المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول: التصوف السني - موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - جـ ٦

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الرابع: طعن الشيعة الإمامية في الإمام أبي حنيفة رحمه الله:

- ‌المبحث الخامس: طعن الشيعة الإمامية في الإمام مالك رحمه الله:

- ‌المبحث السادس: طعن الشيعة الإمامية في الإمام الشافعي رحمه الله:

- ‌المبحث السابع: طعن الشيعة الإمامية في الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌المبحث الأول: الشيعة وإهانتهم أهل البيت:

- ‌المبحث الثاني: تطاول الشيعة على خاتم النبيين:

- ‌المبحث الثالث: التطاول على الأنبياء:

- ‌المبحث الرابع: إهانة أهل البيت:

- ‌المطلب الأول: إهانة العباس رضي الله عنه:

- ‌المطلب الثاني: إهانة عبد الله وعبيد الله ابني العباس رضي الله عنهم:

- ‌المطلب الثالث: عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه:

- ‌المطلب الرابع: إهانة ابن النبي:

- ‌المطلب الخامس: إهانة بنات النبي:

- ‌المطلب السادس: إهانة علي رضي الله عنه:

- ‌المبحث السادس: إهانتهم فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌المطلب السابع: إهانتهم الحسن بن علي رضي الله عنهما:

- ‌المطلب الثامن: إهانتهم للحسين بن علي رضي الله عنهما:

- ‌المطلب التاسع: إهانتهم لبقية أهل البيت:

- ‌المطلب العاشر: إهانتهم لعلي بن الحسين:

- ‌المطلب الحادي عشر: إهانتهم لمحمد الباقر وابنه:

- ‌المطلب الثاني عشر: إهانتهم لموسى بن جعفر:

- ‌المطلب الثالث عشر: إهانتهم لعلي بن موسى بن جعفر:

- ‌المطلب الرابع عشر: إهانتهم للقانع ابن الرضا:

- ‌المطلب الخامس عشر: إهانتهم لعلي بن محمد بن الحسن بن موسى:

- ‌المطلب السادس عشر: إهانتهم للعسكري:

- ‌الفصل العشرون: أهل البيت وبيانهم لحقيقة الشيعة:

- ‌المطلب الأول: العنصرية أساس في عقائد اليهود والروافض:

- ‌المطلب الثاني: أثر اليهودية في المنهج الإمامي:

- ‌المطلب الثالث: تشابه الشيعة واليهود في تكفير غيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم:

- ‌المطلب الرابع: تشابه الشيعة واليهود في تحريف كتب الله تعالى:

- ‌المطلب الخامس: تشابه الشيعة واليهود في الوصية بالإمامة:

- ‌المطلب السادس: تشابه الشيعة واليهود في المسيح والمهدي المنتظرين

- ‌المطلب السابع: تشابه الشيعة واليهود في غلوهم بأئمتهم وحاخاماتهم:

- ‌المطلب الثامن: تشابه الشيعة واليهود في قدحهم في الأنبياء والصحابة:

- ‌المطلب التاسع: تشابه الشيعة واليهود في تقديسهم لأنفسهم:

- ‌المطلب الأول: أهمية الإمامة والخلافة عند الرافضة الاثني عشرية:

- ‌المطلب الثاني: فكرة الخلافة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

- ‌المطلب الثالث: موقف الإمام علي من الخلافة:

- ‌المطلب الرابع: أقوال الأئمة المعصومين في مسألة الإمامة والتدليل عليها بروايات كتب الشيعة:

- ‌المطلب الخامس: إبطال ما ادعته الشيعة من عصمة أئمتهم:

- ‌المطلب الأول: التعريف بالتقية ومكانتها عند الرافضة الاثني عشرية:

- ‌المطلب الثاني: أسباب قول الشيعة بالتقية:

- ‌المطلب الثالث: أدلة الشيعة على جواز التقية والرد عليها:

- ‌المطلب الرابع: عدم أخذ الأئمة بالتقية:

- ‌المطلب الأول: من هو المهدي

- ‌المطلب الثاني: مكان وجود المهدي:

- ‌المطلب الثالث: رجعة المهدي ومتى تتم

- ‌المطلب الرابع: متى يخرج المهدي

- ‌المطلب الخامس: سبب إصرار الشيعة على القول بوجود محمد بن الحسن العسكري:

