الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المواقع، ولقد فقد إحدى عينيه فى وقعة اليرموك إلّا أن خبر موته فى الحرب التى شبّت بين على ومعاوية فى موقعه صفّين ليس سوى خلط بينه وبين رجل آخر تشابها فى الاسم ولكنه من قبيلة بجيلة، ولقد لاحظ ذلك ابن حجر فى كتابه الإصابة.
ونصادق بنى مراد مرة أخرى فى أحداث فتح مصر، غير أن معظمهم استقر فى الكوفة، وخرج من بينهم رجل اسمه عبد الرحمن بن ملجم هو الذى اغتال عليًا بن أبى طالب كما أنه واحد من بنى مراد هو "هانئ بن عروة المرادى" قُتِل بأمر من الوالى عبيد اللَّه بن زياد فقَد رُمِىَ عنده بتآمره مع مسلم بن عقيل للثأر للحسين بن على، وكان من الشعراء القلائل الذين انجبتهم هذه القبيلة، وكما أننا نشير إلى أويس القرنى من بنى قَرن بن ردْمان بن ناجية بن مراد وكان أحد الزهاد، ولما أطلّ القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى) استقر بقية بن مراد فى "سَرْو مَذْحِجْ" كما يقول الهمدانى.
المصادر:
(1)
ابن الكلبى: جمهرة الأنساب.
(2)
الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى.
(3)
Rothstein: Die Dynastie. der Lahmiden
مروان حسن حبشى [ج. ليفى دى لافيدا G. her Dell Vida]
مراسم
تعنى الاحتفالات الرسمية سواء مصحوبة بمواكب أم لا، ويتضمن المصطلح نظام التشريفات الدبلوماسية أو العسكرية (البروتوكول) وقواعده (الإتيكيت)، "بالرسوم"؛ وهنالك تسميات أخرى تقابلها كثيرًا ما تتكرر مثل:"مواسم" و"مواكب" وكلمة "مواكب" عادةً ما تحمل أيضًا المعنى العام للإحتفالات.
مراسم الخلافة والفاطميين:
وشعار الخلافة، وفقا لما أورده القلقشندى (فى كتاب صبح الأعشى، جـ 3، ص 269، 270) هو "الخاتَم"، والمقصود به خاتم النبى [صلى الله عليه وسلم]، "والبُردة" والمقصود بها بردة النبى
التى كان الخليفة يلبسها فى المواكب، و"القضيب"، وهو عود قيل إن النبى [صلى الله عليه وسلم] كان يأخذه بيده، و"ثياب الخلافة"، و"اللون" فى الأعلام والخلع ونحوها. بالإضافة إلى "الخُطبة" و"السكة".
فحين استدعى الوزير ابن الفرات، قبل اعتقاله سنة 306 هـ/ 918 م، بقليل إلى قصر الخليفة المقتدر، سأل هل يحضر بثياب المواكب أم بالدُراعة.
أما الخلفاء العباسيون فيرتدون قِباء أسود "ورُصافية" سوداء (قلنسوة عَلى شكل العمامة)، وحذاء أحمر عالى الساق، ويتقلدون سيف النبى [صلى الله عليه وسلم] ويحتفظ الخليفة فى جانبه الأيسر بسيف آخر، وأمامه مصحف عثمان. ويرتدى الخليفة العباسى البُردة ويمسك بالقضيب.
وتفيدنا مصادر التاريخ الفاطمى بمعلومات وافرة عن ملابس الخلفاء فدار الكسوة تزود الخليفة وحاشيته بها فى كل احتفال، كما تزوده بالخلع التى تمنح فى المناسبات ولقد اتخذ الفاطميون اللون الأبيض شعارًا لهم، وملابس الخليفة غالبًا ما كانت تُصنع من "الدبيقى" الأبيض، وهو قماش حريرى ناعم ولفظة "بدلة" هى أكثر الألفاظ شيوعًا للدلالة على كسوة البلاط الفاطمى وهى ثوب خاص يتألف من أحدى عشرة قطعة. ويختار الخلفاء الطيلسان الأبيض للقضاة والمشرعين خلال شهر رمضان والعيدين. ويُعتبر حق إختيار ألوان ملابس الأسرة الحاكمة امتيازًا للخلفاء ونقرأ عن خليفة فاطمى يمنح بدلته الحمراء لوزيره، ولقد كانت مجالس (جلوس) الخلفاء التى تتم فى قصر الخليفة من أكثر الاحتفالات المألوفة. ويورد القلقشندى ثلاثة أنواع للمجالس الفاطمية: المجالس العامة أيام المواكب، وجلوس القاضى والشهود، والجلوس فى مولد النبى [صلى الله عليه وسلم] والموالد الآخرى.
ويُعد امتياز حق الركوب، حتى فى المواكب غير الرسمية، رمزًا هامًا للسلطة ويستحوذ الخلفاء على اصطبلات كبيرة، وخيول غالبًا ما تُوزع كهدايا للقواد والرؤساء من كبار رجال الدولة، وحتى فى داخل قصر الخلافة يركبها الخلفاء من موقع لآخر. ونفس
الشئ، بالنسبة للبوابات وللأبواب فهى رموز للسيادة والسلطة وهى مواقع لأنشطة الاحتفالات الهامة. وعادةً ما يركب الخليفة أو يترجل عن فرسه عند البوابة أو الباب، ويترجل كبار المسئولين فى بعض الأحيان عند بوابة القصر ويقبلونها حتى فى أوقات تواجد الخليفة.
