الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعد: فإني قد انتحيت في هذا الإملاء بعد طول استخارة ذي الطول والاستعانة بمن له القدرة والحول، إلى إيضاح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي سبق إلى تأليفها أبو بكر محمد بن إسحاق المطلبي، ولخصها عبد الملك بن هشام المعافري، المصري، النسابة النحوي، مما بلغني علمه، ويسر لي فهمه، من لفظ غريب، أو إعراب غامض، أو كلام مستغلق، أو نسب عويص، أو موضع فقه ينبغي التنبيه عليه، أو خبر ناقص يوجد السبيل إلى تتمته، مع الاعتراف بكلول الحد، عن مبلغ ذلك الحد، فليس الغرض المعتمد أن أستولي على ذلك الأمد، ولكن لا ينبغي أن يُدَعَّ الجحش من بذِّه الأعيار (1)، ومن سافرت في العلم همته فلا يلق عصا النسيان، وقد قال الأول: افعل الخير ما استطعت وإِن
…
كان قليلاً فلن تحيط بكله
ومتى تبلغ الكثير من الفضل
…
إِذا كنت تاركاً لأقله (2)
10 - محمد بن سعد:
أبو عبد الله البصري، مولى بني هاشم، نزيل بغداد، وهو كاتب الواقدي (3)، وأجل كتبه (الطبقات الكبرى) في ثمانية أجزاء (4)!
(1) الدع: الدفع بشدة، والجحش: ولد الحمار، وبذه: سبقه، والأعيار. الحمير الوحشيّة والأهليّة.
(2)
الروض الأنف: 1: 3 - 4.
(3)
تهذيب الكمال: 25: 255 - 258 (5237)، وانظر مقدمة الطبقات: 5 - 17.
(4)
انظر كتابنا: الفهارس ومكانتها عند المحدثين: 170 - 171، ذات السلاسل: ط. أولى 1409 هـ - 1989 م.
وقد خصص الجزء الأول: للسيرة النبويّة الشريفة!
والثاني: لغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر مرضه ووفاته، ثم ذكر من كان يفتي بالمدينة، ومن جمع القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده وبعده، وذكر من كان يفتي بالمدينة بعد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار!
والثالث: لتراجم البدريّين من المهاجرين والأنصار!
والرابع: لتراجم المهاجرين والأنصار ممن لم يشهدوا بدراً، ولهم إسلام قديم، وللصحابة الذين أسلموا قبل فتح مكة!
والخامس: لذكر التابعين من أهل المدينة، والصحابة الذين نزلوا مكة والطائف، واليمن، واليمامة، والبحرين، ثم من كان بعد هؤلاء من الصحابة في تلك المدن من التابعين، فمن بعدهم!
والسادس: للكوفيّين من الصحابة، ثم من كان في الكوفة بعدهم من التابعين، فمن بعدهم من أهل الفقه والعلم إلى زمنه!
والسابع: لمن نزل أصقاعاً وبلاداً كثيرة من الصحابة، ومن بعدهم من التابعين وأتباعهم إلى زمنه، لكنه أكثر ذكر من نزل البصرة والشام ومصر، وأما باقي الدول فذكر عدداً قليلاً!
والثامن: للنساء الصحابيّات!
قال أبو بكر الخطيب: كان من أهل العلم والفضل، وصنف كتاباً كبيراً في طبقات الصحابة والتابعين والخالفين إلى وقته فأجاد فيه وأحسن!
وقال: ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه،