المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في بيان هدمهم لقواعد الإسلام والإيمان بعزلهم نصوص السنة والقرآن - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم - جـ ٢

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌فصلٌ في ذكرِ مذهبِ أهلِ الحديث

- ‌فصلٌ في إلزامِهم القولَ بنفي الرّسالةِ إذا انتفتْ صفة الكلام

- ‌فصلٌ في التَّفريقِ بينَ مَا يضافُ إلى الرَّبِّ تعالى(1)من الأوْصَافِ(2)والأعْيانِ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في مقالات(1)الفلاسفةِ والقَرامِطَةِ(2)فِي كلامِ الرَّبِّ جل جلاله

- ‌فصلٌ في مقالاتِ طوائفِ الاتّحاديَّةِ في كلامِ الرَّبِّ جل جلاله

- ‌فصلٌ

- ‌مسألة العذر بالجهل

- ‌فصلٌ في الرد على الجَهْمِيَّةِ المعطِّلةِ القائلينَ بأنَّه ليسَ علي العرشِ إلهٌ يُعبَد، ولا فوقَ السماء(1)إله يُصلّى لهُ ويُسْجَد(2)، وبيان فسادِ قولهمْ عقلًا ونقلًا ولغةً وفطرةً

- ‌فصلٌ في سياق هذا الدَّليلِ(1)على وجْهٍ آخرَ

- ‌فصلٌ في الإشارةِ إلي الطُرقِ النَّقليَّةِ الدَّالّة على أنَّ اللَّهَ سُبْحَانَه(1)فوق سماواته على عرشِهِ

- ‌فصلٌ فِي الإشَارة إلى ذلك من السنة

- ‌فصلٌ فيمَا يلزم مدعي التَّأويل لِتصحّ دعواه

- ‌فصلٌ في تشبيه(1)المحرِّفينَ للنصوصِ باليهودِ وإرثهم التَّحريفَ منهم، وبراءةِ أهلِ الإثباتِ مما رموهم به من هذا الشَّبه

- ‌فصلٌ في بيان تدليسهم وتَلْبِيسهم الحقَّ بالباطِل

- ‌فصلٌ في المطالبةِ بالفرقِ بينَ ما يُتأوَّلُ ومَا لا يُتأَوَّلُ

- ‌فصلٌ في ذكرِ فرق آخر لهمْ(1)وبيانِ بطلانِهِ

- ‌فصلٌ في بيان(1)مخالفةِ طريقهمْ لطريق أهلِ الاستقامةِ(2)نقلًا وعقلًا

- ‌فصلٌ في بيانِ كذبِهم ورمْيهم أهلَ الحقِّ بأنَّهم أشباهُ الخَوارجِ وبيانِ شَبَهِهمْ المحقَّق بالخوارجِ

- ‌فصلٌ فِي تلقيبهِمْ أهلَ السُّنَّةِ بالحشويةِ وبيانِ منْ أوْلَي بالوصفِ المذمومِ منْ هذا اللَّقبِ مِنَ الطَّائفتين وذكرِ أوَّلِ من لَقَّبَ بهِ أهلَ السُّنَّةِ مِن أهلِ البدعِ

- ‌فصلٌ فِي بيانِ عُدْوانِهمْ فِي تلقيبِ أهلِ القرآنِ والحديثِ بالمجَسِّمَةِ، وبيانِ أَنَّهمْ أَوْلى بكلِّ لقبٍ خبيثٍ

- ‌فصلٌ فِي بيانِ موردِ أهلِ التَّعْطيلِ وأنَّهمْ تعوَّضوا بالقَلُّوطِ(1)عن موردِ السَّلْسَبِيل

- ‌فصلٌ فِي بيانِ هدْمِهمْ لقواعدِ الإِسلامِ والإِيمانِ بعزْلهمْ نصوصَ السُّنَّةِ والقُرْآنِ

- ‌فصلٌ في إبطالِ(1)قول الملحدينَ إنَّ الاستدلالَ بكلام الله ورسولِهِ لا يفيدُ العلمَ واليقينَ

- ‌فصلٌ في تنزيهِ أهلِ الحديثِ وحَمَلَةِ(1)الشَّريعةِ عَنِ الألْقابِ القَبيحَةِ والشَّنِيعَةِ

- ‌فصلٌ في نُكْتةٍ بديعةٍ تُبَيِّنُ ميراثَ الملقِّبينَ والملقَّبينَ(1)من المشركينَ والموحّديِن

- ‌فصلٌ(1)في جوابِ الرَّبِّ تبارك وتعالى(2)يومَ القيامة إذا سألَ المعَطِّلَ والمُثْبِتَ(3)عن قولِ كلِّ واحدٍ منهما

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ في تحميلِ أهلِ الإِثْبَاتِ لِلمعطِّلِينَ شهادَةً تؤدَّى عندَ رَبِّ العَالَمينَ

- ‌فصلٌ في عهودِ المثبتينَ لِرَبِّ العالمينَ

- ‌فصلٌ في شهادةِ أهلِ الإثباتِ على أهلِ التعطيل أنَّه ليسَ في السَّماءِ إلهٌ(1)ولَا لِلَّه بيننا كلامٌ ولا في القبرِ رَسولٌ

