الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الزمخشري: الإبكار من طلوع الفجر إلى الضحى.
وقال غيره: من طلوع الشمس إلى الضحى.
42
- (إن اللَّه اصطفاكِ. .). الاصطفاء الأول: جعلها منذورة لبيت المقدس بعد ما كان النذر في النساء ممنوعًا، أو خاصاً بالرجال، والاصطفاء الثاني: بالولاية، أو النبوة، ولا يفسر الاصطفاء الثاني بولادتها عيسى عليه السلام؛ لأن البشارة بهذا مقدمة على البشارة بالولادة، والتطهير باعتبار الاعتناء بها في تربيتها في كفالة زكريا، وصونها بموضع مرتفع مغلق عليها بحيث لا يصل إليها أحد، وتربيتها على هذه الصفة موجبة لشرفها، وحسن نشأتها.
ابن عطية: اختلفوا هل كانت نبية أو لا " انتهى.
الاحتجاج على كونها نبيَّة بكلام الملائكة لها لا يصح بدليل الحديث
الذي في " كتاب الزهد، والرقائق " من مسلم في الثلاثة: " أعمى، وأبرص، وأقرع كلمهم الملَك "، ومنهم من فرق بأن النبيّ يعلمه المَلَك بنفسه
وغير النبيّ لا يعلمه. وهو مردود بأن الثالث من المذكورين في حديث مسلم وهو الأعمى علمه المَلَك بنفسه وقال له: " إنما أردت أن أخبر حالكم، وأنا ملك أرسلني الله إليكم "، والصحيح أنها وليّة لا نبيّة وما تنبأت امرأة قط، وإنما هذا إرهاص. قال السُهيلي في كتاب " التعريف والإعلام فيما وقع مبهما من أسماء الأعلام ": إنما عينت مريم باسمها في القرآن، ولم يذكر فيه اسم امرأة فرعون، ولا امرأة نوح، ولا امرأة لوط، ولا أسماء غيرهن من الناس، ردًا على نصارى نجران؛ لأنهم كانوا يضيفونها إلى الله، ويعتقدون أنها زوجة له، وأن عيسى ابنه، وكان من عادة العرب أنهم يكنون عن الزوجات، ولا يذكرونهن بأسمائهن، ويذكرون ما بأسمائهن فذكرت مريم باسمها؛ تنبيها على أنها أمة الله؛ وردّ على النصارى في اعتقادهم ". انتهى كلامه.
فائدة التأكيد بيان أنها لما منحها اللَّه تعالى من الخير، والصلاح تستحقر نفسها، وتستعظم ذلك بالنسبة إليها، وتتعجب فنُزِلَتْ منزلةَ المُنْكِر، لذلك.