المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في أحكام هذه التراكيب الستة - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم - جـ ٢

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌فصلٌ في ذكرِ مذهبِ أهلِ الحديث

- ‌فصلٌ في إلزامِهم القولَ بنفي الرّسالةِ إذا انتفتْ صفة الكلام

- ‌فصلٌ في التَّفريقِ بينَ مَا يضافُ إلى الرَّبِّ تعالى(1)من الأوْصَافِ(2)والأعْيانِ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في مقالات(1)الفلاسفةِ والقَرامِطَةِ(2)فِي كلامِ الرَّبِّ جل جلاله

- ‌فصلٌ في مقالاتِ طوائفِ الاتّحاديَّةِ في كلامِ الرَّبِّ جل جلاله

- ‌فصلٌ

- ‌مسألة العذر بالجهل

- ‌فصلٌ في الرد على الجَهْمِيَّةِ المعطِّلةِ القائلينَ بأنَّه ليسَ علي العرشِ إلهٌ يُعبَد، ولا فوقَ السماء(1)إله يُصلّى لهُ ويُسْجَد(2)، وبيان فسادِ قولهمْ عقلًا ونقلًا ولغةً وفطرةً

- ‌فصلٌ في سياق هذا الدَّليلِ(1)على وجْهٍ آخرَ

- ‌فصلٌ في الإشارةِ إلي الطُرقِ النَّقليَّةِ الدَّالّة على أنَّ اللَّهَ سُبْحَانَه(1)فوق سماواته على عرشِهِ

- ‌فصلٌ فِي الإشَارة إلى ذلك من السنة

- ‌فصلٌ فيمَا يلزم مدعي التَّأويل لِتصحّ دعواه

- ‌فصلٌ في تشبيه(1)المحرِّفينَ للنصوصِ باليهودِ وإرثهم التَّحريفَ منهم، وبراءةِ أهلِ الإثباتِ مما رموهم به من هذا الشَّبه

- ‌فصلٌ في بيان تدليسهم وتَلْبِيسهم الحقَّ بالباطِل

- ‌فصلٌ في المطالبةِ بالفرقِ بينَ ما يُتأوَّلُ ومَا لا يُتأَوَّلُ

- ‌فصلٌ في ذكرِ فرق آخر لهمْ(1)وبيانِ بطلانِهِ

- ‌فصلٌ في بيان(1)مخالفةِ طريقهمْ لطريق أهلِ الاستقامةِ(2)نقلًا وعقلًا

- ‌فصلٌ في بيانِ كذبِهم ورمْيهم أهلَ الحقِّ بأنَّهم أشباهُ الخَوارجِ وبيانِ شَبَهِهمْ المحقَّق بالخوارجِ

- ‌فصلٌ فِي تلقيبهِمْ أهلَ السُّنَّةِ بالحشويةِ وبيانِ منْ أوْلَي بالوصفِ المذمومِ منْ هذا اللَّقبِ مِنَ الطَّائفتين وذكرِ أوَّلِ من لَقَّبَ بهِ أهلَ السُّنَّةِ مِن أهلِ البدعِ

- ‌فصلٌ فِي بيانِ عُدْوانِهمْ فِي تلقيبِ أهلِ القرآنِ والحديثِ بالمجَسِّمَةِ، وبيانِ أَنَّهمْ أَوْلى بكلِّ لقبٍ خبيثٍ

- ‌فصلٌ فِي بيانِ موردِ أهلِ التَّعْطيلِ وأنَّهمْ تعوَّضوا بالقَلُّوطِ(1)عن موردِ السَّلْسَبِيل

- ‌فصلٌ فِي بيانِ هدْمِهمْ لقواعدِ الإِسلامِ والإِيمانِ بعزْلهمْ نصوصَ السُّنَّةِ والقُرْآنِ

- ‌فصلٌ في إبطالِ(1)قول الملحدينَ إنَّ الاستدلالَ بكلام الله ورسولِهِ لا يفيدُ العلمَ واليقينَ

- ‌فصلٌ في تنزيهِ أهلِ الحديثِ وحَمَلَةِ(1)الشَّريعةِ عَنِ الألْقابِ القَبيحَةِ والشَّنِيعَةِ