- ‌فصلٌ فيما احتجُّوا بهِ على حياةِ الرُّسُلِ في القبورِ

- ‌فصلٌ في أحكام هذِهِ التَّراكيبِ السِّتةِ

الفصل: ‌فصل في بيان هدمهم لقواعد الإسلام والإيمان بعزلهم نصوص السنة والقرآن

2384 -

وَتَراهُ يَسْقِي النَّاسَ فَضْلَةَ كأسِهِ

وَخِتَامُهَا مِسْكٌ عَلَى رَيْحَانِ

2385 -

لَعَذَرتَهُ إن بَالَ فِي القَلُّوطِ لَمْ

يَشْرَبْ بِهِ مَعَ جُمْلَةِ العُمْيَانِ

2386 -

يَا وَارِدَ القَلُّوطِ لَا تَكْسَلْ فَرَأ

سُ الماءِ فَاقْصِدْهُ قَريبٌ دَانِ

2387 -

هُوَ مَنْهَلٌ سَهْلٌ قَرِيبٌ وَاسِعٌ

كَافٍ إذَا نَزَلَتْ بِهِ الثَّقَلَانِ

2388 -

واللهِ لَيْسَ بأصْعَبِ الْوِرْدَيْنِ بَلْ

هُوَ أسْهَلُ الوِرْدَينِ لِلظَّمْآنِ

* * *

‌فصلٌ فِي بيانِ هدْمِهمْ لقواعدِ الإِسلامِ والإِيمانِ بعزْلهمْ نصوصَ السُّنَّةِ والقُرْآنِ

2389 -

يَا قَوْمُ باللهِ انْظُرُوا وَتَفَكَّرُوا

فِي هَذِهِ الأخْبَارِ والقُرْآنِ

2390 -

مِثْلَ التَّدَبُّرِ والتَّفَكُّرِ لِلَّذِي

قَدْ قَالَهُ ذُو الرَّأْيِ والْحُسْبانِ

2391 -

فَأَقَلُّ شَيءٍ أَنْ يَكونَا عِنْدكُمْ

حَدًّا سَوَاءً يا أولِي العُدْوَانِ

2392 -

واللهِ مَا اسْتَويَا لَدَى زُعَمَائِكُمْ

فِي العِلْم والتَّحْقِيق والعِرْفَانِ

2368 - هذا البيت ساقط من ب.

2387 -

والمعنى: أن منهل الكتاب والسنة واسع يكفي الثقلين جميعًا ويغنيهما عن كل منهل، وهو سهل قريب لمن أراده بخلاف غيره من المناهل.

2389 -

طه: (والله).

2390 -

يخاطب الناظم أهل التأويل وينصحهم بأن يتدبروا أخبار الكتاب والسنة ويتفكروا في معانيها وما دلت عليه مثل تدبرهم وتفكيرهم في كلام مشايخهم وعقلائهم وأهل الرأي فيهم.

2391 -

يعني أقوال الشيوخ وأدلة الكتاب والسنة.

2392 -

كالرازي وأضرابه وسيأتي النقل عنهم.

ص: 582

2393 -

عَزَلُوهُمَا بَلْ صَرَّحُوا بالعَزْلِ عَنْ

نَيلِ الْيَقينِ ورُتْبةِ البُرْهَانِ

2394 -

قَالُوا وَيلكَ أدِلّةٌ لفظِيَّةٌ

لَسْنَا نُحَكِّمُهَا عَلَى الإِيقَانِ

2395 -

مَا أُنْزِلَتْ لِيُنَالَ مِنْهَا الْعِلْمُ بالْـ

إثْبَاتِ لِلأوْصَافِ للرَّحْمنِ

2396 -

بَلْ بِالعُقُولِ يُنَالُ ذَاكَ وَهَذِهِ

عَنْهُ بِمَعْزِلِ غَيْرِ ذِي سُلْطانِ

2397 -

فَبِجُهْدِنَا تأوِيلُها والدَّفعُ فِي

أَكْتافِهَا دَفْعًا كذِي الصَّوَلَانِ

2398 -

كَكَبِيرِ قَوْمٍ جَاءَ يَشْهَدُ عِنْدَ ذِي

حُكْمٍ يُرِيدُ دفاعَهُ بِلَيَانِ

2399 -

فَيَقُولُ قَدْرُكَ فَوْقَ ذَا وَشَهَادَةٌ

لِسِوَاكَ تَصْلُحُ فاذْهَبَنْ بأمَانِ

2400 -

وَبِوُدِّهِ لَوْ كَانَ شَيءٌ غَيرُ ذَا

لَكِنْ مَخَافَةَ صَاحِبِ السُّلْطَانِ

2401 -

فَلَقَدْ أَتَانَا عَنْ كَبِيرٍ فِيهِمُ

وَهُوَ الحَقِيرُ مقَالةُ الكُفْرَانِ

2402 -

لَوْ كَانَ يُمْكِنُنِي وَلَيسَ بِمُمْكِنٍ

لَحَكَكْتُ مِنْ ذَا المُصْحَفِ العُثْمَانِي

2394 - انظر ما سبق فِي الأبيات (496، 2066، 2087) وغيرها.

2396 -

طه: (السلطان).

2397 -

كذا فِي الأصل. وفي غيره: "أكنافها"، وهي جمع كنَف، أي الجانب.

