الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالْجَعْفَرِيَّةِ وَالْعَقِيلِيَّةِ كُلٌّ جَائِزٌ شَرْعًا، وَقَدْ يُسْتَأْنَسُ فِيهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59] فَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَا بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى تَخْصِيصِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِلِبَاسٍ يَخْتَصُّونَ بِهِ مِنْ تَطْوِيلِ الْأَكْمَامِ وَإِدَارَةِ الطَّيْلَسَانِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لِيُعْرَفُوا فَيُجَلُّوا تَكْرِيمًا لِلْعِلْمِ، وَهَذَا وَجْهٌ حَسَنٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
التَّاسِعُ: هَلْ يَدْخُلُونَ فِي الْوَصِيَّةِ عَلَى الْأَشْرَافِ؟
وَالْعَاشِرُ: هَلْ يَدْخُلُونَ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْأَشْرَافِ؟ وَالْجَوَابُ: أَنَّهُ إِنْ وُجِدَ فِي كَلَامِ الْمُوصِي وَالْوَاقِفِ نَصٌّ يَقْتَضِي دُخُولَهُمْ أَوْ خُرُوجَهُمُ اتُّبِعَ، وَإِنْ لَمْ يُوجَدْ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى هَذَا وَلَا هَذَا فَقَاعِدَةُ الْفِقْهِ أَنَّ الْوَصَايَا وَالْأَوْقَافَ تُنَزَّلُ عَلَى عُرْفِ الْبَلَدِ، وَعُرْفُ مِصْرَ مِنْ عَهْدِ الْخُلَفَاءِ الْفَاطِمِيِّينَ إِلَى الْآنَ أَنَّ الشَّرِيفَ لَقَبٌ لِكُلِّ حَسَنِيٍّ وَحُسَيْنِيٍّ خَاصَّةً فَلَا يَدْخُلُونَ عَلَى مُقْتَضَى هَذَا الْعُرْفِ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُ دُخُولَهُمْ فِي وَقْفِ بِرْكَةِ الْحَبَشِ ; لِأَنَّ وَاقِفَهَا نَصَّ فِي وَقْفِهِ عَلَى ذَلِكَ حَيْثُ وَقَفَ نِصْفَهَا عَلَى الْأَشْرَافِ، وَنِصْفَهَا عَلَى الطَّالِبِيِّينَ.
[آخِرُ الْعَجَاجَةِ الزَّرْنَبِيَّةِ فِي السُّلَالَةِ الزَّيْنَبِيَّةِ]
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنْ كِتَابِ نُزْهَةِ الْمَجَالِسِ لعبد الرحمن الصفوري عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَالٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى» .
حِكَايَةٌ: «خَرَجَ عَلِيُّ بن أبي طالب رضي الله عنه يَبِيعُ إِزَارَ فاطمة رضي الله عنها لِيَأْكُلُوا بِثَمَنِهِ فَبَاعَهُ بِسِتَّةِ دَرَاهِمَ، فَرَآهُ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ أَعْرَابِيٍّ وَمَعَهُ نَاقَةٌ، فَقَالَ: يَا أبا الحسن اشْتَرِ هَذِهِ النَّاقَةَ، فَقَالَ: مَا مَعِي ثَمَنُهَا، قَالَ: إِلَى أَجَلٍ فَاشْتَرَاهَا بِمِائَةٍ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ مِيكَائِيلُ فِي طَرِيقِهِ فَقَالَ: أَتَبِيعُ هَذِهِ النَّاقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاشْتَرَيْتُهَا بِمِائَةٍ، قَالَ: وَلَكَ مِنَ الرِّبْحِ سِتُّونَ فَبَاعَهَا لَهُ، فَعَرَضَ لَهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: بِعْتَهُ النَّاقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ادْفَعْ إِلَيَّ دَيْنِي فَدَفَعَ لَهُ مِائَةً، وَرَجَعَ بِسِتِّينَ، فَقَالَتْ لَهُ فاطمة: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: تَاجَرْتُ مَعَ اللَّهِ بِسِتَّةٍ فَأَعْطَانِي سِتِّينَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: الْبَائِعُ جِبْرِيلُ، وَالْمُشْتَرِي مِيكَائِيلُ، وَالنَّاقَةُ لفاطمة
تَرْكَبُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
حِكَايَةٌ: " رَأَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه دِرْعَ علي رضي الله عنه يُبَاعُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ لَيْلَةَ عُرْسِهِ عَلَى فاطمة، فَقَالَ عثمان رضي الله عنه: هَذَا دِرْعُ فَارِسِ الْإِسْلَامِ لَا يُبَاعُ أَبَدًا فَدَفَعَ لِغُلَامِ علي أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَأَقْسَمَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُخْبِرَهُ بِذَلِكَ وَرَدَّ الدِّرْعَ مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ عثمان وَجَدَ فِي دَارِهِ أَرْبَعَمِائَةِ كِيسٍ فِي كُلِّ كِيسٍ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ دِرْهَمٍ هَذَا ضَرْبُ الرَّحْمَنِ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَالَ: هَنِيئًا لَكَ يَا عثمان ".
وَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِ غَرِيبٍ ضَحِكَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا نَظَرَ الْغَرِيبُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَعَنْ أَمَامِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، فَلَمْ يَرَ أَحَدًا يَعْرِفُهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَنْظُرُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْغَرِيبِ أَلْفَ نَظْرَةٍ» . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «مَا مِنْ غَرِيبٍ يَمْرَضُ فَيَرَى بِبَصَرِهِ فَلَا يَقَعُ عَلَى مَنْ يَعْرِفُهُ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ نَفَسٍ يَتَنَفَّسُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ» . وَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " «أَكْرِمُوا الْغُرَبَاءَ فَإِنَّ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا وَأَنَّهُ يُنَادَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا لِيَقُمِ الْغُرَبَاءُ فَيَقُومُونَ يَسْتَبِقُونَ إِلَى اللَّهِ، أَلَا مَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَنِي، وَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَكْرَمَ غَرِيبًا فِي غُرْبَتِهِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» .
وَعَنْهُ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ «: " أَلَا لَا غُرْبَةَ عَلَى مُؤْمِنٍ، وَمَا مَاتَ مُؤْمِنٌ فِي غُرْبَةٍ غَابَ عَنْهُ بَوَاكِيهِ إِلَّا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ» .
وَعَنْهُ عليه السلام: «قَالَ ارْحَمُوا الْيَتَامَى، وَأَكْرِمُوا الْغُرَبَاءَ، فَإِنِّي كُنْتُ فِي الصِّغَرِ يَتِيمًا وَفِي الْكِبَرِ غَرِيبًا ".
» وَقَالَ عليه السلام: «مَنْ آذَى جَارَهُ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ حَارَبَ جَارَهُ فَقَدْ حَارَبَنِي، وَمَنْ حَارَبَنِي فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ ".
» وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: «مَسْأَلَةُ النَّاسِ مِنَ الْفَوَاحِشِ، مَا أُحِلَّ مِنَ الْفَوَاحِشِ غَيْرُهَا ".»
فَائِدَةٌ: أَصَابَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام حَاجَةٌ فَذَهَبَ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ لِيَسْتَقْرِضَ مِنْهُ شَيْئًا، فَلَمْ يُقْرِضْهُ فَرَجَعَ مَهْمُومًا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ لَوْ سَأَلْتَنِي لَأَعْطَيْتُكَ فَقَالَ: يَا رَبِّ عَرَفْتُ مَقْتَكَ لِلدُّنْيَا فَخَشِيتُ أَنْ أَسْأَلَكَ إِيَّاهَا فَتَمْقُتُنِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ لَيْسَتِ الْحَاجَةُ مِنَ الدُّنْيَا.
حِكَايَةٌ: قَالَ النسفي فِي زَهْرَةِ الرِّيَاضِ: لَمَّا تَوَلَّى سُلَيْمَانُ الْمُلْكَ جَاءَهُ جَمِيعُ الْحَيَوَانَاتِ يُهَنِّئُونَهُ إِلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّهَا جَاءَتْ تُعَزِّيهِ فَعَاتَبَهَا النَّمْلُ فِي ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَيْفَ أُهَنِّئُهُ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا زَوَى عَنْهُ الدُّنْيَا، وَحَبَّبَ إِلَيْهِ الْآخِرَةَ، وَقَدْ شُغِلَ سُلَيْمَانُ بِأَمْرٍ لَا
يَدْرِي عَاقِبَتَهُ فَهُوَ بِالتَّعْزِيَةِ أَوْلَى مِنَ التَّهْنِئَةِ، وَجَاءَهُ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ شَرَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَقِيلَ لَهُ: إِنْ شَرِبْتَهُ لَمْ تَمُتْ فَشَاوَرَ جُنْدَهُ إِلَّا الْقُنْفُذَ فَإِنَّهُ كَانَ غَائِبًا، فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَشْرَبَهُ، فَأَرْسَلَ الْفَرَسَ خَلْفَ الْقُنْفُذِ فَلَمْ يُجِبْهَا، فَأَرْسَلَ الْكَلْبَ خَلْفَهَا فَأَجَابَهُ، فَسَأَلَهُ سُلَيْمَانُ عَنِ الشَّرَابِ فَقَالَ: لَا تَشْرَبْهُ فَإِنَّ الْمَوْتَ فِي عِزٍّ خَيْرٌ مِنَ الْبَقَاءِ فِي سِجْنِ الدُّنْيَا، قَالَ: صَدَقْتَ، فَأَرَاقَ الشَّرَابَ فِي الْبَحْرِ فَطَابَ مَاؤُهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَيْفَ أَطَعْتَ الْكَلْبَ دُونَ الْفَرَسِ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا تَعْدُو بِصَاحِبِهَا وَبِغَيْرِهِ، وَالْكَلْبُ لَا يُطِيعُ إِلَّا صَاحِبَهُ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الْمَحَبَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ ثَلَاثٌ» ".
فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ أَمْطَرَ اللَّهُ عَلَى أَيُّوبَ عليه السلام جَرَادًا مِنْ ذَهَبٍ؟ قِيلَ: جَعَلَهُ اللَّهُ عِوَضًا عَنِ الدُّودِ الَّذِي أَكَلَهُ، فَالْجَرَادُ خِلْعَةُ الطَّائِعِ وَعُقُوبَةُ الْعَاصِي ; لِأَنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنَ الذُّنُوبِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَرِيضَ تُلْقَى ذُنُوبُهُ فِي الْبَحْرِ فَيَخْلُقُ اللَّهُ مِنْهَا التِّمْسَاحَ، فَإِذَا مَاتَ التِّمْسَاحُ صَارَ دُودًا ثُمَّ جَرَادًا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَقَدَّمَ فِي فَصْلِ الْأَدَبِ مِنْ كِتَابِ الْمَوْتِ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنْ طِينَةِ آدَمَ عليه السلام، وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الدُّنْيَا مِيرَاثُ الْغَرُورِ، وَمَسْكَنُ الْبَطَّالِينَ، وَسُوقُ الرَّاغِبِينَ، وَمَيْدَانُ الْفَاسِقِينَ، وَسِجْنُ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَزْبَلَةُ الْمُتَّقِينَ - زَادَ مُؤَلِّفُهُ رحمه الله وَمَزْرَعَةٌ لِلْعَالِمِينَ.
فَائِدَةٌ: «قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: التَّوَكُّؤُ عَلَى الْعَصَا مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ، وَكَانَ النَّبِيُّ عليه السلام يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا» ، وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ:«الْعَصَا عَلَامَةُ الْمُؤْمِنِ وَسُنَّةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَفَرٍ وَمَعَهُ عَصًا مِنْ لَوْزٍ مَرَّ " أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ سَبُعٍ ضَارٍ، وَلِصٍّ عَاصٍ، وَمِنْ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَمَنْزِلِهِ، وَكَانَ مَعَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ مِنَ الْمُعَقِّبَاتِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، حَتَّى يَرْجِعَ وَيَضَعَهَا» ، وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ «: " مَنْ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَمْ يَأْخُذِ الْعَصَا عُدَّ لَهُ مِنَ الْكِبَرِ وَالْعُجْبِ» ، وَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام:«لَيْسَ خَيْرُكُمْ مَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا لِلْآخِرَةِ وَلَا الْآخِرَةَ لِلدُّنْيَا، وَلَكِنَّ خَيْرَكُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْ هَذِهِ لِهَذِهِ» .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «مَنْ
عَمِلَ فُرْقَةً بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا، كَانَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ ".
» مَوْعِظَةٌ: عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَانَتْ زَوْجَهَا فِي الْفِرَاشِ فَعَلَيْهَا نِصْفُ عَذَابِ هَذِهِ الْأُمَّةِ» ، وَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ لَمْ يَلْبَثْ فِي قَبْرِهِ إِلَّا سَاعَةً وَاحِدَةً ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلِكًا يُشْبِهُ الْخُطَّافَ، فَيَخْطِفُهُ بِرِجْلَيْهِ وَيَطْرَحُهُ فِي بِلَادِ قَوْمِ لُوطٍ، وَيَكْتُبُ عَلَى جَبِينِهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ» ، وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ:«يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَطْفَالٍ لَيْسَ لَهُمْ رُؤُوسٌ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْمَظْلُومُونَ، فَيَقُولُ: مَنْ ظَلَمَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: آبَاؤُنَا كَانُوا يَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ فَأَلْقَوْنَا فِي الْأَدْبَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: سُوقُوهُمْ إِلَى النَّارِ وَاكْتُبُوا عَلَى جِبَاهِهِمْ آيِسِينَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ» .
وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: «يُمْسَخُ اللُّوطِيُّ فِي قَبْرِهِ خِنْزِيرًا وَتَدْخُلُ [النَّارُ] فِي مِنْخَرَيْهِ وَتَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً» .
