الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: مكان وجود المهدي:
اختلف الشيعة في المكان الذي اختفى فيه مهديهم محمد بن الحسن العسكري على أقوال متضاربة توحي لأهل كل مكان ذكروه بقرب المهدي منهم.
ومن تلك الأقوال، وهي كثيرة: أنه مختف في سامراء، في سرداب دار أبيه، وهذا من أشهر أقوال الشيعة والمتداول بينهم، وفي كتبهم (1).
أنه مختف في المدينة المنورة. قال أبو هاشم الجعفري للحسن العسكري: "يا سيدي هل لك ولد؟ قال: نعم. قلت: فإن حدث حادث فأين أسأل عنه؟ فقال: بالمدينة"(2).أنه مختف بمكة المكرمة (3).
وقد أورد الطوسي روايات كثيرة في هذا، وأورد الكليني حديثاً في هذا. وبعضهم قال: هو بذات طوى (4).وبعضهم قال: إنه في اليمن بواد يسمى شمروخ (5).وبعضهم قال: إنه بالطائف حسب رواية الطوسي الطويلة عن علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي (6).
وكل هذه الخلافات دليل على بطلان تلك الدعوى، والباطل أهله يختلفون فيه حتماً، ولا يخفى التباعد بين هذه الأماكن، وهذا التباعد بينها دليل على أنها افتراضات مبنيّة على هوى وأغراض سياسية، إذ لا يمكن لأي شخص أن يجمع بينها ويصل إلى نتيجة مرضية مهما أوتي من المعرفة والذكاء، ولكن هكذا شريعة الهوى والسياسة، حيث لا تستند على أي أساس ثابت.
وإذا كان المهدي قد اختار أن يختفي ويتوارى عن الأنظار فهل يجعل لذلك الاختفاء والهرب عن الناس حداً ومدة يعود بعدها إلى قيادة الشيعة، ومتى يتم ذلك؟ الجواب نذكره فيما يلي.
(1) انظر: رواية محمد بن يعقوب بإسناده عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس- ((كتاب الغيبة)) (ص140، 146).
(2)
((كتاب الغيبة)) (ص 139).
(3)
((كتاب الغيبة)) (2/ 151 - 152)، وانظر:((الكافي)) (1/ 180).
(4)
((كشف الأستار)) للطبرسي (ص 2145)، نقلا عن ((الشيعة والتشيع)) (ص354).
(5)
((الأنوار النعمانية)) للجزائري (2/ 65)، نقلاً عن ((الشيعة والتشيع)) (ص354).
(6)
((كتاب الغيبة)) (ص159 - 161).