- ما عدا الأصلين: "لذي الصوَلان" والصوَلان: مصدر صال على قِرنه: سطا واستطال. القاموس ص 1323.

2398 -

"بلَيان": كذا ضبط بفتح اللام فِي ف. وهو مصدر لان كاللِّين، ويجوز ضبطه بكسر اللام بمعنى الملاينة، (ص).

2400 -

شبَّه الناظم هنا أهل الكلام الذين ردُّوا نصوص الوحي بمن رد شهادة العدل الثقة الكبير فِي قومه ولكن بأسلوب ليِّن ولطيف، وذلك بأن ذكر له أن قدره عالٍ عنده، ولكن الشهادة من غيرِه أولى وبودِّ هذا الذي ردَّ الشهادة أن يكون أسلوبه غير هذا اللين والملاينة والملاطفة، ولكن يخاف من بطش السلطان لأن هذا الرجل من الكبراء.

2401 -

وهو الجهم بن صفوان كما سيأتي.

ص: 583

2403 -

ذِكْرَ اسْتِواءِ الرَّبِّ فَوْقَ العْرشِ لَـ

ـكِنْ ذَاكَ مُمْتَنِعٌ عَلَى الإنْسَانِ

2404 -

واللهِ لوْلَا هَيْبَةُ الإسْلَامِ والـ

ـقُرْآنِ والأُمَراءِ والسُّلْطَانِ

2405 -

لأتوْا بِكُلِّ مُصِيبةٍ ولَدَكْدَكُوا الْـ

إسْلَامَ فَوقَ قَواعِدِ الأَرْكَانِ

2406 -

فَلَقَدْ رَأَيْتُمْ مَا جَرى لِأَئِمَّةِ الْـ

إسْلَامِ مِنْ مِحَنٍ عَلَى الأَزْمَانِ

2403 - هذه القصة أخرجها البخاري فِي خلق أفعال العباد ص 26 برقم (70) فقال: حدثني أبو جعفر، ثنى يحيى بن أيوب، قال: سمعت أبا نعيم البلخي قال: "كان رجل من أهل مرو صديقًا لجهم ثم قطعه وجفاه، فقيل له: لم جفوته؟ فقال: جاء منه ما لا يحتمل، قرأت يومًا آية كذا وكذا -نسيها يحيى- فقال: ما كان أظرف محمدًا، فاحتملتها، ثم قرأ سورة طه فلما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، قال: أما والله لو وجدت سبيلًا إلى حكها لحككتها من المصحف، فاحتملتها، ثم قرأ سورة القصص، فلما انتهى إلى ذكر موسى قال: ما هذا؟ ذكر قصة في موضع فلم يتمها، ثم ذكرها هاهنا فلم يتمها؛ ثم رمى بالمصحف من حجره برجليه فوثبت عليه".

أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة (1/ 167) برقم (190). والذهبي في العلو (المختصر ص 163)، وصححها الألباني، ومحقق كتاب خلق أفعال العباد وكتاب السنَّة.

2405 -

دَكدَكَ: مبالغة دكَّ، أي هدم كما فِي قول جعفر بن جدار كاتب ابن طولون:

أقبَلَ سهمٌ من الرزايا

فخصّ أعلامَنا وعَمَّا

دَكدكَ منّا ذُرى جبالٍ

شامخةً في السماء شُمَّا

(العقد الفريد 5/ 350)، والذي نصّ عليه فِي المعاجم: تدكدكت الجبال: صارت دكّاوات. ودكّ البئر ودكدكتها: دفنها وطمّها بالتراب. انظر التاج 7: 130 (ص).

2406 -

هذا البيت ساقط من: (س).

ص: 584

2407 -

لَا سِيَّمَا لَمَّا اسْتَمَالُوا جَاهِلًا

ذَا قُدْرَةٍ فِي النَّاسِ مَعْ سُلْطَانِ

2408 -

وَسَعَوْا إِلَيهِ بِكلِّ إفْكٍ بَيِّنٍ

بَلْ قَاسَمُوه بأغلَظِ الأَيْمَانِ

2409 -

إنَّ النَّصيحَةَ قَصْدُهُمْ كَنصيحَةِ الشَّـ

ـيْطَانِ حينَ خَلَا بِهِ الأبَوَانِ

2410 -

فَيرَى عَمَائمَ ذَاتَ أذنَابٍ عَلَى

تِلْكَ القُشُورِ طَويلَةِ الأردَانِ

2411 -

وَيرَى هَيُولَى لَا تَهُولُ لِمُبْصِرٍ

وَتَهُولُ أعْمَى فِي ثِيَابِ جَبَانِ

2407 - والتاريخ يشهد بأن أهل البدع يستغلون السلاطين الجهلة بالدين ويغرّونهم كي يقعوا فِي أئمة الإسلام وأكبر مثال وأوضحه - وأظن أن الناظم يعرض به - ما فعله المعتزلة حينما أغروا المأمون ومن بعده من خلفاء بني العباس لكي يؤذوا الإمام أحمد ومن معه من علماء أهل السنة لكي يقولوا بقولهم الباطل خلق القرآن، وكذلك ما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية فيه أكبر شاهد على ما أشار إليه الناظم، فقد أوذي وسجن بسبب إنكاره على أهل البدع وصدعه بالحق والسنة وإظهارها، واستعان أهل البدع في عصره بالسلاطين الجهلة الذين أصغوا إليهم، فحدث ما حدث، والله المستعان وعليه التكلان.

