المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال] - الحاوي للفتاوي - جـ ٢

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌[الْمِنْحَةُ فِي السُّبْحَةِ]

- ‌[أَعْذَبُ الْمَنَاهِلِ فِي حَدِيثِ مَنْ قَالَ أَنَا عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ]

- ‌[حُسْنُ التَّسْلِيكِ فِي حُكْمِ التَّشْبِيكِ]

- ‌[شَدُّ الْأَثْوَابِ فِي سَدِّ الْأَبْوَابِ]

- ‌[الْعَجَاجَةُ الزَّرْنَبِيَّةُ فِي السُّلَالَةِ الزَّيْنَبِيَّةِ]

- ‌[آخِرُ الْعَجَاجَةِ الزَّرْنَبِيَّةِ فِي السُّلَالَةِ الزَّيْنَبِيَّةِ]

- ‌[الدُّرَّةُ التَّاجِيَّةُ عَلَى الْأَسْئِلَةِ النَّاجِيَةِ]

- ‌[رَفْعُ الْخِدْرِ عَنْ قَطْعِ السِّدْرِ]

- ‌[الْعُرْفُ الْوَرْدِيُّ فِي أَخْبَارِ الْمَهْدِيِّ]

- ‌[الْكَشْفُ عَنْ مُجَاوَزَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْأَلْفَ]

- ‌[الحديث المشهور على الألسنة أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَا يَمْكُثُ فِي قَبْرِهِ أَلْفَ سَنَةٍ]

- ‌[ذِكْرُ مَا وَرَدَ أَنَّ مُدَّةَ الدُّنْيَا سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ]

- ‌[ذِكْرُ مَا وَرَدَ أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ عَلَى رَأْسِ مِائَةٍ]

- ‌[ذِكْرُ مُدَّةِ مُكْثِ النَّاسِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا]

- ‌[ذِكْرُ مُدَّةِ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ]

- ‌[كَشْفُ الرَّيْبِ عَنِ الْجَيْبِ]

- ‌[كِتَابُ الْبَعْثِ] [

- ‌هَلْ وَرَدَ أَنَّ الزَّامِرَ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمِزْمَارِهِ]

- ‌[حَدِيثُ أَوَّلُ مَا يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ]

- ‌[حَدِيثِ الطَّبَرَانِيِّ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ حُورٌ عِينٌ]

- ‌[هَلْ وَرَدَ أَنَّ عَدَدَ دَرَجِ الْجَنَّةِ بِعَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ]

- ‌[رَفْعُ الصَّوْتِ بِذَبْحِ الْمَوْتِ]

- ‌[إِتْحَافُ الْفِرْقَةِ بِرَفْوِ الْخِرْقَةِ]

- ‌[بُلُوغُ الْمَأْمُولِ فِي خِدْمَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌ الْإِيمَانُ

- ‌[مَبْحَثُ الْإِلَهِيَّاتِ]

- ‌[إِتْمَامُ النِّعْمَةِ فِي اخْتِصَاصِ الْإِسْلَامِ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ]

- ‌[تَنْزِيهُ الِاعْتِقَادِ عَنِ الْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ]

- ‌[مَبْحَثُ النُّبُوَّاتِ]

- ‌[تَزْيِينُ الْآرَائِكِ فِي إِرْسَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَلَائِكِ]

- ‌[الجواب على قَوْلِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُبْعَثْ إِلَى الْمَلَائِكَةِ]

- ‌[ذِكْرُ الْأَدِلَّةِ الَّتِي أَخَذْتُ مِنْهَا إِرْسَالَهُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ]

- ‌[أَنْبَاءُ الْأَذْكِيَاءِ بِحَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ]

- ‌[كِتَابُ الْإِعْلَامِ بِحُكْمِ عِيسَى عليه السلام]

- ‌[لُبْسُ الْيَلَبِ فِي الْجَوَابِ عَنْ إِيرَادِ حَلَبَ]

- ‌[مَبْحَثُ الْمَعَادِ]

- ‌[اللُّمْعَةُ فِي أَجْوِبَةِ الْأَسْئِلَةِ السَّبْعَةِ]

- ‌[الِاحْتِفَالُ بِالْأَطْفَالِ]

- ‌[طُلُوعُ الثُّرَيَّا بِإِظْهَارِ مَا كَانَ خَفِيًّا]

- ‌[أَحْوَالُ الْبَعْثِ]

- ‌[تُحْفَةُ الْجُلَسَاءِ بِرُؤْيَةِ اللَّهِ لِلنِّسَاءِ]

- ‌[مَسَالِكُ الْحُنَفَا فِي وَالِدَيِ الْمُصْطَفَى]

- ‌[الْفَتَاوَى الصوفية]

- ‌[الزهد]

- ‌[الْقَوْلُ الْأَشْبَهُ فِي حَدِيثِ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ]

- ‌[الْخَبَرُ الدَّالُّ عَلَى وُجُودِ الْقُطْبِ وَالْأَوْتَادِ وَالنُّجَبَاءِ وَالْأَبْدَالِ]

- ‌[تَنْوِيرُ الْحَلَكِ فِي إِمْكَانِ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ وَالْمَلَكِ]

- ‌[الْفَتَاوَى النَّحْوِيَّةُ وَمَا ضُمَّ إِلَيْهَا]

- ‌[مسائل متفرقة في النحو]

- ‌[فَجْرُ الثَّمْدِ فِي إِعْرَابِ أَكْمَلِ الْحَمْدِ]

- ‌[أَلْوِيَةُ النَّصْرِ فِي خِصِّيصَى بِالْقَصْرِ]

- ‌[الزَّنْدُ الْوَرِيُّ فِي الْجَوَابِ عَنِ السُّؤَالِ السَّكَنْدَرِيِّ]

- ‌[رَفْعُ السِّنَةِ فِي نَصْبِ الزِّنَةِ]

- ‌[الْأَجْوِبَةُ الزَّكِيَّةُ عَنِ الْأَلْغَازِ السُّبْكِيَّةِ]

- ‌[الْأَسْئِلَةُ الْمِائَةُ]

- ‌[تَعْرِيفُ الْفِئَةِ بِأَجْوِبَةِ الْأَسْئِلَةِ الْمِائَةِ]

- ‌[الْأَسْئِلَةُ الْوَزِيرِيَّةُ وَأَجْوِبَتُهَا]

- ‌[الْأَوْجُ فِي خَبَرِ عَوْجٍ]

الفصل: ‌[الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال]

هُوَ لَا كَيْفَ وَلَا أَيْنَ لَهُ

وَهُوَ رَبُّ الْكَيْفِ وَالْكَيْفُ يَحُولْ

وَهُوَ فَوْقَ الْفَوْقِ لَا فَوْقَ لَهُ

وَهُوَ فِي كُلِّ النَّوَاحِي لَا يَزُولْ

جَلَّ ذَاتًا وَصِفَاتًا وَسَمَا

وَتَعَالَى قَدْرُهُ عَمَّا أَقُولْ

وَقَالَ القونوي فِي شَرْحِ التَّعَرُّفِ: ذَكَرَ بَعْضُهُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ مِنْ بَابِ التَّعْلِيقِ بِمَا لَا يَكُونُ وَذَلِكَ أَنَّ مَعْرِفَةَ النَّفْسِ قَدْ سَدَّ الشَّارِعُ بَابَهَا لِقَوْلِهِ: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] فَنَبَّهَ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَجَزَ عَنْ إِدْرَاكِ نَفْسِهِ الَّتِي هِيَ مِنْ جُمْلَةِ الْمَخْلُوقَاتِ وَهِيَ أَقْرَبُ الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ فَهُوَ عَنْ مَعْرِفَةِ خَالِقِهِ أَعْجَزُ، بَلْ هُوَ عَاجِزٌ عَنْ إِدْرَاكِ حَقِيقَةِ قَوْلِهِ وَحَوَاسِّهِ كَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَشَمِّهِ وَكَلَامِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّ لِلنَّاسِ فِي كُلٍّ مِنْهَا اخْتِلَافَاتٍ وَمَذَاهِبَ لَا يَحْصُلُ النَّاظِرُ مِنْهَا عَلَى طَائِلٍ كَاخْتِلَافِهِمْ فِي أَنَّ الْأَبْصَارَ بِالِانْطِبَاعِ أَوْ بِخُرُوجِ الشُّعَاعِ، وَأَنَّ الشَّمَّ بِتَكَيُّفِ الْهَوَاءِ أَوْ بِانْبِثَاثِ الْأَجْزَاءِ مِنْ ذِي الرَّائِحَةِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الِاخْتِلَافَاتِ الْمَشْهُورَةِ، فَإِذَا كَانَ الْحَالُ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي يُلَابِسُهَا الْإِنْسَانُ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ، فَكَيْفَ يَكُونُ الْحَالُ فِي مَعْرِفَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ وَقَدْ تَحَصَّلَ مِمَّا سُقْنَاهُ فِي مَعْنَى هَذَا الْأَثَرِ أَقْوَالٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[الْخَبَرُ الدَّالُّ عَلَى وُجُودِ الْقُطْبِ وَالْأَوْتَادِ وَالنُّجَبَاءِ وَالْأَبْدَالِ]

69 -

الْخَبَرُ الدَّالُّ

عَلَى وُجُودِ الْقُطْبِ وَالْأَوْتَادِ وَالنُّجَبَاءِ وَالْأَبْدَالِ

بسم الله الرحمن الرحيم

وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحِبِهِ وَسَلَّمَ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَاوَتَ بَيْنَ خَلْقِهِ فِي الْمَرَاتِبِ، وَجَعَلَ فِي كُلِّ قَرْنٍ سَابِقِينَ بِهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُنَزِّلُ الْغَمَامَ السَّاكِبَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْبَدْرِ الْمُنِيرِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الْهُدَاةِ الْكَوَاكِبِ.

