الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السيد حسين المشهدي
(1)
وارث الفضل والنهى والكمال
…
نخبة المجد شمس أفق المعالي
فاضل كامل أديب نجيب
…
سيد مسند فريد المعالي
شريف أينع وجوده في رياض السيادة، وأزهرت أوراق مجده في دوحة الفضائل والإفادة. أشرقت شموس كمالاته على بطاح العلوم ونارت بدور مقالاته على روابي المنثور والمنظوم. وأينع ربيع طبعه حتى عطر الشام، وتفتحت فيه ورود البلاغة من أنواع أزهار الأقحوان والخزام.
فنقش روابي الأدب بألوان أزهاره، وأزهر مرابع البلاغة بنفيس أنواره فكل روضة من رياض الادب بفصاحة يانعة، وكل مرتبة من الحسب بكمال أخلاقه شاسعة.
أبلغ أهل الفصاحة كلاماً، وأرفع أرباب البلاغة مقاماً.
وأعلاهم فضلا وكرماً وأرجاهم مناخاً وحرماً. صاحب القدر الشامخ، والفخر الرفيع الباذخ.
رئيس حرم المنظوم والمنثور، وشيخ مقامات المفهوم والمنشور.
(1) ترجم له ياسين العمري في (غاية المرام ص 259) فقال «السيد حسين المشهدي البغدادي، الشاعر المجيد، فيه تشيع، ومن شعره مخمسا قوله:
سقيا لعهد بالعقيق ومعهد
…
ولجيرة أخذوا فؤادي من يدي
امطار حي شكوى الغرام ومنشد
…
وسكت عن ذكر تاريخ وفاته.
ذو الذات القدسية، والبلاغة القسية. الذي اشتهر في الكمال، وظهر ظهور النيرين في جوف الليال، لشدة ذكائه، وعميق فكره وردائه.
غلبت على طبعه السوداء، حتى كاد لا يفرق الظلام من الضياء ومع هذا فلم يشذ عن الأدب، ولا انحط من البلاغة عن الرتب.
رأيته وسلطان السوداء غالب على حاله، وهو ينظم الفرائد في سلك لئاله. له من النظم ما يشاكه العسل، ويشابه النوم في المقل. وقد اثبت منه في هذا الكتاب، ما هو في الشراب كالحباب فمن ذلك قوله مقرضاً على قصيدة حسن (1) أيضاً:
أمنتجع المولى الشهيد لك البشرى
…
فقد عظم الله الكريم لك الأجرا
لقد سرت من دار السلام ميمماً
…
إلى حرم زاك فسبحان من أسرى
وخضت ظلام الليل شوقاً لقربه
…
كذاك يغوص البحر من طلب الدرا
وشنفت أسماع الورى بلالئ
…
لجيد مديح السبط نظمتها شعرا
ودبجت من نسج الخيال مطارفاً
…
ممسكة الأردان قد عبقت نشرا
يطرزها مدح الحسين أخي التقى
…
عماد الهدى عين العلا بضعة الزهرا
(1) يريد قصيدة الشاعر حسن بن عبد الباقي الموصلي التي قالها في رثاء الحسين عليه السلام. وقد مرت ترجمته مع القصيدة.
فجاءت بألفاظ هي الخمر رقة
…
وفرط صفا لكن لها نشأة أخرى
تنوب عن الشمس المنيرة في الضحى
…
سناء وان جن الدجى تخلف البدرا
وقفنا على تشبيبها ورثائها
…
فألبابنا سكرى وأجفاننا عبرى
فيا لك من نظم رقيق صفت له ال
…
قلوب فأذكت من توقدها حجرا
ولا غرو إن أبكت معاني نظامها ال
…
عيون بألفاظ قد ابتسمت ثغرا
فيا حسن الأخلاق والاسم من له
…
محاسن فاقت بالسنا الأنجم الزهرا
هنيئاً لك الفخر الذي قد حويته
…
بشعر بمدح الآل قد زاحم الشعرى
فقد شكر الرحمن سعيك فيهم
…
وعوضكم عن كل بيت بها قصرا
فمدحهم للمرء خير تجارة
…
مدى الدهر لا يخشى بها تاجر خسرا
وكن واثقاً بالله في دفع شدة
…
شكوت إليهم من مقاماتها صفرا
ولا تضجرن من حادث الدهر ان عرا
…
فسوف يعيد الله عسركم يسرا
وجد لنظامي بالقبول تفضلا
…
وأعذر فإن الحر من أعذر الحرا
وقال يذكر مرض السوداء مضمناً ومعجزاً أبيات لامية العرب: (1)
إذا مالت السوداء بي في أوانها
…
فأني إلى قوم سواكم لأميل
لحى الله قوماً لا يثاب أخو الوفا
…
لديهم ولا الجاني بما جر يخذل
ولا لصديق غاب عنهم مودة
…
تصان ولا في قربهم متعلل
كأنهم أعداء حر مكاتم
…
سرى راهباً أو راغباً وهو يعقل
ألفت قفاراً إذ جفتني أصاحبي
…
وفيها لمن خاف القلا متحول
وقد لذ لي قطع الفيافي كأنني
…
أذل تهاداه التنائف أطحل
تروعني إن روع الوغد ثعلب
…
وأرقط زهلال وعرفاء جبأل
وكنت أخا حزم جسور فها أنا
…
اليف اذا صارعته اهتاج أعزل
(1) لامية العرب قصيدة ذات 68 بيتا وهي للشنفرى، شمس بن مالك الازدي. وهو شاعر جاهلي ومطلعها:
أقيموا بني امي صدور مطيكم
…
فاني الى قوم سواكم لأميل
وقد شرحت عدة شروح وترجمت الى الانجليزية والألمانية.