2409 -

يشير الناظم إلى ما قص الله علينا من إقسام إبليس اللعين لآدم وحواء إنه يريد لهما النصح وهو كاذب فِي قسمه، فقال تعالى:{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)} [الأعراف: 21].

2410 -

في الأصلين: "الشعور"، ولعل الصواب ما أثبتنا من غيرهما. والقشور: جمع قِشْر: وهو الثوب الذي يلبس، وكل ملبوس قِشْر قال ابن الأثير:"وفي حديث قيْلة: "فكنت إذا رأيت رجلًا ذا رواء وذا قِشر" القِشْر: اللباس". انظر: اللسان (5/ 93)، النهاية في غريب الحديث (4/ 64).

الأردان: جمع رُدْن وهو أصل الكُمِّ، ويقال: هو الكم وما يليه، القاموس ص 1548، اللسان (13/ 177).

2411 -

الهَيُولى: لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة، وفي اصطلاح أهل الفلسفة: شيء قابل للصورة مطلقًا من غير تخصيص بصورة معينة، وهو محل للصورتين الجسمية والنوعية. انظر: التعريفات للجرجاني ص 321، التوقيف =

ص: 585

2412 -

فَإذَا أصَاخَ بِسَمْعِهِ مَلَؤُوه مِنْ

كَذِبٍ وَتَلْبيسٍ وَمِنْ بُهْتَانِ

2413 -

فَيَرى وَيَسْمعُ لَبْسَهم ولِباسَهم

يَا مِحْنَةَ الْعيْنَيْنِ والأذُنَانِ

2414 -

فَتَحُوا جِرَابَ الجَهْل مَعْ كَذِب فَخُذْ

وَاحْمِلْ بِلَا كَيلٍ وَلَا مِيزَانِ

2415 -

وَأَتَوا إِلَى قَلْبِ المُطَاعِ فَفَتَّشُوا

عَمَّا هُنَاكَ لِيَدُخُلُوا بأمَانِ

2416 -

فَإذَا بَدَا غَرَضٌ لَهُم دَخَلُوا بِهِ

مِنْهُ إِلَيْهِ كَحِيلَةِ الشَّيْطَانِ

2417 -

فَإذَا رَأوْهُ هَشَّ نَحْوَ حَدِيثِهمْ

ظَفِروا وَقَالُوا وَيحَ آلِ فُلَانِ

= على مهمات التعاريف ص 745، كشاف اصطلاحات الفنون (3/ 1534).

- لا تهول: أي لا تخيف وترعب.

- ب: "بمبصر" واللام في "لمبصر" زائدة أدخلها على المفعول به للضرورة، (ص).

- والمعنى: أنك إذا رأيت أجسام هؤلاء المعطلة وأشكالهم وهيئاتهم وعمائهم فلا تخف ولا يهولئك منظرهم فالمستضيء بنور الوحي يعلم ويعرف مقدارهم، وأما الجبان القليل العلم فهو الذي يهوله منظرهم.

2413 -

"لبسهم ولباسهم": كذا في الأصل وحاشية ف. أي يرى لباسهم ويسمَع تخليطهم فِي الكلام وفي غيرهما: "فَشرهم وفُشارهم" وكلاهما بمعنى، (ص).

- كذا فِي جميع النسخ: "العينين" على اللغة المشهورة، و"الأذنان" على لغة من يلزم المثنى الألف دائمًا. انظر ما سلف قريبًا فِي البيت (2599)، (ص).

2414 -

الجراب: الوعاء. القاموس: 85.

2415 -

يعني بالمطاع الأمراء والحكام.

2416 -

المعنى: أنهم إذا وجدوا فرصة مناسبة للدخول إلى قلب ذلك الحاكم المغترِّ بحديثهم دخلوا إليه ولبَّسوا عليه كفعل الشيطان حينما يحتال على بني آدم.

2417 -

هشَّ: يقال: هَشِشْتُ بفلان -بالكسر- أهَشُّ هشاشةً، إذا خففت إليه وارتحت له. الصحاح ص 1028.

- أي ويح ذلك المُتَّبع للكتاب والسنة، المراد أن أهل الباطل يبغضون ذلك السني إلى ذلك الحاكم المنخدع بكلامهم ويشعرونه أنه يعوق السلطان عن مراداته ومحبوباته وأنه عدو له.