- ‌المطلب السادس: هل الإمام الثاني عشر شخصية حقيقية

- ‌المطلب السابع: أكاذيب الرافضة على المهدي:

- ‌المبحث الخامس: بدع ألصقها الرافضة بالمهدي (الخمس وولاية الفقيه):

- ‌المطلب الأول: الاجتهاد والتقليد:

- ‌المطلب الثاني: الخمس في أرباح المكاسب:

- ‌المطلب الثالث: ولاية الفقيه:

- ‌المطلب الرابع: الطرق التصحيحية للتخلص من التقليد والخمس وولاية الفقيه:

- ‌أولاً - التقليد:

- ‌ثانياً – الخمس:

- ‌ثالثاً – ولاية الفقيه:

- ‌المطلب الأول: عقيدة الرافضة الاثني عشرية في توحيد الربوبية:

- ‌المطلب الثاني: عقيدة الشيعة الرافضة الاثني عشرية في توحيد الألوهية:

- ‌المطلب الثالث: عقيدة الرافضة الاثني عشرية في توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المطلب الأول: عقيدة الرافضة الاثني عشرية في القرآن:

- ‌المطلب الثاني: ثبوت التهمة قطعاً:

- ‌المطلب الثالث: أقسام المنكرين للتحريف من الإمامية:

- ‌المطلب الرابع: علماء الإمامية متواطئون على القول بالتحريف:

- ‌المطلب الخامس: أدلة الإثبات على قولهم بالتحريف:

- ‌المطلب السادس: إبطال عقيدة التحريف طبقاً للمنهج القرآني

- ‌المطلب الأول: التعريف بالرجعة والغاية منها عند الشيعة:

- ‌المطلب الثاني: إيمان الشيعة الكامل بالرجعة ومروياتهم فيها:

- ‌أولاً: تعريف البداء:

- ‌ثانياً: الأدلة على القول بالبداء:

- ‌المطلب الثاني: حكم من قال بالبداء:

- ‌المبحث العاشر: الغلو:

- ‌المطلب الأول: الغلو النظري:

- ‌المطلب الثاني: الغلوّ العملي:

- ‌المطلب الثالث: مظاهر الغلو:

- ‌المطلب الرابع: موقف الأئمة من الغلو فيهم:

- ‌المطلب الأول: منزلة زيارة المراقد عند الشيعة:

- ‌المطلب الثاني: مظاهر زيارة المراقد:

- ‌المطلب الأول: الشعائر الحسينية طقوس لم تكن على عهد الأئمة:

- ‌المطلب الثاني: الشيعة يستحدثون بدعة النياحة واللطم:

- ‌المطلب الثالث: فتاوى كبار علماء الشيعة تُجوّز العمل ببدعة النياحة واللطم وغيرها

- ‌المطلب الرابع: عدم جواز التطبير وضرب السلاسل إذا أوجب هتك حرمة التشيع:

- ‌أولاً: حرمة النياحة:

- ‌ثانياً: حرمة اللطم:

- ‌ثالثاً: لبس السواد في عاشوراء:

- ‌المطلب السادس: النساء والحسينيات:

- ‌المطلب الأول: حكم الأذان والإقامة عند العلماء:

- ‌المطلب الثاني: خلو الأذان من الشهادة الثالثة عند الأئمة والعلماء:

- ‌المطلب الثالث: أول من أدخل بدعة الشهادة الثالثة في الأذان:

- ‌المطلب الرابع: تبريرات العلماء على إدخال الشهادة الثالثة ودحضها من قبل الكاظمي:

- ‌المطلب الخامس: نص الأذان في الجوامع والحسينيات:

- ‌المطلب السادس: ألفاظ الأذان جامعة مانعة لا تقبل الزيادة أو النقصان

- ‌المطلب الأول: تعريف نكاح المتعة لغة وشرعا وحكمه:

- ‌المطلب الثاني: المتعة وصيغتها وشروطها:

- ‌المطلب الثالث: المتعة من أركان الإيمان عند الشيعة:

- ‌أولاً: لا عدد معين في المتعة:

- ‌ثانياً: أجرة المتمتَّّع بها:

- ‌ثالثاً: جواز التمتع بالمرأة الواحدة مراراً كثيرة:

- ‌رابعاً: لا ميراث في المتعة

- ‌خامسا: التمتع بالأبكار:

- ‌سادساً: جواز التمتع بالمتزوجات

- ‌سابعاً: التمتع بالزانيات

- ‌ثامناً: جواز الاستمتاع بالدبر دون الفرج في المتعة:

