الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخي مصطفى الخوشناوي
علامة الآفاق من آدابه
…
لعلومه أضحت طرازاً مذهبا
هذا الذي استظهر العلم بظهوره، وسفر وجه الفضل بسفوره، وأحجم الجهل بإقدامه، وأقال أهل العلم بظلال خيامه. يمين العلم وأمينه، ومعين الفضل ومعينه. قد تنورت أسرة المبار والمسار بفضائله. وتكورت أنواء الأنوار بمكارمه وفواصله. وسحت سماء الكمال بغمامه. وصحت أمزجة الاعتلال بمزيد اهتمامه. وطال جناح النجاح ببشره، وطاب صباح الصلاح بنشره وتبلجت أيا من الأيام بأسماره. وأرجت أرجاء الرجال بإفادته، وثبتت أنواء الكمال بسعادته، وقرت الأعين بوجود ذاته، وأقرت الألسن بمحمود صفاته. وتمت بأدبه المواهب والمحاسن، وعمت بأربه المآرب والميامن. وفاضت بعلومه العالية البركات. وآمنت بفهومه السامية الحسنات.
واهتزت أعطاف الأدب بتقريره. واعتزت اكناف الطلب بصفو ضميره. وتطرزت الكمالات بكمالاته المذهبة، وفاحت في مهاب المحاب أنفاسه المطيبة. ودرت أفاويق الآفاق بأقماره،
ودانت أشعة الإشراق لشروق أسماره. وأشرق أفق الفضل به بعد كموده، وأنار فلك العلم بأشعة وجوده.
فهو واحد الفضل الذي يبهر بتقريره، وأوحد الوجود الذي سما على سميره ونظيره. رب الحجا والأدب، الذي فاق بعجمته فصحاء العرب.
فضل أرانا فضل سحبان نهى
…
وذكا اياس في نوادر أحمد
ملك الفصاحة والبلاغة والتقى
…
وعلا على كل الورى كالفرقد
فهو أحد أشياخي الذي استفدت منه، وبحر العلوم الذي أخذت أدبي عنه. له في كل علم يد، وهو في العربية جدار فصاحة ممتد. إن حدث فالغمام في هطله، أو نطق فالسحاب في وبله.
مرجع العلم وأربابه، وقمر الكمال في بابه. وهو في الفروع والأصول، مما يعد من الأكابر والفحول. وهو على كل حال نادرة الزمان، لا يفي بتقرير فضائله يراع ولسان. لا زال في كبد سماء الكمال هلال، ما اندرجت الأيام وانطوت الليال.
***