الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب ملحّة قاهرة عميقة، طويلة الأجل، متجدّدة البواعث، تؤثّر في نظرة الأوروييّ، للرسالة والرسول، وللحياة الإسلاميّة، وللعالم الإسلامي:
- من اختلاف في العقيدة!
- إلى كراهية للرسالة والرسول!
- إلى ذكريات تاريخيّة مريرة!
- إلى صراع سياسي واقتصادي واستعماري!
- إلى نزوات شخصيّة والتواءات فكريّة!
- إلى آخر تلك البواعث القديمة والمتجددة أبداً!
إذا نحن وضعنا في الحساب ذلك كله -ولابد أن نضعه لنضع الأمور في نصابها- وأضفنا إليه خطأ الرؤية .. أمكن أن نتعرف حقيقة الدراسات التبشيريّة الاستشراقيّة في الفكر الإسلامي -وبخاصة في السيرة النبويّة- وأن نتحرز التحرز العلمي الواجب .. لا من قبول هذه الدراسات على علاتها فحسب؛ بل من قبول المنهج الذي قامت عليه، ومحاولة اتباعه في دراستنا الإسلاميّة على وجه خاص!
2 - تطوّر الموقف الغربي:
(وبدأ الموقف الغربي من الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم يتشكل في إطار ديني صرف، مترع بالتعصب والتشنج والانفعال، مليء بالحقد والغضب والكراهية، تحيطه جهالة عمياء، متعمدة أحياناً وغير متعمدة أحياناً -كما يقول الدكتور عماد الدين خليل- (1) جعلت بين القوم وشخصيّة رسولنا صلى الله عليه وسلم سداً
(1) المستشرقون والسيرة النبويّة: دكتور عماد الدين خليل: 15 وما بعدها بتصرف، ط. دار الثقافة، الدوحة 1410 هـ - 1989 م.
يصعب اختراقه، والنتيجة ليست أبحاثاً تاريخية علميّة أو موضوعيّة بحال!، إنما ذلك السيل المنهمر من الشتائم والسباب، مارسها رجال دين من قلب الكنيسة النصرانيّة باتجاهاتها المختلفة!، ومارسها رجال علمانيّون لا علاقة لهم بالكنيسة من قريب أو بعيد، وقد استمر هذا التيّار حتى العصر الراهن)!
وذكر من أقوالهم ما يدل على ذلك!
ثم قال: (وقد كان للنتائج التي تمخضّت عنها الحروب الصليبيّة طعم مرّ في حلوق الغربيين ما ذاقوه أبداً!، وإن ليوبولد فايس (محمد أسد) يتحدث عن التجربة التي استحالت معضلة في مناهجهم يصعب تجاوزها فيقول:
(فيما يتعلق بالإسلام، فإن الاحتقار التقليدي أخذ يتسلّل في شكل تحزب غير معقول إلى بحوثهم العلميّة، وبقي هذا الخليج الذي حفره التاريخ بين أورويّا والعالم الإسلامي (منذ الحروب الصليبيّة) غير معقود فوقه جسر، ثم أصبح احتقار الإسلام جزءاً أساسيًّا من التفكير الأوروبّي، والواقع أن المستشرقن الأولين في الأعصر الحديثة كانوا مبشرين نصارى، يعملون في البلاد الإسلاميّة، وكانت الصورة المشوهة التي اصطنعوها من تعاليم الإسلام وتاريخه مدبّرة على أساس يضمن التأثير في موقف الأوروبيّين من الوثنيّين، غير أن هذا الالتواء العقلي قد استمر)!
ثم قال: (أما تحامل المستشرقين على الإسلام فغريزة موروثة، وخاصة طبيعية تقوم على المؤثرات التي خلفتها الحروب الصليبيّة، بكل ما لها من ذيول، في عقول الأوروبيّين)(1)!
(1) المرجع السابق، وانظر: الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي: دكتور محمد البهي: 507 - 521، والإسلام على مفترق الطرق: محمد أسد: 60 وما بعدها.