وَبَعْدُ: فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ مَنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ إِنْكَارُ مَا اشْتُهِرَ عَنِ السَّادَةِ الْأَوْلِيَاءِ مِنْ أَنَّ مِنْهُمْ أَبْدَالًا وَنُقَبَاءَ وَنُجَبَاءَ وَأَوْتَادًا وَأَقْطَابًا، وَقَدْ وَرَدَتِ الْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ بِإِثْبَاتِ ذَلِكَ فَجَمَعْتُهَا فِي هَذَا الْجُزْءِ لِتُسْتَفَادَ وَلَا يُعَوَّلُ عَلَى إِنْكَارِ أَهْلِ الْعِنَادِ وَسَمَّيْتُهُ - الْخَبَرُ الدَّالُّ عَلَى وُجُودِ الْقُطْبِ وَالْأَوْتَادِ وَالنُّجَبَاءِ وَالْأَبْدَالِ - وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.

ص: 291

فَأَقُولُ: وَرَدَ فِي ذَلِكَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وأنس، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وأم سلمة - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ - وَمِنْ مُرْسَلِ الحسن، وعطاء، وبكر بن خنيس، وَمِنَ الْآثَارِ عَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مَا لَا يُحْصَى.

حَدِيثُ عمر: قَالَ أَبُو طَاهِرٍ الْمُخْلِصُ: أَنَا أحمد بن عبد الله بن سعيد ثَنَا السري بن يحيى ثَنَا شعيب بن إبراهيم حَدَّثَنَا سيف بن عمر عَنْ أبي عمر عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الشَّامُ قَدْ أُسْكِنَ فَإِذَا أَقْبَلَ جُنْدٌ مِنَ الْيَمَنِ وَمِمَّنْ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالْيَمَنِ فَاخْتَارَ أَحَدٌ مِنْهُمُ الشَّامَ قَالَ عمر - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -: يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنِ الْأَبْدَالِ هَلْ مَرَّتْ بِهِمُ الرِّكَابُ؟ أَخْرَجَهُ ابن عساكر فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ، وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ سيف بن عمر عَنْ محمد، وطلحة، وسهل قَالَ: كَتَبَ عمر إِلَى أبي عبيدة إِذَا أَنْتَ فَرَغْتَ مِنْ دِمَشْقَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَاصْرِفْ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْعِرَاقِ فَإِنَّهُ قَدْ أُلْقِيَ فِي رُوعِي أَنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَهَا ثُمَّ تُدْرِكُونَ إِخْوَانَكُمْ فَتَنْصُرُونَهُمْ عَلَى عَدْوِّهِمْ، وَأَقَامَ عمر بِالْمَدِينَةِ لِمُرُورِ النَّاسِ بِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ ضَرَبُوا إِلَيْهِ مِنْ بُلْدَانِهِمْ فَجَعَلَ إِذَا سَرَّحَ قَوْمًا إِلَى الشَّامِ قَالَ: لَيْتَ شِعْرِي عَنِ الْأَبْدَالِ فَهَلْ مَرَّتْ بِهِمُ الرِّكَابُ أَمْ لَا؟ وَإِذَا سَرَّحَ قَوْمًا إِلَى الْعِرَاقِ قَالَ: لَيْتَ شِعْرِي كَمْ فِي هَذَا الْحَيِّ مَنِ الْأَبْدَالِ؟

حَدِيثُ علي: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا أبو المغيرة ثَنَا صفوان عَنْ شريح بن عبيد قَالَ: ذُكِرَ أَهْلُ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - وَهُوَ بِالْعِرَاقِ - فَقَالُوا: الْعَنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:( «الْأَبْدَالُ بِالشَّامِ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلًا يَسْقِي بِهِمُ الْغَيْثَ وَيَنْتَصِرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَيَصْرِفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمُ الْعَذَابَ» ) - رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ - غَيْرَ شريح بن عبيد وَهُوَ ثِقَةٌ.

طَرِيقٌ ثَانِيَةٌ: قَالَ ابن عساكر فِي تَارِيخِهِ: أَنَا أبو القاسم الحسيني ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِنَانِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ أَنَا الحسن بن حبيب ثَنَا زكريا بن يحيى ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو السَّكْسَكِيِّ عَنْ شريح بن عبيد الحضرمي قَالَ: ذُكِرَ أَهْلُ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْعَنْهُمْ؟ فَقَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:( «إِنَّ الْأَبْدَالَ بِالشَّامِ يَكُونُونَ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا بِهِمْ تُسْقَوْنَ الْغَيْثَ وَبِهِمْ تُنْصَرُونَ عَلَى أَعْدَائِكُمْ وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الْبَلَاءُ وَالْغَرَقُ» ) قَالَ ابن عساكر: هَذَا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ شريح وَعَلِيٍّ فَإِنَّهُ لَمْ يَلْقَهُ. طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ:

ص: 292

قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْأَوْلِيَاءِ: حَدَّثَنِي أبو الحسن خلف بن محمد الواسطي ثَنَا يعقوب بن محمد الزهري ثَنَا مجاشع بن عمرو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ إبراهيم عَنْ عبد الله بن زرير عَنْ علي «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْأَبْدَالِ؟ قَالَ: (هُمْ سِتُّونَ رَجُلًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَلِّهِمْ لِي، قَالَ: لَيْسُوا بِالْمُتَنَطِّعِينَ وَلَا بِالْمُبْتَدِعِينَ وَبِالْمُتَعَمِّقِينَ، لَمْ يَنَالُوا مَا نَالُوا بِكَثْرَةِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنْ بِسَخَاءِ الْأَنْفُسِ وَسَلَامَةِ الْقُلُوبِ وَالنَّصِيحَةِ لِأَئِمَّتِهِمْ» ) أَخْرَجَهُ الخلال فِي كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ، وَفِيهِ بَدَلُ: وَلَا بِالْمُتَعَمِّقِينَ: وَلَا بِالْمُعْجَبِينَ، وَزَادَ فِي أُخْرَى:( «إِنَّهُمْ يَا علي فِي أُمَّتِي أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ» ) .

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ: قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ثَنَا علي بن الحسين الخواص الموصلي ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا عياش بن عباس القتباني عَنْ عبد الله بن زرير الغافقي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( «لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ» ) قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، قَالَ ابن عساكر: هَذَا وَهْمٌ مِنَ الطَّبَرَانِيِّ بَلْ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَيْضًا عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سَعْدَانَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيُّ ثَنَا علي بن الحسين بن ثابت ثَنَا هشام بن خالد ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ بِهِ، قَالَ: وَرَوَاهُ الحارث بن يزيد المصري عَنِ ابن زرير فَوَقَفَهُ عَلَى علي وَلَمْ يَرْفَعْهُ، أَخْبَرَنَاهُ أبو بكر محمد بن محمد أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيءُ أَنَا أحمد بن عبد الله بن الخضر ثَنَا أحمد بن علي بن محمد أَنَا أَبِي أَنَا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعيدي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ثَنَا عبد الله بن صالح حَدَّثَنِي أبو شريح أَنَّهُ سَمِعَ الحارث بن يزيد يَقُولُ: حَدَّثَنِي عبد الله بن زرير الغافقي أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ، وَسُبُّوا ظَلَمَتَهُمْ. أَخْرَجَهُ الحاكم فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقِ أحمد بن الحارث بن يزيد بِهِ، وَقَالَ: صَحِيحٌ، وَأَقَرَّهُ الذهبي فِي مُخْتَصَرِهِ.

