الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتكريمه بالحفاظ عليه حياً وميتاً والنصّ عام يشمل كل ميت، والله تعالى يقول في قصّة ابني آدم مشيراً فيها إلى أن مصير الميت من بني آدم هو الدفن في الأرض:{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} [المائدة: 31]، فكل هذا هو شرع الله منذ أن سكن آدم هذه الأرض، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:«كَسْرَ عَظْمِ المَيّتِ كَكَسْرِه حَيّاً» (رواه أبوداود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها. والنهي عن التمثيل بالميت وإهانته عام، والحرق أكبر إهانة للميت من كسر عظمه؛ لأن كسر عظم الميت تبقى معه الصورة الإنسانية مكرمة ومع الحرق لا يبقى إلا الرماد، وبناءً على ذلك ترى اللجنة أنه لا يجوز حرق جثث الموتى أو تمكين أي فئة من الناس من ممارسة حرق الجثث داخل البلاد؛ لمخالفة ذلك لأحكام الشريعة الإسلامية. والله أعلم.
[5/ 40 / 1396]
الدعاء لغير المسلمين بالهداية
145 -
عرض على الهيئة الاستفتاء المقدَّم من السيد المدير العام (مقرر الهيئة)، ونصُّه:
يقوم بعض الخطباء يوم الجمعة بالدعاء على النصارى واليهود والعلمانيين وبلعنهم أيضاً، وتعلمون فضيلتكم أن هناك معاهدات ومواثيق بين دولة الكويت وبين دول تتخذ من هذه الديانات والمبادئ منهجاً لها مما يسبب حرجاً للدولة.
فهل يجوز شرعاً لولي الأمر من باب السياسة الشرعية توجيه الخطباء بالدعاء لهؤلاء بالهداية والصلاح، وعدم التعرض لهم باللعن والدعاء عليهم؟
أجابت هيئة الفتوى بما يلي:
لعن من لعنه الله تعالى في كتابه الكريم من الكفار مشروع لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} [الأحزاب: 64].
إلا أن هذا لا يمنع مما أذنت فيه الشريعة من بِرِّ مَنْ لم يقاتلونا من الكفار والإقساط إليهم إذا لم يظهروا لنا العداء، يدل له قوله تعالى:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]؛ وذلك طمعاً في تأليف قلوبهم على الإسلام وترغيباً لهم في نبذ ما هم عليه من كفر وضلال بإظهار محاسن الإسلام والمسلمين.
كما لا يمنع من الدعاء للكفار أو لأفراد منهم ترجى هدايتهم بالهداية والدخول في دين الله؛ لأن في ذلك مرضاة الله ورسوله، وعزة للإسلام والمسلمين.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة قال: جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن دوساً قد هلكت، عصت وأبت، فادعُ الله عليهم، فقال:«اللهمَّ اهْدِ دَوْساً وائْتِ بهم» رواه البخاري، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. رواه البخاري.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا لبعض الأفراد فقال: «اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذَيْن الرَّجُلينِ إليكَ: بأبِي جَهْل، أو بعمرَ بنِ الخطابِ، قال: وكان أحبهما إليه عمر» أخرجه الترمذي.