- ‌فصلٌ في نُكْتةٍ بديعةٍ تُبَيِّنُ ميراثَ الملقِّبينَ والملقَّبينَ(1)من المشركينَ والموحّديِن

- ‌فصلٌ(1)في جوابِ الرَّبِّ تبارك وتعالى(2)يومَ القيامة إذا سألَ المعَطِّلَ والمُثْبِتَ(3)عن قولِ كلِّ واحدٍ منهما

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ في تحميلِ أهلِ الإِثْبَاتِ لِلمعطِّلِينَ شهادَةً تؤدَّى عندَ رَبِّ العَالَمينَ

- ‌فصلٌ في عهودِ المثبتينَ لِرَبِّ العالمينَ

- ‌فصلٌ في شهادةِ أهلِ الإثباتِ على أهلِ التعطيل أنَّه ليسَ في السَّماءِ إلهٌ(1)ولَا لِلَّه بيننا كلامٌ ولا في القبرِ رَسولٌ

- ‌فصلٌ فيما احتجُّوا بهِ على حياةِ الرُّسُلِ في القبورِ

- ‌فصلٌ في أحكام هذِهِ التَّراكيبِ السِّتةِ

الفصل: ‌فصل في أحكام هذه التراكيب الستة

3042 -

قالَ الصَّوَابُ الوَقْفُ فِي ذَا كُلِّهِ

والشَّكُ فِيهِ ظَاهِرُ التِّبْيانِ

3043 -

هَذَا قُصَارَى بَحْثِهِ وَعُلُومِهِ

أنْ شَكَّ فِي اللهِ العَظِيمِ الشَّانِ

* * *

‌فصلٌ في أحكام هذِهِ التَّراكيبِ السِّتةِ

3044 -

فَالأوَّلَانِ حَقِيقَةُ التَّرْكِيبِ لَا

تَعْدُوهُمَا فِي اللَّفْظِ والأذْهَانِ

= والناظم هنا يشير إلى سيف الدين الآمدي وهو: أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم الثعلبي، ولد بآمد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وتعلّم في بغداد والشام، وانتقل إلى القاهرة فدرس فيها واشتهر، ولكنه رمي بفساد الاعتقاد لتوغله في الفلسفة، فخرج مستخفيًا إلى حماة، ثم دمشق، فتوفي بها سنة إحدى وثلاثين وستمائة. وكان يغلب عليه الحيرة والوقف حتى في المسائل الكبار، من مصنفاته:(الإحكام في أصول الأحكام)، (منتهى السول)، (أبكار الأفكار)، (غاية المرام)، وغيرها. السير 22/ 364، البداية والنهاية 13/ 151، الأعلام 4/ 332.

- ف، س، ح:(آخَرٌ).

3042 -

نص على ذلك في أبكار الأفكار حيث قال (ج 1 ق 51): "المسألة الثانية من النوع الأول وهي أن وجود واجب الوجود هل نفس ذاته، أو هو زائد على ذاته؟ " -ثم ذكر القولين في ذلك- ثم قال: "فهذه عمدة الفريقين، وإن كانت حجة المذهب الأول -وهم القائلون أن الوجود نفس الماهية- أشبه، وعسى أن يكون عند غيري تحقيق أحد الطرفين".

وقال في موضع آخر من نفس الكتاب (ج 1 ق 158): "فقد بيّنا أن الحجج في أن صفة الوجود هل هو زائد على ذات الله تعالى متعارضة متنافية من غير ترجيح، وذلك مما يتعذر معه الجزم بكونه صفة زائدة".

3044 -

أي تركيب الامتزاج، وتركيب الجوار.

