الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثامن: محاكمة اليهود!
التاسع: الخطر اليهودي!
العاشر: معالم النصر على اليهود!
انطلاقاً من أنه ليس لنا من سبيل تجتمع عليه وجهات نظر المؤمنين إلا التأسي بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم من اليهود وموقفهم منه، من خلال معرفة سماتهم عبر تاريخهم وفكرهم وموقفهم من الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم!
ومن خلال الغزوات الخاصة باليهود، حيث كان لهم في شبه الجزيرة ما كان، ولم يتبيّن عداؤهم في أول الأمر سافراً، ولكن ما لبثوا أن كشفوا عن سماتهم، وأعلنوا الحرب والعدوان، وواجههم الرسول صلى الله عليه وسلم .. حتى كان القضاء عليهم عسكرياً!
وهذا الموقف هو وحده الذي يجب أن نؤمن به جميعاً، وندعو إليه، ونتجمّع في رحابه، حتى تعود إلينا سيرتنا الأولى، ويتنزّل علينا وعد الله بالنصر:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)} [الأحزاب]!
وطبعتْ أخيراً في مجموعة كاملة، نفدت، والآن تحت الترجمة إلى لغات أجنبية أخرى!
4 - (سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم) لشبلي نعماني:
وقد كتب شبلي نعماني كتابه (سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم) الذي بدأه (1857 - 1914 م) في خمسة مجلدات، وأتمه سليمان الندوي، فأصبح في سبعة مجلدات!
الأول والثاني: ترجمة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، مع دراسة عن الجزيرة العربيّة قبل الإسلام، ويعدّ هذا الكتاب خاتمة أعمال شبلي رحمه الله وهو الذي كتب معظم فصوله، وكان حريصاً على الالتزام الدقيق بالنصوص الصحيحة، والرد على الشبهات التي أثارها غير المسلمين عن الإسلام ورسوله!
هذا في أسلوب رائع أنيق، حتى إن بعض فصول المجلد تعتبر -كما يقول مسعود الندوي- كأحسن ما كُتب باللغة الأردية!
الثالث: خاص بالمعجزات، كتبه والأجزاء التالية، سليمان الندوي، وله مقدمتان علميتان من الوجهتين الفلسفتين: القديمة والحديثة، أثبت فيهما إمكان المعجزات، وعدم معارضة العلوم العقليّة لها!
الرابع: يبحث في منزلة النبوة، والفرق بينها وبين منازل الإصلاح والتجديد والزعامة، ثم يبحث في العقائد، مستنداً إلى الكتاب والسنة، في مزج دقيق بين علومها وأسرارها!
الخامس: في العبادات!
السادس: في الأخلاق!
السابع: في المعاملات!
وكل منها موسوعة في موضوعه!
وجاء في المقدمة: (إن الواجب الأسمى والخدمة الكبرى التي تقدم إلى الإنسانيّة أن تجدّد وتضبط أخلاقيات الناس وثقافتهم، والوسيلة المعتادة لذلك هي العظات، والوسيلة الحديثة هي تأليف الكتب ذات المستوى الرفيع في السلوك ونشرها بين الناس، وهناك وسيلة أخرى هي إكراه الناس على غرس
الفضائل، ولكن أفضل الطرق وأصحها وأكثرها عمليّة، ليست الحديث ولا الكتابة ولا الإكراه، ولكن في ظهور شخص هو التصوير العام للفضائل، شخص تنعكس فيه الفضائل عمليًّا، وتعادل كل حركة من شفته عمل آلاف الكتب، وكل إشارة من يديه كأنها أمر ملكي، إن الفضائل التي تبدو في دنيانا هي انعكاسات من هؤلاء الرجال .. أما جميع العوامل الأخرى فلا تعدو أن تكون طلاء وزخرفة في صرح الحضارة) (1)!
ويقول: (ولكن هؤلاء الذين ظهروا قبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعامة كانوا نماذج لفضائل معيّنة، على سبيل المثال: مدرسة المسيح كانت للتحمّل والصبر والسلام والتسامح والتواضع، ولا مكان للصفات الرفيعة اللازمة للإدارة والحكم!
بينما لا مجال فيما جاء عن نوح وموسى للتسامح العام!
من أجل ذلك كانت الحاجة إلى قائد جديد في كل مرحلة من مراحل الإنسانية .. ودائماً كان هناك انتظار لجديد يكمل به الدين، القائد الذي يستطيع أن يرفع سيفه، وأن يعيش معتكفاً أيضاً، قائد يستطيع أن يمارس حياة الحاكم والفاتح، كما يمارس حياة المسكين، والذي يستطيع أن يكون حاكم الدنيا وتالياً لأسماء الله الحسنى، والذي يستطيع أن يعيش حياة الفقر بالرضى وحياة الغنى بالقلب الكريم، هذا الرسول الكامل بين الخالق والكون، هذه الشخصيّة المحيطة، هذا التصور الحيّ لكلمات الله هو الذروة العليا في خلق الله:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3].
وليس هناك من شئ خالد في دنيا الفناء، ومن أجل ذلك لن تعمر فيها
(1) الإسلام والعروبة في عالم متغير: الدكتور عبد العزيز كامل: 47: كتاب العربي: الكتاب الثاني والعشرون: 1989 م نقلاً عن (سيرة النبي): 1: 1 - 2 ط. الإنجليزية.
هذه الشخصيّة الكاملة إلى الأبد، ولذلك كان من الضروري الاحتفاظ بصورتها الكاملة، كل كلمة منها، كل إشارة، كل لمحة من لمحات وجودها .. حتى نستطيع أن نفيد منها في كل مرحلة من مراحل الحياة عندما نحتاج إليها)!
