشام. وبعد قيام الدولة العباسية كانت المدينة مركزًا -لفترة يسيرة- لمعارضة الحسنيين: محمد بن عبد اللَّه النفس الذكية والحسين بن على.
ومن الأحداث الكبيرة أيضًا قيام القائد التركى بغا الكبير بتأديب قبائل البدو سنة 169 هـ/ 780 م التى أحدثت اضطرابًا وفوضى فى منطقة المدينة.
ومع كل هذا فقد ظلت المدينة مركزًا للثقافة الدينية، لا يمكن التقليل من شأنه. كما كانت مركزًا أقام به كثيرون من العلماء وذوى الحيثية. فحتى فى اثناء الحكم الأموى كانت المدينة محلًا مختارَا لأولئك الراغبين فى البعد عن مشاكل السياسة ومن هؤلاء عبد اللَّه بن
عمر بن الخطاب وفى المدينة أقام الحسن بن على، وزوجات الحسين وابنه محمد بن الحنفية بعد مأساة كربلاء، كما استقر فى المدينة عدد من القرشيين المكيين، واختلف الناس للمسجد النبوى ومساجد المدينة لمناقشة الأمور الدينية، ولعل أول مدرسة دينية مهمة فى المدينة كانت تلك التى أرسيت دعائمها فى المدينة رغم أن الباحث شاخت فى كتابه Origins of Muhammadan Jurisprudance يرى أنها لم تكن إلا امتدادًا للمدارس العراقية. وهناك إشارات كثيرة لفقهاء المدينة السبعة، وهم مجموعة علماء وافتهم منيتهم قبل سنة 106 هـ/ 718 م أو بعدها بقليل كان أهمهم عروة بن الزبير الذى كان أيضًا جامعًا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكاتبًا لسيرته وكان من بين تلاميذه ابنه هشام ومحمد بن شهاب الزهرى (المتوفى 124 هـ/ 742 م) وهناك أيضًا مالك بن أنس (المتوفى 179 هـ/ 795 م) مؤسس المذهب المالكى، أما فى مجال الدراسات القرآنية فقد شهدت المدينة نافع الليثى (المتوفى 169 هـ/ 785 م) الذى اعتمدت قراءته كواحدة من القراءات السبع.
ولم يبن سور حول المدينة إلا بعد أن فتح الفاطميون مصر، إذ شعر عضد الدولة البويهى باهمية ذلك خوفًا من استيلاء الفاطميين عليها. وفى سنة 557 هـ/ 1162 م بنى نور الدين محمود سورًا آخر، له بوابات وبعد الفتح العثمانى أمر سليمان القانونى (1520 - 1566 م) ببناء أسوار بارتفاع حوالى اثنى عشر مترًا من الجرانيت والبازلت كما قام بإنشاء قناة مغطاة لجلب المياه العذبة للمدينة من الجنوب، وقد قام السلطان عبد العزيز (1861 - 1876 م) بزيادة ارتفاع هذه الأسوار بمقدار خمسة وعشرين مترًا.
وتعرضت المدينة سنة 654 هـ/ 1256 م لتأثير انفجار بركانى وهزات أرضية لكن المقذوفات البركانية اتجهت شرقًا فشمالًا، وبذلك لم تصب المدينة بسوء، وفى سنة 1804 م. استولى السلفيون الإصلاحيون