الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب التاسع: تشابه الشيعة واليهود في تقديسهم لأنفسهم:
نبدأ باليهود حيث يدعي اليهود أن الله تعالى اصطفاهم وفضلهم على سائر الناس وميزهم عن باقي شعوب الأرض، بأن جعلهم شعبه المختار، كما جاء في سفر التثنيه ما نصه:" لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك " انتهى وجاء في التلمود ما نصه: تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله كما أن الابن جزء من والده. انتهى.
وكذلك يعتقدون: أن الله ميزهم عن غيرهم من الناس في كافة الأحكام والتشريعات الدنيوية والأخروية، ومن ذلك اعتقادهم أنه: لولا اليهود لم يخلق الله هذا الكون، وأن كل ما فيه فإنه ملك لليهود ومسخر لخدمتهم، جاء في التلمود ما نصه:" لو لم يخلق الله اليهود لانعدمت البركة من الأرض ولما خلقت الأمطار والشمس ".
وكذلك فإن اليهود يعتقدون: بأن النار ليست لهم فلا يدخلها اليهود أبداً، جاء في التلمود ما نصه:"إن النار لا سلطان لها على مذنبي بني إسرائيل، ولا سلطان لها على تلامذة الحكماء ".
أما الجنة فهم يرون أنها موقوفة عليهم، فلن يدخلها إلا شعب الله المختار اليهود حيث جاء في التلمود ما نصه:" وهذه الجنة اللذيذة لا يدخلها إلا اليهود الصالحون أما الباقون فيزجون بجهنم النار ".
وفي نص آخر يقولون: " النعيم مأوى أرواح اليهود، ولا يدخل الجنة إلا اليهود، أما الجحيم فمأوى الكفار من المسيحيين والمسلمين، ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء، لما فيها من الظلام والعفونة والطين ".
هذا بالنسبة لليهود، أما إذا انتقلنا إلى الشيعة ، وتقديسهم لأنفسهم فإن الشيعة تدعي كما ادعى اليهود من قبلهم أنهم خاصة الله تعالى وصفوته، وأن الله تعالى اختارهم من بين كل الناس وميزهم عن غيرهم بكثير من المزايا ، ابتداءً من خلق أرواحهم التي يزعمون أي الشيعة أن الله تعالى خلقها من نور عظمته ، وانتهاءً بإدخالهم الجنة وخلودهم فيها منعمين بما أعده الله لهم فيها من النعيم المقيم ، ومن هذه المزاعم أحبابي في الله:
اعتقاد الشيعة الإمامية أن الله تعالى خلق أرواحهم من طينة غير الطينة التي خلق منها باقي البشر ، وأن أصل طينتهم مخلوقة من نور الله تعالى أو من طينة مكنونة تحت العرش ، كما صرحت بذلك رواياتهم الواردة في كتبهم المعتمدة عندهم، ومثال ذلك ما جاء في كتاب (بصائر الدرجات) صفحة (70) عن أبي عبدالله أنه قال:" إن الله جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره وصبغهم في رحمته ".
ويروي الكليني في (الكافي) المجلد الأول صفحة (389) عن أبي عبدالله أنه قال: " إن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش ".
أما إمامهم المفيد فيروي في كتاب (الاختصاص) صفحة (216) عن الإمام الصادق أنه قال: " خلقنا الله من نور عظمته وصنعنا برحمته وخلق أرواحكم منا أي من الشيعة أي من أئمة الشيعة ".
وروى إمامهم العياشي في تفسيره المجلد الثاني صفحة (105) عن عبدالرحمن بن كثير أن أبا عبدالله عليه السلام قال له: " يا عبدالرحمن شيعتنا والله لا تختم الذنوب والخطايا هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه ".
كما جاء في (أمالي الطوسي) عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال:" نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من أمة نبيه ".