ومن الغريب أن الصورة الكاملة لغير محمد صلى الله عليه وسلم من الأنبياء غير محفوظة -كما أسلفنا- فمن حياة المسيح التي استمرت ثلاثاً وثلاثين سنة، نعرف الأحداث المرتبطة بالأعوام الثلاثة الأخيرة من حياته .. والتوراة الموجودة هي المصدر الوحيد للقليل الذي نعرفه عن موسى (1)!
وبعد أن تحدث عن الفروق المنهجيّة بين علماء الحديث وعلماء المغازي، قال: أليس بين أيدينا كتاب عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد اعتماداً كاملاً على الحديث الشريف الصحيح وحده) (2)!
وقال: (إلى يوم الدين لن يستطيع أحد أن ينافس المسلمين في فخرهم بحفظ أدق تفاصيل كل حادث في حياة الرسول، بطريقة دقيقة وواعية)!
وقد سبق ذكر ذلك في حديثنا عن خصائص السيرة النبوية، وبيان أنها أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل!
وفي رحلة منهجيّة استغرقت خمساً وثمانين صحيفة قبل أن ينتقل إلى دراسة التأليف الغربي عن السيرة، تابع ما عند الغرب من اتجاهات في كتابة السيرة، مركزاً على القرن السابع عشر وما بعده، وأورد قوائم بهذه المؤلفات، ذكرا منها سبعة عشر مؤلفاً في القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين (1815 - 1909 م)!
(1) المرجع السابق، نقلاً عن: 1: 2 - 3 سيرة النبي ط. الإنجليزية.
(2)
المرجع السابق، نقلاً عن: 1: 8 هامش.
ولخص النقاط التي ركز عليها الكتاب الأوروبيّون في الافتراء على حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم في:
1 -
أنه تحول من النبوّة في مكة، إلى الملك والقوة والسيطرة في المدينة، بكل ما يحمل ذلك من إشعال الحروب، والقتل، والردع، وإراقة الدماء!
2 -
تعدد الزوجات والميل إلى النساء!
3 -
نشر الإسلام بالقوة!
3 -
إقرار الرق، وممارسته!
5 -
اتباع الأساليب الدبلوماسيّة، كما يمارسها الحكام الدنيويون!
وقد ناقش الكتاب كل هذه الافتراءات في مواضعها، ورد عليها بكل إفاضة!
وعرض المصادر التي أسس عليها جمع كتابه وتقسيمه في:
1 -
ما جاء في القرآن الكريم، وهو المرجع الأعلى في السيرة!
2 -
ما جاء في الأحاديث الصحيحة، ورأى أن خطأ كبيراً حدث نتيجة البحث عن الموضوعات تحت عناوين معيّنة، فإذا لم يجدوا مالوا إلى الحديث الضعيف فاستعانوا به؛ بينما في كتب الحديث تفاصيل كثيرة جاءت كأنها حقائق ثانويّة ضمن موضوع أساسي، ويمكن -مع الدراسة الممعنة- جمع كل هذه التفاصيل الدقيقة والصحيحة عن حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم من الكتب الستة!
فميزة (سيرة النبي) أن شبلي قد استطاع أن يجمع فيه معظم التفاصيل من كتب الحديث، وأعاد تبويبها من جديد، وهي التي لم تجتذب أنظار مؤلفين سابقين!
3 -
وفيما يتعلق بالأحداث اليوميّة اكتفى بما جاء به ابن سعد في طبقاته، وابن هشام في السيرة، والطبري في التاريخ، وإذا ما كان لحادث قيمة كبيرة قام بتحقيقه تحقيقاً علميًّا دقيقاً!
4 -
إعداد كل المواد السابقة وتحقيقها!
وقسم كتابه بعد هذا إلى خمسة مجلدات، رأينا في التنفيذ أنها عدلت إلى سبعة، وعزم على طبع أي جزء منها بعد إنجازه، دون تقيد بالترتيب الموضوعي للأجزاء، وإذا كانت وفاته عام 1914 م فإن الجزء الأول قد صدر عام 1918 م والثاني عام 1920 م ثم توالت الأجزاء!
يقول سليمان الندوي في مقدمة المجلد الثاني: 2: 2:
(عندما جاءت مخطوطة الكتاب إليّ -يقصد الجزءين: الأول والثاني بعد وفاة شبلي- أحسست أنها تحتاج إلى عدة فصول، بغيرها يظل الكتاب ناقصاً، ولم تكن عندي الشجاعة لأن أفكر في إضافة أي شيء إلى ما تركه المؤلف، ومرت فترة من التردّد الطويل، ثم عزمت على كتابة الفصول التي يحتاج إليها الكتاب، وبعد أيام عثرت على مجموعة من المذكرات كتبها المؤلف قبل وفاته بخمسة شهور، كانت المذكّرات الأخيرة هي رؤوس الموضوعات، ولم يكن لسروري حدود عندما قرأت المذكّرات، فوجدتها الفصول التي يحتاج إليها الكتاب، وأنها تطابق ما أحسست أن الكتاب محتاج إليه فكتبته، ولعلها كانت إشارة من الغيب له أن يضع هذه الخطوط لتكون عوناً لي على السير)!
ولقد كان الجزء الخاص بأحوال المصطفى غير كامل، وفي بعض الصفحات فراغات أكملها سليمان، وأضاف هوامش، وميز ذلك عن الأصل!