الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القاعدة الثالثة عشرة
المبتدع يتخذ من زلات العلماء حجة لبدعته على الشرع
* قال الدكتور جاسم محمد مهلل الياسين: «كثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة؛ إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرَدْ منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم» (1).
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «المخالف للسنة يرد بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو يعارض قول الرسول بما يجعله نظيراً له من رأي أو كشف أو نحو ذلك» (2).
وقال أيضاً: «دين الإسلام يوجب اتباع الحق مطلقاً، رواية وفقها، من غير تعيين شخص أو طائفة، غير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم» (3).
العِلمُ قال اللهُ قال رسولُه
…
قال الصحابةُ ليسَ بالتَمْويهِ
ما العلمُ نصْبُك للخلافِ سفاهةً
…
بينَ الرسولِ وبينَ قولِ فَقيهِ
* قال الإمام الشاطبي رحمه الله: «
…
الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة، حتى يتثبت ويسأل عن حكمه؛ إذ لعل المعتمَد على عمله يعمل على خلاف السُنّة، ولذلك قيل: لا تنظر إلى عمل العالم، ولكن سَلْه يصْدُقْك، وقالوا: ضعف الروية أن يكون رأي فلاناً يعمل فيعمل مثله، ولعله فعله ساهياً» (6).
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «
…
عادة بعض البلاد أو أكثرها، وقول كثير من العلماء، أو العبّاد، أو أكثرهم، ونحو ذلك ليس مما يصلح أن يكون معارضاً لكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى يعارض به» (7).
* قال الشيخ سلمان العودة: «ما من عالم إلا وله زلة، أبى الله أن تكون العصمة لغير نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ومن الخطير الولوع بالغرائب والزلات والتعلق بها، باعتبارها رأي فلان أو فلان ممن يشار إليهم بالبنان، وما فتيء العلماء يحذّرون من مسقطة يجريها الشيطان على لسان فاضل عليم، فعن زياد بن حدير قال: قال لي عمر: «هل تعرف ما يهدم الإسلام؟» قال: قلت: «لا» ، قال:«يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين» (8)، ولو أن إنساناً أخذ بكل شواذ الأقوال
(1) ضوابط في العمل الإسلامى (ص95).
(2)
مجموع الفتاوى (2/ 315).
(3)
اقتضاء الصراط المستقيم (ص8).
(4)
اقتضاء الصراط المستقيم (ص242).
(5)
اقتضاء الصراط المستقيم (ص310).
(6)
الاعتصام (2/ 508).
(7)
اقتضاء الصراط المستقيم (ص245).
(8)
رواه الإمام الدارمي (1/ 71)، وصححه الشيخ الألباني في (مشكاة المصابيح).
وغرائبها لربما خرج من الدين وهو لم يخرج بعدُ من أقوال العلماء! ولذلك قيل:
وَلَيْسَ كلُّ خِلافٍ جاءَ مُعتَبَراً
…
إِلا خِلافٌ لَه حَظٌّ مِنَ النَّظَرِ» (1)
(1) ضوابط للدراسات الفقهية للشيخ سلمان العودة (ص118، 119) بتصرف.