ص: 681

3045 -

وَكَذَلِكَ الأَعْيَانُ أَيْضًا إنّمَا التَّـ

ـركِيبُ فِيهَا ذَانِكَ النَّوْعَانِ

3046 -

والأوْسَطَانِ هُمَا اللَّذَانِ تَنَازَعَ الـ

ـعُقَلَاءُ فِي تَرْكِيبِ ذِي الجُثْمَانِ

3047 -

وَلَهُمْ أَقَاوِيلٌ ثَلَاثٌ قَدْ حَكَيْـ

ـنَاهَا وَبيَّنَّا أَتَمَّ بَيَانِ

3048 -

وَالآخِرَانِ هُمَا اللَّذَانِ عَلَيهِمَا

دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ الَّتِي تَرَيَانِ

3049 -

أَنْتُمْ جَعَلْتُمْ وَصْفَهُ سُبْحَانَهُ

بِعُلُوِّهِ مِنْ فَوْقِ ذِي الأكْوَانِ

3050 -

وَصِفَاتِهِ العُلْيَا الَّتِي ثبتَتْ لَهُ

بِالنَّقْلِ وَالمَعْقُولِ ذِي البُرْهَانِ

3051 -

مِنْ جُمْلةِ التَّرْكِيبِ ثُمَّ نَفَيْتُمُ

مَضمُونَهُ مِنْ غَيْرِ مَا بُرْهَانِ

3052 -

فَجَعَلْتُمُ الْمِرْقَاةَ لِلتَّعْطِيلِ هَـ

ذَا الاصْطِلاحَ وذَا مِنَ الْعُدْوانِ

3053 -

لَكِنْ إِذَا قِيلَ اصطلَاحٌ حَادِثٌ

لَا حَجْرَ فِي هَذَا عَلَى إنسَانِ

3054 -

فَنَقُولُ نَفْيُكُمُ بِهَذَا الاصْطِلَا

حِ صفَاتِهِ هُوَ أَبْطَلُ البُطْلَانِ

3055 -

وَكَذَاكَ نَفْيُكُمُ بِهِ لِعُلُوِّهِ

فَوْقَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ كُلِّ مَكَانِ

3056 -

وَكَذَاكَ نَفْيُكُمُ بِهِ لِكَلَامِهِ

بِالوَحْي كالتَّورَاةِ والقُرْآنِ

3057 -

وَكَذَاكَ نَفْيُكُمُ لِرؤْيتِنَا لَهُ

يَوْمَ المَعَادِ كَمَا يُرَى الْقَمَرَانِ

3046 - الأوسطان: التركيب من الجواهر المفردة، والتركيب من الهيولى والصورة.

- د، طت، طه:"تنازعا".

3047 -

وهي: الأول: التركيب من الجواهر المفردة، كما يقوله أهل الكلام.

الثاني: التركيب من الهيولى والصورة. كما يقوله الفلاسفة.

الثالث: أن الجسم ليس مركبًا من هذا ولا من هذا. وهو الذي رجحه الناظم وبيّن أنه الحق.

3048 -

أي التركيب من الذات والصفات، والتركيب من الوجود والماهية.

3050 -

طت، طه:"بالعقل والمنقول".

3051 -

د، ح، ط:"مضمونها".

3052 -

المرقاة: بكسر الميم وفتحها: الدرجة. القاموس ص 1664.

3056 -

ظ: "والفرقان".

ص: 682

3058 -

وكَذَاكَ نَفيُكُمُ لِسَائِرِ مَا أَتَى

فِي النَّقْلِ مِنْ وَصْفٍ بِغَيْرِ مَعَانِ

3059 -

كَالوَجْهِ والْيَدِ والأصَابعِ والَّذِي

أبدًا يسُوءُكُمُ بِلَا كِتْمَانِ

3060 -

وَبِوُدِّكُمْ لَوْ لَمْ يَقُلْهُ ربُّنَا

وَرَسُولُهُ المبْعُوثُ بالبُرْهَانِ

3061 -

وَبوُدِّكُمْ واللهِ لَمَّا قَالَهُ

أنْ لَيْسَ يَدْخُلُ مَسْمَعَ الإنْسَانِ

3062 -

قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى اسْتِنَادِ الْكَوْنِ أَجْـ

