الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاريخه كثيراً، وكتاب (الطبقات) ذكر فيه الصحابة والتابعين حسب طبقاتهم، ويظن أن كاتبه ابن سعد قد تأثر به في (طبقاته)، ولم يبق لما من كتبه إلا كتاب (المغازي)! توفي (207 هـ)، وقيل (259 هـ)!
ثم جاء بعد ذلك طبقة أخرى .. من مشاهيرهم:
9 - عبد الملك بن هشام:
العلامة النحوي الأخباري (1)، أبو محمد، الذهلي السدوسي، وقيل: الحميري المعافري، البصري، نزيل مصر!
وله كتاب في (أنساب حمير وملوكها)، وكتاب في (شرح ما وقع في أشعار السيرة من الغريب)، والكتاب الذي اشتهر به (السيرة النبويّة)، وهو مختصر لسيرة ابن إسحاق، مع بعض الزيادات، أو التعقيبات والتصحيحات، ولئن كانت سيرة ابن إسحاق لم تصلنا بعينها، فقد وصلتنا مهذبة على يد ابن هشام!
وقد تلقاها عن زياد بن عبد الله البكائي شيخ ابن هشام (2)، عن ابن إسحاق، وقد بيّن ابن هشام في مقدمة السيرة النبويّة منهجه حيال سيرة ابن إِسحاق فقال: (وأنا -إِن شاء الله- مبتدئ هذا الكتاب بذكر إِسماعيل بن إِبراهيم، ومَن وَلَد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولده، وأولادهم لأصلابهم: الأول فالأول، من إِسماعيل إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يعرض من حديثهم،
(1) سير أعلام النبلاء: 10: 428 (131).
(2)
انظر: طبقات ابن سعد: 6: 396، وتاريخ البخاري الكبير (1218)، وتهذيب الكمال: 9: 485 - 490 (2053).
- رضي الله عنه وتاركٌ ذكر غيرهم من ولد إِسماعيل، على هذه الجهة للاختصار، إِلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتاركٌ بعض ما ذكره ابن إِسحاق في هذا الكتاب، مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سبباً لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيراً له، ولا شاهداً عليه، لما ذكرت من الاختصار، وأشعاراً ذكرها لم أر أحداً من العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته، ومستقص -إِن شاء الله- ما سوى ذلك منه مبلغ الرواية له، والعلم به)! (1)
وقال الذهبي: هذب السيرة النبويّة، وسمعها من زياد البكائي، صاحب ابن إسحاق، وخفّف من أشعارها، وروى فيها مواضع من عبد الوارث ابن سعيد وأبي عبيدة، ورواها عنه محمد بن حسن القطان، وعبد الرحيم بن عبد الله بن البرقي، وأخوه أحمد بن البرقي (2)!
وقد قام الحافظ ابن حجر بتخريج الأحاديث المنقطعة في سيرة ابن هشام في مصنف مستقل، وللأسف فقد هذا المصنف (3)!
وكانت وفاته (218 هـ)!
وقد شرح هذه السيرة شرحاً يدل على تبحّر في العلم، وتضلّع في علم اللغة والأدب والأخبار، الإِمام أبو القاسم السهيلي المتوفى (581 هـ) في كتابه القيّم (الروض الأنف) قال في مقدمته:
(1) السيرة النبويّة: 1: 36 - 37 تحقيق الدكتور همام عبد الرحيم سعيد، ومحمد بن عبد الله أبو صعيليك.
(2)
سير أعلام النبلاء: 10: 429 (131)، وانظر: وفيات الأعيان: 3: 177.
(3)
السيرة النبوية الصحيحة: 1: 58 نقلاً عن عنوان المجد 1 / ق 51.