الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله الحيدري
(1)
عبد الله بن حيدر
فخر الخلائق درة التاج الذي
…
بسواه هام ذوي العلى لم يفخر
روض فضائل فسيحة الرحاب. وحديقة فواضل مخضرة الهضاب. تفتحت شقائق كمالاته وآدابه، وتوردت خلائق خلائقه بدخوله إلى الفضل وانسيابه.
تبسم وجه الزمان الحالك من بشره، وتنسم زهر الأدب الضاحك من بسطه ونشره. جرى في حلبة العلم وتصنيفه فملأ العنان، وحاز السبق في ترصيعه وترصيفه فحاز مجامع البيان.
فحاكت تصانيفه عقود الثريا، وشاكهت تآليفه جريان العبير إضاعة وريا.
انفرد بكل فن من العلوم عقلا ونقلا، ورسا بكل بحر من الفهوم رزانة وثقلا. فهو غواص بحر الكمال، الذي ما له في في استخراج لآلئ المعارف مثال.
(1) عد له ابراهيم فصيح الحيدري بعض المؤلفات، ولم يذكر تاريخ وفاته. فمن كتبه حاشية على حاشية اللاري في الحكمة، وحاشية على حاشية قول احمد التفتازاني وحاشية على حاشية امير ابي الفتح في آداب الفتح، وحاشية على شرح عصام الدين على رسالة البيان وعلى شرح رسالة الوضع، وحاشية على كتاب الفرائض من تحفة ابن حجر، وغير ذلك (عنوان المجد ص 129)
قل للمحاول شأوه
…
قصّر خطا هذي المساعي
فانظر لمرآة الزمان
…
وقد غدت ذات اتساع
لا غير صورة مجده
…
فيها تراه ذا انطباع
إمام أئمة البراعة، وهمام أسنمة اليراعة. الذي أصبح لعين الكمال انسانا، ولأكف المعالي إصبعا وبنانا. التقط من مصنفات أهل العلم كل درة جبراً لخاطرهم، وتصرف فيها بأنواع التصرفات مع أن بحره مستقى من جواهرهم. فلم يبق في العلم درج ولا كتاب، إلا ونقشه بحواشي خطه الذي هو الذهب المذاب.
فتصانيفه لا تعد، وتآليفه لا تحد، متداولة بالأيدي والأنامل، ومتطاولة على الأكارم والأفاضل، غنية عن التعريف والبيان، لامعة كلمع السنان في البنان.
وقد مات وهو شاب، بعد أن ملأ من العلم الرحاب، ودفن معه علم لو قسم على أهل الأرض لكفاهم، وعلى أهل العصر لأشبعهم ووفاهم.
وقد صحبت نجله حسن، فرأيته حسنا يفتخر بحسنه على أبناء الزمن. قد صرف أوقاته إلى الزهد والطاعة، وجعلها دون التدريس من نفائس البضاعة. لا زالت سحب الرحمة تحفهم، وشآبيب الغفران تلفهم.