ـمَعِهِ إلَى خَلَّاقِهِ الرَّحْمنِ

3063 -

مَا قَامَ قطُّ عَلَى انْتِفَاءِ صِفَاتِهِ

وَعُلُوِّهِ مِنْ فَوْقِ ذِي الأكْوَانِ

3064 -

هُوَ وَاحِدٌ فِي وَصْفِهِ وَعُلُوِّهِ

مَا لِلْوَرَى رَبٌّ سِوَاهُ ثَانِ

3065 -

فَلأَيِّ مَعْنىً تَجْحَدُونَ عُلُوهُ

وَصِفَاتِهِ بِالفَشْرِ والهَذَيَانِ

3066 -

هَذَا وَمَا المَحْذُورُ إِلَّا أَنْ يُقَا

لَ مَعَ الإلهِ لَنَا إِلهٌ ثَانِ

3067 -

أَوْ أَنْ يُعَطَّلَ عَنْ صِفَاتِ كَمَالِهِ

هَذَانِ مَحْذُورَانِ مَحْظُورَانِ

3068 -

أمَّا إِذَا مَا قِيلَ رَبٌّ وَاحِدٌ

أَوْصَافُهُ أَرْبَتْ عَلَى الحُسْبَانِ

3069 -

وَهُوَ القَديمُ فَلَمْ يَزَلْ بصِفَاتِهِ

مُتَوحِّدًا بَلْ دَائِمَ الإحْسَانِ

3070 -

فَبِأيِّ بُرْهَانٍ نَفَيْتُمْ ذَا وقُلْـ

ـتُمْ لَيْسَ هَذَا قَطُّ فِي الإمْكَانِ

3071 -

فَلئِنْ زَعَمْتُمْ أَنهُ نَقْصٌ فَذَا

بَهْتٌ فَمَا في ذا مِن النُّقصانِ

3061 - طت، ط:"قالها".

3064 -

س: "هو وحده".

3065 -

الفشر بمعنى الهذيان. وقد سبق في البيت 387.

3066 -

انظر: الصواعق المرسلة 3/ 938، والمختصر ص 110.

3068 -

أرْبَت: أي زادت. اللسان 14/ 305، والمعنى: أن صفاته عز وجل أعظم وأكثر من أن يحصيها الخلق ويحسبوها.

3069 -

قوله: "القديم" من باب الإخبار وليس اسمًا.

3070 -

أي إثبات الصفات.

3071 -

أي زعموا أن إثبات الصفات نقص في حق الخالق لأنه يستلزم التركيب.

- كذا في الأصل، وأشير إلى هذه النسخة في حاشية ف. وفي متنها: "فما=

ص: 683

3072 -

النَّقْصُ فِي أمْرَيْنِ سَلْبُ كَمَالِهِ

أَوْ شِرْكَةٌ لِلوَاحِدِ الرَّحْمنِ

3073 -

أَتكُونُ أوْصَافُ الكَمَالِ نَقِيصَةً

فِي أَيِّ عَقْلٍ ذَاكَ أَمْ قُرْآنِ؟

3074 -

إنَّ الكَمَالَ بِكَثْرَةِ الأوْصَافِ لَا

فِي سَلْبِهَا ذَا واضَحُ البُرْهَانِ

3075 -

مَا النَّقْصُ غَيْرَ السَّلْبِ قطُّ وكُلُّ نَقْـ

ـصٍ أَصلُهُ سَلْبٌ وَهَذَا وَاضِحُ التِّبْيَانِ

3076 -

فَالجَهْلُ سَلْبُ العِلْمِ وَهْوَ نَقِيصَةٌ

وَالظُّلْمُ سَلْبُ العَدْلِ والإحْسَانِ

3077 -

مُتَنَقِّصُ الرَّحْمنِ سَالِبُ وَصْفِهِ

حَقًّا تَعَالَى اللهُ عَنْ نُقْصانِ

3078 -

وَكَذَا الثَّنَاءُ عَلَيْهِ ذِكْرُ صِفَاتِهِ

وَالحَمْدُ والتَّمْجِيدُ كُلَّ أَوَانِ

3079 -

وَلِذَاكَ أَعْلَمُ خَلْقِهِ أَدْرَاهُمُ

بِصِفَاتِهِ مَنْ جَاءَ بِالْقُرْآنِ

3080 -

وَلَهُ صِفَاتٌ لَيْسَ يُحْصِيهَا سِوَا

هُ مِنْ مَلَائِكَةٍ وَلَا إِنْسَانِ

= هذا" وفي غيرهما: "فما في ذاك من نقصان" (ص).

3072 -

كذا ضبط "سلب" و"شركة" في الأصلين بالرفع، ويجوز بالجر.

