الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالِاخْتِيَارِيَّةِ فَإِنَّكَ تُمَيِّزُ بَيْنَهُمَا لَا مَحَالَةَ بِتِلْكَ النِّسْبَةِ، فَإِذَا تَقَرَّرَ تَعَدُّدُ الِاعْتِبَارِ فَمَدُّهُمْ فِي الطُّغْيَانِ مَخْلُوقٌ لِلَّهِ تَعَالَى فَأَضَافَهُ إِلَيْهِ، وَمِنْ حَيْثُ كَوْنُهُ وَاقِعًا مِنْهُمْ عَلَى وَجْهِ الِاخْتِيَارِ الْمُعَبَّرِ عَنْهُ بِالْكَسْبِ إِضَافَةً إِلَيْهِمْ، انْتَهَى، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْهُ: صِفَةُ الْإِرَادَةِ لِلْعَبْدِ هِيَ الْقَصْدُ.
فَهَذَا تَحْرِيرُ مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَحَاصِلُهُ أَنَّ الِاخْتِيَارَ الْمَنْسُوبَ إِلَى الْعَبْدِ هُوَ قَصْدُهُ لِذَلِكَ الْفِعْلِ وَتَوَجُّهُهُ إِلَيْهِ بِرِضًا مِنْهُ وَإِرَادَةٍ لَهُ وَكَوْنُهُ لَمْ يَفْعَلْهُ بِإِلْجَاءٍ وَلَا إِكْرَاهٍ وَلَا قَسْرٍ فَتَأَمَّلْ ذَلِكَ وَافْهَمْ تَرْشَدْ.
مَسْأَلَةٌ: هَلِ الْعَقْلُ أَفْضَلُ مِنَ الْعِلْمِ الْحَادِثِ أَمِ الْعِلْمُ؟ الْجَوَابُ: هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ اخْتَلَفَ فِيهَا الْعُلَمَاءُ وَرَجَّحُوا تَفْضِيلَ الْعِلْمِ ; لِأَنَّ الْبَارِيَ تَعَالَى يُوصَفُ بِصِفَةِ الْعِلْمِ وَلَا يُوصَفُ بِصِفَةِ الْعَقْلِ، وَمَا سَاغَ وَصْفُهُ تَعَالَى بِهِ أَفْضَلُ مِمَّا لَمْ يَسُغْ، وَإِنْ كَانَ الْعِلْمُ الَّذِي يُوصَفُ بِهِ تَعَالَى قَدِيمًا وَوَصْفُنَا حَادِثٌ، فَإِنَّ الْبَارِيَ لَا يُوصَفُ بِصِفَةِ الْعَقْلِ أَصْلًا وَلَا عَلَى جِهَةِ الْقِدَمِ، وَمِنَ الْأَدِلَّةِ عَلَى تَفْضِيلِ الْعِلْمِ أَنَّ مُتَعَلِّقَهُ أَشْرَفُ، وَأَنَّهُ وَرَدَ بِفَضْلِهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ صَحِيحَةٌ وَحَسَنَةٌ وَلَمْ يَرِدْ فِي فَضْلِ الْعَقْلِ حَدِيثٌ وَكُلُّ مَا يُرْوَى فِيهِ مَوْضُوعُ كَذِبٌ، وَكَانَ شَيْخُنَا الْعَلَّامَةُ محيي الدين الكافيجي يَقُولُ: الْعَقْلُ أَفْضَلُ بِاعْتِبَارِ كَوْنِهِ [أَقْرَبَ إِلَى الْإِفْضَاءِ إِلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ، وَالْعَقْلُ أَفْضَلُ بِاعْتِبَارِ كَوْنِهِ] مَنْبَعًا لِلْعِلْمِ وَأَصْلًا لَهُ، وَحَاصِلُهُ أَنَّ فَضِيلَةَ الْعِلْمِ بِالذَّاتِ وَفَضِيلَةَ الْعَقْلِ بِالْوَسِيلَةِ لِلْعِلْمِ.
