الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخنا الأجل درويش
حدث وقل ما شئت من أوصافه ال
…
حسني تجيء بكل أمر معجب
عرف الفضل المتأرج، وخد العلم المتضرج، ووجنات شقائق الكمال المحمر، وشفاه منابع الأدب المخضر. وجفون البيان المتوسن، وأفنان ورق المعالي المتفنن. وسرادق المعارف المنصوبة، وبوارق اللطائف المصبوبة.
درهم العلم وديناره، وهدى الفهم ومناره. وكنز الإفادة وخزائنها، وخزانة السعادة ودفائنها. قد ركب كتف المعال وسل سيف المكارم والمعال. وأخذ من العلم حظاً وافرا، ولقي من الفضائل وجهاً سافرا، فأعطى الكمالات حقها، وأجلى بأنوار تقريراته أفقها. فأبلغ بالبلاغة كل فضيلة، واسبغ على أرباب الفصاحة كل حلة جليلة. فيا له ما أسعد يمنه، وأوقر وزنه، وأغزر مزنه.
قد فاق بعلمه وكماله، وملك الأدب بأدبه وافضاله. له في كل فن من الكمال نصيب، وفي كل نزال من الفضل سهم مصيب.
مكمل أنواع الفضائل والعلى
…
وبدر كمال في المكارم لا يخفى
ومشكاة أنواع العلوم بأسرها
…
وقطر سحاب الفضل والمنهل الأصفى
مستمر من الفضل على الانفاق، لا تعتريه فيه خشية املاق، قد أشرقت بعلومه المطالع، وأشرقت بتحريراته الصنائع.
فهو شيخي وأستاذي، الذي إليه رجوعي والتياذي، قد أركبني من الأدب ظهراً، ونصب لي من الفصاحة جسرا. انقطع عني سنين لسفر اتفق لي في الروم، بل أسفار اتفقت في تلك الرسوم.
ففي أثناء تحريري هذا السفر والكتاب، وأنا في شوق إليه أورثني الحزن والالتهاب، أتى إلي، ونزل علي، فانتعشت بقدومه وانتفشت باعتصاري خمرة كرومه. وأحيا أملي، وأقوى عملي، وأوضح مناهج أدبي، وصحح مزاج كربي. فعشت ونعشت، وطرت بأدبه ورشت. وأعدت القراءة عليه، والتقطت بعض لآلئ الفضل الذي لديه. فهو امام الكمال، الذي ما له في الفضائل مثال. وهو بحر المعقول والمنقول، الذي لم يمكن إلى قعره الوصول.
ثم بعد أشهر طلب الاياب، والعود إلى هضاب أوطانه وتلك الرحاب.
فتوجه والقلوب معه متوجهة، والنفوس لذهابه متكرهة، والعيون لترقب بشائر عوده متنبهة، والموارد لوروده مترصدة، والمعالم للاستئناس بعلومه متوجدة. فأورثني شوقاً إلى لهجته الفصيحة،
وأودعني توقاً إلى بهجته الصبيحة.
أشتاق رؤيته الغراء ما طلعت
…
شمس النهار وأبدى صبحه شفق
ومع هذا فإنه رأيه مصيب، حيث لم يكن له في الدنيا نصيب.
صاحب علم وعمل، يسمو على الثريا وزحل. أزهد المتورعين وأورع المتزهدين.
أنار الله بصبح سعادته الآفاق، وأضاء بأهلة إفادته دمن الفضائل على الإطلاق، ما حسنت الأفهام، وغردت الأقلام، وتشحذت الأوهام، وناح الحمام. والسلام.
***