- ما عدا الأصلين ود، س:"بالواحد".

3074 -

في الأصلين: "أوضح البرهان"، وكتب فوقه في ف:"صح". والمثبت من غيرهما وأشير إلى هذه النسخة في حاشية ف إشارة تدل على أنها كذا في نسخة المصنف، "ص".

3075 -

كذا في الأصلين. وفي غيرهما: "حسب"، وفي بعض النسخ جمع بين الكلمتين. وانظر في "قط" ما سبق في حاشية البيت 928 (ص).

- كذا ورد البيت في جميع النسخ الخطية والمطبوعة، وفيه ركن زائد، لم يفطن له الناظم، وقد تكررت الزيادة والنقص. انظر ما كتبنا في حاشية البيتين 578، 683 (ص).

3077 -

في طه مكان هذا الشطر عجز البيت التالي.

3078 -

ظ، د، س:"والتحميد"، تحريف.

- هذا البيت ساقط من طه.

3079 -

كذا في الأصلين وط. وفي غيرها: "وكذاك".

3080 -

س: "ومن". =

ص: 684

3081 -

وَلِذَاكَ يُثْنِي فِي القِيَامَةِ سَاجدًا

لَمَّا يَرَاهُ المُصْطَفَى بِعِيَانِ

3082 -

بثَنَاءِ حَمْدٍ لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الدُّ

نْيَا لِيُحْصِيَه مَدَى الأَزْمَانِ

= - يدل لذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أصاب أحدًا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي

" الحديث.

أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 391، والحاكم في مستدركه، كتاب الدعاء 1/ 509، وابن حبان في صحيحه (972)(الإحسان)، كتاب الرقائق، باب الأدعية. وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (199).

والشاهد من الحديث قوله: "أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، فقد دل على أن من أسمائه ما استأثر بعلمه، ومما تقرر أن أسماءه دالة على صفاته ومشتقة منها، فإذًا يكون من صفاته ما استأثر بعلمه، وبهذا تتضح دلالة الحديث للبيت. والله أعلم.

3081 -

كذا في الأصلين وح، ط. وفي غيرها:"وكذاك".

- قوله: "لما يراه": أدخل لمّا الحينيّة على المضارع، وقد سبق مثله في البيتين 442، 1201 (ص).

3082 -

إشارة إلى حديث الشفاعة الطويل وفيه: "فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي عز وجل، ثم يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحد قبلي

" الحديث.

أخرجه البخاري في التفسير، باب "ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا"، رقم (4712)، ومسلم في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم (194)، والترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في الشفاعة، رقم (2436)، وأحمد 2/ 435 - 436.

