الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمود الكويي
هذا الناجح المرام، واللابس من الفضل برود الإكرام. اشتهر ببهاء فضله، وحصل العلم من ري فضله على نهله. قد تبسمت ثغور الكمالات بسداد علمه، وانتظمت أمور جمهور أولي الألباب بحداد فهمه. وقوي ساعد العلم بمساعدته، واستمد زند الكمال بمجاهدته. حتى بدت في جبهته لليل الجهل غرره وأوضاحه، وملأت طرفي العلم والأدب مسراته وأفراحه.
أورد من الفضل كل ما يسر ويبهج، وسرد من الأدب كل ما يضيء ويوهج. أورث بوجوه أهل العلم من فضائله بهجة، وأودع ألسنة أولي الأدب من بلاغته لهجة ابتهج العلم بوجوده وأنار، وانزعج الجهل بسعوده وغار. أضاءت ليالي الفضل بأهلته واشرقت، وانتكست رءوس أهل الأدب لحسام بلاغته وأطرقت.
اظهر من الفضل ما لم يكن مذكورا، وأزهر من الكمال حدائق كان قبل ذلك مستورا. فسال بالفضل في كل واد، وجال بالأدب في الأطلال والوهاد. فتكلم في كل مسألة، وتفحص عن كل مشكلة. فحاز كل فاضل منه فضلا، وتفيأ كل كامل فيه ظلا.
قداح زند الفضل لا ينفك عن
…
أدب وفضل في الأنام مسطرا
لا خلق أروى للفضائل والعلى
…
منه وقد أنسى الغمام الممطرا
هاجر إلى الشام، رغبة في زيادة تلك القبور العظام. فهو الآن نزيلها، وبالفضل سهيلها ومسيلها. قد حط بذراها رحال الإقامة، وخط على جبينها خط الزهد والاستقامة.
اجتمعت به مراراً، فوجدته غماماً سائلا وبحراً زخارا. فهو إلى الآن، في تلك البلدان، مرجع فضل وعلى، ومحط كمال لكل الملا.
***