ص: 586

2418 -

هُوَ فِي الطَّرِيقِ يَعُوقُ موْلَانَا عن الـ

ـقْصودِ وَهْوَ عَدُوُّ هَذَا الشَّانِ

2419 -

فَإذَا هُمُ غَرَسُوا العَدَاوَةَ واظَبُوا

سَقْيَ الغِرَاسِ كَفِعْلِ ذِي البُسْتَانِ

2420 -

حَتَّى إذَا مَا أثْمَرَتْ وَدَنَا لَهُمْ

وَقْتُ الجِدَادِ وَصَارَ ذَا إمكَانِ

2421 -

رَكِبُوا عَلَى جُرْدٍ لَهُمْ وَحَمِيَّةٍ

وَاسْتَنْجَدُوا بِعَسَاكِرِ الشَّيْطَانِ

2422 -

فَهُنَالِكَ ابْتُلِيَتْ جُنُودُ اللهِ مِنْ

جُنْدِ اللَّعِينِ بِسَائِرِ الألْوَانِ

2423 -

ضَرْبًا وَحبْسًا ثُمَّ تَكْفِيرًا وَتَبْـ

ـدِيعًا وَشْتَمًا ظاهِرَ البُهْتَانِ

2424 -

فَلَقَدْ رَأَيْنَا مِنْ فَرِيقٍ مِنْهُمُ

أمْرًا تُهَدُّ لَهُ قُوَى الإيمَانِ

2425 -

مِنْ سَبِّهمْ أَهْلَ الحَدِيثِ وَذَنْبُهُمْ

أَخْذُ الحَدِيثِ وَترْكُ قَوْلِ فُلَانِ

2426 -

يَا أمَّةً غَضِبَ الإلهُ عَلْيهِمُ

ألِأَجْلِ هَذَا تَشْتُمُوا بهَوَانِ؟

2427 -

تبًّا لَكُمْ إذْ تَشْتُمُونَ زَوَامِلَ الْـ

إسْلَامِ حِزْبَ اللهِ والقُرْآنِ

2418 - "مولانا": يعني الحاكم.

2420 -

الجِداد: صِرام النخل أي قطع ثمره. وفي ب، ط: الجذاذ، ولعله تصحيف (ص).

2421 -

جُرْد: جمع أجرد، وهو الفرس السبّاق، ويقال: فرس أجرد قصير الشعر رقيقه وهو مدح، القاموس ص 347، الصحاح ص 455.

2423 -

ب: "حزبًا وجيشًا" تصحيف.

2424 -

ف: (ولقد).

- ولعل الناظم في هذه الأبيات يشير إلى ما وقع له من فتن وابتلاءات وكذلك ما وقع لشيخه شيخ الإسلام من الحبس والاعتقال.

2425 -

ح، ط:"دينهم أخذ"، تصحيف.

- في ف: "رأي". وكذا في متن الأصل، ولكن في حاشيته:"قول" مع علامة صح.

2426 -

حذف النون من "تشتمون" للضرورة، (ص).

2427 -

الزوامل: جمع زاملة؛ وهي بعيرٌ يستظهر به الرجل، يحمل متاعه وطعامه عليه، الصحاح ص 1718، شبّه العلماء بالزوامل لأنهم حملة الدين.

ص: 587

2428 -

وَسَبَبتُمُوهُمْ ثُمَّ لَسْتُمْ كُفْأَهُمْ

فَرَأَوْا مَسَبَّتَكُمْ مِنَ النُّقْصَانِ

2429 -

هَذَا وَهُمْ قَبِلُوا وَصِيَّةَ رَبِّهِمْ

فِي تَرْكِهِمْ لِمَسَبَّةِ الأوْثَانِ

2430 -

حَذَرَ المقَابَلَةِ القَبِيحَةِ مِنْهُمُ

بِمَسَبَّةِ القُرْآنِ والرَّحْمنِ

2431 -

وَكَذَاكَ أَصْحَابُ الحَديثِ فإنَّهُمْ

ضُربَتْ لَهُمْ وَلَكُمْ بِذَا مَثَلانِ

2432 -

سَبُّوكُمُ جُهَّالُهُمْ فَسَبَبْتُمُ

سُنَنَ الرَّسُولِ وَعَسْكَرَ الإيمَانِ

2433 -

وَصَدَدْتُمُ سُفَهَاءَكُمْ عَنْهُمْ وَعَنْ

قَوْلِ الرَّسُولِ وَذَا مِنَ الطُّغْيَانِ

2434 -

وَدَعَوْتُمُوْهُمْ لِلَّذِي قَالَتْهُ أشْـ

ـيَاخٌ لَكُمْ بالخَرْصِ والحُسْبَانِ

2435 -

فَأبَوْا إجَابَتَكُمْ وَلَمْ يَتَحَيَّرُوا

إلَّا إِلَى الآثار والقُرْآنِ

2436 -

وإلى أولِي العِرْفَانِ مِنْ أهْل الحَدِيِـ

ـثِ خُلَاصَةِ الأكْوَانِ والإنْسَانِ

2437 -

قَوْمٌ أقَامَهُمُ الإلةُ لِحِفْظِ هَـ

ـذَا الذين مِنْ ذِي بِدْعَةٍ شَيْطَانِ

2430 - يشير الناظم إلى قوله تعالى - حينما نهى عن سب آلهة المشركين فقال: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)} [الأنعام: 108].

قال الحافظ ابن كثير فِي تفسيره (2/ 164): "يقول الله ناهيًا لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سب آلهة المشركين وإن كان فيه مصلحة إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين {وَهُوَ اللهُ لَا إلَهَ إِلَّا هُوَ} ".

2432 -

أي جهال وعوام أهل الحديث. وقوله: "سبّوكم جُهّالُهم" على لغة (أكلوني البراغيث).

2433 -

أي عن عسكر الإيمان وجند الرسول.

2434 -

أي عوام أهل الحديث.

