الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى درجة كبيرة أو صغيرة كل المنتمين إلى شتي الطبقات الاجتماعية1.والمصطلح التسجيل أو التمثيل الصوتي transcription الذي سبق أن صادفناه في علم اللغة الوصفي في صورتيه الصوتية والفونيمية، له في علم اللغة الجغرافي تطبيق ثالث، وهو تحويل صيغة كتابية من طريقة كتابة معينة إلى طريقة أخرى، مع أو بدون تعديل، لإبراز الخصائص الصوتية أو الفونيمية، وللتمثيل الصوتي استعمالاته المفيدة مثل المساعدة على التحصيل السريع لطريقة النطق لتلك اللغات ذات النظام الكتابي المعقد مثل الصينية واليابانية، وإن التسجيل عن طريق استخدام رموز من أبجدية ما مقابل رموز من أبجدية أخرى "مثل كتابة اليونانية أو السيريلية بحروف لاتينية" يختص باسم كتابة لغة بحروف لغة أخرى transliteration2.
1 من السهل هنا أن نعرف ولكن من الصعب أن نمثل، ويرجع ذلك إلى العامل الذي سبق ذكره، والخاص بالتقسيم الطبقي تبعا للثقافة أو الطبقة الاجتماعية، وفي أي موقع ترد كلمة "الاستعمال" يبرز السؤال الهام "استعمال من؟ ". وربما كان حلا وسطا أن نجيب:
الاستعمال اللغوي الوارد في نشرات الأخبار العادية، في الراديو والتلفزيون، بالإضافة إلى بعض الكلمات العامية الواردة في الإعلانات والمعاملات التجارية.
2 كما نكتب كلمة خروشوف ممثلة بالحروف اللاتينية Khrushchev بدلا من تمثيلها بالحروف السيريلية الروسية هكذا XpymeB.
38-
اللغات والمتكلمون؛ البلاد واللغات:
من الموضوعات التي تعد أساسية في مفهوم علم اللغة الجغرافي بيان توزيع اللغات المتكلمة في جميع أنحاء العالم، وأنواع المتكلمين بها، ويعد أساسيًا بنفس الدرجة كذلك بيان اللغات المتكلمة في كل قطر أو وحدة سياسية على حدة.
وهذا يعني في الواقع وجود دراستين إحصائيتين تقوم كل منهما بدور
المراجعة والضبط للأخرى. إحداهما للغات وتوزيعها على المناطق والوحدات السياسية وأعداد المتكلمين بها، والأخرى للدول لبيان اللغات المستعملة في كل منطقة قومية على حدة، وعدد المتكلمين بكل لغة1.
وإن عامل ثنائية اللغة أو ثلاثيتها ليعقد الصورة بالإضافة إلى أنه عامل ليس له صفة الثبوت والاستقرار نتيجة لعدم ثبوت الملامح السكانية، مما يستدعي عمل تعديلات إحصائية مستمرة والطريقة التي تبدو أكثر عملية هي تكرار عد أصحاب اللغات الثنائية أو الثلاثية الحقيقيين، "نعني بالحقيقيين الذي يملكون اللغتين على درجة واحدة تقريبًا ويستخدمون كلا بطلاقة تضعها في مستوى اللغة القومية". وهذا يعني أن المواطن المقيم في الجزء الآسيوي من الاتحاد السوفيتي الذي يتكلم الأوزبكية، والذي تعلم الروسية إلى درجة عالية جدا سوف يعد مرتين في الإحصاء اللغوي، مرة بين متكلمي اللغة الأوزبكية، ومرة بين متكلمي اللغة الروسية، ومعنى هذا أنه ليس من الضروري أن يتطابق عدديا الإحصاء السكاني مع الإحصاء اللغوي، وإن كان في كثير من الحالات يبدو الإحصاءان متقاربين، وهناك سؤال دقيق يتعلق بكيفية عد المتكلمين بلغة ليست أهلية أو بلدية "على سبيل المثال متحدث بالإنجليزية الأمريكية درس الفرنسية لعدة سنوات في المدارس الثانوية والكليات الجامعية وأصبح يتقنها ويستعملها بدرجة عالية من الجودة، وإن لم يكن بطلاقة المتكلم بلغته الأم".
1 لتبسيط الموضوع جدا نقول إن الإسبانية تعد لغة وطنية ورسمية في إسبانيا وفي المستعمرات الإسبانية في المكسيك وبعض أجزاء من وسط وجنوبي أمريكا وغيرها، مع مجموع سكان يزيد على 150 مليونا، وهي لدرجة ما موجودة كذلك في مناطق أخرى مثل الفيلبين، وجنوب غربي الولايات المتحدة، ومنطقة مدينة نيويورك أما إسبانيا نفسها فمجموع سكانها فوق الـ30 مليونا يتكلمون جميعا الإسبانية ومع ذلك نجد اللغة القومية لأكثر من 6 مليون نوعا من الـCatalan-Valencian، ونجد حوالي 3 مليون يتكلمون نوعا من الـGalician-portuguese، وحوالي مليون يتكلمون Basque ويوجد أكثر من نصف مليون يمكن أن يوصلوا بالفرنسية، وحوالي 150 ألفا بالإنجليزية.