وَقَالَ عليه السلام «: " الْعِفْرِيتُ أَخْبَرَنَا عَنْ إِبْلِيسَ فَتَوَجَّهَ مَعَهُ إِلَى الْبَحْرِ فَوَجَدَهُ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ فَقَالَ: أَخْبِرْنَا بِأَبْغَضِ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ، وَأَحَبِّهَا إِلَيْكَ، قَالَ: اللِّوَاطُ وَلَوْلَا مَمْشَاكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَخْبَرْتُكَ ".
» وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجِ امْرَأَةٍ حَلَالًا يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَلْفَ امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، كُلُّ امْرَأَةٍ فِي قَصْرٍ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَوْ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا فِي ذَلِكَ عِبَادَةُ سَنَةٍ، قِيَامُ لَيْلِهَا وَصِيَامُ نَهَارِهَا ".
» وَذَكَرَ ابن الجوزي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَ أَرْبَعِينَ بَدَلًا مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ كَذَلِكَ كُلَّمَا مَاتَ وَاحِدٌ قَامَ مَقَامَهُ آخَرُ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْأَبْدَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَةً كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلًا، وَكُلَّمَا مَاتَتِ امْرَأَةٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهَا امْرَأَةً» .
فَائِدَةٌ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ «: " إِذَا غَسَلَتِ الْمَرْأَةُ ثِيَابَ زَوْجِهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهَا أَلْفَيْ حَسَنَةٍ، وَغَفَرَ لَهَا أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَاسْتَغْفَرَ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَرَفَعَ لَهَا أَلْفَيْ دَرَجَةٍ» .
وَقَالَتْ عائشة: " صَرِيرُ مِغْزَلِ الْمَرْأَةِ يَعْدِلُ التَّكْبِيرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالتَّكْبِيرُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَثْقَلُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ كَسَتْ زَوْجَهَا مِنْ غَزْلِهَا كَانَ لَهَا بِكُلِّ سُدًى مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ. قَالَ أبو قتادة رضي الله عنه: صَرِيرُ مِغْزَلِ الْمَرْأَةِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ سَوَاءٌ، وَقَالَ عليه السلام: «مَنِ اشْتَرَى لِعِيَالِهِ شَيْئًا ثُمَّ حَمَلَهُ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ ذَنْبَ سَبْعِينَ سَنَةً ".
» وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «مَنْ فَرَّحَ أُنْثَى فَكَأَنَّمَا بَكَى مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ، وَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ» .
وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ النُّورَيْنِ فِي إِصْلَاحِ الدَّارَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ عليه السلام قَالَ: «الْبَيْتُ الَّذِي فِيهِ الْبَنَاتُ يُنْزِلُ اللَّهُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَحْمَةً مِنَ السَّمَاءِ، وَلَا تَنْقَطِعُ زِيَارَةُ الْمَلَائِكَةِ مِنْ ذَلِكَ الْبَيْتِ، يَكْتُبُونَ لِأَبَوَيْهِمَا كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ» .
وَعَنْ حذيفة أَنَّ النَّبِيَّ عليه السلام قَالَ: «أَطْعَمَنِي جِبْرِيلُ الْهَرِيسَةَ أَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي لِقِيَامِ اللَّيْلِ، أَوَّلُ مَنْ حَرَثَ آدَمُ عليه السلام أَدْرَكَهُ التَّعَبُ آخِرَ النَّهَارِ فَقَالَ لحواء: ازْرَعِي مَا بَقِيَ فَصَارَ زَرْعُهَا شَعِيرًا، فَتَعَجَّبَتْ مِنْ ذَلِكَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى آدَمَ لَمَّا أَطَاعَتِ الْعَدُوَّ الْمُشِيرَ أَبْدَلْنَا الْقَمْحَ بِالشَّعِيرِ.
» وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «نِعْمَ الطَّعَامُ الزَّبِيبُ يَشُدُّ الْعَصَبَ وَيُذْهِبُ الْوَصَبَ، وَيُطْفِئُ الْغَضَبَ، وَيَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ، وَيُصَفِّي اللَّوْنَ، وَيُطَيِّبُ النَّكْهَةَ - يَعْنِي رَائِحَةَ الْفَمِ.»
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا لِلنُّفَسَاءِ عِنْدِي شِفَاءٌ مِثْلُ الرُّطَبِ، وَلَا لِلْمَرِيضِ مِثْلُ الْعَسَلِ» . وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمْ فِي نِفَاسِهِنَّ التَّمْرَ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ طَعَامُهَا فِي نِفَاسِهَا التَّمْرَ خَرَجَ وَلَدُهَا حَلِيمًا» .
وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «أَطْعِمُوا حَبَالَاكُمُ اللِّبَانَ - يَعْنِي بِذَلِكَ حَصَى لِبَانِ الذَّكَرِ - فَإِنْ يَكُنْ فِي بَطْنِهَا ذَكَرٌ يَكُنْ ذَكِيَّ الْقَلْبِ» .
وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِأَكْلِ الْبَلَسِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْجُذَامِ أَلَا وَهُوَ التِّينُ ".»
وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «كُلُوا السَّفَرْجَلَ فَإِنَّهُ يَجْلُو عَنِ الْفُؤَادِ وَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا وَأَطْعَمَهُ مِنْ سَفَرْجَلِ الْجَنَّةِ، فَيَزِيدُ فِي قُوَّتِهِ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ".
وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ الرَّافِضَةِ قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: يَا أبا الحسن كَيْفَ سَبَقَكَ أبو بكر بِالْخِلَافَةِ؟ فَقَالَ: لِأَنِّي كُنْتُ اشْتَغَلْتُ بِتَجْهِيزِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَفْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ حَضَرْتَ مُبَايَعَةَ أبي بكر؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ بَايَعَهُ أَوَّلًا؟ قَالَ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَعَهُ عُكَّازٌ أَخْضَرُ، فَقَالَ علي رضي الله عنه: ذَاكَ إِبْلِيسُ أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ «أَوَّلَ مَنْ يُبَايِعُ أبا بكر إِبْلِيسُ» .
لَطِيفَةٌ: رَأَيْتُ فِي شَوَارِدِ الْمُلَحِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرُوسُ الْمَمْلَكَةِ، وَالْعَرُوسُ تُجَلَّى تَارَةً بِتَاجٍ، وَتَارَةً بِعِمَامَةٍ، وَتَارَةً بِمِنْطَقَةٍ، وَتَارَةً بِسَيْفٍ، فَتَاجُهُ أبو بكر، وَعِمَامَتُهُ عمر، وَمِنْطَقَتُهُ
عثمان، وَسَيْفُهُ علي.
وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ وَأَدْخَلَ الرُّوحَ فِي جَسَدِهِ، أَمَرَنِي أَنْ آخُذَ تُفَّاحَةً مِنَ الْجَنَّةِ فَأَعْصِرُهَا فِي حَلْقِهِ فَعَصَرْتُهَا، فَخَلَقَكَ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ مِنَ الْقَطْرَةِ الْأُولَى، وَمِنَ الثَّانِيَةِ أبا بكر، وَمِنَ الثَّالِثَةِ عمر، وَمِنَ الرَّابِعَةِ عثمان، وَمِنَ الْخَامِسَةِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ آدَمُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَكْرَمْتَهُمْ؟ فَقَالَ تَعَالَى: هَؤُلَاءِ خَمْسَةُ أَشْيَاخٍ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، وَهَؤُلَاءِ أَكْرَمُ عِنْدِي مِنْ جَمِيعِ خَلْقِي فَلَمَّا عَصَى آدَمُ قَالَ: يَا رَبِّ بِحُرْمَةِ أُولَئِكَ الْأَشْيَاخِ الْخَمْسَةِ الَّذِينَ فَضَّلْتَهُمْ إِلَّا تُبْتَ عَلَيَّ فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «اخْتَضِبُوا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَسْتَبْشِرُونَ بِخِضَابِ الْمُؤْمِنِ» .
وَقَالَ أبو طيبة رضي الله عنه: نَفَقَةُ دِرْهَمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَبْعُمِائَةِ دِرْهَمٍ وَنَفَقَةُ دِرْهَمٍ فِي خِضَابِ اللِّحْيَةِ بِسَبْعَةِ آلَافٍ.
وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ وَهُوَ مُخْتَضِبٌ بِالْحِنَّاءِ أَتَاهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فَقَالَ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ وَمَا دِينُكَ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ مُنْكَرٌ لِنَكِيرٍ: ارْفُقْ بِالْمُؤْمِنِ أَمَا تَرَى نُورَ الْإِيمَانِ.» وَقَالَ أَنَسٌ: «دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ عليه السلام وَهُوَ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَقَالَ: أَلَسْتَ مُسْلِمًا؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَاخْتَضِبْ» . فَائِدَةٌ: قَالَ ابن كعب: قَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: «مَنْ سَرَّحَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ عُوفِيَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ وَزِيدَ فِي عُمْرِهِ ".
» وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «مَنْ أَمَرَّ الْمُشْطَ عَلَى حَاجِبِهِ عُوفِيَ مِنَ الْوَبَاءِ» .
وَقَالَ علي رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْمُشْطِ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْفَقْرَ، وَمَنْ سَرَّحَ لِحْيَتَهُ حَتَّى يُصْبِحَ كَانَ لَهُ أَمَانًا حَتَّى يُمْسِيَ ; لِأَنَّ اللِّحْيَةَ زَيْنُ الرِّجَالِ وَجَمَالُ الْوَجْهِ» .
فَائِدَةٌ: قَالَ وهب رضي الله عنه: مَنْ سَرَّحَ لِحْيَتَهُ بِلَا مَاءٍ زَادَ هَمُّهُ أَوْ بِمَاءٍ نَقَصَ هَمُّهُ، وَمَنْ سَرَّحَهَا يَوْمَ الْأَحَدِ زَادَهُ اللَّهُ نَشَاطًا، أَوِ الِاثْنَيْنِ قَضَى حَاجَتَهُ، أَوِ الثُّلَاثَاءِ زَادَهُ اللَّهُ رَخَاءً، أَوِ الْأَرْبِعَاءِ زَادَهُ اللَّهُ نِعْمَةً، أَوِ الْخَمِيسِ زَادَ اللَّهُ فِي حَسَنَاتِهِ، أَوِ الْجُمُعَةِ زَادَهُ اللَّهُ سُرُورًا، أَوِ السَّبْتِ طَهَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ. وَمَنْ سَرَّحَهَا قَائِمًا رَكِبَهُ الدَّيْنُ أَوْ قَاعِدًا
ذَهَبَ عَنْهُ الدَّيْنُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْجِهَادِ فَمَا يُجْزَى إِلَّا عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ ".
» وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ عليه السلام قَالَ: «لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةٌ وَآلَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ غَايَةٌ، وَغَايَةُ الْعُبَّادِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ صِنْفٍ رَاعٍ وَرَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ، وَبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَيِّمٌ وَقَيِّمُ بُيُوتِ الصِّدِّيقِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ، وَعِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ» .
وَرَأَيْتُ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ قَالَ: «نَهَانَا عليه السلام أَنْ يُمَشِّطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ» .
وَفِي الْحَدِيثِ: «مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ» رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
وَقَالَتْ عائشة: مَنْ أَكَلَ الْيَقْطِينَ بِالْعَدَسِ رَقَّ قَلْبُهُ.
وَعَنْ أَنَسٍ عَنْهُ عليه السلام قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَدِينَةً تَحْتَ الْعَرْشِ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ عَلَى بَابِهَا مَلَكٌ يُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ أَلَا مَنْ زَارَ عَالِمًا فَقَدْ زَارَ الرَّبَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ» .
وَعَنْ أَنَسٍ عَنْهُ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عُتَقَاءِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْمُتَعَلِّمِينَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ مُتَعَلِّمٍ يَخْتَلِفُ إِلَى بَابِ عَالِمٍ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ، وَيُبْنَى لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ مَدِينَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَيَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَالْأَرْضُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ ".
» وَعَنْهُ عليه السلام: «مَنْ خَاضَ فِي الْعِلْمِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ سَبْعِينَ أَلْفَ رَقَبَةٍ، وَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَكَأَنَّمَا حَجَّ أَرْبَعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ، وَهُوَ فِي رِضْوَانِ اللَّهِ وَعَفْوِهِ وَمَغْفِرَتِهِ ".
وَرَأَيْتُ فِي الزَّهْرِ الْفَائِحِ «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ، فَمَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ مُشْرِكَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ دُونَ شَهْرَيْنِ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُ عَبَسَتْ فِي وَجْهِهِ فَانْتَفَضَ الطِّفْلُ وَتَرَكَ ثَدْيَهَا، وَقَالَ: يَا ظَالِمَةً نَفْسَهَا تَعْبَسِي فِي وَجْهِ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ: مَنْ أَخْبَرَكَ أَنِّي أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ بِذَلِكَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: صَدَقَ الْغُلَامُ ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْ خُدَّامِكَ فِي الْجَنَّةِ، فَدَعَا لَهُ فَمَاتَ فِي الْحَالِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَاأَسَفَاهْ عَلَى مَا فَاتَنِي مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: أَبْشِرِي فَقَدْ هَدَمَ الْغُلَامُ عَنْكِ مَا فَعَلْتِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى كَفَنِكِ وَحَنُوطِكِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِي الْهَوَاءِ فَمَاتَتْ أَيْضًا فِي الْحَالِ فَصَلَّى عَلَيْهِمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» .