- ف: "بالخوض والحسبان".

2436 -

كذا في الأصل وب. وفي غيرهما: (الإنسان والأكوان).

ص: 588

2438 -

وَأَقَامَهُمْ حَرَسًا مِنَ التَّبْدِيلِ والتَّـ

ـحْرِيفِ والتَّتْمِيمِ والنُّقْصَانِ

2439 -

يَزَكٌ عَلَى الإسْلَامِ بَلْ حِصْنٌ لَهُ

يَأوِي إِلَيْهِ عَسَاكِرُ الفُرْقَانِ

2440 -

فَهُمُ المِحَكُّ فمَنْ يُرَى مُتَنَقِّصًا

لَهُمُ فَزِنْدِيقٌ خَبِيثٌ جانِ

2441 -

إِنْ تَتَّهِمْهُ فقَبلَكَ السَّلَفُ الأُلَى

كَانُوا عَلَى الإيمَانِ والإحْسَانِ

2442 -

أيضًا قَد اتَّهَمُوا الخَبيثَ عَلَى الهُدَى

وَالعِلْمِ والإيمانِ والقُرْآنِ

2443 -

وَهُوَ الحَقِيقُ بِذَاكَ إذْ عَادَى رُوَا

ةَ الدّينِ وَهْيَ عَدَاوةُ الدَّيَّانِ

2438 - والمعنى: أن الله أقام علماء السنة لحفظ هذا الدين من تبديل أهل التأويل وتحريفهم لمعاني النصوص أو ما يزيدونه من بدع في الدين لأنهم بابتداعهم كأنَّ الدين لم يتمه الله فيريدون إتمامه، وكذلك يحفظونه من أن ينقص من شرع الله شيء أو يجحد بل يعلمون الناس كل ما أنزل الله عز وجل من غير زيادة ولا نقصان.

2439 -

يزك: حَرَس، وقد تقدم تفسيرها. انظر البيت رقم (2293).

2440 -

تقدم تفسير "الزنديق". انظر البيت رقم (386).

- لأن الذي يتنقص أئمة الإسلام وعلماءه ويطعن فيهم فهو يطعن في الدين الذي يحملونه.

ولذلك صدق أبو حاتم حينما قال: "وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل الأثر حشوية يريدون بذلك إبطال الآثار" عقيدة السلف للصابوني ص 304. لأنهم ما طعنوا فيهم إلا لأجل أن يطعنوا في الدين، ولا يفعل هذا إلا رجل يحقد على الإسلام وأهله وهذه صفة الزنادقة.

- ما عدا الأصلين: "خبيثُ جَنانِ".

2441 -

يعني المعطل الذي يتنقص أهل العلم والسنة إن تتهمه بالزندقة فقد اتهمه السلف قبلك، فلك فيهم أسوة.

2442 -

كذا في الأصل. وفي ف: "والعلم والآثار والإيمان"، وفي غيرهما:"العلم والآثار والقرآن".

ص: 589

2444 -

فَإذَا ذَكَرْتَ النَّاصِحِينَ لِربِّهِمْ

وَكِتَابِهِ وَرسُولهِ بِلسَانِ

2445 -

فاغْسِلْهُ ويْلَكَ مِنْ دَمِ التَّعْطِيلِ والتَّـ

ـكذِيبِ والكُفرانِ والبُهتَانِ

2446 -

أَتسُبُّهُمْ عَدْوًا وَلَسْتَ بِكُفْئِهِمْ

فاللهُ يَفْدِي حِزْبَهُ بالجَانِي

2447 -

قَوْمٌ هُمُ باللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ

أَوْلَى وأقْرَبُ مِنْكَ للإِيمَانِ

2448 -

شَتَّانَ بَيْنَ التَّارِكِينَ نُصُوصَهُ

حَقًّا لأَجْلِ زُبالَةِ الأذْهَانِ

2449 -

والتَّارِكِينَ لأجْلِهَا آرَاء مَنْ

آرَاؤهُمْ ضَرْبٌ مِنَ البُهتانِ

2450 -

لَمَّا فَسَا الشَّيطَانُ فِي آذَانِهِمْ

ثَقُلَتْ رؤوسُهُمُ عن القُرْآنِ

2451 -

فَلِذَاكَ نَامُوا عَنْهُ حَتَّى أصبَحُوا

يتلَاعبُونَ تَلَاعُبَ الصِّبْيَانِ

2452 -

والرَّكْبُ قَدْ وَصَلَ العُلَى وتَيمَّمُوا

مِنْ أَرْضِ طَيبَةَ مَطْلِعَ الإيمَانِ

2453 -

وَأَتَوْا إلى رَوْضَاتِهَا وَتَيَمَّمُوا

مِنْ أرْضِ مَكَّةَ مَطْلِعَ القُرْآنِ

2454 -

قَوْمٌ إذَا مَا ناجذا نصٍّ بَدَا

طَارُوا لَهُ بالجَمْعِ والوُحْدَانِ

2444 - والخطاب موجَّه من الناظم إلى المعطل الجهمي الذي يتنقص أهل الحديث والمتمسكين بالكتاب والسنة.

2445 -

أي اغسل لسانك فيما ولغ فيه من دم التعطيل والتكذيب

إلخ.

2446 -

دعاء من الناظم على من اعتدى على أهل السنة بأن يكون فداءً لهم.

2449 -

كذا في الأصلين. وفي غيرهما: "الهذيان".

2450 -

فِي ب: "لوّوا رؤوسهم".

2452 -

د، ح، ط:(وصلو)(1).

د: (من أرض مكة مطلع القرآن) وهو شطر البيت الذي يليه.

2453 -

هذا البيت ساقط من: (د).

2454 -

النواجذ: أقصى الأضراس، وقيل: هي الأضراس كلها، يقال:"ضحك حتى بدت نواجذه" إذا استغرق فيه. وعضّ على الشيء بناجذه: تمسك به وحرص عليه. اللسان 3/ 513 - 514.

- كذا في جميع النسخ وفي ط: "ناجذُ النص"، ولعله إصلاح للبيت لأن =

ص: 590

2455 -

وَإذَا بَدَا عَلَمُ الهُدَى اسْتَبَقُوا لَهُ

كَتَسَابُقِ الفُرْسَانِ يَوْمَ رِهَانِ

2456 -

وإذَا هُمُ سَمِعُوا بِمُبْتَدِعٍ هَذَى

صَاحُوا بِهِ طُرًّا بِكلِّ مَكَانِ

2457 -

وَرِثُوا رَسُولَ اللهِ لَكِنْ غَيْرُهُمْ

قَدْ رَاحَ بالنُّقْصَانِ والحِرْمَانِ

2458 -

وإذَا اسْتَهانَ سواهُمُ بالنصِّ لَمْ

يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا مِنَ الخُسْرَانِ

2459 -

عَضُّوا عَلَيْهِ بالنَّوَاجِذِ رَغْبَةً

فِيهِ وَلَيْسَ لَدَيْهِمُ بمُهَانِ

2460 -

لَيْسُوا كَمَنْ نَبَذَ الكِتَابَ حَقِيقَةً

وَتَلاهُ قَصْدَ تَبَرُّكٍ وفُلانِ

2461 -

عَزَلُوهُ في المعْنَى وَوَلَّوا غَيْرَه

كَأبِي الرَّبِيعِ خَليفةِ السُّلْطَانِ

= الفعل "بدا" مفرد، والضمير الفاعل راجع إلى الناجذين فالأصل أن يقول:"بَدَوَا" ولكن ذلك يفسد الوزن، ولعل الناظم أعاد الضمير على المضاف إليه. (ص). والبيت ناظر إلى قول الحماسي:

قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم

طاروا إليه زرافاتٍ ووُحدانا

- والناظم في هذا البيت والذي يليه يريد أن يبين شدة تمسك أهل السنة بالنصوص لكي يعملوا بها بخلاف غيرهم وكذلك يريد أن يبين سرعة استجابتهم وتعظيمهم لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم.

2455 -

الرهان: المسابقة على الخيل. القاموس ص 1551.

2460 -

في ح، ط:"وتلاوة قصدًا بترك فلان" وهو تحريف. والمعنى: أن أهل الحق عملوا بنصوص الكتاب ولم يقرؤوها لمجرّد التبرك والتلاوة من غير فهم لمعانيها ولا عمل بمقتضاها كما فعل ذلك أهل البدع من أهل التأويل الباطل. وانظر الصواعق (2/ 672).

2461 -

"عزلوه": يعني النص من الكتاب أو السنة.

أشار في طرّة الأصل إلى أنّ في نسخة: "كخليفة في هذه الأزمان". وأبو الربيع هو: سليمان بن الحاكم بأمر الله الملقب بالمستكفي بالله العباسي، خُطِبَ له على المنابر في البلاد الشامية والمصرية بعد وفاة أبيه سنة 701 هـ. وكان فاضلًا، جوادًا حسن الخط جدًّا، اشتغل بالعلم قليلًا، ثم إنه فوَّض ما يتعلق به من الحل والعقد إلى السلطان الناصر، وكانت بينه وبين السلطان محبة عظيمة ثم ساءت العلاقات بينهما، ووقع خلاف شديد؛ فأمر =