وهنا يبدو أن وضع مستوى حاسم للتصينف يعد أمرًا تحكميا، ولا بد من اللجوء إلى مستوى تخميني تقريبي، وسوف يأتي مزيد من المناقشة لهذه النقطة فيما بعد. "انظر المبحث رقم 44 التقارير التعليمية".
وفي أي محاولة لعد المتكلمين بلغة معينة فإن عالم اللغة الجغرافي يتخطي الحدود الدولية، وحتى المحيطات، وهو أيضًا يتخطى حدود اللهجات، فيما عدا تلك اللهجات التي لها طبيعة خاصة تجعلها تشكل في الواقع لغات منفصلة مع إمكانية التفاهم البسيط أو عدم إمكانية التفاهم تمامًا بين المتكلمين بكل لهجة مع الآخرين. "ومن أمثلة ذلك لهجات اللغة الصينية التي كثيرا ما يفشل المتكلمون طريقة واحدة للكتابة" ولغة مثل الإسبانية -على الرغم مما بين لهجاتها من فروق محسوسة- يمكن أن تسعمل كلغة مشتركة للتفاهم في كل الأقطار التي تستخدمها كلغة رسمية ومن أجل هذا يحق لنا حين نتحدث عن مجموعة المتكلمين باللغة الإسبانية، أن نضع جنبًا إلى جنب مواطني إسبانيا "بغض النظر عن المناطق التي تتكلم إلى جانب الإسبانية لهجات محلية كما سبق أن أشرنا"، والمكسيك، وأمريكا الوسطى، وبعض القوميات في كوبا، وبورتوريكو، وجمهورية الدومينيكان، ومعظم مواطني أمريكا الجنوبية خارج البرازيل، وجايانا، على الرغم من وجود لغات أمريكية هندية كثيرة في بعض المناطق إلى جانبها، وربما وجودها منفردة في المناطق التي يعيش فيها ملايين لا يتكلمون سوى الهندية الأمريكية.
وطبقًا لهذا المنهج نضع قائمة باللغات -شاملة بقدر الإمكان- مع السعي لجعلها متضمنة لكل لغات العالم الرئيسية، وغير الرئيسية على الكرة الأرضية، وكل لغة تقرن بتقرير يصف المناطق الجغرافية التي تتكلم فيها اللغة، وتعداد السكان، مع بيان اللغة بالنسبة لهم، أهي لغتهم الأم؟ أم لغة استعمارية؟ أم نصف استعمارية؟ "مثل أبناء غانا أو نيجيريا أو الهند أو باكستان الذين
يتكلمون اللغة الإنجليزية بطلاقة" أم لغة ثقافة؟ "مثل الفرنسي أو الألماني أو السويدي الذي اكتسب الإنجليزية في حياته الدراسية، أو في رحلاته وأصبح متمكنا منها، وإن لم يكن من الضروري أن يكون مستواه معادلا لمستوى المتكلم بلغته الأم".
وبينما يعد من الأمور السهلة نسبيًا أن نصف المناطق التي تظهر فيها لغة ما أو تذكر عدد المواطنين الذين يتكلمون اللغة بوصفها لغتهم الأصلية، تأتي الصعوبات والمشكلات حيث نريد أن نحصي عدد السكان الذين تعتبر اللغة بالنسبة لهم لغة استعمارية أو ثقافية، وهنا يطلق الإحصاء جهودًا مضنية وعملا متواصلا ولا تنتهي متاعب اللغوي بفحص مادته في هذا السبيل، والوصول إلى نتائج معينة، فإن نتائجه تحتاج إلى تعديل متواصل، ولهذا يقترح دائما إعادة النظر في مثل هذه النتائج مرة كل عشر سنوات، مع كل إعادة لتعداد السكان.
أما الطريقة الأخرى للبحث، والتي تعد نوعا من المراجعة والضبط للطريقة التي تحدثنا عنها آنفا، فهي طريقة تتناول قطر إثر قطر، والمشكلة هنا هي محاولة معرفة اللغات التي تتكلم في كل قطر، ومراكز المتكلمين بها، وعدد المواطنين الذين يتكلمونها، والصورة التي يتكلمونها عليها، والظروف المحيطة بها، ولتأخذ على سبيل المثال قطرا مثل إسبانيا، فأول ما نبدأ به هو الإحصاء الشامل لعدد سكانها وبعد ذلك نحصي عدد المتكلمين بكل لغة على حدة مثل الإسبانية، والـcatalan والـBasque، والـGalician، والتي سيزيد عدد المتكلمين بها جميعا -نتيجة لعامل الثنائية اللغوية- عن عدد السكان، أخيرا يتناول الإحصاء تعداد السكان الإسبان الذين اكتسبوا مستوى مفعولا من لغات أخرى مثل الفرنسية والإنجليزية والألمانية.
وإن الجمع بين الطريقتين سوف يؤدي إلى نتائج ومعلومات علمية مؤكدة بقدر الإمكان، ولكنها عرضة للتغيير نتيجة لتغيير الملامح السكانية، ويمكن