حِكَايَةٌ: فِي رَوْضِ الْأَفْكَارِ: أَنَّ «امْرَأَةً خَرَجَتْ تَسْمَعُ كَلَامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَآهَا شَابٌّ فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَتْ: أَسْمَعُ كَلَامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَتُحِبِّينَهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَبِحَقِّهِ ارْفَعِي نِقَابَكِ حَتَّى أَنْظُرَ وَجْهَكِ، فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَخْبَرَتْ زَوْجَهَا بِذَلِكَ، فَأَوْقَدَ تَنُّورًا ثُمَّ قَالَ: بِحَقِّهِ عَلَيْكِ ادْخُلِي التَّنُّورَ، فَأَلْقَتْ نَفْسَهَا فِيهِ، ثُمَّ ذَهَبَ وَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ: ارْجِعْ وَاكْشِفْ عَنْهَا، فَكَشَفَ فَرَآهَا سَالِمَةً وَقَدْ جَلَّلَهَا الْعَرَقُ» ، وَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَرُدَّ الشَّمْسَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فِي خَيْبَرَ فَطَلَعَتْ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ، وَقَالَ عليه السلام:" «مَعْرِفَةُ آلِ مُحَمَّدٍ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَحُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ جَوَازٌ عَلَى الصِّرَاطِ، وَالْوَلَايَةُ لِآلِ مُحَمَّدٍ أَمَانٌ مِنَ الْعَذَابِ» ".
رَأَيْتُ فِي الْقَوْلِ الْبَدِيعِ عَنْ علي عَنْهُ عليه السلام، قَالَ:«مَنْ حَجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ وَغَزَا بَعْدَهَا غَزَاةً كُتِبَتْ غَزَاتُهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ حَجَّةٍ فَانْكَسَرَتْ قُلُوبُ قَوْمٍ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْجِهَادِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مَا صَلَّى عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَّا كَتَبْتُ صَلَاتَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ غَزَاةٍ كُلُّ غَزَاةٍ بِأَرْبَعِمِائَةِ حَجَّةٍ» ، وَقَالَ علي: خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً ثَمَرُهَا أَكْبَرُ مِنَ التُّفَّاحِ، وَأَصْغَرُ مِنَ الرُّمَّانِ، أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَأَغْصَانُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ، وَجُذُوعُهَا مِنَ الذَّهَبِ، وَوَرَقُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ لَا يَأْكُلُ مِنْهَا إِلَّا مَنْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
«وَعَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه أَنَّهُ أَحْدَقَ النَّظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هَلْ مِنْ حَاجَةٍ؟ قَالَ: لَمَّا رَفَعَتْكَ حليمة وَأَنْتَ ابْنُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا رَأَيْتُكَ تُخَاطِبُ الْقَمَرَ وَيُخَاطِبُكَ بِلُغَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا، قَالَ: يَا عَمِّ قَرَصَنِي الْقِمَاطُ فِي جَانِبِي الْأَيْمَنِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَبْكِيَ فَقَالَ الْقَمَرُ: لَا تَبْكِ وَلَوْ قَطَرَ مِنْ دُمُوعِكَ قَطْرَةٌ عَلَى الْأَرْضِ قَلَبَ اللَّهُ الْخَضْرَاءَ عَلَى الْغَبْرَاءِ فَصَفَّقَ العباس فَقَالَ: أَزِيدُكَ يَا عَمِّ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: ثُمَّ قَرَصَنِي
الْقِمَاطُ فِي جَانِبِي الْأَيْسَرِ فَهَمَمْتُ أَنْ أَبْكِيَ فَقَالَ الْقَمَرُ: لَا تَبْكِ يَا حَبِيبَ اللَّهِ فَإِنْ وَقَعَ مِنْ دُمُوعِكَ قَطْرَةٌ عَلَى الْأَرْضِ لَمْ تَنْشَقَّ عَنْ خَضْرَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَسَكَتَ شَفَقَةً عَلَى أُمَّتِي، فَصَفَّقَ العباس وَقَالَ: أَكُنْتَ تَعْلَمُ ذَلِكَ وَأَنْتَ ابْنُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا؟ فَقَالَ: يَا عَمِّ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ صَرِيرَ الْقَلَمِ عَلَى اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَأَنَا فِي ظُلْمَةِ الْأَحْشَاءِ، أَفَأَزِيدُكَ يَا عَمِّ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ مِائَةَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَرْبَعًا وَعِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ مَا مِنْهُمْ مِنْ نَبِيٍّ عَلِمَ أَنَّهُ نَبِيٌّ حَتَّى بَلَغَ أَشُدَّهُ - وَهُوَ أَرْبَعُونَ سَنَةً - إِلَّا عِيسَى فَإِنَّهُ لَمَّا نَزَلَ مِنْ جَوْفِ أُمِّهِ قَالَ: (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَابْنَ أَخِيكَ، أَفَأَزِيدُكَ يَا عَمِّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَمَّا وُلِدْتُ لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى سَبْعَةَ جِبَالٍ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَلَأَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا لَا يُحْصِيهِمْ إِلَّا اللَّهُ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيُقَدِّسُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَجَعَلَ ثَوَابَ تَسْبِيحِهِمْ وَتَقْدِيسِهِمْ لِعَبْدٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَزْعَجَ أَعْضَاءَهُ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ» - ذَكَرُهُ فِي شَوَارِدِ الْمُلَحِ - وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ:" «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَجَهَرَ بِهَا شَهِدَ لَهُ كُلُّ حَجَرٍ وَمَدَرٍ وَرَطْبٍ وَيَابِسٍ» ".
وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابًا مِنَ الْعَافِيَةِ» ".
وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ فَإِنَّهَا تَحُلُّ الْعُقَدَ وَتُفَرِّجُ الْكُرَبَ» ".
وَقَالَ أَنَسٌ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " «مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ قَاعِدًا غُفِرَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ، وَإِنْ كَانَ قَائِمًا غُفِرَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَقْعُدَ» ".
وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «مَنْ شَمَّ الْوَرْدَ الْأَحْمَرَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَقَدْ جَفَانِي» ". وَعَنْ أَنَسٍ عَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْوَرْدَ الْأَحْمَرَ مِنْ بَهَائِهِ، وَجَعَلَهُ رِيحًا لِأَنْبِيَائِهِ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى بَهَاءِ اللَّهِ وَيَشُمَّ رَائِحَةَ الْأَنْبِيَاءِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْوَرْدِ الْأَحْمَرِ» ". وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ الْأَحْمَرَ» ".
لَطِيفَةٌ: يُسْتَحَبُّ إِكْثَارُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَكْلِ الرُّزِّ ; لِأَنَّهُ كَانَ جَوْهَرًا أُودِعَ فِيهِ نُورُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا خَرَجَ النُّورُ مِنْهُ تَفَتَّتَ وَصَارَ حَبًّا.
وَعَنْ علي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " «كُلُّ شَيْءٍ أَخْرَجَتْهُ الْأَرْضُ فِيهِ دَاءٌ وَشِفَاءٌ، إِلَّا الْأَرُزَّ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ لَا دَاءَ فِيهِ» ".