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ مَوْقُوفَةٌ: وَبِهِ إِلَى أبي عمرو السعيدي ثَنَا زياد بن يحيى أبو الخطاب ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنِ الفرج بن فضالة ثَنَا عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنِ الحارث بن حومل عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ، وَقَالَ الحارث: يَا رجاء اذْكُرْ لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ مِنْ أَهْلِ بَيْسَانَ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَصَّ أَهْلَ بَيْسَانَ بِرَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ مِنَ الْأَبْدَالِ، لَا يَمُوتُ وَاحِدٌ إِلَّا أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ وَاحِدًا، وَلَا تَذْكُرْ

ص: 293

لِي مِنْهُمَا مُتَمَاوِتًا وَلَا طَعَّانًا عَلَى الْأَئِمَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ مِنْهُمَا الْأَبْدَالُ. لَهُ طُرُقٌ عَنِ الفرج بن فضالة.

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ علي مَوْقُوفَةٌ: قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ أَنَا عبد الرزاق أَنَا معمر عَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ صِفِّينَ: اللَّهُمَّ الْعَنْ أَهْلَ الشَّامِ، فَقَالَ علي: لَا تَسُبَّ أَهْلَ الشَّامِ فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ، فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ، فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ، أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ، والخلال وَابْنُ عَسَاكِرَ، وَلَهُ طُرُقٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَفِي بَعْضِهَا عَنْ صفوان بن عبد الله بن صفوان، وَفِي بَعْضِهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أبي عثمان بن سنة عَنْ علي، وَفِي بَعْضِهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ علي.

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ: قَالَ يعقوب بن سفيان: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ثَنَا شريك عَنْ عثمان بن أبي زرعة عَنْ أبي صادق قَالَ: سَمِعَ علي رَجُلًا وَهُوَ يَلْعَنُ أَهْلَ الشَّامِ فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا تَلْعَنْهُمْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ.

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ: قَالَ ابن عساكر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْأَنْمَاطِيُّ أَنَا المبارك بن عبد الجبار أَنَا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حُمَةَ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ ثَنَا جَدِّي ثَنَا عثمان بن محمد ثَنَا جرير عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: خَطَبَنَا علي فَذَكَرَ الْخَوَارِجَ فَقَامَ رَجُلٌ فَلَعَنَ أَهْلَ الشَّامِ فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ لَا تُعَمِّمْ فَإِنَّ مِنْهُمُ الْأَبْدَالَ وَمِنْكُمُ الْعَصَبُ، وَبِالسَّنَدِ السَّابِقِ إِلَى أبي عمرو السعيدي ثَنَا الحسين بن عبد الرحمن أَنَا وكيع عَنْ فطر عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ علي رضي الله عنه قَالَ: الْأَبْدَالُ بِالشَّامِ وَالنُّجَبَاءُ بِالْكُوفَةِ، وَقَالَ ابن عساكر: أَنْبَأَنَا أبو الغنائم عَنْ محمد بن علي بن الحسن الحسني ثَنَا محمد بن عبد الله الجعفي ثَنَا محمد بن عمار العطار ثَنَا علي بن محمد بن خبية ثَنَا عمرو بن حماد بن طلحة ثَنَا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عَنْ قطر عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ علي قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَهْلَ الْمَشْرِقِ وَأَهْلَ الْمَغْرِبِ فَيَجْتَمِعُونَ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ، فَأَمَّا الرُّفَقَاءُ فَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَمَّا الْأَبْدَالُ فَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ.

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ: وَبِهِ إِلَى محمد بن عمار ثَنَا جعفر بن علي بن نجيح ثَنَا حسن بن حسين عَنْ علي بن القاسم عَنْ صباح بن يحيى المزني عَنْ سعيد بن الوليد الهجري عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ علي: أَلَا إِنَّ الْأَوْتَادَ مِنْ أَبْنَاءِ الْكُوفَةِ، وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَبِدَالَ.

ص: 294

طَرِيقٌ أُخْرَى: قَالَ الخلال: ثَنَا علي بن عمرو بن سهل الحريري ثَنَا علي بن محمد بن كاس ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خالد بن يزيد السكسكي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ علي - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - قَالَ: قُبَّةُ الْإِسْلَامِ بِالْكُوفَةِ وَالْهِجْرَةُ بِالْمَدِينَةِ وَالنُّجَبَاءُ بِمِصْرَ وَالْأَبْدَالُ بِالشَّامِ وَهُمْ قَلِيلٌ - أَخْرَجَهُ ابن عساكر مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ بِهِ.

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُمْ: قَالَ ابن عساكر: أَنَا نصر بن أحمد بن مقاتل عَنْ أَبِي الْفَرَجِ سَهْلِ بْنِ بِشْرٍ الْإِسْفِرَايِينِيِّ أَنَا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال أَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ ثَنَا أبو علي الحسين بن حميد العك ثَنَا زهير بن عباد ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عياش بن عباس القتباني أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: الْأَبْدَالُ مِنَ الشَّامِ وَالنُّجَبَاءُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَالْأَخْيَارُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ.

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ: قَالَ الْحَافِظُ أبو محمد الخلال فِي كِتَابِ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ: ثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار أَنَا محمد بن مخلد الصفار ثَنَا أحمد بن منصور زاج ثَنَا حسين بن علي عَنْ زائدة عَنْ عمار الذهبي عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ علي قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَدْفَعُ عَنِ الْقَرْيَةِ بِسَبْعَةِ مُؤْمِنِينَ يَكُونُونَ فِيهَا.

حَدِيثُ أَنَسٍ: قَالَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ: ثَنَا عمر بن يحيى بن نافع الأيلي (ح) وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وابن شاهين، وَالْحَافِظُ أبو محمد الخلال فِي كِتَابِ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ مَعًا ثَنَا محمد بن زهير بن الفضل الأيلي ثَنَا عمر بن يحيى بن نافع ثَنَا العلاء بن زيدل عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:( «الْبُدَلَاءُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا: اثْنَانِ وَعِشْرُونَ بِالشَّامِ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ بِالْعِرَاقِ، كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ، فَإِذَا جَاءَ الْأَمْرُ قُبِضُوا كُلُّهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُومُ السَّاعَةُ» ) .

طَرِيقٌ ثَانٍ عَنْهُ: قَالَ الْحَافِظُ أبو محمد الخلال فِي كِتَابِ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ: أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ ثَنَا عمر بن محمد الصابوني ثَنَا إبراهيم بن الوليد الجشاش ثَنَا أَبُو عُمَرَ الْغُدَانِيُّ ثَنَا أبو سلمة الخراساني عَنْ عطاء عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «الْأَبْدَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَةً، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلًا، وَكُلَّمَا مَاتَتِ امْرَأَةٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهَا امْرَأَةً» ) أَخْرَجَهُ الديلمي فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسٍ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ إبراهيم بن الوليد.

طَرِيقٌ ثَالِثٌ عَنْهُ: قَالَ ابن لال فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ: ثَنَا عبد الله بن يزيد بن يعقوب

ص: 295

الدقاق ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ ثَنَا عوف عَنِ الحسن عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( «إِنَّ بُدَلَاءَ أُمَّتِي لَمْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِكَثْرَةِ صَلَاتِهِمْ وَلَا صِيَامِهِمْ وَلَكِنْ دَخَلُوهَا بِسَلَامَةِ صُدُورِهِمْ وَسَخَاوَةِ أَنْفُسِهِمْ» ) أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، والخلال وَزَادَ فِي آخِرِهِ: وَالنُّصْحِ لِلْمُسْلِمِينَ.

طَرِيقٌ رَابِعٌ عَنْهُ: قَالَ ابن عساكر: قَرَأْتُ بِخَطِّ تَمَّامِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى ثَنَا المنذر بن العباس بن نجيح القرشي حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( «إِنَّ دِعَامَةَ أُمَّتِي عَصَبُ الْيَمَنِ وَأَبْدَالُ الشَّامِ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، كُلَّمَا هَلَكَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ، لَيْسُوا بِالْمُتَمَاوِتِينَ وَلَا بِالْمُتَهَالِكِينَ وَلَا الْمُتَنَاوِشِينَ، لَمْ يَبْلُغُوا مَا بَلَغُوا بِكَثْرَةِ صَوْمٍ وَلَا صَلَاةٍ، وَإِنَّمَا بَلَغُوا ذَلِكَ بِالسَّخَاءِ وَصِحَّةِ الْقُلُوبِ وَالْمُنَاصَحَةِ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ» ) .