ص: 685

3083 -

وَثَنَاؤُهُ بصِفَاتِهِ لَا بِالسُّلُو

بِ كَمَا يَقولُ العَادِمُ العِرْفَانِ

3084 -

وَالعَقْلُ دَلَّ عَلَى انْتِهَاءِ الْكَوْنِ أجْـ

ـمَعِهِ إلَى رَبِّ عَظِيمِ الشَّانِ

3085 -

وثُبوتُ أَوْصَافِ الكَمَالِ لِذَاتِهِ

لَا يَقْتَضي إبطَالَ ذَا البُرْهَانِ

3086 -

وَالكَوْنُ يَشْهدُ أنَّ خَالِقَهُ تَعَا

لَى ذُو الكَمَالِ وَدَائِمُ السُّلْطَانِ

3087 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ

فَوْقَ الوُجُودِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ

3088 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ الـ

ـمَعْبُودُ لَا شَيْءٌ مِنَ الأكْوَانِ

3089 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ

ذُو حِكْمَةٍ فِي غَايَةِ الإِتْقَانِ

3090 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سبحانه

ذُو قُدْرَةٍ حَيٌّ عَلِيمٌ دَائِمُ الإحْسَانِ

3091 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ الفَعَّالُ حَقّـ

ـًا كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا فِي شَانِ

3092 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ المخْتَارُ فِي

أَفْعَالِهِ حَقًّا بِلَا نُكْرَانِ

3093 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ الحَيُّ الَّذِي

مَا لِلْمَمَاتِ عَلَيْهِ مِنْ سُلْطَانِ

3094 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ القَيُّومُ قَا

مَ بِنَفْسِهِ وَمُقِيمُ ذِي الأكْوَانِ

3095 -

وَكَذاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ ذُو رَحْمَةٍ

وإرَادَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَحَنَانِ

3096 -

وَكَذَاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ لسُبْحَانَهُ

مُتَكَلِّمٌ بِالوَحْيِ والقُرْآنِ

3097 -

وَكذاكَ يَشْهَدُ أنَّهُ سُبْحَانَهُ الْـ

ـخَلَّاقُ بَاعِثُ هَذِهِ الأبْدَانِ

3098 -

لَا تَجْعَلُوهُ شَاهِدًا بالزورِ والتَّـ

ـعْطِيلِ تِلْكَ شهَادَةُ البُطْلَانِ

3099 -

وَإذَا تأمَّلْتَ الوُجُودَ رَأيتَهُ

إنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ زُمْرَةِ العُمْيَانِ

3085 - أي أن ثبوت أوصاف الكمال له سبحانه لا يقتضي إبطال انتهاء الكون بأجمعه إليه، بل الأمر بعكس ذلك.

3090 -

كذا ورد البيت في الأصول وفيه ركن زائد، وقد أصلح في س، طع بحذف "سبحانه" وفي ح بحذف "ذو قدرة". وقد سبق آنفًا في البيت 3075 مثال آخر للزيادة، ولها وللنقص نظائر أخر في المنظومة. (ص).

3094 -

سيأتي كلام الناظم على تفصيل معنى اسم (القيوم) في البيت رقم (3353) وما بعده.

ص: 686

3100 -

بِشَهَادَةِ الإِثْبَاتِ حَقًّا قَائِمًا

لِلَّهِ لَا بِشَهَادَةِ النُّكْرَانِ

3101 -

وَكَذاكَ كُتْبُ اللهِ شَاهِدةٌ بِهِ

أيْضًا فَهَذا مُحْكَمُ القُرْآنِ

3102 -

وَكَذَاكَ رُسْلُ اللهِ شَاهِدَةٌ بِهِ

أيْضًا فَسَلْ عَنْهُمْ عَلِيمَ زَمانِ

3103 -

وَكَذَلِكَ الفِطَرُ الَّتِي مَا غُيِّرَتْ

عَنْ أَصْلِ خِلْقَتِهَا بأمْرٍ ثَانِ

3104 -

وَكَذَا العُقُولُ الْمُسْتَنِيراتُ الَّتِي

فِيهَا مَصَابِيحُ الهُدَى الرَّبَّانِي

3105 -

أَتَرَوْنَ أنَّا تَارِكُو ذَا كُلِّهِ

لِشَهَادَةِ الجَهْمِيِّ والْيُونَانِي

3106 -

هَذِي الشُّهودُ فإنْ طَلَبْتُمْ شَاهِدًا

مِنْ غَيْرِهَا سَيَقُومُ بعْدَ زَمَانِ

3107 -

إِذْ ينْجلي هَذَا الغُبَارُ فيَظْهَرُ الْـ

ـحَقُّ المُبِينُ مُشَاهَدًا بِعِيَانِ

3108 -

فَإذَا نَفَيتُمْ ذَا وَقُلْتُمْ إنَّهُ

مَلْزُومُ تَرْكِيبٍ فَمَنْ يَلْحَانِي

3109 -

إنْ قُلتُ لَا عَقْلٌ وَلا لسَمعٌ لَكُمْ

وَصَرَخْتُ فِيما بَيْنَكُمْ بِأذَانِ

3110 -

هَلْ يُجْعَلُ المَلْزُومُ عَينَ اللَّازِمِ الْـ

ـمَنْفِيِّ هَذَا بَيِّنُ البُطْلَانِ

3111 -

فَالشَّيءُ لَيْسَ لِنَفْسِهِ يَنْفي لَدَى

عَقْلٍ سَلِيمٍ يَا ذوِي العِرْفَانِ

3112 -

قُلْتُمْ نَفَيْنَا وَصْفَهُ وَعُلُوَّهُ

مِنْ خَشْيَةِ التَّركيبِ والإمْكَانِ

3113 -

لَوْ كَانَ مَوْصُوفًا لَكَانَ مُرَكَّبًا

وَالْوَصْفُ وَالتَّرْكِيبُ مُتَّحِدَانِ

3100 - كذا على الصواب في الأصلين وطت، طه. وفي غيرها:"قائم".