لَطِيفَةٌ: قَالَ مُؤَلِّفُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: سَمِعْتُ وَالِدِي رحمه الله يَقُولُ لِبَعْضِ الْفُقَرَاءِ تَعَالَ كُلْ مِنْ هَذَا الْعَدَسِ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: أَطْعِمُونِي مِنَ الرُّزِّ الْمَيْشُومِ. رَأَيْتُ فِي مَنَازِلِ الْأَنْوَارِ أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَيَّرَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ:
" «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ قُبَّةً فِي الْجَنَّةِ عَرْضُهَا ثَلَثُمِائَةِ عَامٍ قَدْ حَفَّتْهَا رِيَاحُ الْكَرَامَةِ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا مَنْ أَكْثَرَ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ» ".
فَائِدَةٌ: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: " «مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ يَا رَبَّ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْزِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مَا هُوَ أَهْلُهُ أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِبًا أَلْفَ صَبَاحٍ وَلَمْ يَبْقَ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ أَدَّاهُ وَغُفِرَ لِوَالِدَيْهِ وَحُشِرَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» ".
فَائِدَةٌ: رَوَى ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: " «مَنْ كَانَ لَهُ ذُو بَطْنٍ فَأَجْمَعَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا رَزَقَهُ اللَّهُ غُلَامًا» ". وَقَالَتْ جليلة بنت عبد الجليل: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ لَا يَعِيشُ لِي وَلَدٌ فَقَالَ: اجْعَلِي لِلَّهِ عَلَيْكِ أَنْ تُسَمِّيهِ مُحَمَّدًا فَفَعَلَتْ فَعَاشَ وَلَدُهَا» . وَرَأَيْتُ فِي الْمَوْرِدِ الْعَذْبِ أَنَّهُ عليه السلام قَالَ: " «مَنْ صَبَّحَ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ فِي الدُّنْيَا صَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَا» ". وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «لَوْ يَعْلَمُ الْأَمِيرُ مَا فِي ذِكْرِ اللَّهِ لَتَرَكَ إِمَارَتَهُ، وَلَوْ يَعْلَمُ التَّاجِرُ مَا فِي ذِكْرِ اللَّهِ لَتَرَكَ تِجَارَتَهُ، وَلَوْ أَنَّ ثَوَابَ تَسْبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ قُسِّمَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَصَابَ كُلَّ وَاحِدٍ عَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنْيَا» ".
وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: " «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ أَلْفُ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ ذَهَبٍ طَلْعُهَا - أَيْ ثَمَرُهَا - كَثَدْيِ الْأَبْكَارِ أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَأَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ، كُلَّمَا أَخَذَ مِنْهَا شَيْئًا عَادَ كَمَا كَانَ» ". وَعَنْهُ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: " «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ خَلَقَ اللَّهُ مَلَكًا لَهُ عَيْنَانِ وَجَنَاحَانِ وَشَفَتَانِ وَلِسَانٌ يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ وَيَسْتَغْفِرُ لِقَائِلِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ".
فَائِدَةٌ: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " «أَكْثِرُوا مِنَ الْحَمْدِ لِلَّهِ فَإِنَّ لَهَا عَيْنَيْنِ وَجَنَاحَيْنِ تَطِيرُ بِهِمَا وَتَسْتَغْفِرُ لِقَائِلِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ".
مَوْعِظَةٌ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " «مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً ضَرَبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ» ".
فَائِدَةٌ: عَنْهُ عليه السلام: " «خَلَقَ اللَّهُ نُورًا قَبْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بِأَلْفِ عَامٍ، ثُمَّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مِسْكًا، فَكَتَبَ بِهِ سُورَةَ يس، وَخَلَقَ لَهَا خَمْسِينَ أَلْفَ جَنَاحٍ فَلَمْ تَمُرَّ فِي سَمَاءٍ إِلَّا خَضَعَتْ لَهَا سُكَّانُهَا وَسَجَدُوا لَهَا، فَمَنْ تَعَلَّمَ يس وَعَرَفَ حَقَّهَا كَانَ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا» "، وَقَوْلُهُ:" خَلَقَ لَهَا أَيْ لِثَوَابِهَا "، وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ:" «يس تُدْعَى فِي التَّوْرَاةِ الْمُعِمَّةَ قِيلَ: وَمَا الْمُعِمَّةُ؟ قَالَ: تَعُمُّ صَاحِبَهَا بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَتُكَابِدُ عَنْهُ بَلْوَى الدُّنْيَا وَأَهَاوِيلَ الْآخِرَةِ» ".
وَفِي الْخَبَرِ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى عِشْرِينَ أَلْفَ نَهْرٍ، وَقَالَ لِلْقَلَمِ: اكْتُبْ فَضْلَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، وَفِي كِتَابِ الْبَرَكَةِ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ:" «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا حُبًّا لِي وَتَبَرُّكًا كَانَ هُوَ وَمَوْلُودُهُ فِي الْجَنَّةِ، وَمَا قَعَدَ قَوْمٌ عَلَى طَعَامٍ حَلَالٍ فِيهِمْ رَجُلٌ اسْمُهُ اسْمِي إِلَّا تَضَاعَفَتْ فِيهِمُ الْبَرَكَةُ» ، وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: «زَوَّجَنِي عائشة رَبِّي فِي السَّمَاءِ، وَأَشْهَدَ عَقْدَهَا الْمَلَائِكَةَ، وَأُغْلِقَتْ أَبْوَابُ النِّيرَانِ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ وَرِيحُهَا رِيحُ الْمِسْكِ» ".
رَأَيْتُ فِي بَعْضِ الْمَجَامِيعِ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَالَ: " «يَا جِبْرِيلُ هَلْ كُنْتَ تَعْلَمُ بَرَاءَةَ عائشة؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ لَمْ تُخْبِرْنِي؟ قَالَ: أَرَدْتُ ذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا جِبْرِيلُ لَا تَفْعَلِ الشِّدَّةُ مِنِّي، وَالْفَرَجُ مِنِّي» ".
وَعَنْهُ عليه السلام: " «مَا صَبَّ اللَّهُ فِي صَدْرِي شَيْئًا إِلَّا صَبَبْتُهُ فِي صَدْرِ أبي بكر» ".
لَطِيفَةٌ: قَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: «يَا علي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُقَدِّمَكَ فَأَبَى إِلَّا أبا بكر» .
وَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: قَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: " «أَوَّلُ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ الْحَقُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُؤْخَذُ بِيَدِهِ فَيَنْطَلِقُ إِلَى الْجَنَّةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» ، «وَكَانَ النَّبِيُّ عليه السلام إِذَا قَطَرَتْ قَطْرَةٌ - يَعْنِي مِنَ السَّمَاءِ - يَقُولُ: رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ ذَهَبَ السُّخْطُ وَنَزَلَتِ الرَّحْمَةُ» ، وَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:«إِذَا تَقَرَّبَ النَّاسُ إِلَى خَالِقِهِمْ بِأَنْوَاعِ الْبِرِّ فَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الْعَقْلِ» . وَعَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي
فَأُعْطِيتُ سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ عَنْ حَوْرَاءَ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: إِنَّ عَلَى هَذَا النَّهْرِ سَبْعِينَ أَلْفَ شَجَرَةٍ كُلُّ شَجَرَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ غُصْنٍ، عَلَى كُلِّ غُصْنٍ سَبْعُونَ أَلْفَ وَرَقَةٍ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ حَوْرَاءُ مِثْلِي خَلَقَهُنَّ اللَّهُ لِمُحِبِّي أبي بكر، وعمر» ".
