الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عبد الله أخبار كثيرة، ذكرها ابن إسحاق، والواقدي، وابن سعد، والطبري (1)، توفي (135 هـ)!
ثم جاء بعد هذه الطبقة طبقة أخرى عاشت في العصر العباسي الأول .. من أشهرهم:
6 - موسى بن عقبة:
مولى الزبيريّين، والظاهر أنه استفاد من هذه الصلة، قال فيه الإِمام مالك: عليكم بمغازي ابن عقبة، فهي أصح المغازي!
وقال الذهبي: وأما مغازي موسى بن عقبة فهي في مجلد ليس بالكبير، سمعناها وغالبها صحيح ومرسل جيد، ولكنها مختصرة تحتاج إلى زيادة بيان وتتمة (2)!
وكانت سيرته التي كتبها مختصرة موجزة، وصل إلينا منها بعض مقتطفات، ينقل عنه ابن سعد، والطبري بعض أخبار السيرة (3)، وكانت وفاته (141 هـ)!
7 - محمد بن إسحاق:
من أصل فارسي، كان جده يسار من سبي (عين التمر) سباه خالد ابن الوليد وكان ولاؤه لقيس بن مخرمة بن عبد المطلب بن عبد مناف، فلذلك قيل
(1) المرجع السابق: 30.
(2)
سير أعلام النبلاء: 6: 116.
(3)
انظر: البخاري: 64 - المغازي 29 - باب غزوة الخندق، وهي الأحزاب، قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع، وتهذيب الكمال: 29: 115 - 122، وتهذيب التهذيب: 10: 360 - 362.
له: المطلبي، ولد نحو سنة خمس وثمانين، لقي كثيراً من علماء المدينة وأخذ عنهم!
قال عليّ بن المديني: مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة (1)، فذكرهم، ثم قال: فصار علم الستة عند اثني عشر، أحدهم محمد بن إسحاق!
وقال أيضاً: سمعت سفيان يقول: قال ابن شهاب: وسئل عن مغازيه، فقال: هذا أعلم الناس بها، يعني ابن إسحاق!
وقال حرملة بن يحيى عن الشافعي: من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيالٌ على محمد بن إسحاق!
وقال أبو أحمد بن عدي: ولمحمد بن إسحاق حديث كثير، وقد روى عنه أئمة الناس: شعبة، والثوري، وابن عيينة، وحماد بن سلمة، وغيرهم!
وقد روى المغازي عنه إبراهيم بن سعد، وسلمة بن الفضل، ومحمد ابن سلمة، ويحيى بن سعيد الأموي، وسعيد بن بزيع، وجرير بن حازم، وزياد البكائي، وغيرهم!
وقد روى عنه (المبتدأ والمبعث)، ولو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلا الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبدأ الخلق، لكانت هذه فضيلة سبق إليها ابن إسحاق!
ثم من بعده صنفها قوم آخرون، فلم يبلغوا مبلغ ابن إسحاق منها!
(1) تهذيب الكمال: 24 - 405 - 428، وانظر: الطبقات الكبرى: 7: 321 - 322، وتاريخ البخاري الكبير: 1: 40، والصغير: 2: 11، وسير أعلام النبلاء: 7: 33، وتهذيب التهذيب: 9: 38 - 46.
وقد فتشت أحاديثه الكثيرة فلم أجد في أحاديثه ما يتهيّأ أن يقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ، أو يهم في الشيء بعد الشيء، كما يخطئ غيره، ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة، وهو لا بأس به!
قال الذهبي (1): وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء، لأشياء، منها: تشيّعه، ونسب إلى القدر، ويدلس في حديثه، فأما الصدق فليس بمدفوع عنه!
وقال البخاري: لو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق، فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشيء واحد، ولا يتهمه في الأمور كلها، قال: وقال إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح: نهاني مالك عن شيخين من قريش، وقد أكثر عنهما في الموطأ، وهما ممن يحتج بهما، ولم ينج كثير من الناس من كلام بعض الناس فيهم، نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي، وكلام الشعبي في عكرمة، وفيمن كان قبلهم، وتناول بعضهم في العرض والنفس، ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة، ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة، والكلام في هذا كثير!
وقال الذهبي: لسنا ندّعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر، ولا من الكلام بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة، وقد علم أن كثيراً من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر لا عبرة به (2)، ولا سيما إذا وثّق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف، وهذان الرجلان كل منهما قد نال من صاحبه، لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين، ولم يؤثّر كلام محمد
(1) سير أعلام النبلاء: 7: 39 وما بعدها.
(2)
انظر: طبقات الشافعية: 1: 188، 190.