3101 -

هذا البيت مؤخر عن الذي بعده في ط.

3106 -

كذا في الأصل وح، ط. وفي غيرها:"هذا الشهود".

3107 -

هذا البيت ساقط من ب.

3108 -

يلحاني: يلومني. وقد سبق في البيت 1991.

3109 -

ب، س:"لا سمع ولا عقل".

3110 -

الملزوم هو إثبات الصفات، واللازم هو التركيب.

3111 -

ف: "بنفسه" وفي هذه النسخة ضبط الفعل "يُنفَى" بالبناء للمجهول (ص).

3113 -

ط: "فالوصف".

ص: 687

3114 -

أَوْ كَانَ فَوْقَ العَرْشِ كَانَ مُرَكَّبًا

فَالْعَرشُ والتَّركِيبُ مُتَّفِقَانِ

3115 -

فَنَفَيْتُمُ التَّرْكِيبَ بالتَّركِيبِ مَعْ

تَغْييرِ إحْدَى اللفْظَتَيْنِ بِثَانِ

3116 -

بَلْ صُورَةُ البُرْهَانِ أَصْبَحَ شَكْلُهَا

شَكلًا عَقِيمًا لَيْسَ ذَا بُرْهَانِ

3117 -

لَوْ كَانَ مَوْصُوفًا لَكَانَ كَذَاكَ مَوْ

صُوفًا وَهَذَا حَاصِلُ البُرْهَانِ

3118 -

فَإذَا جَعَلْتُمْ لَفْظَةَ التَّركِيبِ بالْـ

ـمعْنى الصَّحِيح أمَارَةَ البُطْلَانِ

3119 -

جِئْنَا إِلَى المَعْنَى فَخَلَّصْناهُ مِنْـ

ـهَا واطَّرَحْنَاهَا اطِّرَاحَ مُهَانِ

3120 -

هِيَ لَفْظَةٌ مَقْبُوحَةٌ بِدْعِيَّةٌ

مَذْمُومَةٌ مِنَّا بِكُلّ لِسَانِ

3121 -

وَاللَّفْظُ بالتَّوْحِيدِ نَجْعَلُهُ مَكَا

نَ اللَّفْظِ بالتَّرْكِيبِ فِي التِّبْيَانِ

3122 -

وَاللَّفْظُ بالتَّوحيد أوْلَى بِالصِّفَا

تِ وَبالْعُلُوِّ لِمَنْ لَهُ أُذُنَانِ

3123 -

هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِنْدَ الرُّسْلِ لَا

أَصْحَابِ جَهْمٍ شِيعَةِ الكُفْرانِ

* * *

3114 - كذا في الأصلين وظ، د، س. وفي غيرها:"فالفوق والتركيب".

3115 -

أي أنهم سموا الصفات تركيبًا، وجعلوا إثباتها يستلزم التركيب، فنفوا الملزوم وهو الصفات التي سموها تركيبًا لأجل هذا اللازم وهو التركيب، فنفوا التركيب بالتركيب، وهذا دليل فساد العقول. يقول الناظم في الصواعق:"فإن أردتم بقولكم: لو كان فوق العرش كان مركبًا هذا التركيب المعهود -يعني تركيب الامتزاج وتركيب الجوار- أو أنه كان متفرقًا فاجتمع فهو كذب، وفرية، وبهت على الله وعلى الشرع وعلى العقل. وإن أردتم أنه لو كان فوق عرشه لكان عاليًا على خلقه بائنًا منهم، مستويًا على عرشه، ليس فوقه شيء، فهذا المعنى حق، وكأنك قلت: لو كان فوق العرش لكان فوق العرش، فنفيت الشيء بتغيير العبارة عنه وقلبها إلى عبارة أخرى، وهذا شأنكم في أكثر مطالبكم". الصواعق المرسلة 3/ 945، مختصر الصواعق 1/ 112.

ص: 688