- ‌المطلب الخامس: مرويات مكذوبة في التمتع:

- ‌المبحث الخامس عشر: إعارة الفروج واستئجارها:

- ‌المبحث السادس عشر: إتيان النساء من الدبر:

- ‌المطلب الأول: مرويات الرافضة المكذوبة في إتيان النساء من الدبر:

- ‌المطلب الثاني: إثبات حرمة إتيان النساء من الدبر من القرآن والسنة:

- ‌المبحث السابع عشر: السجود على التربة الحسينية:

- ‌المبحث الثامن عشر: صلاة الجمعة:

- ‌المبحث التاسع عشر: الجمع بين الصلاتين:

- ‌المبحث العشرون: عقيدة الشيعة السرية في الطينة:

- ‌المطلب الأول: المسائل الغريبة:

- ‌المطلب الثاني: شكاوى الأئمة من هؤلاء الكذابين:

- ‌المبحث الأول: مسائل الأعياد:

- ‌المبحث الثاني: مسائل الطهارة:

- ‌المبحث الثالث: مسائل الصلاة:

- ‌المبحث الرابع: مسائل الصوم والاعتكاف:

- ‌المبحث الخامس: مسائل الزكاة:

- ‌المبحث السادس: مسائل الحج

- ‌المبحث السابع: مسائل الجهاد:

- ‌المبحث الثامن: مسائل النكاح والبيع:

- ‌المبحث التاسع: مسائل التجارة:

- ‌المبحث العاشر: مسائل الرهن والدين:

- ‌المبحث الحادي عشر: مسائل الغصب والوديعة:

- ‌المبحث الثاني عشر: مسائل العارية:

- ‌المبحث الثالث عشر: مسائل اللقيطة:

- ‌المبحث الرابع عشر: مسائل الإجارة والهبة والصدقة والوقف:

- ‌المبحث الخامس عشر: مسائل النكاح:

- ‌المبحث السادس عشر: مسائل المتعة:

- ‌المبحث السابع عشر: مسائل الرضاع والطلاق:

- ‌المبحث الثامن عشر: مسائل الإعتاق والأيمان:

- ‌المبحث التاسع عشر: مسائل القضاء:

- ‌المبحث العشرون: مسائل الدعوى:

- ‌المبحث الحادي والعشرون: مسائل الشهادة والصيد والطعام:

- ‌المبحث الثاني والعشرون: مسائل الفرائض والوصايا:

- ‌المبحث الثالث والعشرون: مسائل الحدود والجنايات:

- ‌الفصل الثالث والعشرون: خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية:

- ‌(1) كفر من لا يؤمن بولاية الأئمة الاثني عشر:

- ‌(2) اعتقاد الشيعة بأن أهل السنة أعداء لأهل البيت:

- ‌(3) اعتقاد الشيعة في حل دماء أموال أهل السنة ونجاستهم:

- ‌(4) اعتقاد الشيعة في حرمة الجهاد قبل ظهور المهدي:

- ‌المبحث الثاني: خيانات الشيعة لآل البيت

- ‌المبحث الثالث: خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهد هارون الرشيد

- ‌المبحث الرابع: خليفة عباسي يتشيع وتثبت خيانته:

- ‌المبحث الخامس: الدولة الفاطمية وخياناتها في محو السنة ونشر التشيع:

- ‌المبحث السادس: خيانة القرامطة

- ‌المبحث السابع: خيانات البويهيين:

- ‌المبحث الثامن: خيانات الوزير مؤيد الدين أبا طالب محمد بن أحمد العلقمي الشيعي في دخول التتار بغداد:

- ‌المبحث التاسع: خيانة الشيعة عند دخول التتار إلى بلاد الشام (658ه

- ‌المبحث العاشر: خيانة الشيعة في بلاد حلب 657ه

- ‌المبحث الحادي عشر: خيانات نصير الدين الطوسي:

- ‌المبحث الثاني عشر: خيانات الشيعة ومحاولاتهم الفتك بصلاح الدين الأيوبي

- ‌المبحث الثالث عشر: خيانات الشيعة لدولة السلاجقة السنية ومعاونة الصليبيين عليها

- ‌المبحث الرابع عشر: أحد ملوك التتار يعتنق مذهب الروافض

- ‌المبحث الخامس عشر: من خيانات الشيعة النصيرية

- ‌المبحث السادس عشر: من خيانات الشيعة الاثني عشرية في لبنان بالتحالف مع النصيريين