لَطِيفَةٌ: عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ: " «رَأَيْتُ حمزة وَجَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي الْمَنَامِ، وَكَانَ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا طَبَقٌ فِيهِ نَبْقٌ كَالزَّبَرْجَدِ فَأَكَلَا مِنْهُ ثُمَّ صَارَ عِنَبًا، فَأَكَلَا مِنْهُ ثُمَّ صَارَ رُطَبًا فَأَكَلَا مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا وَجَدْتُمَا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ؟ قَالَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قُلْتُ: ثُمَّ مَاهْ؟ قَالَا: الصَّلَاةُ عَلَيْكَ، قُلْتُ: ثُمَّ مَاهْ؟ قَالَا: حُبُّ أبي بكر وعمر» ".
«وَمَرَّ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ عليه السلام فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مَجْنُونٌ فَقَالَ: الْمَجْنُونُ الْمُقِيمُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَكِنْ قُولُوا مُصَابٌ» . وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «تَهُبُّ عَلَى النَّارِ رِيحٌ فَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ رِيحُ مَنْ يَسُبُّ أبا بكر وعمر» ". وَكَانَ عمر رضي الله عنه إِذَا ذَكَرَ الْكُوفَةَ قَالَ: كَنْزُ الْإِيمَانِ، وَرُمْحُ اللَّهِ الْأَطْوَلُ.
لَطِيفَةٌ: «عَطَسَ النَّبِيُّ عليه السلام بِحَضْرَةِ يَهُودِيٍّ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَقَالَ: يَهْدِيكَ اللَّهُ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» . وَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِي جِبْرِيلُ تُفَّاحَةً فَانْفَلَقَتْ عَنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَرْضِيَّةٍ كَأَنَّ مَقَادِمِ عَيْنِهَا أَجْنِحَةُ النُّسُورِ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: لِلْخَلِيفَةِ الْمَقْتُولِ ظُلْمًا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ» ".
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام: " «لَمَّا أُسْرِيَ بِي مَرَرْتُ بِمَلِكٍ جَالِسٍ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ نُورٍ إِحْدَى رِجْلَيْهِ فِي الْمَشْرِقِ وَالْأُخْرَى فِي الْمَغْرِبِ وَالدُّنْيَا كُلُّهَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ لَوْحٌ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عِزْرَائِيلُ تَقَدَّمْ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ " فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَحْمَدُ مَا فَعَلَ ابْنُ عَمِّكَ علي؟ قُلْتُ: هَلْ تَعْرِفُ ابْنَ عَمِّي عليا؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُهُ وَقَدْ وَكَلَنِي رَبِّي بِقَبْضِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ مَا خَلَا رُوحَكَ وَرُوحَ ابْنِ عَمِّكَ» .
وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ عليه السلام يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " «أَنْتَ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، وَأَنْتَ الْفَارُوقُ الَّذِي تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ» ". وَقَالَ علي: " قَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: «يَا علي إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ بَعْدِي فَتَدْخُلُهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ» ". وَقَالَ لِي عليه السلام: " «مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ خُتِمَ لَهُ بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ» ". وَقَالَ أَنَسٌ: خَرَجْتُ مَعَ بلال، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَى بِطِّيخًا وَانْطَلَقْنَا إِلَى مَنْزِلِهِ فَكَسَرَ وَاحِدَةً فَوَجَدَهَا مُرَّةً فَأَمَرَ بلالا بِرَدِّ الْبِطِّيخِ إِلَى صَاحِبِهِ، فَلَمَّا رَدَّهُ قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " «يَا أبا الحسن إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ حُبَّكَ عَلَى الْبَشَرِ وَالشَّجَرِ فَمَنْ أَجَابَ إِلَى حُبِّكَ عَذُبَ وَطَابَ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ إِلَى حُبِّكَ خَبُثَ وَمَرَّ وَأَظُنُّ هَذَا الْبِطِّيخَ
مِمَّنْ لَا يُحِبُّنِي» ، وَفِي حَاوِي الْقُلُوبِ الطَّاهِرَةِ وَغَيْرِهِ فِي أَرْضِ اللَّهِ بِلَادٌ لَهَا بِطِّيخٌ يَخْرُجُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ خَارُوفُ غَنَمٍ يَعِيشُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ".
فَائِدَةٌ: عَنْهُ عليه السلام: " «مَنْ أَحَبَّ عليا بِقَلْبِهِ فَلَهُ ثَوَابُ ثُلُثِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَمَنْ أَحَبَّهُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ فَلَهُ ثَوَابُ ثُلُثَيْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَمَنْ أَحَبَّهُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ فَلَهُ ثَوَابُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَلَا وَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ أَبْغَضَ عليا فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَمَاتِي، أَلَا وَإِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ السَّعِيدَ كُلَّ السَّعِيدِ مَنْ أَحَبَّ عليا فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَمَاتِي» ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَأْكُلُ الذُّنُوبَ، كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ، وَلَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى حُبِّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ جَهَنَّمَ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَسَنَةٌ لَا تَضُرُّ مَعَهَا مَعْصِيَةٌ، وَبُغْضُهُ مَعْصِيَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا حَسَنَةٌ، وَعَنْهُ عليه السلام:" «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِالْقَضِيبِ الْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ الَّذِي غَرَسَهُ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ فَلْيَتَمَسَّكْ بِحُبِّ علي» "، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: " «لَوْ وُضِعَتِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ فِي كِفَّةٍ، وَوَزْنُ إِيمَانِ علي فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَ إِيمَانُ علي» .
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لعلي: «إِنَّكَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ» . وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: «مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، عَلِيٌّ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ بِأَلْفَيْ عَامٍ» .
فَائِدَةٌ: رَأَيْتُ فِي الزَّهْرِ الْفَاتِحِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي: " «تَخَتَّمْ بِالْعَقِيقِ الْأَحْمَرِ فَإِنَّهُ جَبَلٌ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلِي بِالنُّبُوَّةِ، وَلَكَ بِالْوَصِيَّةِ وَلِأَوْلَادِي بِالْإِمَامَةِ، وَلِمُحِبِّيكَ بِالْجَنَّةِ» ".
وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «عَلَيْكُمْ بِالْخِضَابِ فَإِنَّهُ أَهْيَبُ لِعَدُوِّكُمْ وَأَعْجَبُ إِلَى نِسَائِكُمْ» ". وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «عَلَيْكُمْ بِالْحِنَّاءِ، فَإِنَّهُ خِضَابُ الْإِسْلَامِ وَيُصَفِّي الْبَصَرَ وَيُذْهِبُ الصُّدَاعَ، وَإِيَّاكُمْ وَالسَّوَادَ» ". وَعَنْهُ عليه السلام قَالَ: " «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْجَنَّةَ بَيْضَاءَ، وَإِنَّ أَحَبَّ الثِّيَابِ إِلَى اللَّهِ الْبِيضُ» ". وَقَالَ النسفي: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ إِنِّي آخَيْتُ بَيْنَكُمَا وَجَعَلْتُ عُمْرَ أَحَدِكُمَا أَطْوَلَ مِنَ الْآخَرِ فَأَيُّكُمَا يُؤْثِرُ صَاحِبَهُ، فَاخْتَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْحَيَاةَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا أَفَلَا كُنْتُمَا كعلي بن أبي طالب آخَيْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَبَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ يُؤْثِرُ بِنَفْسِهِ اهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ وَاحْفَظَاهُ مِنْ عَدُوِّهِ، فَكَانَ مِيكَائِيلُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَجِبْرِيلُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: مَنْ مِثْلُكَ يَا ابن أبي طالب يُبَاهِي اللَّهُ بِكَ الْمَلَائِكَةَ؟ وَقَالَ الحسن: حَيَّا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِكِلْتَا يَدَيْهِ وَرَدَّا، وَقَالَ: سَيِّدُ رَيَاحِينِ الْجَنَّةِ سِوَى الْآسِ. وَقَالَ طَاوُوسٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالتِّينِ} [التين: 1] هُوَ أبو بكر {وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1] عمر {وَطُورِ سِينِينَ} [التين: 2] عثمان {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3] عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. وَفِي حَدِيثٍ: «أَنَا مَدِينَةُ [الْعِلْمِ] وعلي بَابُهَا» .
قَالَ النسفي وَغَيْرُهُ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْجَنَّةَ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَرَأَى قَصْرَ خديجة، أَخَذَ جِبْرِيلُ تُفَّاحَةً مِنْ شَجَرَةٍ مِنَ الْقَصْرِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ كُلْ [مِنْ] هَذِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَخْلُقُ مِنْهَا بِنْتًا تَحْمِلُ بِهَا خديجة فَفَعَلَ فَلَمَّا حَمَلَتْ خديجة بِهَا وَجَدَتْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ لِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا انْتَقَلَتِ الرَّائِحَةُ إِلَيْهَا، «فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ قَبَّلَ فاطمة، فَلَمَّا كَبِرَتْ قَالَ: يَا تُرَى هَذِهِ الْحُورِيَّةُ لِمَنْ؟ فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ: الْيَوْمَ كَانَ عَقْدُ فاطمة فِي مَوْطِنِهَا فِي قَصْرِ أُمِّهَا فِي الْجَنَّةِ الْخَاطِبُ إِسْرَافِيلُ وَجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ الشَّهِيدُ وَالْوَلِيُّ رَبُّ الْعِزَّةِ وَالزَّوْجُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ» .
وَقَالَ أَنَسٌ: «بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ إِذْ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: هَذَا جِبْرِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَوَّجَكَ فاطمة وَأَشْهَدَ عَلَى تَزْوِيجِهَا أَرْبَعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ، وَأَوْحَى إِلَى شَجَرَةِ طُوبَى أَنِ انْثُرِي عَلَيْهِمُ الدُّرَّ وَالْيَاقُوتَ فَنَثَرَتْ عَلَيْهِمْ فَابْتَدَرَ الْحُورُ الْعِينِ يَلْتَقِطْنَ فِي أَطْبَاقٍ الدُّرَّ وَالْيَاقُوتَ وَالْحَلَّ وَالْحُلَلَ فَهُمْ يَتَهَادُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: «أَبْشِرْ يَا أبا الحسن فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَوَّجَكَ فِي السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ
أُزَوِّجَكَ فِي الْأَرْضِ، وَلَقَدْ هَبَطَ عَلَيَّ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي لَمْ أَرَ قَبْلَهُ فِي الْمَلَائِكَةِ مِثْلَهُ بِوُجُوهٍ شَتَّى وَأَجْنِحَةٍ شَتَّى فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ أَبْشِرْ بِاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ وَطَهَارَةِ النَّسْلِ، فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَنَا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِإِحْدَى قَوَائِمِ الْعَرْشِ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يَأْذَنَ لِي بِبِشَارَتِكَ، وَهَذَا جِبْرِيلُ عَلَى أَثَرِي يُخْبِرُكَ عَنْ كَرَامَةِ رَبِّكَ لَكَ، فَمَا تَمَّ كَلَامَهُ حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ وَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ وَضَعَ فِي يَدِهِ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ فِيهَا سَطْرَانِ مَكْتُوبَانِ بِالنُّورِ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْخُطُوطُ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ فَاخْتَارَكَ مِنْ خَلْقِهِ وَبَعَثَكَ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ اطَّلَعَ عَلَيْهَا ثَانِيًا فَاخْتَارَ لَكَ مِنْهَا أَخًا وَوَزِيرًا وَصَاحِبًا فَزَوَّجَهُ ابْنَتَكَ فاطمة، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: أَخُوكَ فِي الدِّينِ وَابْنُ عَمِّكَ فِي النَّسَبِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى الْجِنَانِ أَنْ تَزَخْرَفِي، وَإِلَى الْحُورِ أَنْ تَزَيَّنِي» ، وَإِلَى شَجَرَةِ طُوبَى كَمَا تَقَدَّمَ.
وَفِي الرِّوَايَةِ: كَانَ الزَّوَاجُ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، وَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا أَنِ انْثُرِي مَا عَلَيْكِ فَنَثَرَتِ الدُّرَّ وَالْجَوْهَرَ وَالْمَرْجَانَ، هَذَا كَذِبٌ مُفْتَرًى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ، قَاتَلَ اللَّهُ وَاضِعَهُ، مَا أَشَدَّ عَذَابَهُ فِي النِّيرَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنْ حُمَاةِ السُّنَّةِ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
وَالْمَسْؤُولُ - مِنْ مَوَالِينَا وَسَادَاتِنَا عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَحَسَنَاتِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ جَمَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِوُجُودِهِمْ، وَأَفَاضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَرَكَاتِهِمْ وَجُودِهِمْ - إِمْعَانُ النَّظَرِ فِيمَا سُطِرَ فِي هَذِهِ الْكُرَّاسَةِ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُدَوَّنَ فِي كِتَابٍ، وَيُسَمَّى نُزْهَةَ الْمَجَالِسِ وَمُنْتَخَبَ النَّفَائِسِ، وَيَتَدَاوَلَهُ مَنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ تُمَيِّزُ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالسَّقِيمِ؟ وَيَكْتُبَهُ أَوْ يَسْتَكْتِبَهُ وَيُقْرَأَ وَيُنْقَلَ مِنْهُ