الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمال النظافة، المطوفون، الخ. .) الذين ينتمون إلى السكان المحليين (انظر على سبيل المثال، H. Einzmann: Religioeses volksbrauchtum Afghanistan، فسبادن سنة 177، ص 75 - 77). وقد عاقت الدول الآخذة فى الخروج إلى حيز الوجود فى العالم الإسلامى، وقيود السفر التى تضعها حركة المؤمنين عن الاختيار الحر للمكان الذى يحبون الاستقرار فيه كمجاورين، ويجب أن يضاف إلى هذا أيضًا، تدهور الأوقاف (أو حلها) وافتقاد الإعانات المالية الأخرى التى وفرت للمجاورين إمكانية إعالتهم فى الماضى.
المصادر:
ذكرت فى المتن.
حسن شكرى [و. إندس W.Ends]
المجتهد
المجتهد هو الشخص الذى يمتلك مقومات إصدار حكم فى مسألة شرعية، مستخدما اجتهاده الشخصى فى استنباط مبادئ الشريعة ويرتبط دوره فى ذلك بتطور مفهوم الاجتهاد عبر الزمان وطبقا لرؤية المذاهب الفقهية المختلفة. والكلمة فى مفهومها الواسع تعنى الاجتهاد فى المجالات المختلفة. ولكن الاستخدام الاصطلاحى لها هو استنباط الأحكام الشرعية.
أولًا: - بالنسبة للسنة:
تولد شعور بدءا من نهاية القرن الثالث أو بداية القرن الرابع الهجرى أن باب الاجتهاد قد قفل بعد أن فصلت أحكام الشريعة على أساس أن الفقهاء الأربعة، وبعضا من معاصريهم، هم الذين يمكن أن يعتبروا مجتهدين بالمعنى المطلق. وعلى ذلك فدور الفقهاء قد انحصر فى التقليد، أو الاجتهاد فى الإفتاء أو على مذهب معين. وقد عورض هذا الاتجاه القائل بإغلاق باب الاجتهاد من فقهاء آخرين. وتدل دراسة الفترة التالية أن باب الاجتهاد لم يقفل وأن المجتهدين المؤهلين للاجتهاد وجدوا تقريبًا فى كل العصور وأن دور المجتهدين فى استنباط الأحكام ظل ساريا إلى القرن الخامس. وقد استبعدت المذاهب التى ترفض الاجتهاد
كالظاهرية والحشوية، من طائفة السنة، ذلك أنه لا يوجد فى السنة من يعارض الاجتهاد من ناحية المبدأ، كما نقل عن ابن عبد البر.
واستمر الاجتهاد فى القرن الخامس بين الفقهاء، تابعين لمذهب أو مستقلين، وأصبح للمجتهدين نفوذ على رجال السياسة والحكم الذين كانوا يلجأون إليهم فى الفتوى. ومن ثم فقد ظهرت دراسات حول طبيعة الاجتهاد وسلطات المجتهدين فى كافة الدراسات المتعلقة بالنظم السياسية، وعلى وجه الخصوص البغدادى (المتوفى 429 هـ/ 1037 م) والموردى (المتوفى 450 هـ/ 1058 م) والجوينى (المتوفى 505 هـ/ 1111 م) والغزالى (المتوفى 505 هـ/ 1111 م) وغيرهم. ويرى الثلاثة الأول أن الإمام يجب أن يكون قادرًا على الاجتهاد. على أن الخلاف حول وجود المجتهدين أخذ نغمة حادة عند بعض الفقهاء، وجدده السبكى (المتوفى 771 هـ/ 1369 م). والحنابلة وبعض الشافعية فقط هم الذين يرفضون فكرة اختفاء المجتهدين حتى من الناحية النظرية. ويرى ابن تيمية أن ثمة دورا لا غنى عنه للمجتهدين كشركاء فى السلطة السياسية.
وقد انعكس تطور مفهوم "التجديد"، والذى بمقتضاه يبعث اللَّه على رأس كل مائة عام مجددا للأمة الإسلامية انعكس على مفهوم الاجتهاد، وعلى استمراريته، حيث أن المجدد هو بالقطع مجتهد ذو مرتبة عالية. على أن مفهوم التجديد لم يحظ بنفس الاهتمام الفقهى الذى حظى به الاجتهاد فى الأدبيات الفقهية والمذهبية باعتبار المفهوم الأول أقرب للقب شرفى، لم يلعب دوره فى الفكر الإسلامى فى العصر الوسيط.
وحتى نهاية القرن الثامن لم يكن أحد من الفقهاء ينازع فى وجود مجتهد يمارس الاجتهاد من خلال مذهبه، حتى قام السيوطى (المتوفى 911 هـ/ 1505 م) على أساس نشاطه الكبير فى مجال الاجتهاد، بالادعاء لنفسه من المجددين، وقد انقسم العلماء بشأنه إلا أنه بعد رحيل هذا المجتهد الكبير وجد نقص ملحوظ فى الفقهاء القادرين على الاجتهاد من السنة، وقد
أدى ذلك إلى أن يقسم المجتهدون فيما بعد إلى سبع طبقات، لا يعتبر من المجتهدين منها سوى صنف من الطبقتين الأوليتين أو الثلاث طبقات الأول بينما يعتبر الباقون من المقلدين. وهذا التقسيم له دور أكبر لدى فقهاء الحنفية المتأثرين بفكرة اختفاء المجتهدين لدرجة أنهم أنكروا الحق فى الاجتهاد على الفقهاء التاليين. ولكن تطبيق مناهج الاجتهاد لم ينقطع، حتى وإن لم يعرف ممارسوه كمجتهدين، خاصة فى الدولة العثمانية.
وفى مطلع القرن الثانى عشر الهجرى/ الثامن عشر الميلادى، ظهرت حملة شعواء فى الدولة العثمانية والمغول فى الهند ضد من يقول بقفل باب الاجتهاد واختفاء المجتهدين ويرجع الفضل فى ذلك للحنابلة، وخاصة ابن تيمية الذى تأثر بفكره الكثير من المصلحين أو المجددين من شمال أفريقيا إلى الهند حتى أنهم أعطوا الاجتهاد مجالا من الحرية أوسع مما عرف عند تكوين المذاهب الفقهية. هذه الصحوة فى مجال الاجتهاد مدينة فى ظهورها لآفكار التجديد والإصلاح. ومن ثم فقد أعطت حركات إصلاحية نفسها الحق فى الاجتهاد كالسنوسية والوهابية وأمثال محمد عبده من المصلحين المعاصرين.
وفى الهند أخذت النظرة الجديدة للاجتهاد دفعة أشد. فتحت تأثير فكرة التجديد الدورى للأمة منذ عهد أحمد سرهندى المتوفى فى 1034 هـ/ 1624 م المعتبر مجدد الألف الثانية) قام "أهل الحديث" بالدعوة لإعادة اكتشاف الاجتهاد ليتجاوز حدود المدارس الفقهية التقليدية، متأثرين فى ذلك بأفكار ابن تيمية والشوكانى (المتوفى 1255 هـ/ 1839 م). هذا وقد نادى محمد إقبال إلى نوع من الاجتهاد الجماعى.
وقد انعكست المسائل المتعلقة بطبيعة دور المجتهدين ومدى تأثيرهم على المسائل الخلافية كالاجتهاد والتقليد والقياس والإجماع والتجديد، كما تعرضت دراسات مبكرة لمؤهلات المجتهدين وممارساتهم. وقد خفف كثيرا من مسئوليتهم مبدأ أن المجتهد إذا أخطأ فله أجر، وإذا أصاب فله أجران، وأن كل مجتهد مصيب.