- ‌المبحث السابع عشر: من خيانات الشيعة الدروز:

- ‌المبحث الثامن عشر: من خيانات الشيعة في بلاد الهند

- ‌المبحث التاسع عشر: وقفات مع بعض خيانات الشيعة في البلاد العربية في العصر الحديث

- ‌المبحث العشرون: الشيعة يرون تحول السنيين إلى النصرانية أهون من بقائهم على السنة

- ‌الفصل الرابع والعشرون: الحكم على الشيعة:

- ‌مراجع للتوسع:

- ‌المبحث الأول: نشأة حزب الله في لبنان

- ‌المبحث الثاني: مؤسس حركة أمل

- ‌المطلب الأول: الرؤساء المرشحون

- ‌المطلب الثاني: مرجعية الحزب

- ‌المطلب الثالث: حسن نصر الله رئيساً للحزب

- ‌المبحث الرابع: أهداف حزب الله

- ‌المبحث الخامس: حزب الله وإسرائيل .. شقاق أم وفاق

- ‌المطلب الأول: الانسحاب الإسرائيلي وقواعد اللعبة

- ‌المطلب الثاني: حزب الله .. هل يسعى لتحرير فلسطين

- ‌المبحث السادس: هل هناك اتفاقيات سرية بين حزب الله وإسرائيل

- ‌المبحث السابع: علاقة حزب الله بإيران

- ‌المبحث الثامن: انخداع كثير من أهل السُّنة بحزب الله

- ‌المبحث التاسع: حزب الله والغزو الصليبي للعراق

- ‌المبحث العاشر: نتائج خطف الجنديين الإسرائيليين

- ‌المبحث الحادي عشر: خطابات نصر الله

- ‌المبحث الثاني عشر: فلسطين بين "نصر الله" و"صلاح الدين

- ‌المطلب الأول: موقف الشيعة من صلاح الدين قديماً وحديثاً:

- ‌المبحث الثالث عشر: فلسطين فتحها عمر ولن يحررها من يتخذ من لعن عمر عقيدة

- ‌الفصل السادس والعشرون: جماعة الحوثي (تنظيم الشباب المؤمن)

- ‌المبحث الأول: التعريف بجماعة الحوثي ونشأتهم

- ‌المطلب الأول: التعريف

- ‌المطلب الثاني: نشأة تنظيم الشباب المؤمن (جماعة الحوثي)

- ‌ بدر الدين الحوثي

- ‌ حسين بدر الدين الحوثي

- ‌ عبد الكريم جدبان

- ‌المبحث الثالث: حسين الحوثي والتمرد الأول

- ‌المبحث الرابع: شعاراتهم ضد أمريكا وموقف الأمريكان منهم

- ‌المبحث الخامس: الولاية عند حسين الحوثي

- ‌المبحث السادس: حسين الحوثي وموقفه من الصحابة

- ‌المبحث السابع: حسين الحوثي والزيدية

- ‌المبحث الثامن: حسين الحوثي والثورة الإيرانية ورموز التشيع

- ‌المبحث التاسع: إيران والتغلغل الرافضي في اليمن

- ‌المطلب الأول: المناسبات الدينية للشيعة في صعدة

- ‌المطلب الثاني: النشاط السياسي والإعلامي للشيعة في صعدة

- ‌المطلب الثالث: موارد الدعم المادي للشيعة في صعدة

- ‌المطلب الرابع: الشبه التي يثيرها الشيعة في صعدة

- ‌المطلب الخامس: الأنشطة الاجتماعية للشيعة في صعدة

- ‌المبحث الحادي عشر: أبرز تكتلات الشيعة الحزبية والسياسية في اليمن

- ‌ حزب الحق:

- ‌ اتحاد القوى الشعبية:

- ‌ الشباب المؤمن (جماعة الحوثي):

