الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخ الإسلام محمد أسعد
فمن رجالهم مولانا الأمجد، شيخ الإسلام محمد أسعد:
هذا الفاضل الذي قد رقى للمعالي وراق، وملأ بمعارفه وكمالاته صحائف الأوراق. فهو إلى رتبة البدر صاعد، وإلى الهطل مع السحاب متواعد. قد بذل على تخته الأدب من نقده، ونثر على صفحات الكمال من نفيس عقده، فهو صاحب المواهب الذي انتهت إليه الرغائب.
بفضله شهدت أعداؤه أبدا
…
وكيف لا وهو معروف ومشهور
ففي العطا سحب تربو مواهبه
…
وفي السطا أسد بالبأس مذكور
عنوان كتاب المعالي، وفهرست مجامع الكمال. له يفرض الفضل ويسجل، وعلى أدبه يختم الطلب ويعدل. ومن تقدمه بالنسبة إليه هباب، وهو في الفقه والفضائل سحاب، عقد الرئاسة للمنظوم، وكوكب النفاسة الذي أشرقت بأنواره العلوم.
مشرق الفضل ومغربه، ومقصد الأدب ومطلبه، ومطلع الشرف ومنبعه. ومنار العلا وموضعه، أوحد الكبراء، وأجمل الفضلاء.
ذو النظم العربي الفائق، والنثر المسكي الرائق. إذ هو حديقة بلاغة زهت مروجها وسماء مكارم أغارت نجوم بروجها، وقلعة
معارف سمت أبراجها وبحيرة لطائف تمت أمواجها.
ونوافج مسك نفح أريجها، وكعبة علم لبى حجيجها. فكان في أفق الروم كالبدر الشارق. وفي أجمتها كالأسد الكاسر الماذق.
تعطرت به معالم تلك الأطلال. وتمسكت بنفحات فضائله تلك الرجال.
له تصانيف منظومة كالدر، وتآليف مطبوعة كالزهر، وله شعر بكل لسان وفضل بكل مكان.
فمن مآثره الزاهرة، ومحامده الفاخرة، قوله مخمساً أبيات الحبر الهمام، والبحر الطام الشيخ نور الدين الدمياطي. الشاملة لنظم أسماء الله الحسنى، وقد أضاف إليها من أسماء فلنذكر بعضاً منها. فمنها قوله:
صمدت لأمر معضل متبتلا
…
بأنوار صنعاء الهدى متوسلا
وأقفو حديث المصطفى ومبجلا
…
وأبدأ باسم الله والحمد أولا
على نعم لم تحص فيما تنزلا
…
وكم لطف رب لا يعد بجنسه
كليم هدى المنان فضلا لأنسه
…
بأنعمه فعم خزانة قدسه
فمنها ثناء للإله بنفسه
…
على نفسه اذ ليس يحصيه من تلا
ولله عبدان ومنهم كرامه
…
خصوصاً رسول الله جل مقامه
له فضل رب ليس يدني ختامه
…
ومنها صلاة الله ثم سلامه
على المصطفى سر الوجود المكملا
ومنها:
بأحمد محمود بصاحب حجة
…
محمد المختار ماح ورحمة
أجب دعوتي مستعجلا وامح كربتي
…
وكن يا رحيما راحما ضعف قوتي
ويا مالكاً كن لي نصيراً وموئلا
ومنها:
على حامد يا رب صل معظما
…
وحاشر إكليل صلاة مفخما
بحق وحيد تب علينا ترحما
…
ويا مؤمن هب لي أمانا مسلما
وستراً عميماً يا مهيمن مسبلا
…
وصل وسلم دائماً ربنا على ال
مقفى حبيب الله نور الهدى وهل
…
لنا غيره من شافع حالة الوهل
أزل يا عزيز الذل عني فلم أزل
…
بعزك يا جبار مكفى مجملا
ومنها:
ولي مجيب مجتبى كان رحمة
…
لمخلوق رب العالمين ونعمة
إلهي أنلني منك عفواً وهمة
…
وهب لي يا وهاب علماً وحكمة
وللرزق يا رزاق كن لي مسهلا
…
أيا طيباً غيثاً ويا سيداً هدى
أعذني أجيراً هول يوم إذا بدا
…
ويا ناصراً شفع من الله أسعدا
وبالخير يا فتاح فافتح وبالهدى
…
وبالعلم كن لي يا عليم مفضلا
أيا صاحب المعراج يا منشط الكسل
…
ويا صاحب البرهان يا مطمس الزلل
أعني وخلصني من الكرب والوجل
…
وأعل مقامي يا علي فلم أزل
بكبرك قدري يا كبير مبجلا
…
وكن لي يا خير الأنام مطهر ال
جنان شفيعاً حافظاً كربة الوجل
…
أغثني به ربي بريئاً من العلل
ويا حي اذهب موت قلبي فلم أزل
…
بذكرك يا قيوم ما دمت موصلا
بتال وأميّ عن الشوب أصفني
…
وأنقى أبر مصلح رب واحمني
سمعت مناجاتي وأنت مهوني
…
فقابل الهي بالرضا منك واكفني
صروف زماني مكثرا ومقللا