[مَبْحَثُ النُّبُوَّاتِ]
مَسْأَلَةٌ: كَمْ عَدَدُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ؟ الْجَوَابُ: رَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ: «أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَبِيًّا كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟ قَالَ: عَشَرَةَ قُرُونٍ، قَالَ: كَمْ بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: عَشَرَةَ قُرُونٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ كَانَتِ الرُّسُلُ؟ قَالَ: ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ» ، رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَأَخْرَجَ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، والحاكم عَنْ أبي ذر قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَرْبَعَةٌ
وَعِشْرُونَ أَلْفًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الرُّسُلُ مِنْهُمْ؟ قَالَ: ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمٌّ غَفِيرٌ» .
مَسْأَلَةٌ:
مَا أَشْهَرَ الْقَوْلَيْنِ يَا مَنْ عِلْمُهُ
…
أَرْبَى عَلَى الْأَقْرَانِ وَالنُّظَرَاءِ
فِي مَوْتِ مَشْهُورِ الْحَيَاةِ أَبِي الْخَضِرِ
…
وَحَيَاتِهِ يَا فَائِزًا بِثَنَاءِ
قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ قَالَهُمَا الرِّضَا
…
شَيْخُ الزَّمَانِ وَفَائِقُ الْعُلَمَاءِ
بِقِوَامِ دِينِ اللَّهِ لُقِّبَ وَهْوَ مِنْ
…
بَغْدَادَ يُشْهَرُ بَيْنَ كُلِّ مِلَاءِ
وَأَقَامَ بُرْهَانًا عَلَى فِقْدَانِهِ
…
فَاعْجَبْ لِذَا يَا كَامِلَ الْآرَاءِ
لَا زِلْتَ مَعْدُودًا لِكُلِّ مُلِمَّةٍ
…
وَجُزِيتَ يَوْمَ الْحَشْرِ خَيْرَ جَزَاءِ
الْجَوَابُ:
مِنْ بَعْدِ حَمْدِي دَائِمًا وَثَنَائِي
…
ثُمَّ الصَّلَاةِ لِسَيِّدِ النُّجَبَاءِ
لِلنَّاسِ خَلْفَ شَاعٍ فِي خَضِرٍ وَهَلْ
…
أَوْدَى قَدِيمًا أُوحِيَ بِبَقَاءِ
وَلِكُلِّ قَوْلٍ حُجَّةٌ مَشْهُورَةٌ
…
تَسْمُو عَلَى الْجَوْزَاءِ فِي الْعَلْيَاءِ
وَالْمُرْتَضَى قَوْلُ الْحَيَاةِ فَكَمْ لَهُ
…
حُجَجٌ تَجِلُّ الدَّهْرَ عَنْ إِحْصَاءِ
خَضِرٌ وَإِلْيَاسُ بِأَرْضٍ مِثْلَ مَا
…
عِيسَى وَإِدْرِيسُ بَقُوا بِسَمَاءِ
هَذَا جَوَابُ ابْنِ السُّيُوطِيِّ الَّذِي
…
يَرْجُو مِنَ الرَّحْمَنِ خَيْرَ جَزَاءِ
مَسْأَلَةٌ:
يَا عَالِمَ الْعَصْرِ يَا مُفْتِيَ الْأَنَامِ أَفِدْ
…
عَبِيدَ بَابِكَ أَنْتَ الْبَدْرُ فِي الظُّلَمِ
كَمْ بَيْنَ مُوسَى وَعِيسَى مِنْ مَيِّءٍ سَلَفَتْ
…
وَبَيْنَ عِيسَى وَخَيْرِ الْخَلْقِ وَالْأُمَمِ
أَثَابَكَ اللَّهُ جَنَّاتِ النَّعِيمِ بِمَا
…
تُبْدِيهِ مِنْ رُشْدٍ لِلنَّاسِ أَوْ كَرَمِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى أَزْكَى الْوَرَى نَسَبًا
…
مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْعُرْبَانِ وَالْعَجَمِ
الْجَوَابُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّي مُسْبِغِ النِّعَمِ
…
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى الْمَبْعُوثِ لِلْأُمَمِ
أَلْفٌ وَتِسْعٌ وَمَيِّءٌ مَعَ نَيِّفٍ ضَبَطُوا
…
مَا بَيْنَ مُوسَى وَعِيسَى صَاحِبِ الْكَلِمِ