وتحت حكم كل من العباسيين والفاطميين، حظى الوزير بامتياز دخوله أسوار القصر راكبًا، وهو امتياز احتفظ به الخلفاء بالطبع لأنفسهم. ويترجل وزير الفاطميين عند أول دهليز للقصر. وعندما مُنح الأمير البويهى "عضد الدولة" لقب "تاج الملة" سنة 367 هـ/ 977 م، طلب الأمير من الخليفة الإذن له بأن يدخل صحن قصر السلام راكبًا جواده، كنوع من أنواع التمييز الذى عُرف به وضعه السامى ولقد استجاب الخليفة لطلبه، ولكنه أخذ حذره بإقامة حائل من البناء عبر باب الدهليز، ليجبر الوزير على الترجل قبل الدخول إليه.
وتتركز فرصة التقرب من الخليفة فى يد "الحاجب" فهو الذى يمتلك الإذن بالدخول إلى الخليفة وحجبه عن أولئك الذين لا يعنيه أمرهم. وهو أيضًا يُشرف على ضياع الخليفة وأمانة خزانة الدولة.
إلى جانب الحاجب هنالك عدة موظفين آخرين يشرفون على استعدادات وإدارة الاحتفالات ولقد استخدم العباسيون "صاحب الستر"، و"صاحب المراتب" فى هذا الخصوص. وبخصوص الفاطميين، فإن معلوماتنا مستوفاة بعض الشئ عن هذا الأمر. فصاحب الباب، الذى جُند من ضمن "أرباب السيوف" قد شغل وظائف أمين الحُجاب. هو، مع اسفهسلار الجيش، لهما أيضًا الإشراف على احتفالات المواكب.
وتُزود خدمة الخليفة الخاصة بـ "الأستاذون المحفكون"، الذين يقومون بانجاز جزء كبير من مهام الاحتفالات. من هذا السلك، جاءت وظيفة صاحب المجلس (أو متولى المجالس)، الذى يضع الناس فى مراتبهم ويُبلَّغ عن الوزير عندما يكون الخليفة فى سريره، ويُدعى أيضا بـ "صاحب الستر". كذلك يقوم صاحب
الرسالة، وصاحب بيت المال، وحامل الدواة وصاحب المائدة، بمهام الاحتفال.
وتتشابه مراسم احتفالات خلفاء العباسيين والفاطميين فيكون الخليفة محجوبًا خلف "سِتر" حتى يجلس الحاضرون على طبقاتهم وعلى مراتبهم ثم يُرفع السِتر ليظهر الخليفة، الذى يقوم الوزير بتحيته أولًا ثم بنظام متدرج فى الرتب يحييه كبار رجال الدولة المسئولين. ويكون الأدب فى السلام والأدب فى الخدمة بتحية الخليفة بعبارة:"السلام على (أو عليك) أمير المؤمنين ورحمة اللَّه وبركاته". على أن هذه العبارة كانت حقًا مقصورًا خاصًا لقاضى القضاة وكان العنصر الثانى وهو تقبيل الأرض، قد عُرف مؤخرًا أما فى أول الأمر، فقد اكتفى كبار المسئولين (الوزراء والأمراء) بالتحية فحسب، وكتشريف للمسئولين المقربين من الخليفة، من الممكن أن يمد الخليفة يده، المغطاة بكمه، ليقبلوها. وتقبيل الأرض أمام الخليفة هى عادة ظهرت متأخرة فى العصر العباسى. وقد حدثت انحرافات فى التقبيل، بتقبيل يد الخليفة وقدمه، وتقبيل رِكاب سرجه.
واحتفل الفاطميون بستة موالد (فى بعض المصادر أربعة) مختلفة: مولد النبى [صلى الله عليه وسلم]، مولد الحسن والحسين، مولد على وفاطمة، ومولد الخليفة (أو الإمام) الحاضر ويتم الاحتفال بالمولد تحت المنظرة التى تعلو باب الذهب، وتشتمل كثير مما تشتمل عليه ليالى الوقود بالإضافة إلى توزيع الصدقات وكمية طيبة من الطعام تُعد فى دار الفُطرة. ولقد أبطل الأفضل بن أمير الجيوش الاحتفال بهذه الموالد حين صار له النفوذ فى الدولة، لكن الخليفة الآمر أعاد الاحتفال بها حين استعاد السلطة.
ولقد أعد كل من الفاطميين والعباسيين استقبالات متقنة للسفراء، وبخاصة للبعثات البيزنطية. فيركب السفراء إلى القصر ويترجلون عند بوابته، ثم يدخلون صالة الاستقبال الرسمى عبر صف من الجنود ويقف صاحب الباب ونائبه إلى جوار الخليفة، الذى يجلس على سريره، محاطًا بوزيره وأصحاب الرتب العالية من بطانته. ويصف المقريزى استقبال