أما ذنوب الشيعة أحبابي في الله فإن الله تعالى يغفرها لهم مهما بلغت حتى أنهم زعموا: أن هنالك ملائكة لله عز وجل ليس لها عمل إلا إسقاط الذنوب عن الشيعة، كما روى إمامهم الصدوق ذلك في أماليه كذباً ، والمجلسي مثله في (بحار الأنوار) بهتاناً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه:((يا علي إن شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب)).
بل إن الشيعة أحبابي في الله زعموا: أن النار لا تحرقهم حتى في الدنيا ولو فعلوا أبشع الجرائم وأكبر الكبائر، حيث روى صاحب (عيون المعجزات) " أن رجلاً من شيعة علي أتى إليه وقال: أنا رجل من شيعتك وعلي ذنوب وأريد أن تطهرني منها في الدنيا لأرتحل إلى الآخرة وما علي ذنب فقال عليه السلام أي قال علي رضي الله عنه: قل لي بأعظم ذنوبك فقال: أنا ألوط بالصبيان ، أنا ألوط بالصبيان ، فقال أيما أحب إليك ضربة بذي الفقار أو أقلب عليك جداراً أو أحزم لك ناراً فإن ذلك جزاءً من ارتكب ما ارتكبته فقال - أي ذلك الرجل -: يا مولاي أحرقني بالنار فأخرج الإمام الرجل وبنى عليه ألف حزمة من القصب وأعطاه مقدحة وكبريتاً وقال له اقدح واحرق نفسك فإن كنت من شيعة علي وعارفيه ما تمسك النار، وإن كنت من المخالفين المكذبين فالنار تأكل لحمك وتكسر عظمك فقدح النار على نفسه واحترق القصب، وكان على الرجل ثياب كتان أبيض لم تلعقها النار - أي لم تصبها النار - ولم يقربها الدخان ".
أما الجنة إخواني في الله فتزعم الشيعة: أنها لم تخلق إلا لهم وأنهم يدخلونها بغير حساب حيث روى فرات الكوفي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: " ينادي منادي من السماء عند رب العزة يا علي ادخل الجنة أنت وشيعتك لا حساب عليك ولا عليهم فيدخلون الجنة فيتنعمون فيها ".
والآن نلخص تشابه الشيعة واليهود في تقديسهم أنفسهم تحت النقاط التالية:
أولاً: يدعي اليهود أنهم شعب الله المختار وأنهم خاصة الله من بين كل الشعوب وأمته المقدسة، وكذلك تدعي الشيعة أنهم شيعة الله وأنصار الله، وأنهم خاصة الله وصفوته من خلقه.
ثانياً: يدعي اليهود أنهم أحباء الله وتدعي الشيعة كذلك هذا الأمر.
ثالثاً: يزعم اليهود أن الله سخط على كل الأمم ما عدى اليهود وتزعم الشيعة أن الله تعالى سخط على كل الناس إلا الشيعة.
رابعاً: يزعم اليهود أن أرواحهم مخلوقة من الله تعالى وليس ذلك لأحد غيرهم ، ويزعم الشيعة كذلك أن أرواحهم مخلوقة من نور الله تعالى ولم يجعل الله ذلك لأحد غيرهم إلا للأنبياء.
خامساً: يعتقد اليهود: أنه لولا اليهود لم يخلق الله هذا الكون، ولولاهم لانعدمت البركة من الأرض ، وكذلك يعتقد الشيعة: أنه لولا الشيعة لم يخلق الله هذا الكون، ولولاهم ما أنعم الله على أهل الأرض.
سادساً: يدعي اليهود أنه لا يدخل الجنة إلا اليهود، وغير اليهود يدخلون النار، ويدعي الشيعة أنهم سيدخلون الجنة وأعداءهم سيدخلون النار .. وبهذه المقارنة الأخيرة إخواني في الله يظهر لنا مدى التوافق الكبير بين اليهود والشيعة في العقيدة، الأمر الذي يجعلنا نجزم جزماً قاطعاً بأن أصل التشيع ما هو إلا يهودي خالص وأن الإسلام بريء من هذه العقيدة التي يعتقدها الشيعة في كل زمان وفي كل مكان.
المصدر:
موسوعة فرق الشيعة لممدوح الحربي