وَقَالَ ابن عساكر أَيْضًا: أَنْبَأَنَا أبو الفضل محمد بن ناصر أَنَا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي أَنَا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري بِمَكَّةَ ثَنَا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن ثَنَا بكر بن محمد بن سعيد ثَنَا نصر بن علي ثَنَا نوح بن قيس عَنْ عبد الملك بن معقل عَنْ يزيد الرقاشي عَنْ أَنَسٍ بِهِ.

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ: قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: ثَنَا عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( «لَنْ تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِثْلِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ فَبِهِمْ يُسْقَوْنَ وَبِهِمْ يُنْصَرُونَ، مَا مَاتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ» ) قَالَ قَتَادَةُ: لَسْنَا نَشُكُّ أَنَّ الحسن مِنْهُمْ، قَالَ الْحَافِظُ أبو الحسن الهيثمي فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

حَدِيثُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: قَالَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ ثَنَا أَبِي ثَنَا سليمان ثَنَا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: الْأَبْدَالُ بِالشَّامِ وَهُمْ ثَلَاثُونَ رَجُلًا عَلَى مِنْهَاجِ إِبْرَاهِيمَ، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ، عِشْرُونَ مِنْهُمْ عَلَى مِنْهَاجِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وَعِشْرُونَ مِنْهُمْ قَدْ أُوتُوا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ.

حَدِيثُ عِبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: قَالَ الْإِمَامُ أحمد فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ أَنَا الحسن بن ذكوان عَنْ عبد الواحد بن قيس عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

ص: 296

( «الْأَبْدَالُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثُونَ مَثَلُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلًا» ) أَخْرَجَهُ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ، والخلال فِي كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عبد الواحد، وَقَدْ وَثَّقَهُ العجلي وأبو زرعة.

طَرِيقٌ ثَانٍ عَنْهُ: قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي محمد بن الفرج ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنِي عمر البزار عَنْ عبيسة الخواص عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أبي قلابة عَنْ أبي الأشعث عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( [ «لَا يَزَالُ] الْأَبْدَالُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ، بِهِمْ تَقُومُ الْأَرْضُ وَبِهِمْ تُمْطَرُونَ وَبِهِمْ تُنْصَرُونَ» ) قَالَ قَتَادَةُ: إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ الحسن مِنْهُمْ.

حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ الْإِمَامُ أحمد فِي الزُّهْدِ ثَنَا عبد الرحمن ثَنَا سفيان عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ المنهال بن عمرو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا خَلَتِ الْأَرْضُ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ مِنْ سَبْعَةٍ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ. أَخْرَجَهُ الخلال.

حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَزْرِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا سعيد بن أبي زيدون ثَنَا عبد الله بن هارون الصوري ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «خِيَارُ أُمَّتِي فِي كُلِّ قَرْنِ خَمْسُمِائَةٍ، وَالْأَبْدَالُ أَرْبَعُونَ، فَلَا الْخَمْسُمِائَةِ يَنْقُصُونَ وَلَا الْأَرْبَعُونَ، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مِنَ الْخَمْسِمِائَةِ مَكَانَهُ وَأَدْخَلَ مِنَ الْأَرْبَعِينَ مَكَانَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: دُلَّنَا عَلَى أَعْمَالِهِمْ، قَالَ: يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ وَيُحْسِنُونَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ وَيَتَوَاسَوْنَ فِيمَا آتَاهُمُ اللَّهُ» ) أَخْرَجَهُ أبو نعيم، وتمام، وَابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَأَخْرَجَهُ ابن عساكر أَيْضًا مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ عَنْ محمد بن الخزر - وَلَفْظُهُ: كُلَّمَا مَاتَ بَدِيلٌ. وَأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ عَنْ سعيد بن عبدوس عَنْ عبد الله بن هارون، بِلَفْظِ:«كُلَّمَا مَاتَ أَحَدٌ بَدَّلَ اللَّهُ مِنَ الْخَمْسِمِائَةٍ مَكَانَهُ وَأَدْخَلَ فِي الْخَمْسِمِائَةِ مَكَانَهُ» .

طَرِيقٌ ثَانٍ: قَالَ الخلال فِي كِتَابِ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ: ثَنَا أحمد بن محمد بن يوسف ثَنَا عبد الصمد بن علي بن مكرم ثَنَا محمد بن زكريا الغلابي ثَنَا يحيى بن بسطام ثَنَا محمد بن الحارث ثَنَا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( «لَا يَزَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا يَحْفَظُ اللَّهَ بِهِمُ الْأَرْضَ كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ وَهُمْ فِي الْأَرْضِ كُلِّهَا» ) وَأَخْرَجَ أبو نعيم فِي الْحِلْيَةِ ثَنَا عبد الله بن جعفر ثَنَا

ص: 297

إسماعيل بن عبد الله ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ثَنَا يحيى بن أيوب عَنِ ابن عجلان عَنْ عياض بْنِ عبد الله عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( «لِكُلِّ قَرْنٍ مِنْ أُمَّتِي سَابِقُونَ» ) وَقَالَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا أبي محمد بن الحسن ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( «فِي كُلِّ قَرْنٍ مِنْ أُمَّتِي سَابِقُونَ» ) .

حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ أبو نعيم: ثَنَا محمد بن أحمد بن الحسن ثَنَا محمد بن السري القنطري ثَنَا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري ثَنَا عبد الرحيم بن يحيى الأرمني ثَنَا عثمان بن عمارة ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ منصور عَنْ إبراهيم عَنِ الأسود عَنْ عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «إِنَّ لِلَّهِ عز وجل فِي الْخَلْقِ ثَلَاثَمِائَةٍ قَلْبُهُمْ عَلَى قَلْبِ آدَمَ عليه السلام، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ أَرْبَعُونَ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مُوسَى عليه السلام، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ سَبْعَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ خَمْسَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ جِبْرِيلَ عليه السلام، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ ثَلَاثَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مِيكَائِيلَ عليه السلام، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ وَاحِدٌ قَلْبُهُ عَلَى قَلْبِ إِسْرَافِيلَ عليه السلام، فَإِذَا مَاتَ الْوَاحِدُ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلَاثَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلَاثَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْخَمْسَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الْخَمْسَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ السَّبْعَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ السَّبْعَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْأَرْبَعِينَ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الْأَرْبَعِينَ أَبْدَلَ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلَاثِمِائَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلَاثِمِائَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْعَامَّةِ، فَبِهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمْطِرُ وَيُنْبِتُ وَيَدْفَعُ الْبَلَاءَ» ) قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: وَكَيْفَ بِهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ يَسْأَلُونَ اللَّهَ إِكْثَارَ الْأُمَمِ فَيَكْثُرُونَ وَيَدْعُونَ عَلَى الْجَبَابِرَةِ فَيُقْصَمُونَ وَيَسْتَسْقُونَ فَيُسْقَوْنَ وَيَسْأَلُونَ فَتَنْبُتُ لَهُمُ الْأَرْضُ وَيَدْعُونَ فَيَدْفَعُ بِهِمْ أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ، أَخْرَجَهُ ابن عساكر.

طَرِيقٌ آخَرُ: قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ: أَنَا أحمد بن داود المكي ثَنَا ثابت بن عياش الْأَحْدَبُ ثَنَا أبو رجاء الكلبي ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «لَا يَزَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، يُقَالُ لَهُمُ الْأَبْدَالُ، إِنَّهُمْ لَنْ يُدْرِكُوهَا بِصَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا بِصَدَقَةٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبِمَ أَدْرَكُوهَا؟ قَالَ: بِالسَّخَاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِلْمُسْلِمِينَ» ) .

حَدِيثُ عوف بن مالك: قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ ثَنَا عمرو بن واقد عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مِصْرُ سَبُّوا أَهْلَ الشَّامِ فَأَخْرَجَ عوف بن مالك رَأْسَهُ مِنْ بُرْنُسِهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا أَهْلَ مِصْرَ أَنَا عوف بن مالك، لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (فِيهِمُ الْأَبْدَالُ

ص: 298

بِهِمْ تُنْصَرُونَ وَبِهِمْ تُرْزَقُونَ» ) أَخْرَجَهُ ابن عساكر مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَمِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عمرو بن واقد، وَرِجَالُ الْإِسْنَادٍ ثِقَاتٌ غَيْرُهُ؛ فَإِنَّ الْجُمْهُورَ ضَعَّفُوهُ، وَوَثَّقَهُ محمد بن مبارك الصوري، وشهر مُخْتَلَفٌ فِيهِ.

حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: قَالَ أبو عبد الرحمن السلمي فِي كِتَابِ سُنَنِ الصُّوفِيَّةِ: ثَنَا أحمد بن علي بن الحسن ثَنَا جعفر بن عبد الوهاب السرخسي ثَنَا عبيد بن آدم عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي حمزة عَنْ ميسرة بْنِ عَبَدِ رَبِّهِ عَنِ المغيرة بن قيس عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مِنَ الْأَبْدَالِ الَّذِينَ بِهِمْ قِوَامُ الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا: الرِّضَا بِالْقَضَاءِ، وَالصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَالْغَضَبُ فِي ذَاتِ اللَّهِ» ) أَخْرَجَهُ الديلمي فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ.

حَدِيثُ واثلة: قَالَ ابن عساكر: قُرِئَ على أبي محمد بن الأكفاني وَأَنَا أَسْمَعُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَيْدَانِيُّ أَنَا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب الليثي الدمشقي ثَنَا أبو سهل سعيد بن الحسن الأصبهاني ثَنَا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثَنَا هشام بن خالد الأزرق ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا ابن جابر عَنْ عبد الله بن عامر عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «سَتَكُونُ دِمَشْقُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَكْثَرَ الْمُدُنِ أَهْلًا وَأَكْثَرَهُ أَبْدَالًا وَأَكْثَرَهُ مَسَاجِدَ وَأَكْثَرَهُ زُهَّادًا وَأَكْثَرَهُ مَالًا وَرِجَالًا وَأَقَلَّهُ كُفَّارًا، وَهِيَ مَعْقِلٌ لِأَهْلِهَا» ) .

حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنَا أحمد بن عبيد ثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا محمد بن عمران بن أبي ليل أَنَا سلمة بن رجاء كُوفِيٌّ - عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ عَنِ الحسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - أَوْ غَيْرِهِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «إِنَّ أَبِدَالَ أُمَّتِي لَمْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِالْأَعْمَالِ [وَلَكِنْ] إِنَّمَا دَخَلُوهَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَسَخَاوَةِ الْأَنْفُسِ وَسَلَامَةِ الصُّدُورِ وَرَحْمَةٍ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ» ) قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: رَوَاهُ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ عَنْ محمد بن عمران فَقَالَ: عَنْ أبي سعيد، لَمْ يَقُلْ: وَقِيلَ: عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ عَنْ ثابت عَنْ أَنَسٍ.

حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي التَّارِيخِ: ثَنَا محمد بن المسيب ثَنَا عبد الرحمن بن مرزوق ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ عَنْ محمد بن عمرو عَنْ أبي سلمة عَنْ أَبِي

ص: 299

هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( «لَنْ تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ ثَلَاثِينَ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بِهِمْ تُغَاثُونَ وَبِهِمْ تُرْزَقُونَ وَبِهِمْ تُمْطَرُونَ» ) .

طَرِيقٌ ثَانٍ عَنْهُ: قَالَ الخلال: كَتَبَ إِلَيَّ أحمد بن هشام بِالْكُوفَةِ يَذْكُرُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدَانَ حَدَّثَهُمْ ثَنَا أحمد بن حازم ثَنَا الحكم بن سليمان الحبلي ثَنَا سيف بن عمر عَنْ موسى بن أبي عقيل البصري عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ( «دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْ هَذَا الْبَابِ السَّاعَةَ رَجُلٌ مِنْ أَحَدِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ بِهِمْ، فَإِذَا حَبَشِيٌّ قَدْ طَلَعَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ أَقْرَعُ أَجْدَعُ عَلَى رَأْسِهِ جَرَّةٌ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَبَا هُرَيْرَةَ هُوَ هَذَا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: مَرْحَبًا بيسار، وَكَانَ يَرُشُّ الْمَسْجِدَ وَيَكْنُسُهُ وَكَانَ غُلَامًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ» ) .

حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ: قَالَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيَّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ: ثَنَا عبد الرحيم بن حبيب ثَنَا داود بن محبر عَنْ ميسرة عَنْ أبي عبد الله الشامي عَنْ مكحول عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: إِنِ الْأَنْبِيَاءَ كَانُوا أَوْتَادَ الْأَرْضِ فَلَمَّا انْقَطَعَتِ النُّبُوَّةُ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُمْ قَوْمًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُمُ الْأَبْدَالُ، لَمْ يَفْضُلُوا النَّاسَ بِكَثْرَةِ صَوْمٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَا تَسْبِيحٍ، وَلَكِنْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ وَبِصِدْقِ الْوَرَعِ وَحُسْنِ النِّيَّةِ وَسَلَامَةِ قُلُوبِهِمْ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَالنَّصِيحَةِ لِلَّهِ.

حَدِيثُ أم سلمة: قَالَ أبو داود فِي سُنَنِهِ: ثَنَا محمد بن المثنى ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صالح أبي الخليل عَنْ صَاحِبٍ لَهُ عَنْ أم سلمة زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( «يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنَ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَوْا أَبِدَالَ أَهْلِ الشَّامِ وَعَصَائِبِ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ» ) الْحَدِيثَ، أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أحمد فِي مُسْنَدِهِ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْمُصَنَّفِ، وأبو يعلى، والحاكم، وَالْبَيْهَقِيُّ وَلَهُ طُرُقٌ سُمِّيَ فِي بَعْضِهَا الْمُبْهَمُ: مُجَاهِدًا، وَفِي بَعْضِهَا: عبد الله بن الحارث.

مُرْسَلُ الحسن: قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ السَّخَاءِ: ثَنَا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام ثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ عَنِ الحسن أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( «إِنَّ بُدَلَاءَ أُمَّتِي لَمْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِكَثْرَةِ صَلَاتِهِمْ وَلَا صِيَامِهِمْ وَلَكِنْ دَخَلُوهَا بِسَلَامَةِ الصُّدُورِ وَسَخَاوَةِ أَنْفُسِهِمْ» ) وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنْ أبي عبد الله الحافظ عَنْ أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسين عَنْ داود بن الحسين عَنْ يحيى بن يحيى عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ بِهِ،

ص: 300

وَأَخْرَجَهُ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ ثَنَا أَبِي ثَنَا عبد العزيز بن المغيرة البصري ثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ عَنِ الحسن قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «إِنَّ بُدَلَاءَ أُمَّتِي لَمْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِكَثْرَةِ صَوْمٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَكِنْ دَخَلُوهَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَسَلَامَةِ الصُّدُورِ وَسَخَاوَةِ الْأَنْفُسِ وَالرَّحْمَةِ بِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ» ) .

مُرْسَلُ عطاء: قَالَ أبو داود: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ ثَنَا ابن فضيل عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرجال بن سالم عَنْ عطاء قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( «الْأَبْدَالُ مِنَ الْمَوَالِي» ) أَخْرَجَهُ الحاكم فِي الْكُنَى.

مُرْسَلُ بكر بن خنيس: قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْأَوْلِيَاءِ: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ بكر بن خنيس يَرْفَعُهُ: ( «عَلَامَةُ أَبِدَالِ أُمَّتِي أَنَّهُمْ لَا يَلْعَنُونَ شَيْئًا أَبَدًا» ) .

الْآثَارُ: أَثَرٌ عَنِ الحسن: أَخْرَجَ ابن عساكر عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: لَنْ تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ سَبْعِينَ صِدِّيقًا وَهُمُ الْأَبْدَالُ، لَا يَهْلَكُ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِثْلَهُ، أَرْبَعُونَ بِالشَّامِ وَثَلَاثُونَ مِنْ سَائِرِ الْأَرَضِينَ.

أَثَرٌ عَنْ قَتَادَةَ: أَخْرَجَ ابن عساكر عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَنْ تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ أَرْبَعِينَ بِهِمْ يُغَاثُ النَّاسُ وَبِهِمْ يُنْصَرُونَ وَبِهِمْ يُرْزَقُونَ، كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلًا، قَالَ قَتَادَةُ: وَاللَّهِ إِنِّي لِأَرْجُو أَنْ يَكُونَ الحسن مِنْهُمْ.

أَثَرٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ: أَخْرَجَ الخلال، وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: قَالَتِ الْأَرْضُ: رَبِّ كَيْفَ تَدَعُنِي وَلَيْسَ عَلَيَّ نَبِيٌّ؟ قَالَ: سَوْفَ أَدَعُ عَلَيْكِ أَرْبَعِينَ صِدِّيقًا بِالشَّامِ.

أَثَرٌ عَنْ شهر: أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: لَنْ تَبْقَى الْأَرْضُ إِلَّا وَفِيهَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ وَيُخْرِجُ بَرَكَتَهَا، إِلَّا زَمَنَ إِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ كَانَ وَحْدَهُ.