ورقت لما ألقاه حالي وملني
…
فريقان مسئول وآخر يسأل
وذو الحقد يلقاني بما لست ارتضي
…
وأضرب عنه الذكر صحفاً فأذهل
إذا هي هزتني ألم بأضلعي
…
وجيف وارزيز وحر وأفكل
وصلت عظامي من نحول كأنها
…
قداح بكفي ياسر تتغلغل
كأن دماغي في المصيف إذا اعترت
…
يظل به المكاء يعلو ويسفل
كأن بكفي عائناً بعوارضي
…
خيوطة ماري تغار وتفتل
كأن جفوني اذ جفاها رقادها
…
كعاب دحاها لاعب فهي مثل
وطوراً أراني حين أغفو كأني
…
على قنة أقعي مراراً وأمثل
فإن كان جنياً فذلك طبعه
…
وان كان انسانا ماكها الإنس تفعل
كأن وفود الهم لم يلف مشرب
…
يعاش به إلا لدي ومأكل
فيا خير من زمت إليه ركائب
…
وشدت لطيات مطايا وأرحل
ويا مطلق الأسرى ويا متفضلا
…
عليهم وكان الأفضل المتفضل
شكوت إليك الضر فارحم ضراعتي
…
وللصبر إن لم ينفع الشكر أجمل
وله مخمساً:
سقياً لعهد في العقيق ومعهد
…
ولجيرة أخذت فؤادي من يدي
أمطارحي شكوى الغرام ومنجدي
…
حدث فان ربا العقيق وثهمد
يجلى بطيب حديثها قلب الصدى
…
فلقد وهى جلدى وصبرى عند ما
رحلوا فاجريت المدامع عند ما
…
ونراهم وسنا المحاجر قد همى
بين حديثك كيف خلفت الحمى
…
قد طال عهدي بالديار فجدد
أحبب إلي بأرضهم وسمائهم
…
فببغيتي أسماء من أسمائهم
موتي بهم للبعد عن أحيائهم
…
بالله قص علي من أنبائهم
فإذا ثملت بها وملت فردد
وله مخمسا أبيات العارف بالله الشيخ عمر بن الفارض:
أأحبابنا إن زدتم بالتذلل
…
ولم تسمحوا يوماً بطيف معلل
فإني بمرآة الهوى والتخيل
…
أشاهد معنى حسنكم فيلذ لي
خضوعي لديكم في الهوى وتذللي
وأغدو بدمع سال فيض غروبه
…
بطرف يراعي النجم حين غروبه
وأصبو لنفح الشيح عند هبوبه
…
واشتاق للمغنى الذي أنتم به
ولولا لكم ما شاقني ذكر منزلي
…
دعتني دواعي حبكم فأطعتها
وطرف غرامي في رضاكم تبعتها
…
وإن تك أيام الوصال منعتها
فلله كم من ليلة قد قطعتها
…
بلذة عيش والرقيب بمعزل
وكم همت في أرجاء تلك المعالم
…
ليالي لا أصغي للومة لائم
إذ السعد والإقبال عبدي وخادمي
…
ونقلي مدامي والحبيب منادمي
وأقداح أفراح المحبة تنجلي
…
بكأس تمنى الأفق لو كان حاليا
بأنجمه والبدر لو كان ساقيا
…
سموت به أوج المسرة راقيا
ونلت مرامي فوق ما كنت راجيا
…
فوا طربا إن تم هذا ودام لي
وهيهات هذا القرب شط به النوى
…
نعم ولواه ساعد البين فالتوى
ومذ فاض شوقا مدمع ثم بالجوى
…
لحاني عذولي ليس يعرف ما الهوى
وأين الشجي المستهام من الخلي