- ‌المبحث الثاني عشر: المدارس الشيعية

- ‌الفصل الأول: التعريف بالجهمية

- ‌الفصل الثاني: التعريف بالجهم بن صفوان

- ‌الفصل الثالث: نشأة الجهمية

- ‌الفصل الرابع: بيان مصدر مقالة الجهمية

- ‌الفصل الخامس: ذكر أهم عقائد الجهمية

- ‌الفصل السادس: الحكم على الجهمية

- ‌الفصل السابع: هل توجد آراء الجهمية في وقتنا الحاضر

- ‌الفصل الأول: التمهيد

- ‌المبحث الأول: الصوفية والتصوف لغةً

- ‌المبحث الثاني: معنى الصوفية والتصوف اصطلاحاً

- ‌المبحث الثالث: مصطلح التصوف بين القبول والرفض

- ‌الفصل الثالث: هل توجد علاقة بين المتصوفة وأهل الصفة

- ‌المبحث الأول: نشأة التصوف

- ‌المبحث الثاني: الأطوار التي مر بها التصوف

- ‌الطور الأول: طور التسامي عن الحياة المادية:

- ‌الطور الثاني: طور التشبه بالسابقين:

- ‌الطور الثالث: طور دخول الألفاظ الموهمة:

- ‌الطور الرابع: طور التحرر من التكاليف الشرعية:

- ‌الطور الخامس: تبلور الطرق الصوفية:

- ‌الطور السادس: طور ظهور المجذوبين:

- ‌المبحث الثالث: تأثر الصوفية بالفكر الغريب

- ‌المطلب الأول: تأثر التصوف باليهودية

- ‌المطلب الثاني: تأثر التصوف بالنصرانية

- ‌المطلب الثالث: التأثر بالديانات الهندية

- ‌المطلب الرابع: التأثر بالفلسفة الصينية

- ‌المطلب الخامس: التأثر بالفلسفة اليونانية

- ‌المطلب السادس: التأثر بعقائد الفرس

- ‌المبحث الرابع: موقف الناس من التصوف

- ‌الفصل الخامس: أسماء الصوفية وسبب تسميتهم بها

- ‌الفصل السادس: المراتب والمصطلحات

- ‌المطلب الأول: الغوث

- ‌المطلب الثاني: الأوتاد

- ‌المطلب الثالث: القطب

- ‌المطلب الرابع: الأبدال " البدلاء

- ‌المطلب الخامس: النجباء

- ‌المبحث الثاني: مصطلحات الصوفية

- ‌المبحث الثالث: علوم الصوفية بين الهبة والاكتساب

- ‌الفصل السابع: أقسام التصوف

- ‌المطلب الأول: بالنظر إلى جهة العمل

- ‌المطلب الثاني: بالنظر إلى جهة الاعتقاد

- ‌المبحث الثاني: تقسيم الشوبكي للتصوف

- ‌المطلب الأول: التصوف السني

- ‌المطلب الثاني: التصوف البدعى

- ‌الفصل الثامن: حقيقة التصوف

- ‌الفصل التاسع: مصادر التصوف ومآخذه

الفصل: ‌المطلب الأول: التصوف السني

‌المطلب الأول: التصوف السني

والمراد بهذا النوع من التصوف هو ما كان قرين الزهد والتقلل من متاع الدنيا وملذاتها وهو امتداد لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وإن كان هذا الزهد لم يعرف باسم التصوف إلا في أواخر القرن الثاني الهجري فإن أصله ومعناه وحقيقته

كان معروفاً في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حث على ذلك القرآن الكريم في كثير من آي الكتاب الحكيم قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ [فاطر:5].

وقال تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:65].وكذلك كثر ذكر الزهد في كتب الحديث والسنن وكثرت أبوابه، والناظر فيها يجدها قد اشتملت على أبواب كثيرة مثل باب الزهد في الدنيا، باب فضل الجوع، باب القناعة والعفاف، باب فضل البكاء من خشية الله والناظر في هذه الكتب يجد كثيراً من الأحاديث والآثار الواردة في الزهد ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ((ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما يرجع)) (1) وقوله صلى الله عليه وسلم ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول:((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك)) (2).

لذا لم يكن مستغرباً أن يزهد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم في دنياهم، ولا تابعوهم والسلف الصالحين.

ولم يكن الزهد عن قلة المال وإنما الزاهد هو من جاءه المال فزهد فيه وأنفقه ولم يجعله كل همه.

مصادر التصوف السني:

1 -

القرآن الكريم:

والقرآن الكريم هو الأساس الذي يستمد منه كل علم شرعي شرعيته، وعليه يعتمد أهل الحق في التمسك بحقهم. كما أن القرآن الكريم هو الكتاب الخاتم وهو الكامل الشامل كما قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا ٌ [المائدة:3].