أَثَرٌ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ وَمَنْ بَعْدَهُ: أَخْرَجَ ابن عساكر عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: الْأَبْدَالُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا بِالشَّامِ، بِهِمْ يُجَارُونَ وَبِهِمْ يُرْزَقُونَ، إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ، وَأَخْرَجَ

ص: 301

عَنِ الفضل بن فضالة قَالَ: الْأَبْدَالُ بِالشَّامِ فِي حِمْصَ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا، وَفِي دِمَشْقَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَبِبَيْسَانَ اثْنَانِ، وَأَخْرَجَ عَنِ الحسن بن يحيى الخشني قَالَ: بِدِمَشْقَ مِنَ الْأَبْدَالِ سَبْعَةَ عَشَرَ نَفْسًا وَبِبَيْسَانَ أَرْبَعَةٌ، وَأَخْرَجَ ابن أبي خيثمة، وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ ابن شوذب قَالَ: الْأَبْدَالُ سَبْعُونَ فَسِتُّونَ بِالشَّامِ وَعِشْرُونَ بِسَائِرِ الْأَرَضِينَ، وَأَخْرَجَا مِنْ طَرِيقِ عثمان بن عطاء عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْأَبْدَالُ أَرْبَعُونَ إِنْسَانًا، قُلْتُ لَهُ: أَرْبَعُونَ رَجُلًا؟ قَالَ: لَا تَقُلْ: أَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَلَكِنْ قُلْ: أَرْبَعُونَ إِنْسَانًا؛ لَعَلَّ فِيهِمْ نِسَاءً، وَأَخْرَجَ ابن عساكر مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: الْأَبْدَالُ بِالشَّامِ وَالنُّجَبَاءُ بِمِصْرَ وَالْعَصَبُ بِالْيَمَنِ وَالْأَخْيَارُ بِالْعِرَاقِ، وَأَخْرَجَ هُوَ والخطيب مِنْ طَرِيقِ عبيد الله بن محمد العبسي قَالَ: سَمِعْتُ الكناني يَقُولُ: النُّقَبَاءُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَالنُّجَبَاءُ سَبْعُونَ وَالْبُدَلَاءُ أَرْبَعُونَ وَالْأَخْيَارُ سَبْعَةٌ وَالْعُمُدُ أَرْبَعَةٌ وَالْغَوْثُ وَاحِدٌ، فَمَسْكَنُ النُّقَبَاءِ الْمَغْرِبُ، وَمَسْكَنُ النُّجَبَاءِ مِصْرُ، وَمَسْكَنُ الْأَبْدَالِ الشَّامُ، وَالْأَخْيَارُ سَيَّاحُونَ فِي الْأَرْضِ، وَالْعُمُدُ فِي زَوَايَا الْأَرْضِ، وَمَسْكَنُ الْغَوْثِ مَكَّةُ، فَإِذَا عَرَضَتِ الْحَاجَةُ مِنْ أَمْرِ الْعَامَّةِ ابْتَهَلَ فِيهَا النُّقَبَاءُ، ثُمَّ النُّجَبَاءُ، ثُمَّ الْأَبْدَالُ، ثُمَّ الْأَخْيَارُ، ثُمَّ الْعُمُدُ، فَإِنْ أُجِيبُوا وَإِلَّا ابْتَهَلَ الْغَوْثُ فَلَا تَتِمُّ مَسْأَلَتُهُ حَتَّى تُجَابَ دَعْوَتُهُ.

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ثَنَا عثمان بن مطيع ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: لَمَّا ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ - وَكَانُوا أَوْتَادَ الْأَرْضِ - أَخْلَفَ اللَّهُ مَكَانَهُمْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُمُ الْأَبْدَالُ، لَا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ يَخْلُفُهُ، وَهُمْ أَوْتَادُ الْأَرْضِ، قُلُوبُ ثَلَاثِينَ مِنْهُمْ عَلَى مِثْلِ يَقِينِ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَفْضُلُوا النَّاسَ بِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَلَا بِكَثْرَةِ الصِّيَامِ وَلَا بِحُسْنِ التَّخَشُّعِ وَلَا بِحُسْنِ الْحِلْيَةِ وَلَكِنْ بِصِدْقِ الْوَرَعِ وَحُسْنِ النِّيَّةِ وَسَلَامَةِ الْقُلُوبِ وَالنَّصِيحَةِ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ بَصَبْرٍ حَلِيمٍ وَلُبٍّ رَحِيمٍ، وَتَوَاضُعٍ فِي غَيْرِ مَذَلَّةٍ، لَا يَلْعَنُونَ أَحَدًا وَلَا يُؤْذُونَ أَحَدًا وَلَا يَتَطَاوَلُونَ عَلَى أَحَدٍ تَحْتَهُمْ وَلَا يُحَقِّرُونَهُ، وَلَا يَحْسُدُونَ أَحَدًا فَوْقَهُمْ، لَيْسُوا بِمُتَخَشِّعِينَ وَلَا مُتَمَاوِتِينَ وَلَا مُعْجَبِينَ، لَا يُحِبُّونَ لِدُنْيَا وَلَا يُحِبُّونَ الدُّنْيَا، لَيْسُوا الْيَوْمَ فِي وَحْشَةٍ وَلَا غَدًا فِي غَفْلَةٍ، وَأَخْرَجَ الخلال عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: مَا مِنْ قَرْيَةٍ وَلَا بَلْدَةٍ إِلَّا يَكُونُ فِيهَا مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُمْ، وَأَخْرَجَ عَنْ زَاذَانَ قَالَ: مَا خَلَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ نُوحٍ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ فَصَاعِدًا يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ.

ص: 302

وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أحمد فِي الزُّهْدِ عَنْ كعب قَالَ: لَمْ يَزَلْ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمُ الْعَذَابَ، وَأَخْرَجَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ فِي أَخْبَارِ الخضر قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ ثَنَا يحيى بن سعيد السعدي أَخْبَرَنِي أبو جعفر الكوفي عَنْ أبي عمر النصيبي قَالَ: خَرَجْتُ أَطْلُبُ مَسْأَلَةً مِنْ مِصْقَلَةَ بِالشَّامِ وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مَنَ الْأَبْدَالِ، فَلَقِيتُهُ بِوَادِي الْأُرْدُنِّ فَقَالَ لِي: أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ رَأَيْتُهُ الْيَوْمَ فِي هَذَا الْوَادِي؟ فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: دَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ فَأُلْقِيَ فِي رُوعِي أَنَّهُ إِلْيَاسُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا إِلْيَاسُ النَّبِيُّ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَلْ فِي الْأَرْضِ الْيَوْمَ مَنِ الْأَبْدَالِ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُمْ سِتُّونَ رَجُلًا، مِنْهُمْ خَمْسُونَ بِالشَّامِ فِيمَا بَيْنَ الْعَرِيشِ إِلَى الْفُرَاتِ، وَمِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ بِالْمِصِّيصَةِ، وَوَاحِدٌ بِأَنْطَاكِيَةَ، وَسَائِرُ الْعَشْرَةِ فِي سَائِرِ أَمْصَارِ الْعَرَبِ. وَأَخْرَجَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَتْلِيُّ فِي كِتَابِ الدِّيبَاجِ لَهُ بِسَنَدِهِ عَنْ داود بن يحيى مولى عون الطفاوي عَنْ رَجُلٍ كَانَ مُرَابِطًا بِعَسْقَلَانَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ بِالْأُرْدُنِّ إِذْ أَنَا بِرَجُلٍ فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي قَائِمٌ يُصَلِّي فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّهُ إِلْيَاسُ، فَذَكَرَ نَحْوَ مَا قَبْلَهُ، وَلَفْظُهُ، قُلْتُ: فَكَمِ الْإِبْدَالُ؟ قَالَ: هُمْ سِتُّونَ رَجُلًا - خَمْسُونَ مَا بَيْنَ عَرِيشِ مِصْرَ إِلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، وَرَجُلَانِ بِالْمِصِّيصَةِ، وَرَجُلٌ بِأَنْطَاكِيَةَ، وَسَبْعَةٌ فِي سَائِرِ الْأَمْصَارِ - بِهِمْ تُسْقَوْنَ الْغَيْثَ وَبِهِمْ تُنْصَرُونَ عَلَى الْعَدُوِّ وَبِهِمْ يُقِيمُ اللَّهُ أَمْرَ الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الدُّنْيَا أَمَاتَهُمْ جَمِيعًا.

