الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه ولا ذرة، وارتفع نجم مالك وصار كالنجم، والآخر فله ارتفاع بحسبه، ولا سيما في السير، وأما أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة، إلى رتبة الحسن، إلا فيما شذّ فيه، فإنه يعدّ منكراً، هذا الذي عندي في حاله!
وقال (1): والذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق، وما تفرد ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئاً، وقد احتج به الأئمة!
وقال (2): كان أحد أوعية العلم، حَبْراً في معرفة المغازي والسير، وليس بذلك المتقين، فانحط حديثه عن رتبة الصحة، وهو صدوق في نفسه مرضي!
وقال العراقي (3): المشهور قبول حديث ابن إسحاق، إلا أنه مدلّس، فإذا صرّح بالتحديث كان حديثه مقبولاً!
وقال ابن حجر (4): ما يتفرد به وإن لم يبلغ درجة الصحيح فهو في درجة الحسن إذا صرّح بالتحديث .. وإنما يصحح له من لا يفرق بين الصحيح والحسن، ويجعل كل ما يصلح للحجة صحيحاً، وهذه طريقة ابن حبان ومن ذكر معه!
توفي ببغداد (150 هـ)، وقيل (151 هـ)، وقيل (152 هـ)!
8 - محمد بن عمر الواقدي:
كان الثاني بعد ابن إسحاق في العلم بالمغازي والسير والتواريخ، قال فيه
(1) ميزان الاعتدال: 3: 475.
(2)
تذكرة الحفاظ: 1: 173.
(3)
طرح التثريب: 8: 72.
(4)
فتح الباري: 11: 167.
الذهبي: جمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمن، فاطرحوه لذلك، ومع هذا لا يستغنى عنه في المغازي، وأيام الصحابة وأخبارهم!
وقال: وقد تقرر أن الواقدي ضعيف، يحتاج إليه في الغزوات والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاج، أما في الفرائض فلا ينبغي أن يذكر!
وقال: وزنه عندي أنه مع ضعفه، يكتب حديثه ويروى؛ لأني لا أتهمه بالوضع، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه، كيزيد، وأبي عبيد، والصاغاني، والحربي، ومعن، وتمام عشرة محدثين، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة، وأن حديثه في عداد الواهي (1)!
وقال البخاري: الواقدي مدني، سكن بغداد، متروك الحديث، تركه أحمد، وابن معين، وابن نمير، وإسماعيل بن زكريا، وقال في موضع آخر: كذبه أحمد، وقال معاوية بن صالح، قال لي أحمد بن حنبل: الواقدي كذاب (2)!
وقال ابن حجر: الواقدي إذا لم يخالف الأخبار الصحيحة ولا غيره من أهل المغازي فهو مقبول عند أصحابنا (3)!
وكانت كتبه عمدة للمؤرخين من بعده (4)، ونقلوا منها واقتبسوا، وللواقدي كتاب (التاريخ الكبير) مرتب على السنين، اقتبس منه الطبري في
(1) سير أعلام النبلاء: 9: 454 - 469 (172).
(2)
تهذيب التهذيب: 9: 364 (604).
(3)
التلخيص الحبير: 2: 291 (1116).
(4)
السيرة النبويّة في ضوء القرآن والسنة: 1: 31.