لذلك لم يهمل القرآن الدعوة إلى الزهد والتقلل من متاع الحياة الدنيا التي يضرب لها مثلاً بقوله: إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [يونس: 24].

وقال أيضاً: وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا [الكهف:45 - 46].

2 -

السنة النبوية:

(1) رواه مسلم (2858).

(2)

رواه البخاري (6416).

ص: 487

والمصدر الثاني من مصادر هذا الدين هو السنة النبوية، لذا فإن الناظر في كتب السنن وفى شمائل النبي صلى الله عليه وسلم يجدها مليئة بالدعوة إلى الزهد وإليك بعض المختارات من بستان النبوة الذي يعج ويحفل بوصف الدنيا ودنوها لطالبيها وأنها مزرعة الآخرة ولا تغنى عن الآخرة شيءاً. قال صلى الله عليه وسلم:((إن الدنيا حلوة خضرة، وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) (1).وقال: ((فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم)) (2).وقال مبيناً تعاسة من تمسك بها وشغل نفسه بها: ((تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وان لم يعط لم يرض)) (3). وقال: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء)) (4).وكان يقول: ((ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله تعالى وما والاه وعالم ومتعلم)) (5) ولقد كان محمد صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا، كيف لا وقد كانت تأتيه مرغمة فيردها إلى من هو دونه وينفقها، وقد قال:((لو كان لي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا تمر على ثلاث ليال وعندي منه شيء أرصده لدين)) (6).ويقول النعمان بن بشير رضي الله عنه يصف حال النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك عنه قال: ((لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم، وما يجد من الدقل (رديء التمر) ما يملأ به بطنه)) (7).وفى حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام على حصير فأثرّ في جنبه فقال له أصحابه رضى الله عنهم: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءً. فقال: " ما لى وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلاّ كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)) (8) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليالٍ حتى قبض)) (9). وفي رواية أخرى ((ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض)) (10)((ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمةً ولا شيئا إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه، وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة)) (11).

هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا أن نتأسى به ونقتفي أثره لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ [الممتحنة:6].

3 -

آثار الصحابة والتابعين:

(1) رواه مسلم (2742)

(2)

رواه البخاري (3158) ومسلم (2961)

(3)

رواه البخاري (2886)

(4)

رواه الترمذي (2320) والحاكم (4/ 341)(7847) والطبراني (5850) قال الترمذي ((صحيح غريب)) من هذا الوجه، وقال الحاكم صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي يقوله زكريا بن منظور ضعفوه، وصححه الألباني بمجموع طرقه كما في ((الصحيحة)) (686)

(5)

رواه الترمذي (2322) وابن ماجه (4112) من حديث أبي هريرة وقال الترمذي حسن غريب، وحسنه ابن القيم في ((عدة الصابرين)) (1/ 260) والألباني في ((الصحيحة)) (2797)

(6)

رواه البخاري (2389)

(7)

رواه مسلم (2977)

(8)

رواه الترمذي (2377) وابن ماجه (4109) وأحمد (1/ 301)(2744) وابن حبان (6352) والحاكم (4/ 344)(7858) قال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري، وقال الهيثمي في ((المجمع)) (10/ 326) رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة، وصححه الألباني

(9)

رواه البخاري (5416) ومسلم (2970)

(10)

رواه مسلم (2970)

(11)

رواه البخاري (2739)

ص: 488

عند الرجوع إلى أحوال الصحابة رضي الله عنهم والتابعين نرى فيهم التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم بترك متاع الدنيا وزخرفها.

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين وليَّ الخلافة دفع كل ما له في بيت مال المسلمين، فلما سئل عن ذلك قال: كنت أتجر فيه فلما وليتموني شغلتوني عن التجارة وحين وليَّ الخلافة خرج إلى السوق ليعمل فقال له الصحابة رضي الله عنهم: نفرض لك ففرضوا له قوت رجل من المهاجرين ليس بأفضلهم ولا بأوكسهم، فكان له برداه للصيف والشتاء إن أخلقهما " أي قَدِمَا " وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر، ونفقته على أهله كما كان ينفق عليهما قبل أن يُستخلف، فقال أبو بكر رضي الله عنه قد رضيت.

