الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب السادس: النساء والحسينيات:
إن التحذيرات الواردة في الروايات السابقة تشمل الرجال والنساء على حد سواء، ولمزيد من الفائدة نذكر الروايات التي تطرقت إلى النساء بشكل خاص لكي تعيها وتتدبرها النساء الشيعيات اللاتي يذهبن إلى المآتم والحسينيات حتى لا يقعن في المحظور.
قال الحسين رضي الله عنه لأخته زينب عندما لطمت وجهها وأهوت إلى جيبها فشقته وخرت مغشياً عليها:
) يا أُخَيَّة اتقي الله وتعزي بعزاء الله واعلمي أن أهل الأرض يموتون، وأن أهل السماء لا يبقون، وأن كل شيء هالك إلا وجه الله تعالى، الذي خلق الخلق بقدرته فيعودون، وهو فرد وحده، أبي خير مني وأمي خير مني وأخي خير مني ولي ولكل مسلم برسول الله أسوة، فعزاها بهذا ونحوه ثم قال لها:"يا أختاه إني أقسمت عليك فأبري قسمي، إذا أنا قتلت فلا تشقي عليَّ جيبا، ولا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور ((1).وفي رواية قال: "يا أختاه يا أم كلثوم يا فاطمة يا رباب انظرن إذا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن وجها" (2) .... وفي رواية:) يا أختي إني أقسمت عليك فأبري قسمي لا تشقي عليَّ جيبا ولا تخمشي عليَّ وجها ولا تدعي عليَّ بالويل إذا أنا هلكت ((3).
…
(1) أخرجها ابن طاووس في ((الملهوف)) (ص 50) ، والشيخ عباس القمي في ((منتهى الآمال)) (1/ 48) ، وهي في ((الشعائر الحسينية)) للشيرازي (ص 106) وذكرها الشيخ محمد حسين فضل الله في ((الندوة)) (5/ 209).
(2)
ذكر هذه الرواية عبد الرزاق الموسوي المقرم في ((مقتل الحسين)) (ص 218) وذكرها رضى القزويني في ((تظلم الزهراء)) (ص 190).
(3)
تجد هذه الرواية في ((مستدرك الوسائل)) (1/ 144)، وفي ((مظالم أهل البيت)) (ص 264) كما ذكرها محمد تقي آل بحر العلوم في ((مقتل الحسين)) (ص 286)، والدكتور أحمد راسم النفيس في كتابه ((على خطى الحسين)) (ص 116)، ورضى القزويني في ((تظلم الزهراء)) (ص 190)، ومحمد الصدر في ((أضواء على ثورة الحسين)) (ص 103) وأوردها الشيخ عبد الحسين العاملي في كتابه ((المفيد في ذكر السبط الشهيد)) (ص 67) بلفظ:"أقسمت بحقي عليك أنت يا زينب وأنت يا أم كلثوم وأنت يا سكينة وأنت يا رباب فإذا أنا قتلت في هذه الأرض فلا تشققن علي جيباً ولا تخمشن خداً ولا تقلن هجراً".
وروى الصدوق وغيره عن عمر بن أبي المقدام قال: سمعت أبا الحسن وأبا جعفر عليهما السلام يقولان في قول الله عز وجل: وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [الممتحنة:12] قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة عليها السلام: إذا أنا مت فلا تخمشي عليَّ وجهاً ولا ترخي عليَّ شعراً ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليَّ نائحة. قال: ثم قال: هذا هو المعروف الذي قال الله عز وجل: وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [الممتحنة:12] (1).وعن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [الممتحنة:12] قال: "المعروف أن لا يشققن جيباً ولا يلطمن وجهاً ولا يدعون ويلاً ولا يقمن عند قبر"(2).وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن النائحة المستمعة" (3).