ص: 591

2462 -

ذَكَرُوهُ فَوْقَ مَنَابِرٍ وَبِسِكِّةٍ

رَقَمُوا اسْمَهُ فِي ظَاهِرِ الأثْمَانِ

2463 -

والأمْرُ والنَّهْيُ المُطَاعُ لِغَيْرهِ

ولِمهْتَدٍ ضُرِبَتْ بِذَا مَثَلانِ

2464 -

يَا لَلْعُقُولِ أَيَسْتَوي مَنْ قَالَ بالـ

ـقُرْآنِ والآثارِ والبُرْهَانِ

2465 -

ومُخَالِفٌ هَذَا وَفِطْرَةَ رَبهِ

اللَّهُ أكْبَرُ كَيْفَ يَسْتَويَانِ

2466 -

بَلْ فِطْرَةُ اللهِ الَّتِي فُطِروا عَلَى

مَضْمونِها وَالعَقْلُ مَقْبُولَانِ

2467 -

والوَحْيُ جَاءَ مُصَدِّقًا لَهُمَا فَلَا

تُلْقِ العَداوَةَ مَا هُمَا حَرْبَانِ

2468 -

سِلْمانِ عِنْدَ مُوفَّقِ ومُصَدِّقٍ

واللهُ يَشْهَدُ إنْهُمَا سِلْمَانِ

2469 -

فإذَا تَعَارَضَ نَصُّ لَفْظٍ وَارِدٍ

والعَقْلُ حَتَّى لَيْسَ يَلْتَقِيَانِ

2470 -

فَالعَقْلُ إمَّا فَاسِدٌ وَيَظُنُّهُ الرَّ

ائِي صَحِيحًا وَهْو ذُو بُطْلَانِ

2471 -

أَوْ أنَّ ذَاكَ النصَّ لَيْسَ بثَابتٍ

مَا قَالَهُ المعْصُومُ بالبُرْهَانِ

2472 -

وَنُصُوصُهُ لَيْسَتْ يُعَارِضُ بَعْضُهَا

بَعْضًا فَسَلْ عَنْهَا عَلِيمَ زَمَانِ

= الملك الناصر باعتقاله في البرج، ومنعه من الاجتماع بالناس، ثم نفاه إلى "قوص" هو وأهله وأولاده، واستمرّ بها إلى أن توفي بها سنة أربعين وسبعمائة، وكان بطول مدته يخطب له على المنابر حتى زمن حبسه. البداية والنهاية (14/ 198)، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 484، الدرر الكامنة لابن حجر (2/ 141 - 144).

2463 -

ف: (المثلان)، وكذا "ضربت" في جميع النسخ، فيه تأنيث المذكر للضرورة، وقد سلف مرارًا. انظر البيت (228)، (ص).

2465 -

"هذا": يعني القرآن والآثار.

2467 -

في الأصل: "حزبان" بالزاي، وهو تصحيف، يؤكد ذلك قوله "سلمان" في البيت التالي، (ص).

2468 -

أصله: "إنَّهما"، وقد خففت نون إنّ. وفي ف:"إنّها".

2469 -

د، ح، س:(لفظ نص).

2471 -

ظ: (بالقرآن)، وأشار في الحاشية إلى ما ورد هنا.

2472 -

كذا في الأصلين، وفي غيرهما:"تعارض".

ص: 592

2473 -

وإذَا ظَنَنْتَ تَعَارُضًا فِيهَا فَذَا

مِن آفةِ الأفْهَامِ وَالأذْهَانِ

2474 -

أو أنْ يَكُونَ البَعْضُ لَيْسَ بثَابِتٍ

مَا قَالَهُ المبْعُوثُ بالقُرْآنِ

2475 -

لَكِنَ قَوْلَ مُحَمَّدٍ والجَهْمِ في

قَلْبِ الموحِّدِ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ

2476 -

إلَّا وَيَطْرُدُ كُلُّ قَوْلٍ ضِدَّهُ

فإذَا هُمَا اجْتَمَعَا فمُقْتَتِلَانِ

2477 -

والنَّاسُ بَعْدُ عَلَى ثَلَاثٍ حِزْبُه

أَوْ حَرْبُه أَوْ فارغٌ مُتَوَانِ

2478 -

فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَيْنَ تَجْعَلُهَا فَلا

واللهِ لسْتَ برَابعِ الأعْيَانِ

2474 - أشار الناظم هنا إلى قضية مهمة، وهي أنه إذا رأى أحد تعارضًا بين النصوص الشرعية وبين العقل فلا يخلو الأمر من أحد شيئين:

إما أن يكون العقل فاسدًا، كما هو الحال في عقول المتكلمة الذين أدخلوا عقولهم فيما لا يستطيع العقل إدراكه من أمور الغيب؛ أو أن يكون ذلك النص المعارض للعقل غير ثابت ومكذوبًا على النبي صلى الله عليه وسلم. قال الناظم في الصواعق (3/ 830):"فلم يجئ في القرآن ولا في السنة حرف واحد يخالف العقل في هذا الباب، وما جاء من ذلك فهو مكذوب ومفترى كحديث: "إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق خيلًا فأجراها فعرقت فخلق نفسه من ذلك العرق ..... إلخ".

الحديث المشار إليه موضوع. انظر: اللآلئ المصنوعة (1/ 3)، ميزان الاعتدال (5/ 25). وانظر تقرير هذا المعنى في: درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام (1/ 146 - 149) وما بعدها.

2475 -

يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم وقول الجهم. وسبقت ترجمة الجهم تحت البيت (45).

2476 -

ف: (فيقتتلان).

2477 -

"حِزبُه" وما بعدها كذا ضبط في ف بالرفع، ويجوز بالجرِّ (ص).

2478 -

بعد أن قرر الناظم أن قول أهل الحق المتمسكين بالآثار وقول أهل التأويل الباطل لا يجتمعان، قال: إن اجتمعا حصل بينهما الحرب والقتال، فالناس بعد ذلك على ثلاثة أقسام: فمنهم من هو حزب الحق وجنده، فهو يقاتل تحت رايته ويذب عنه أعداءه، ومنهم من هو حرب عليه يقاتل في صفوف خصومه، ومنهم من هو فارغ اللب من هذه الحرب لا يكترث لها ولا ينتصر لأحد من الفريقين المتحاربين لتوانيه عن تحصيل ما ينجيه. انظر: شرح الهراس (1/ 390).

ص: 593