وكان عمر رضي الله عنه على درب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر رضي الله عنه فحين فتحت عليه الدنيا كلمتاه عائشة وحفصة رضي الله عنهما في تغيير جبته التي كانت فيها اثنتا عشرة رقعة ويقدم له طعام يأكل منه وأضيافة، فأبا وقال إن له أسوة بصاحبيه فلا يجمع بين أُدمين إلا الملح والزيت، ولا أكل لحماً إلا في كل شهر ينقضي ما انقضى من القوم ولما قدم له ماء قد شيب بعسل فقال: إنه لطيِّب وقال: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا [الأحقاف:20]. فأخاف أن تكون حسناتنا عجلت لنا فلم يشربه ".

وفي البداية والنهاية لابن كثير أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج بسيفه إلى السوق وقال: من يشتري مني سيفي هذا فلو كان عندي أربعة دراهم أشتري بها إزاراً ما بعته.

ورضي الله عن أبي الدرداء إذ يقول: والذي نفس أبي الدرداء بيده ما أحب أن لي اليوم حانوتاً على باب المسجد، لا يخطئني فيه صلاة، أربح فيه كل يوم أربعين ديناراً وأتصدق بها كلها في سبيل الله. قيل له: يا أبا الدرداء وما تكره في ذلك؟ قال: شدة الحساب.

والمتبع لقصص الصحابة في (الحلية)، و (كنز العمال)، و (البداية والنهاية)، وكتب السنن يجد الشيء الكثير من ذلك وكذلك قصص التابعين.

من أعلام التصوف السني:

1 -

إبراهيم بن أدهم (199) بن منصور البلخي التميمي كنيته أبو اسحق، كان أبوه من ملوك خراسان وكان موسراً، وعاش مترفاً منعماً، وقد خرج إبراهيم بن أدهم رحمة الله عليه للصيد فسمع صوتاً يناديه فالتفت إليه فلم ير شيئا وتكرر ذلك معه، ثم قال له المنادى: ما لهذا خلقت ولا بذا أمرت فعزم أن لا يعصي الله تعالى بعد ذلك ورجع إلى بيته فترك فرسه وعمد إلى أحد رعاة أبيه فأخذ منه جبةً وكساءً وتخل عن ثيابه وترك المتع.

خرج إلى العراق وإلى الشام طلباً للعمل وللرزق الحلال وتجول فيها وكان يأكل من عمل يده، كان يعمل بالحصاد وجني الثمار وحفظ البساتين والحمل والطحن، وكان إذا أنهي عمله قبل أن ينام ينادي في الناس من يريد أن يطحن؟ فيأتيه الناس فيطحن لهم بلا كراء.

أخذ عن كثير من علماء العراق والحجاز، وكان قد تفقه، وكان يشترك مع الغزاة في قتال الروم. وكان يتكلم الفصحة ولا يلحن في العربية، وكان إذا وقف سفيان الثوري في مجلسه يعظ أوجز مخافة الزلل.

كان يلبس في الشتاء فرواً لا قميص تحته، وفى الصيف لا يتعمم ولا يحتذي، وكان يصوم في السفر والإقامة.

ولما سئل كم لك في الشام؟ قال: أربعة وعشرون عاماً، ولما سئل ما جاء بك إليها قال: لأشبع من خبز الحلال.

عمل في أحد البساتين سنين، فجاءه صاحب البستان وطلب منه رماناً حلواً فجاءه به فوجده حامضاً فقال له: تأكل فاكهتنا سنين ولا تميز الحلو من الحامض. فأقسم أنه ما أكل فاكهتهم ولا يميز الحلو من الحامض.

ص: 489

وجاءه عبد لأبيه يحمل له عشرة آلاف درهم، ويخبره أن أباه قد مات في بلخ وخلف له مالاً كثيراً، فأعتق العبد ووهبه الدراهم ولم يعبأ بمال أبيه.

هذا هو إبراهيم بن أدهم الذي ترك الدنيا ومتاعها طلباً لبحبوحة الجنة وقد توفي رحمه اللهسنة 161هـ -778م.

وأخباره كثيرة وفيها اختلاف في مسكنه ونسبته ووفاته.

2 -

عبد الله بن المبارك (200):

هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي بالولاء التميمي المروزي، يكنى بأبي عبد الرحمن وهو شيخ الإسلام، كان من الربانيين في العلم الموصوفين بالحفظ المذكورين بالزهد وقد جمع الحديث والفقه والعربية، وأيام الناس والشجاعة والتجارة، والمحبة عند الفرق، كان من سكان خراسان ولد سنة 118 هـ، سمع سفيان الثوري وشعبه والأوزاعي والليث بن سعد، أفنى عمره في الأسفار حاجاً وتاجراً ومجاهداً، كان سخياً، وكان يقضي الدين عن المدينين، ويسعى في فك المحبوس، له كتاب في الجهاد وهو أول من صنف فيه.