قلت: فما الفائدة إذن من الذهاب إلى الحسينيات بعد الوقوف على هذه الأحاديث الصريحة؟ الحذر الحذر. وروى القطب الراوندي في (لب اللباب)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن أربعة: امرأة تخون زوجها في ماله أو في نفسها، والنائحة والعاصية، لزوجها والعاق" .... وعندما سمع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بكاء النساء على قتلى صفين وخرج إليه حرب بن شرحبيل الشامي وكان من وجوه قومه فقال علي عليه السلام:(أتغلبكن نساؤكم على ما أسمع؟! ألا تنهونهن عن هذا الرنين)(5).وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أنعم الله عليه بنعمة فجاء عند تلك النعمة بمزمار فقد كفرها، ومن أصيب بمصيبة فجاء عند تلك المصيبة بنائحة فقد كفرها. وفي رواية فقد أحبطها" (6).وعن جعفر بن محمد عن آبائه رضي الله عنهم في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:((يا علي من أطاع امرأته أكبه الله عز وجل على وجهه في النار قال علي رضي الله عنه: وما تلك الطاعة؟ قال: يأذن لها في الذهاب إلى الحمامات والعرسات والنياحات ولبس الثياب الرقاق)) (7).وروى الصدوق وغيره عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة، وإن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)) (8) .... وعن أبي جعفر الثاني عن آبائه رضي الله عنهم قال: قال رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لما أسري بي إلى السماء رأيت امرأة على صورة كلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار فسئل صلى الله عليه وآله وسلم عنها فقال: إنها كانت قينة نواحة حاسدة)) (9).وعن جعفر بن محمد رضي الله عنهما أنه أوصى عندما احتضر فقال: لا يلطمن عليَّ خد، ولا يشقن عليَّ جيب، فما من امرأة تشق جيبها إلا صدع لها في جهنم صدع كلما زادت زيدت" (10).وعن علي رضي الله عنه قال:(أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البيعة على النساء أن لا ينحن ولا يخمشن ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء)(11).
المصدر:
من قتل الحسين رضي الله عنه؟ لعبد الله بن عبد العزيز
(1) أخرج هذه الرواية ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق في ((معاني الأخبار)) (ص 390) والشيخ البحراني في ((الحدائق الناضرة)) (4/ 167 - 168)، والحر في ((وسائل الشيعة)) (2/ 915 - 916) والنوري في ((مستدرك الوسائل)) (1/ 144)، والشيرازي في ((الفقه)) (15/ 254) والشيخ محمد حسين فضل الله في ((الندوة)) (5/ 72)، انظر ((بحار الأنوار)) (82/ 76).
(2)
كما في تفسير ((نور الثقلين)) (5/ 308) و ((مستدرك الوسائل)) (1/ 144)، وهو في ((بحار الأنوار)) (82/ 77).
(3)
أخرجه الحاج النوري في ((مستدرك الوسائل)) (1/ 144) والآقا حسين البروجردي في ((جامع أحاديث الشيعة)) (3/ 487) وهو في ((البحار)) (82/ 93).
(4)
فيما نقله عنه الحاج النوري في ((مستدرك الوسائل)) (2/ 431).
(5)
((جامع أحاديث الشيعة)) (3/ 387) انظر ((البحار)) (82/ 89).
(6)
هذه الرواية ذكرها الحر العاملي في ((وسائل الشيعة)) (12/ 90) ويوسف البحراني في ((الحدائق)) (18/ 139) كما ذكرها المجلسي في ((بحار الأنوار)) (82/ 103) فانظري أيتها الشيعية كيف يضيع علماء الشيعة بفتاواهم أجر المصيبة.
(7)
والرواية عند الحر العاملي في ((وسائل الشيعة)) (1/ 376).
(8)
في ((الخصال)) (ص 226) وذكرها البحراني في ((الحدائق)) (4/ 68) وأعادها في (18/ 139) كما ذكرها الحر في ((وسائل الشيعة)) (12/ 91)، والمجلسي في ((بحار الأنوار)) (22/ 451)، (58/ 226)، (73/ 290)، (82/ 74 - 75) و (ص 93) مختصرة.
(9)
((عيون أخبار الرضا)) (2/ 11)، ((بحار الأنوار)(82/ 76)، ((جامع أحاديث الشيعة)) (3/ 487 - 488)، واللفظ للثاني.
(10)
((بحار الأنوار)) (82/ 101)، ((جامع أحاديث الشيعة)) (3/ 490).
(11)
((بحار الأنوار)) (82/ 101)، ((جامع أحاديث الشيعة)) (3/ 484).