وَفِي كِفَايَةِ الْمُعْتَقَدِ لليافعي - نَفَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِبَرَكَتِهِ - قَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: الصَّالِحُونَ كَثِيرٌ مُخَالِطُونَ لِلْعَوَامِّ لِصَلَاحِ النَّاسِ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَالنُّجَبَاءُ فِي الْعَدَدِ أَقَلُّ مِنْهُمْ، وَالنُّقَبَاءُ فِي الْعَدَدِ أَقَلُّ مِنْهُمْ، وَهُمْ مُخَالِطُونَ الْخَوَاصَّ، وَالْأَبْدَالُ فِي الْعَدَدِ أَقَلُّ مِنْهُمْ نَازِلُونَ فِي الْأَمْصَارِ الْعِظَامِ لَا يَكُونُ فِي الْمِصْرِ مِنْهُمْ إِلَّا الْوَاحِدُ بَعْدَ الْوَاحِدِ، فَطُوبَى لِأَهْلِ بَلْدَةٍ كَانَ فِيهَا اثْنَانِ مِنْهُمْ، وَالْأَوْتَادُ وَاحِدٌ بِالْيَمَنِ وَوَاحِدٌ بِالشَّامِ وَوَاحِدٌ فِي الْمَشْرِقِ وَوَاحِدٌ فِي الْمَغْرِبِ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يُدِيرُ الْقُطْبَ فِي الْآفَاقِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ أَرْكَانِ الدُّنْيَا كَدَوَرَانِ الْفَلَكِ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَقَدْ سُتِرَتْ أَحْوَالُ الْقُطْبِ - وَهُوَ الْغَوْثُ - عَنِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ غَيْرَةً مِنَ الْحَقِّ عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنَّهُ يُرَى عَالِمًا كَجَاهِلٍ، أَبْلَهَ كَفَطِنٍ، تَارِكًا آخِذًا، قَرِيبًا بَعِيدًا، سَهْلًا عَسِرًا، آمِنًا حَذِرًا، وَكَشْفُ أَحْوَالِ الْأَوْتَادِ لِلْخَاصَّةِ وَكَشْفُ أَحْوَالِ الْبُدَلَاءِ لِلْخَاصَّةِ وَالْعَارِفِينَ، وَسَتَرُ أَحْوَالَ النُّجَبَاءِ وَالنُّقَبَاءِ عَنِ الْعَامَّةِ خَاصَّةً وَكَشْفُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، وَكَشْفُ حَالِ الصَّالِحِينَ لِلْعُمُومِ وَالْخُصُوصِ؛ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا، وَعِدَّةُ النُّجَبَاءِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَالنُّقَبَاءُ أَرْبَعُونَ وَالْبُدَلَاءُ

ص: 303

قِيلَ ثَلَاثُونَ، وَقِيلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، وَقِيلَ سَبْعَةٌ - وَهُوَ الصَّحِيحُ - وَالْأَوْتَادُ أَرْبَعَةٌ، فَإِذَا مَاتَ الْقُطْبُ جُعِلَ مَكَانَهُ خِيَارُ الْأَرْبَعَةِ، وَإِذَا مَاتَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ جُعِلَ مَكَانَهُ خِيَارُ السَّبْعَةِ، وَإِذَا مَاتَ أَحَدُ السَّبْعَةِ جُعِلَ مَكَانَهُ خِيَارُ الْأَرْبَعِينَ، وَإِذَا مَاتَ أَحَدُ الْأَرْبَعِينَ جُعِلَ مَكَانَهُ خِيَارُ الثَّلَاثِمِائَةِ، وَإِذَا مَاتَ أَحَدُ الثَّلَاثِمِائَةِ جُعِلَ مَكَانَهُ خِيَارُ الصَّالِحِينَ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ السَّاعَةَ أَمَاتَهُمْ أَجْمَعِينَ، وَبِهِمْ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْ عِبَادِهِ الْبَلَاءَ وَيُنْزِلُ قَطْرَ السَّمَاءِ. انْتَهَى، ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: وَالْقُطْبُ هُوَ الْوَاحِدُ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ عَلَى قَلْبِ إِسْرَافِيلَ، وَمَكَانُهُ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ كَالنُّقْطَةِ فِي الدَّائِرَةِ الَّتِي هِيَ مَرْكَزُهَا، بِهِ يَقَعُ صَلَاحُ الْعَالَمِ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَذْكُرْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَحَدًا عَلَى قَلْبِهِ؛ إِذْ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ فِي عَالَمِ الْخَلْقِ وَالْأَمْرِ أَعَزَّ وَأَلْطَفَ وَأَشْرَفَ مِنْ قَلْبِهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلُوبُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْأَوْلِيَاءِ بِالْإِضَافَةِ إِلَى قَلْبِهِ كَإِضَافَةِ سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِلَى كَمَالِ الشَّمْسِ. انْتَهَى.

وَأَخْرَجَ القشيري فِي الرِّسَالَةِ بِسَنَدِهِ عَنْ بلال الخواص قَالَ: كُنْتُ فِي تِيهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِذَا رَجُلٌ يُمَاشِينِي فَعَجِبْتُ، فَأُلْهِمْتُ أَنَّهُ الخضر عليه السلام فَقُلْتُ لَهُ: بِحَقِّ الْحَقِّ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَخُوكَ الخضر، قُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ، قَالَ: سَلْ، قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الشَّافِعِيِّ؟ قَالَ: هُوَ مِنَ الْأَوْتَادِ، قُلْتُ: وَمَا تَقُولُ فِي أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؟ قَالَ: رَجُلٌ صِدِّيقٌ، قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي بشر الحافي؟ قَالَ: لَمْ يُخْلَقْ بَعْدَهُ مِثْلُهُ، قُلْتُ: بِأَيِّ وَسِيلَةٍ رَأَيْتُكَ؟ قَالَ: بِبَرَكَةِ أُمِّكَ.

وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أحمد فِي الزُّهْدِ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وأبو نعيم، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ جَلِيسِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ بُدَلَاءُ أُمَّتِكَ؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا بِالْعِرَاقِ مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: بَلَى، مُحَمَّدُ بْنُ وَاسْعٍ وحسان بن أبي سنان وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ الَّذِي يَمْشِي فِي النَّاسِ بِمِثْلِ زُهْدِ أبي ذر فِي زَمَانِهِ.

وَأَخْرَجَ أبو نعيم عَنْ داود بن يحيى بن يمان قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الْأَبْدَالُ؟ قَالَ: الَّذِينَ لَا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ، وَإِنَّ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ مِنْهُمْ.

وَأَخْرَجَ ابن عساكر عَنْ أبي مطيع معاوية بن يحيى أَنَّ شَيْخًا مِنْ أَهْلِ حِمْصَ خَرَجَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ قَدْ أَصْبَحَ فَإِذَا عَلَيْهِ لَيْلٌ، فَلَمَّا صَارَ تَحْتَ الْقُبَّةِ سَمِعَ صَوْتَ جَرَسِ الْخَيْلِ عَلَى الْبَلَاطِ، فَإِذَا فَوَارِسُ قَدْ لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مِنْ أَيْنَ قَدِمْتُمْ؟ قَالُوا: أَوَلَمْ تَكُونُوا مَعَنَا؟ قَالُوا: لَا، قَالُوا: قَدِمْنَا مِنْ جِنَازَةِ الْبَدِيلِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالُوا: وَقَدْ مَاتَ،

ص: 304

مَا عَلِمْنَا بِمَوْتِهِ، فَمَنِ اسْتَخْلَفْتُمْ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: أرطاة بن المنذر، فَلَمَّا أَصْبَحَ الشَّيْخُ حَدَّثَ أَصْحَابَهُ فَقَالُوا: مَا عَلِمْنَا بِمَوْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ النَّهَارِ قَدِمَ الْبَرِيدُ بِخَبَرِ مَوْتِهِ.