مات بهيت على الفرات منصرفاً من غزو الروم سنة 181هـ.

قال الأوزاعى: لو رأيت ابن المبارك لقرت عينك.

وقال سفيان الثوري: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر.

قال ابن المبارك: زيادة دنياكم بنقصان آخرتكم، وزيادة آخرتكم بنقصان دنياكم. وكان يقول: أحب الصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شرٌ منهم.

وقال: الصمت أزين للفتى من منطق في غير حينه، والصدق أجمل بالفتى في القول عندي من يمينه.

وسئل ابن المبارك مَنْ الناس؟ قال العلماء: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. فمن سفلة الناس؟ قال: الذين يعيشون بدينهم.

3 -

الفضيل بن عياض (201):

الفضيل بن عياض التميمي من بني يربوع ولد بخراسان، قدم الكوفة وهو كبير كان ثقة ثبتاً فاضلاً عابداً ورعاً، وكان من شدة الخوف نحيفاً.

كان كثير الحديث وسمع الحديث من منصور بن المعتمر وغيره، وروى عنه ابن المبارك والشافعي وبشر الحافي وغيرهم. ثم تعبد وانتقل إلى مكة وكان لا يقبل هدايا الدولة.

وتوفى بمكة المكرمة سنة 187هـ في خلافة هارون الرشيد وكان ذلك يوم عاشوراء، وقد نيف على الثمانين عاماً. قال هارون الرشيد: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل. وقال إبراهيم بن الأشعت: كان الفضيل إذا ذكر الله، أو

ذُكر عنده، أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه وبكي حتى يرحمه من بحضرته. وقال: كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة يعظ ويذكر ويبكي كأنه يودع أصحابه ذاهب إلى الآخرة فإذا وصلنا المقبرة جلس كأنه بين الموتى.

قال عبد الله بن المبارك: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.

وللفضيل أقوال كثيرة في كتب التراجم منها:

" من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة "

" ليس من عبد أُعطي شيئا من الدنيا إلا كان نقصاناً له من الدرجات في الجنة "

" ليست الدار دار إقامة وإنما أُهبط آدم إليها عقوبة "

" لو خيرت لاخترت أن أعيش كلباً وأموت كلباً ولا أرى يوم القيامة "

وكان رحمه الله يكثر من صلاة الليل فيلقى إليه حصير فإذا غلبته عيناه استلقى عليه ثم يفيق يصلي

4 -

معروف الكرخي (202):

هو معروف بن فيروز " الفيرزان " الكرخى أبو محفوظ ولد في كرخ بغداد ونشأ فيها، كان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدبهم فكان يقول له: قل ثالث ثلاثة فيقول: بل هو الواحد فيضربه معلمه ضرباً مبرحاً فهرب وأسلم على يد على بن موسى الكاظم. وكان أبواه يقولان ليته يرجع على أي دين فنتبعه فرجع إليهما مسلماً فأسلما. وكان مولى من موالي علي بن موسى الكاظم وكان يحجبه فكثر الزحام فضغطه الناس فتكسرت أضلاعه فمات ببغداد سنة 200هـ.

لما حضرته الوفاة قيل له: أوصى. فقال: أوصى بقميصي إذا مت فتصدقوا به أريد أن أخرج منها عرياناً كما دخلتها.

وقبره ببغداد مشهور ويزار ويستشفع به ويتبرك به ويستسقى به " وهذا لا يصح " وكان رحمه الله مشهوراً بالصلاح مستجاب الدعوة حريصاً على الحق، ذات يوم مر بسقاء يقول رحم الله من يشرب وكان صائماً فشرب طمعاً ببركة دعائه. قال رجل لمعروف الكرخى: ما شكرت معروفي. فقال: وقع معروفك من غير محتسب عند غير شاكر. وقال معروف الكرخى: " طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق ".

‌المصدر:

مفهوم التصوف وأنواعه في الميزان الشرعي لمحمود يوسف الشوبكي (مجلة الجامعة الإسلامية- المجلد العاشر) - ص 50 - 59

ص: 490