الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد الجواد
(1)
هذا الذي ركب جواد الأدب فذلله. ورقى هام عطارد وانتعله، وارتفع في ذروة المعارف حد الارتفاع. وتعطر في مروج الفصاحة حتى عبق وضاع.
فطريقته في المعارف، مبرأة من المحذور والمخاوف. ففهمه قفل كمال، ويده مفتاح مقال. ونفثاته تدل على خبرته في الأدب وتعرف ان كلماته نبذة من شهد أو ضرب. فوجوده قد نبت في الشرف، فأثمر كل لطيفة وحمل كل ظرف.
قد كساه الكمال ملابس كماله. ووهبه رائق حسنه وفائق جماله، جرى فيه ماء الأدب والفصاحة. وتحكم فيه تيه الفضل وهيف السماحة. باه بكماله، زاه بفضله وافضاله.
وحيد له الأفضال طبع وشيمة
…
وفيه انتهى علم الورى والتكرم
له شعر كالطل، وقريض كاللؤلؤ المنحل، وقد أوردت منه شيئاً يسيرا ولكنه في القدر كبير.
(1) محمد الجواد البغدادي: فاضل من اهل بغداد. له شعر فيه الجودة. توفي سنة سبعين ومائة والف.
ذكره الزركلي في الاعلام 6: 302 (نقلا عن مختصر المستفاد مخطوط).
وذلك قوله مقرضاً على قصيدة حسن بن عبد الباقي الموصلي التي مدح بها حضرة السيد الهمام، والأسد الضرغام، الإمام الحسين ابن الإمام علي، رضي الله عنهما. وهي: قد فرشنا لوطئ تلك النياق، إلى آخرها والقصيدة هي:
ألا يا ذوي الألباب والفهم والفطن
…
ويا مالكي رق الفصاحة واللسن
خذوا للأديب الموصلي قصيدة
…
بدر المعالي قلدت جيد ذا الزمن
تسير بها الركبان شرقا ومغربا
…
فتبلغها مصراً فشاماً إلى عدن
غلت في مديح الآل قدراً وقيمة
…
فأنى لمستام يوفي لها الثمن
تفنن في تشبيبها ورثائها
…
تفنن قمري ينوح على فنن
فأعظم بممدوح واكرم بمادح
…
صفا قلبه للمدح في السرو العلن
فلم أر أن يأتي أديب بمثلها
…
لأخطأ في المرمى وضاق به العطن
فكيف وقد أضحى يقلد جيدها
…
بدر رثاء السبط ذي الهم والمحن
سليل البتول الطهر سبط محمد
…
ونجل الإمام المرتضى وأخي الحسن
شهيد له السبع الطباق بكت دما
…
ودكت رواسي الأرض من شدة الحزن
وشمس الضحى والشهب أمسين ثكلا
…
ووحش الفلا والأنس والجن في شجن
على مثله يستحسن النوح والبكا
…
وسح الأماقي لا على دارس الدمن
فلله حبر حاذق بات ناسجا
…
بديع برود لم تحك مثلها اليمن
حسينية أوصافها حسنية
…
بتقريضها غالى ذو والفهم والفطن
فلا غرو أن أربى على الدر حسنها
…
فعنصرها يعزى إلى والد حسن
جزاه اله العرش عن آل أحمد
…
أتم جزاء فهو ذو الفضل والمنن
وزوجه الحور الحسان تفضلا
…
كما في رثاء السبط قد طلق الوسن
وسقاه بالأكواب ولدان جنة
…
شرابا طهوراً حف بالشهد واللبن
فدونكها عذرا وابنة ليلة
…
صبية لفظ جانبتها يد الوهن
نتيجة سباق إلى غاية العلا
…
إذا لز يوما مع مجاريه في قرن
ولا بدع أن فاق الجواد بسبقه
…
فان لم يكن سباق غايتها فمن
صعاب القوافي الغر حطت رحالها
…
لديه وقد أضحت تقاد بلا رسن
فأفرغ عليها حلية الصبر إنها
…
لعارية عن وصمة الغل والدخن
فلا زلت في برد الفصاحة رافلا
…
وشانيك يكسى حلية العي واللكن
***