وَفِي كِفَايَةِ الْمُعْتَقَدِ لليافعي عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ الشَّيْخِ عبد القادر الكيلاني قَالَ: خَرَجَ الشَّيْخُ عبد القادر مِنْ دَارِهِ لَيْلَةً فَنَاوَلْتُهُ إِبْرِيقًا فَلَمْ يَأْخُذْهُ، وَقَصَدَ بَابَ الْمَدْرَسَةِ فَانْفَتَحَ لَهُ الْبَابُ، فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ خَلْفَهُ ثُمَّ عَادَ الْبَابُ مُغْلَقًا، وَمَشَى إِلَى قُرْبٍ مِنْ بَابِ بَغْدَادَ فَانْفَتَحَ لَهُ فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ ثُمَّ عَادَ الْبَابُ مُغْلَقًا، وَمَشَى غَيْرَ بَعِيدٍ فَإِذَا نَحْنُ فِي بَلَدٍ لَا أَعْرِفُهُ فَدَخَلَ فِيهِ مَكَانًا شَبِيهًا بِالرِّبَاطِ، وَإِذَا فِيهِ سِتَّةُ نَفَرٍ فَبَادَرُوا إِلَى السَّلَامِ عَلَيْهِ، وَالْتَجَأْتُ إِلَى سَارِيَةٍ هُنَاكَ وَسَمِعْتُ مِنْ جَانِبِ ذَلِكَ الْمَكَانِ أَنِينًا فَلَمْ نَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى سَكَنَ الْأَنِينُ، وَدَخَلَ رَجُلٌ وَذَهَبَ إِلَى الْجِهَةِ الَّتِي سَمِعْتُ فِيهَا الْأَنِينَ ثُمَّ خَرَجَ يَحْمِلُ شَخْصًا عَلَى عَاتِقِهِ وَدَخَلَ آخَرُ مَكْشُوفَ الرَّأْسِ طَوِيلَ الشَّارِبِ وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيِ الشَّيْخِ فَأَخَذَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ الشَّهَادَتَيْنِ وَقَصَّ شَعْرَ رَأْسِهِ وَشَارِبَهُ وَأَلْبَسَهُ طَاقِيَّةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، وَقَالَ لِأُولَئِكَ النَّفَرِ: قَدْ أَمَرْتُ أَنْ يَكُونَ هَذَا بَدَلًا عَنِ الْمَيِّتِ، قَالُوا: سَمْعًا وَطَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ الشَّيْخُ وَتَرَكَهُمْ وَخَرَجْتُ خَلْفَهُ وَمَشَيْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ وَإِذَا نَحْنُ عِنْدَ بَابِ بَغْدَادَ فَانْفَتَحَ كَأَوَّلِ مَرَّةٍ ثُمَّ أَتَى الْمَدْرَسَةَ فَانْفَتَحَ لَهُ بَابُهَا وَدَخَلَ دَارَهُ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَقْسَمْتُ عَلَيْهِ أَنْ يُبَيِّنَ لِي مَا رَأَيْتُ، قَالَ: أَمَّا الْبَلَدُ فَنَهَاوَنْدُ، وَأَمَّا السِّتَّةُ فَهُمُ الْأَبْدَالُ، وَصَاحِبُ الْأَنِينِ سَابِعُهُمْ كَانَ مَرِيضًا فَلَمَّا حَضَرَتْ وَفَاتُهُ جِئْتُ أَحْضُرُهُ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ يَحْمِلُ شَخْصًا فأبو العباس الخضر عليه السلام ذَهَبَ بِهِ لِيَتَوَلَّى أَمْرَهُ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَخَذْتُ عَلَيْهِ الشَّهَادَتَيْنِ فَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ كَانَ نَصْرَانِيًّا وَأَمَرْتُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا عَنِ الْمُتَوَفَّى، فَأُتِيَ بِهِ فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيَّ وَهُوَ الْآنَ مِنْهُمْ.

فَائِدَةٌ: أَخْرَجَ أبو نعيم فِي الْحِلْيَةِ عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْبَسْطَامِيِّ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّكَ مِنَ الْأَبْدَالِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ هُمْ أَوْتَادُ الْأَرْضِ، فَقَالَ: أَنَا كُلُّ السَّبْعَةِ.

فَائِدَةٌ: أَخْرَجَ الشَّيْخُ نصر المقدسي فِي كِتَابِ الْحُجَّةِ عَلَى تَارِكِ الْمَحَجَّةِ بِسَنَدِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: هَلْ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ أَبِدَالٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: إِنْ لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ هُمُ الْأَبْدَالُ فَمَا أَعْرِفُ لِلَّهِ أَبْدَالًا، وَقَالَ الْحَافِظُ محب الدين بن النجار فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ: أَنْشَدَنَا محمد بن ناصر السلامي أَنْشَدَنَا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي أَنْشَدَنَا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ لِنَفْسِهِ:

عَابَ قَوْمٌ عِلْمَ الْحَدِيثِ وَقَالُوا

هُوَ عِلْمٌ طُلَّابُهُ جُهَّالُ

ص: 305

عَدَلُوا عَنْ مَحَجَّةِ الْعِلْمِ لَمَّا

دَقَّ عَنْهُمْ فَهْمُ الْعُلُومِ وَقَالُوا

إِنَّمَا الشَّرْعُ يَا أَخِي كِتَابُ اللَّهِ

لَا هُوَّةَ بِهِ وَلَا إِشْكَالُ

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ

فَاضَ يَقْضِي إِلَيْهِ الْمَآلُ

وَطَرِيقُ الْآثَارِ تُعْرَفُ بِالنَّقْلِ

وَلِلنَّقْلِ فَاعْلَمَنْهُ رِجَالُ

هَمُّهُمْ نَقْلُهُ وَنَفْيُ الَّذِي قَدْ

وَضَعَتْهُ عِصَابَةٌ ضُلَّالُ

لَمْ يَنْوُوا فِيهِ جَاهِدِينَ وَلَمْ تَقْطَعْهُمْ

عَنْ طِلَابِهِ الْأَشْغَالُ

وَقَضَوْا لَذَّةَ الْحَيَاةِ اغْتِبَاطًا

بِالَّذِي حَرَّرُوهُ مِنْهُ وَقَالُوا

وَرَضَوْهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بَدِيلًا

فَلَعَمْرِي لَنِعْمَ ذَاكَ الْبِدَالُ

وَلَقَدْ جَاءَنَا عَنِ السَّيِّدِ الْمَا

جِدِ حِلْفِ الْعَلْيَاءِ فِيهِمْ مَقَالُ

أحمد الْمُنْتَمِي إِلَى حَنْبَلٍ أَكْ

رِمْ بِهِ فِيهِ مَفْخَرٌ وَجَمَالُ

إِنَّ أَبِدَالَ أُمَّةِ الْمُصْطَفَى أَحْمَدَ

هُمْ حِينَ تُذْكَرُ الْأَبْدَالُ

فَائِدَةٌ: قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: صَارَتِ الْأَبْدَالُ أَبْدَالًا بِأَرْبَعَةٍ: قِلَّةِ الْكَلَامِ، وَقِلَّةِ الطَّعَامِ، وَقِلَّةِ الْمَنَامِ، وَاعْتِزَالِ الْأَنَامِ، وَأَخْرَجَ أبو نعيم فِي الْحِلْيَةِ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ التَّوَكُّلِ فَقَالَ: اضْطِرَابٌ بِلَا سُكُونٍ، رَجُلٌ يَضْطَرِبُ بِجَوَارِحِهِ وَقَلْبُهُ سَاكِنٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لَا إِلَى عَمَلِهِ، وَسُكُونٌ بِلَا اضْطِرَابٍ، رَجُلٌ سَاكِنٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِلَا حَرَكَةٍ، وَهَذَا عَزِيزٌ وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الْأَبْدَالِ.

وَأَخْرَجَ عَنْ مَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ قَالَ: مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، كُتِبَ مِنَ الْأَبْدَالِ، وَأَخْرَجَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النِّبَاجِيِّ قَالَ: إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَكُونُوا أَبْدَالًا فَأَحِبُّوا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَمَنْ أَحَبَّ مَا شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِنْ مَقَادِيرِ اللَّهِ شَيْءٌ إِلَّا أَحَبَّهُ.

فَائِدَةٌ: فِي كِتَابِ كِفَايَةِ الْمُعْتَقِدِ لليافعي - نَفَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ - قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْأَبْدَالُ أَبْدَالًا لِأَنَّهُمْ إِذَا غَابُوا تُبَدَّلُ فِي مَكَانِهِمْ صُوَرٌ رُوحَانِيَّةٌ تَخْلُفُهُمْ، وَبُنِيَ عَلَى ذَلِكَ مَا حُكِيَ عَنِ الشَّيْخِ مفرج الدماميلي أَنَّهُ رَآهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ [بِعَرَفَةَ] وَرَآهُ آخَرُ فِي مَكَانِهِ مِنْ زَاوِيَتِهِ بِدَمَامِيلَ لَمْ يُفَارِقْهُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَاجُّ ذَكَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ذَلِكَ لِصَاحِبِهِ وَتَنَازَعَا فِي ذَلِكَ وَحَلَفَ كُلٌّ بِالطَّلَاقِ فَاخْتَصَمَا إِلَيْهِ، فَأَقَرَّهُمَا وَأَبْقَى كُلًّا مِنْهُمَا عَلَى

ص: 306